دور المانحين في الأثر الجماعي

دور المانحين في الأثر الجماعي
www.unsplash.com/ NeONBRAND
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

أخذ موظفو قسم البرامج في مؤسسة ماري رينولدز بابكوك (Mary Reynolds Babcock)على عاتقهم أداء مهام منصب جديد. مسؤول شبكة العلاقات. وعلى الرغم من أن هذا التغيير طفيف فهو يشير إلى تغيير مهم في نظرة موظفي المؤسسة لدورهم في دعم المؤسسات غير الربحية والشبكات في مختلف القطاعات، مثل الشبكة الأبالاشية المركزية – سي أيه إن (Central Appalachian Network – CAN)، وهي مبادرة للأثر الجمعي تعنى بالتنمية الاقتصادية المجتمعية والمستدامة في المنطقة.

لتحفيز مبادرات الأثر الجمعي المعنية بمجال التعليم وتنمية الشباب، جمع موظفو مؤسسة كالامازو كوميونيتي فاونديشن (Kalamazoo Community) في ميشيغان الشركاء من قادة المؤسسات غير الربحية وأفراد المجتمع المحلي في قاعة الاجتماعات، ثم تركوهم ليعملوا على وضع الخطة الاستراتيجية للمبادرة.

يمنحنا المثالان السابقان طريقتين يتبنى فيهما المانحون إمكانيات مساعي الأثر الجمعي. يعد المانحون أنفسهم شركاء رئيسيين في البرامج لا مجرد ممولين لها، ويعملون على جمع مختلف القطاعات والمجتمعات لمعالجة القضايا المعقدة وإحداث التغيير الدائم، ويحفزون الجهات المختلفة على التواصل ويضعون الأسس لتشكيل المبادرات. وبسبب مكانتهم وديناميات القوة الكامنة في العلاقة بين المانحين والجهات المتلقية للمنح، فهم يقومون كذلك بتحقيق توازن دقيق.

قدمت تجارب المانحين مثل مؤسسة بابكوك ومؤسسة كالامازو كوميونيتي فاونديشن وغيرهما، 3 دروس ثمينة لجميع المانحين المشاركين في مساعي الأثر الجمعي: فهم احتياجات الشركاء المتنوعة وتحقيق التوازن بينها، وتحفيز مختلف الأطراف بحذر على التواصل، وتمويل تكاليف التعاون.

اقرأ أيضاً: تقييم الأثر الجماعي: التعلُّم أثناء العمل

فهم احتياجات الشركاء المتنوعة وتحقيق التوازن بينها

تدرك الشراكات الناجحة أن جميع المشاركين يتوقعون أن يسهموا في تحقيق الأثر الجمعي ويستفيدوا منه في آن معاً. ففي مبادرات الأثر الجمعي يعقد المانحون شراكات مع المانحين الآخرين والجهات المتلقية للمنح وغيرهم، وبالتالي يجب عليهم فهم احتياجات شركائهم ودوافعهم. ويمكن تمثيل طبيعة مساعي الأثر الجمعي الشاملة لعدة قطاعات بمنحنى تعليمي حاد (منحنٍ يعبر عن سهولة تعلم مبادئ أي شيء وصعوبة إتقانه بسرعة).

فمثلاً عند تكوين شراكة مع مانحين آخرين لوضع استراتيجية التمويل، ينبغي للشركاء التفاوض بشأن شروط مشاركة كل مانح، ويجب عليهم طرح أسئلة مثل: ما هي رؤية كل مانح بشأن المبادرة؟ كيف سيتناسب هذا العمل مع استراتيجية الأشمل للمانح؟ كيف يمكننا تلبية هذه الاحتياجات المتنوعة؟

تقول الرئيسة والمديرة التنفيذية لمؤسسة كالامازو كوميونيتي فاونديشن، كاري بيكيت-إيرواي: “يجب أن يتحلى المانحون بوعي ذاتي كافٍ ليدركوا احتياجاتهم، وبالثقة الكافية للإفصاح عن مصلحتهم الشخصية بطريقة أفضل من فرض أحكامهم وشروطهم”. تدعم مؤسسة كالامازو كوميونيتي فاونديشن شبكة التعليم في مبادرة كالامازو الكبرى، وهي مبادرة للأثر الجمعي تهدف إلى ضمان جهوزية كل طفل في المدينة للمدرسة والكلية والحياة المهنية.

يتبع الكثير من الممولين نصيحة كاري، ومن الأمثلة على ذلك مبادرة سي أيه إن التي بدأت عام 1993 شبكة صغيرة من المؤسسات الشعبية متخصصة في الاستدامة الاقتصادية بالمناطق الأبالاشية الممتدة في كنتاكي وأوهايو وفرجينيا وغربي فرجينيا. ومنذ ذلك الحين تطورت المبادرة لتصبح مبادرة للأثر الجمعي معنية بتطوير استراتيجيات التنمية الاقتصادية لزيادة قدرة المنطقة على التكيف واستدامتها، وتتألف المؤسسة من 6 مؤسسات غير ربحية من 5 ولايات مختلفة، تنسق أنشطتها مؤسسة دعم مرجعية.

تدعم مجموعة متنوعة من الممولين مبادرة سي أيه إن. مثل المؤسسات الوطنية والإقليمية والوكالات الحكومية، ولكل منها أولويات خاصة بها. ولكنها تتعاون معاً على نحو متزايد للتوفيق بين استثماراتها، في الواقع. بعد التقاء كل منها بالأخرى في اجتماعات مختلفة مع الجهات المشتركة المتلقية للمنح، قرر كثير من الشركاء في تمويل المبادرة العمل على فهم مصالح الشركاء الآخرين بصورة أوضح. تقول نائبة مدير مؤسسة بابكوك، ساندرا ميكوش: “أدركنا أن لكل منا نظريات معينة حول التغيير، ولم يكن أي منا يحاول إقناع الآخرين بتبني نظرية تغيير واحدة، بل كنا نحاول فهم سبب اهتمام كل ممول بهذه الشبكة. نظرنا إلى مصلحتنا الجماعية وأدركنا أننا نريد تنسيق تمويلنا للشبكة لتحقيق تأثير أفضل”. أدت هذه الحوارات إلى إنشاء مجموعة موازية من المانحين، وهي شبكة الممولين في أبلاشيا (Appalachia Funders Network) التي تضم 30 عضواً رسمياً وأكثر من 50 مشاركاً من غير الأعضاء، وتمثل الشبكة مجموعة كبيرة من الممولين من القطاعين العام والخاص الذين يدعمون التنمية الاقتصادية في منطقة أبالاشيا الوسطى، ومنهم جميع ممولي مبادرة سي أيه إن السابقين والحاليين.

فيما يخص تمويل مساعي مبادرة سي أيه إن، ركزت مؤسسة بابكوك اهتمامها على أنواع الدعم الذي يقدمه المانحون الآخرون، ثم عملت على سدّ الفجوات. على سبيل المثال، كان أحد المانحين المحليين مهتماً بمحاكاة إحدى استراتيجيات التنمية الاقتصادية، لكن قيوداً جغرافية فُرضت على تمويل بعض المانحين المحليين، ونتيجة لذلك قررت مؤسسة بابكوك تقديم دعم تشغيلي عام على مدى عدة سنوات لكل مؤسسة كانت جزءاً من الشبكة وللشبكة بأكملها للمساعدة في ضمان نجاحها على المدى الطويل. وسدّ هذا التمويل ثغرات كبيرة في الدعم مثل وظائف تنسيق شبكة العلاقات وبناء القدرات، والنفقات التشغيلية مثل تكاليف الاجتماعات والسفر.

يقول منسق شبكة مبادرة سي أيه إن المشارك في البرنامج التابع لمؤسسة الدعم الرئيسية، رورال سبورت بارتنرز (Rural Support Partners)، أندرو كروسون: “بما أن مبادرة سي أيه إن هي شبكة تعمل بنهج الأثر الجمعي، فلا بد أن تستقطب مجموعة متنوعة من الممولين، ما يعني ضرورة تلبية عدة اهتمامات غير متوافقة في الوقت ذاته، وكان مستوى التواصل بين ممولي شبكة سي أي أن مهماً، إذ يساعدهم على إدراك الأولويات المختلفة لكل منهم وطرائق تكاملهم من خلال دعم المهام المختلفة للشبكة، ما يساعدها على النمو والعمل بشكل أكثر فعالية”.

الأسئلة التي ينبغي أن ينظر المانحون فيها عند الموازنة بين الاحتياجات:

  • ما رؤيتي عن هذا العمل؟ ما الافتراضات التي أحملها بشأنه؟
  • ما أهم المجالات التي تهتم مؤسستي بدعمها؟ ما الاحتياجات التي لن تتمكن من تلبيتها؟
  • ما درجة المرونة التي أعزم على إبدائها؟
  • ما المجال الذي تستطيع مؤسستي إضافة قيمة فريدة إليه من المبادرة؟
  • ما الذي أعرفه عن اهتمامات شركائي في التمويل واحتياجاتهم؟

اقرأ أيضاً: الشروط الخمس لتحقيق الأثر الجماعي على الصحة والرفاه

تحفيز مختلف الأطراف على التواصل بعناية

يتمتع المانحون برؤية شاملة وفريدة لما يحدث على صعيدَي القضايا والمجتمعات، وهي تساعدهم على تحفيز مبادرات الأثر الجمعي. إذ يستفيد المانحون من هذه المكانة في جمع المؤسسات غير الربحية للتحقق من احتمالات التشارك معها، ويستثمرون علاقاتهم لتعريف الجهات المتلقية للمنح إلى صناع القرار الذين قد لا تتمكن من لقائهم بطريقة أخرى، كما يمكنهم الاستفادة من قدرتهم التنظيمية لتنظيم لقاءات بين مجموعات متنوعة من أصحاب المصلحة للخوض في محادثات شاملة.

ومن ناحية أخرى، ثمة مسار مهم لا بد للمانحين من اتباعه؛ عليهم أن يدركوا أن دورهم يقتصر على الجمع بين الجهات المختلفة لتكوين العلاقات ثم التراجع لمعرفة ما سينتج عن ذلك، وليس إرغامهم على بناء هذه العلاقات أو قرض الاستراتيجيات، فالمؤسسات غير الربحية وأعضاء المجتمع وغيرهم من الشركاء يملكون المعرفة والخبرات العملية التي لا تقل أهمية عن الرؤية الشاملة للمانحين، ويتطلب تشكيل استراتيجية الأثر الجمعي الأخذ بكلا المنظورين.

على سبيل المثال. دعمت مؤسسة بابكوك مبادرة سي أيه إن من خلال جمع أعضائها مع شركاء أو مجموعات إقليمية أخرى بناءً على تطبيق فكرة ما “مسؤول شبكة العلاقات” فعلياً، تقول ساندرا: “تتمثل رؤيتنا لدورنا بصفتنا مسؤولي شبكة العلاقات في قضاء الوقت في مكان ما، وفهم منبع التحفيز فيه والمجالات التي تشهد عملاً فعالاً و تحديد بعض الشركاء المحتملين”.

يجب أن يكون رأي المانحين في مبادرات الأثر الجمعي واحداً من الآراء المتعددة التي تسهم في صياغة الاستراتيجية وتحديد الأهداف. يعكس هذا الدور نقلة كبيرة من نهج العمل الخيري الاستراتيجي التقليدي حيث تنفذ المؤسسات المانحة نظرياتها الخاصة فقط حول التغيير.

لنتفكر في العلاقة بين المانحين في مؤسسة كالامازو كوميونيتي فاونديشن وشبكة التعلم؛ عندما كان أعضاء شبكة التعلم يحددون استراتيجيتهم، قرر موظفو مؤسسة كالامازو كوميونيتي فاونديشن أنه من الأفضل أن يتنحوا حرفياً كي لا يوقعوا أثراً غير مرغوب فيه على الاستراتيجية. تقول كاري بهذا الخصوص: “بادرت المؤسسة بجمع الأطراف لمناقشة استراتيجية الشبكة”. ولكن مع تقدم المحادثات، شعرت كاري وموظفوها أنهم كانوا يعيقون عملية التقدم، أضافت: “شعرت أن قادة المجتمع لم يكونوا صادقين حول ما يجب فعله، بل كانوا يسألوننا: ما الذي تريدون تمويله؟ لهذا السبب تراجعنا، ما أفسح لهم المجال للتقدم وقيادة تنفيذ خطتهم”، وعندما غادر موظفو المؤسسة القاعة سارت المجموعة في اتجاه مختلف، فوافقت المؤسسة على الخطة الجديدة ودعمتها مجسدة بذلك ثقتها في شركائها.

من الأهمية بمكان بناء هذا المستوى من الثقة، فبالنسبة لمؤسستي بابكوك وكالامازو كوميونيتي فاونديشن كانت الثقة متجذرة في الثقافة والقيم المؤسسية. تقول ساندرا: “تتمثل إحدى القيم الأساسية التي كانت جزءاً من مؤسسة بابكوك منذ تأسيسها قبل 60 عاماً في أن أفراد المجتمعات هم أفضل من يعرف طرائق معالجة المشكلات”.

الثقة والشمول والاحترام هي قيم مهمة في مؤسسة كالامازو كوميونيتي فاونديشن أيضاً، فعلى مدى السنوات القليلة الماضية عملت المؤسسة على تحسين معايير التنوع والشمول والإنصاف، وكان لعملها أهمية حاسمة في إنشاء إسهامات مثمرة من المجتمع لصياغة شبكة التعلم.

تضيف كاري: “يجب أن تدعو إلى الاجتماع أشخاصاً يبدون مختلفين ويرون العالم من منظور مختلف كي تبتكر أفكاراً أفضل. فما إن تجمعهم حول طاولة الاجتماع يجب أن تكون قادراً على إجراء المحادثة على النحو المناسب كي يشعروا أنهم مدعوون حقاً لمشاركة ذلك المنظور وأن وجودهم ليس رمزياً فقط، وستتمكن بصفتك قائداً مجتمعياً من تحقيق ذلك غالباً بوعيك الذاتي الكافي للتراجع والتزام الصمت والسماح لهم ببدء الحوار وابتكار الأفكار. وحين يقومون بذلك احرص على احترام أفكارهم وأنصت لها وقدرها”.

الأسئلة التي ينبغي أن ينظر فيها المانحون عند تحفيز مختلف الأطراف على التواصل بعناية:

  •  ما المعارف أو العلاقات التي أملكها تتمتع بالقيمة للمبادرة؟
  • كيف أوازن بين الحاجة إلى التحفيز على التواصل وضرورة عدم فرض ذلك؟
  • كيف نستقطب آراء متنوعة إلى طاولة الاجتماعات بصدق؟
  • ما مدى انفتاحنا على إسهامات الآخرين وأفكارهم؟
  • هل يتبادل شركاء الأثر الجمعي الثقة اللازمة ليتمكنوا من العمل معاً؟

اقرأ أيضاً: مبادرات الأثر الجماعي: كيف ننسق بينها؟

 تمويل تكاليف التعاون

في تمويل مبادرات الأثر الجمعي، تتمثل إحدى أهم الطرائق ليقدم المانحون الدعم في الإسهام بتغطية تكاليف مواصلة التعاون. يمكن أن يتخذ هذا الدعم أشكالاً متنوعة، مثل تمويل المهمة الأساسية أو دعم بناء قدرات المشاركين في الشبكة أو قدرات الشبكة بالمجمل أو تغطية تكاليف التقييم أو دعم الحوارات أو البحوث أو غيرها من التكاليف. كما يتيح الدعم المطلق للمؤسسات تكييف مبادرات الأثر الجمعي مع الظروف المتغيرة بمرونة.

تقدم مؤسسة بابكوك دعماً تشغيلياً عاماً على مدى عدة أعوام لتمويل بعض المؤسسات الفردية التي تنتمي إلى مبادرة سي أيه إن وتمويل شبكة المبادرة نفسها، وتستخدم المبادرة هذه الأموال لدعم دور التنسيق الأساسي للشبكة وتغطية تكاليف الاجتماعات والبحث والتقييم، وتقديم منح العبور لبناء إمكانيات الشركاء.

تقول ساندرا: “أقنعنا شركاء الشبكة أنه لمتابعة التقدم إلى المستوى التالي من العمل يجب أن يتمكنوا من تقييم أثرهم الجمعي وتقديره وقياسه، ولذلك كان عليهم تطوير ذلك الإطار الاستراتيجي بشكل جماعي ثم قياسه”.

بالإضافة إلى تغطية النفقات التي لا يغطيها البرنامج. أتاح الدعم المرن من مؤسسة بابكوك لمبادرة سي أيه إن العمل بذكاء وخفة والتكيف مع الاحتياجات والفرص الجديدة. تقول ساندرا: “إذا اضطرت المؤسسة إلى انتظار مرور دورة تقديم المنح لمواكبة المستجدات، أو انتظار إدراك الممول للتغيير والتفكير فيما إذا كان مستعداً للانتقال من استراتيجيته المتبعة في تنفيذ البرامج إلى أخرى، فسيحد ذلك بشدة من قدرة المؤسسة أو الشبكة على التكيف. ولذلك يمنح تقديم الدعم التشغيلي العام بناءً على النتائج الأساسية الممول مسؤولية المساءلة ولكنه يمنحه قدراً أكبر من المرونة لتكييف الاستراتيجية والشركاء بطرق أخرى من أجل تحقيق النتائج، كما أننا نبقى على تواصل مع الجهات المتلقية للمنح كي نفهم المبرر المنطقي للقيام بهذه التعديلات”.

لا يقل الدعم الطويل الأمد أهمية عن التمويل المرن، إذ تتناول مبادرات الأثر الجمعي القضايا العامة وتعمل وفق أطر زمنية طويلة لصنع التغيير، لذلك يجب أن يكون المانحون على استعداد للالتزام بها على المدى الطويل والمحافظة على واقعية توقعاتهم حول تقدم وتيرة التغيير.

تقول كاري في ذلك: :”نحن نلتزم بتقديم 5 ملايين دولار لمدة 5 سنوات لشبكة التعلم، ونعترف بأن حتى ذلك ليس كافياً إذ يجب على الممولين الخوض في هذا الأمر بوعي وحرص شديدين”.

كما يمكن للمانحين دعم التعاون بطرائق أخرى، فبالإضافة إلى تقديم التمويل. تدعم مؤسسة كالامازو كوميونيتي فاونديشن التعاون من خلال تكريس وقت الموظفين لقيادة مهام التواصل الخاصة بشبكة التعلم.

تتابع كاري: “لم تكن شبكة التعلم لتكون موجودة لولا تكريس إمكانيات موظفي مؤسستنا لها، ولكن ذلك يحتم علينا القيام به على نحو لا يبرز المؤسسة المجتمعية قدر الإمكان، حتى لا يشعر جميع الشركاء الآخرين أنها كغيرها من مبادرات المؤسسات المجتمعية.

أسئلة ينبغي على المانحين النظر فيها عند تمويل تكاليف التعاون:

  • كيف نوفر الوقت ونسدد التكاليف اللازمة لهذا التعاون؟
  • هل نقدم الموارد المناسبة والاهتمام الكافي لتقييم هذه المبادرة؟
  • ماذا نفعل لضمان استمرارية هذه المبادرة على المدى الطويل؟
  • هل تتمتع هذه المبادرة بالمرونة اللازمة للتأقلم مع الظروف المتغيرة؟

توفير قاعدة نجاح مستقرة

لتقديم أكثر المساهمات فعالية لمبادرات الأثر الجمعي يجب أن ينتبه المانحون إلى طرائق تفاعلهم مع هذه الشراكات، ويجب أن يوازنوا بين الأصول المتنوعة التي يقدمونها وجداول أعمالهم، وأن يقروا بتفاوت السلطات الأساسية. كي تكون شريكاً فعالاً في الأثر الجمعي لا بد أن تتمتع بالمرونة وتتعهد بالالتزام على المدى الطويل وتكون مستعداً لمشاركة السلطة وعملية صنع القرار مع الآخرين. تُلزم هذه المتطلبات كثيراً من المانحين بإجراء تغيير جوهري في مناهجهم المتبعة، لكن عندما يتمكنون من تحقيق التوازن المناسب تزداد احتمالات تلبيتهم احتياجات المبادرة وتوفير قاعدة نجاح مستقرة.

اقرأ أيضاً: تحقيق الأثر الجماعي لمجموعة الشباب الواعدين

يمكنكم الاطلاع على النسخة الإنجليزية من المقال من خلال الرابط، علماً أنّ المقال المنشور باللغتين محمي بحقوق الملكية الدولية. إنّ نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.