التغيير والتأثير الاجتماعي هدفان مهمان يسعى العالم إلى تحقيقهما في ظل التحديات الصعبة التي يشهدها اليوم، لكن تسريع حركة التقدم الاجتماعي تحتاج إلى خلق مساحة آمنة للاستكشاف والابتكار والجمع بين الأشخاص والأصوات المتنوعة لتبادل الرؤى والأفكار حول مستقبل أكثر استدامة.
من هذا المنطلق، ستستضيف أبوظبي لأول مرة النسخة الحادية عشرة من "المؤتمر العالمي للأعمال الإنسانية الآسيوية 2024"، الذي تنظمه شبكة الاستثمار الاجتماعي (AVPN)، في الفترة من 23 إلى 25 أبريل/نيسان 2024، بهدف توحيد مجتمع الاستثمار الاجتماعي وخلق مستقبل أفضل في آسيا.
وسيقدّم المؤتمر فرصة أكثر شمولاً للتعلم والتواصل بين المستثمرين والمانحين والشركات وصانعي السياسات والباحثين ورجال الأعمال والشركاء المحدودين من جميع أنحاء العالم، وسيستضيف 1,500 شخص من 44 دولة، و254 متحدثاً، وسيُنظم أكثر من 100 جلسة تشمل ورشاً متقدمة وعروض التأثير الحية، ومعارض ثقافية.
لماذا آسيا؟
من تباطؤ الاقتصاد العالمي إلى تبعات جائحة كوفيد-19، تمكّنت آسيا من مواجهة التحديات الصعبة، وكان لها أثر واضح في النمو العالمي، إذ تعد موطناً لأكبر الاقتصادات نمواً في العالم، ومع اقتراب الموعد النهائي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في 2030؛ يجب النظر إلى قصة النمو في آسيا من زاوية اجتماعية، وتسخير الغنى والتنوعين الثقافي والاجتماعي من أجل تحقيق التأثير المستدام.
لذا، حان الوقت لتوجيه رؤوس الأموال نحو معالجة القضايا المُلحة في آسيا، وجمع الممارسين من القطاعات كافة للالتقاء واستكشاف نماذج جديدة للتأثير الاجتماعي. ومن غرب آسيا، وتحديداً في أبوظبي، وتحت رعاية رئيس المجلس الدولي الإنساني والخيري، الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، "ستوحَّد آسيا من أجل مستقبل مستدام"، بما يؤكد دور دولة الإمارات وجهودها في تحقيق التنمية المستدامة. وسيُبنى الاجتماع على 3 مجالات رئيسة:
1. التعاون
لا تستطيع الجهود الفردية وحدها إحداث تأثير في المجتمع والتوصل إلى حل جذري للقضايا المُلحة، فالأمر يتطلب المزيد من الإرادة والخبرة والرؤية المشتركة والاعتماد على الإسهام بدلاً من الإسناد لبناء قاعدة تمويل مستدامة.
ومن خلال تبادل المعرفة والشراكات بين أصحاب المصلحة المتعددين ومساعدة المانحين والممولين على توجيه استراتيجياتهم وممارساتهم المستقبلية في العطاء، يمكن التغلب على تحديات مرتبطة بالتعليم والرعاية الصحية والمساواة بين الجنسين، والتغير المناخي والتعافي من الكوارث.
2. القيادة المحلية
تُعد المجتمعات المحلية أساس التنمية الفعالة، إذ لا يمكن أن تكون نقاشات التأثير الاجتماعي على مستوى المؤسسات أو الحكومات فقط، بل يجب إعطاء الفرصة للأصوات المحلية التي تعمل من أجل التغيير على نطاق واسع.
ومن المهم الاعتماد على القيم الاجتماعية والتاريخية المشتركة لتوحيد المجتمعات وتحديد اتجاهات العطاء، لأن ذلك سيساعد على التوصل إلى أفضل الطرق لصياغة حلول مبتكرة للتحديات الأكثر إلحاحاً، فالإبداع والابتكار لا يقتصران على قطاع أو فئة معينة بل تجب إتاحة مساحة للجميع للإسهام في خلق التأثير، وسيقدم مؤتمر (AVPN) هذه الفرصة لكل صنّاع التغيير.
3. الابتكار
إرادة التغيير وحدها لا تكفي، إذ تتطلب معالجة التحديات المعقدة والمترابطة مستويات عليا من التفكير من أجل الخروج بحلول فعّالة، وعلى الرغم من أن التطور التكنولوجي شكّل نقطة أساس للحلول الجديدة والقدرة على التكيف وتحسين والقابلية للتوسع، فإن الابتكار يرتبط أيضاً باكتشاف أساليب مستدامة لتسخير رأس المال من أجل التأثير.
تتعامل شبكة (AVPN) التي تضم أكثر من 600 عضو من 33 دولة، مع الاستثمار الاجتماعي باعتباره سلسلة متواصلة من رأس المال تُمكن الممولين من تنويع استثماراتهم لخلق تأثير أعمق، ونسجت العديد من قصص النجاح حول كيفية مساعدة الأعضاء على تحريك رأس المال نحو التأثير، ومنها تمكين الشركات من العثور على الشركاء المناسبين لمعالجة مشاكل سوء التغذية في الهند، إذ يعاني نحو 70% من الأطفال الملتحقين بالمدارس نقص التغذية، ولا تؤتي الجهود المتفرقة لحل هذه المشكلة ثمارها، ومن خلال الجمع بين أصحاب المصلحة، وفّرت شبكة (AVPN) البيئة المناسبة لتبادل المعرفة واستكشاف كيفية البناء على العمل الحالي الذي يُنجز على أرض الواقع.
وستسجل الشبكة نقطة تميّز جديدة، لأن المؤتمر السنوي لهذا العام سيكون الأكثر شمولاً حتى الآن، إذ سيربط بين شمال آسيا وجنوبها وشرقها وغربها، وسيخلق فرص تشكيل تحالفات واسعة النطاق في السعي لتعزيز العمل التعاوني.