لماذا تركز مؤسسة الوليد للأعمال الإنسانية على الحلول التعاونية المستدامة؟

2 دقائق
مؤسسة الوليد للأعمال الإنسانية
shutterstock.com/Yaping

من الشراكات وعمليات الدمج إلى جهود التأثير الجماعي؛ يساعد استخدام هذه الطرق المختلفة للعمل التعاوني في بناء قدرات المؤسسات غير الربحية بأقل وقت وتكلفة، إذ يمكن أن يؤدي بناء تحالفات غير ربحية على أساس مهام مماثلة أو قرب جغرافي إلى زيادة كفاءة استخدام الموارد وتعزيز مشاركة المعلومات، أو التوصل إلى طرق مبتكرة لجمع التبرعات والوصول إلى مصادر جديدة للدخل.

يتطلب التعاون من المؤسسات الربحية توسيع دائرة شبكتها المهنية والاستفادة منها لضمان الاستمرار والنمو، في السعودية مثلاً، تعتمد مؤسسة الوليد للإنسانية منذ تأسيسها عام 1980 على بناء جسور التواصل مع المؤسسات الخيرية والحكومية والتعليمية للوصول إلى حلول مستدامة من أجل تنمية المجتمعات، وتمكين المرأة والشباب، والربط بين الثقافات، ومدّ يد العون عند وقوع الكوارث.

أهمية العمل التعاوني في القطاع الخيري

يحتاج القطاع الخيري في المنطقة العربية لاعتماد النهج التعاوني الذي تتبعه مؤسسة الوليد للأعمال الإنسانية من أجل تعزيز ممارسات المسؤولية الاجتماعية؛ فبحسب دراسة جزائرية بعنوان: سبل تفعيل الشراكة بين قطاع الأعمال والقطاع الخيري لدعم المسؤولية الاجتماعية، لا تزال المنطقة بحاجة لترسيخ ممارسات المسؤولية الاجتماعية وضبطها وعدم إخضاعها لأهواء المؤسسات، ووضع التشريعات والقوانين التي تُيسر الشراكات بين الفاعلين، واعتماد مبادئ المساءلة والمحاسبة وما يرتبط بها من التدفق الحر للمعلومات والبيانات، والمكاشفة والإفصاح.

ولا تقتصر أهمية العطاء التعاوني على تعزيز المسؤولية الاجتماعية، وإنما يتيح الفرصة أمام المانحين للتعلم واكتساب الخبرة في اتخاذ القرارات وزيادة التأثير وإدارة المخاطر.

استراتيجية العطاء التعاوني

يعتمد بناء القدرة التعاونية للمؤسسة الخيرية على استراتيجية محكمة تقوم على حشد الجهات المعنية بالمشكلة التي تسعى إلى حلها، ثم وضع إطار تنظيمي يضمن إيصال صوت جميع الأطراف والحفاظ على مصالحهم، وبناء الثقة من خلال التوزيع العادل لحقوق اتخاذ القرار، للتوصل إلى صياغة هدف نهائي مشترك، وتحديد الأولويات والمشاريع التي تتطلب جهداً مشتركاً.

تُطبق مؤسسة الوليد للإنسانية هذه الاستراتيجية وتركز على المرونة والشمولية في تقديم المساعدات، واعتماد الممارسات المبنية على الأدلة لضمان نجاح مشاريعها، التي باتت بمثابة استثمار تنموي وثقافي وتعليمي وصحي، يتعدى مجرد مد يد العون وتلبية الاحتياجات الغذائية والمادية والاجتماعية، على سبيل المثال، في عام 2013 دعمت 46 ألف طفل وأسرة داخل الحدود السورية وخارجها بمبلغ 400 ألف دولار بالتعاون مع بنك الطعام الإقليمي ومنظمة إنقاذ الأطفال (Save The Children).

التعاون

يركز التعاون في العمل الخيري على الرؤية المشتركة، والاعتماد على المساهمة بدلاً من الإسناد لتشجيع الممولين على إعادة التفكير في كيفية معالجة القضايا المجتمعية المُلحّة، وعليه اتخذت الوليد للإنسانية شعار "سوياً من أجل الخير"، وركزت على عقد شراكات مع مجموعة واسعة من المؤسسات لتساهم في تغيير العالم من خلال تقديم الإغاثة في حالات الكوارث، وتنمية المجتمعات، وبناء جسور بين الثقافات، وتمكين النساء والشباب. وتعاونت مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، سدايا، لإطلاق أول مبادرة من نوعها لتأهيل المحاميات السعوديات المتخصصات في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي.

إطلاق الحملات

يبدأ التغيير طويل الأمد بنشر أفكار ومفاهيم مؤثرة تساعد في تطوير المجتمعات؛ لذا تعمل المؤسسة على إطلاق الحملات بهدف تغيير طريقة تعامل المجتمع مع قضايا مهمة، مثل حملة الكلمة تفرق، الهادفة إلى رفع مستوى الوعي لحماية الأطفال والشباب من التنمر المدرسي، وتسليط الضوء على أثر الكلمة وتوابعها النفسية والمجتمعية، وأطلقت المؤسسة أيضاً تطبيقاً يربط الطلاب بالمستشارين الاجتماعيين واستخدمت ملصقات ذكية داخل دورات المياه تُمكن الطلاب من الإبلاغ عن أي تنمر دون الكشف عن هويتهم، وعلى أثر الحملة، اتخذت وزارة التعليم عدة خطوات لمعالجة ظاهرة التنمر في العديد من المدارس.

مشاركة الأفكار

تساهم الأفكار في إحداث تأثير حقيقي والتعامل مع القضايا والمشاكل من منظور مختلف، وعليه خصصت مؤسسة الوليد للإنسانية مدونة لاستعراض أفكارها ورؤيتها حول التحديات المجتمعية وكيفية معالجتها بطرق مبتكرة.

التمويل والاستثمار

لا يقتصر عمل المؤسسة على تمويل الأفراد أو الجهود الإنسانية الخاصة؛ وإنما يمتد للمساهمة في المشاريع والشراكات المستدامة، وفهم المتطلبات المجتمعية الملحة وتحديد المناطق الأكثر احتياجاً للمساعدة، وعلى مدار نحو أربعة عقود، وصلت إلى أكثر من مليار مستفيد حول العالم باستثمارات تزيد عن 4 مليار دولار.

يتولد نجاح العمل الخيري من الشراكات والإيمان بالقدرة على تغيير المستقبل للأفضل من خلال فتح قنوات الحوار للتوصل إلى أفضل الحلول للتحديات المجتمعية.