المؤتمر العالمي للأعمال الإنسانية الآسيوية يخرج بالتزامات تمويل تدعم جهود التنمية المستدامة

2 دقيقة
المؤتمر العالمي للأعمال الإنسانية الآسيوية
avpn.asia

اختُتمت فعاليات الدورة الحادية عشرة لـ "المؤتمر العالمي للأعمال الإنسانية الآسيوية"، والتي استضافتها أبوظبي لأول مرة من 23 حتى 25 أبريل/نيسان 2024، وركزت على جذب التمويلات اللازمة لتسريع وتيرة التنمية، وبحث فرص الشراكة والتعاون وتبادل الخبرات من أجل التوصل إلى حلول مبتكرة للتحديات الأكثر إلحاحاً.

تمويل الاستدامة عند مفترق طرق

حذرت الأمم المتحدة في تقريرها الأخير من أزمة التمويل التي تحول دون وصول الدول النامية إلى أهداف التنمية المستدامة، حيث تقدر الفجوة في تمويل التنمية بنحو 4.2 تريليون دولار سنوياً.

لذا كان لا بد من التحرك العاجل لسد هذه الفجوة، من خلال تعزيز بناء تحالفات واسعة النطاق والأثر بين المستثمرين الاجتماعيين على جبهات متعددة، لمواجهة التحديات بسرعة وكفاءة أكثر، ونجح المؤتمر العالمي للأعمال الإنسانية الآسيوية في توحيد هذه الجهود وتسريعها، إذ استقطب أكثر من 1500 من مشارك بالإضافة إلى مستثمرين وفاعلي خير وشركات وصناع سياسات وباحثين ورواد أعمال مؤسسات تنفيذية من جميع أنحاء العالم، وسجِّل التزامات تمويل تتجاوز قيمتها 150 مليون دولار لدعم جهود التنمية في مجالات مختلفة مثل مكافحة الفقر، والأمراض، والحفاظ على البيئة.

ونذكر من هذه الالتزامات:

خصصت دولة الإمارات العربية المتحدة 50 مليون دولار لدعم المرحلة الثانية من صندوق العيش والمعيشة (LLF 2.0)، الذي يُعنى بدعم الدول الأعضاء في البنك الإسلامي للتنمية من أجل تنفيذ مشاريع مستدامة، وتعهدت مبادرة "بلوغ الميل الأخير" التي تشمل مجموعة من البرامج الصحية العالمية بتقديم تمويل بقيمة 15 مليون دولار للمعهد العالمي للقضاء على الأمراض المعدية (غلايد).

وتخلّل المؤتمر عقد اتفاقية مهمة بين دولة الإمارات ممثلةً بوزارة التغير المناخي والبيئة وإندونيسيا للحد من التلوث البلاستيكي عبر تعزيز القدرات ورفع مستوى وعي الجهات الفاعلة بمشكلة النفايات البلاستيكية وتطبيق الأنظمة الدائرية المستدامة لإدارة النفايات.

فيما وقعت مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية مذكرة تفاهم مع حكومة مدينة أستانا في كازاخستان لتأسيس مركز لتأهيل الأطفال من ذوي الهمم في منطقة يسيل، وخصصت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية تمويلاً بقيمة 27 مليون دولار لتمكين الشركات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة من تنمية أعمالها وتطوير المشروعات التي تعزز قدرات رواد الأعمال الشباب في الدول الأقل نمواً في العالم.

وفي السياق نفسه، أطلق مركز الشباب العربي "برنامج القيادات الشابة في القطاع الثالث"، الذي يعمل إعداد الكوادر الشبابية وبناء قدراتها وتأهيلها في المجالات الخيرية والتنموية والإنسانية، ويستهدف في نسخته الأولى نحو 20 شاباً وشابة دون سن 35 عاماً من مختلف أرجاء المنطقة العربية، ممن يمتلكون تجارب عملية متنوعة في المؤسسات غير الربحية.

ويندرج استثمار طاقات الشباب في القطاع الخيري تحت إطار اهتمام دولة الإمارات بفئة الشباب واعتبارها أساس بناء مستقبل مستدام، حيث تصدرت الإمارات قائمة البلدان المفضلة للعيش بالنسبة للشباب العربي للمرة التاسعة على التوالي، بحسب استطلاع رأي الشباب العربي لعام 2020.

وشهد المؤتمر إطلاق نظام إيه في بي إن إمباكت كولاب (AVPN ImpactCollab) والذي يعد أول نظام للاستثمار الاجتماعي يعتمد على النتائج طورته سلطة النقد في سنغافورة، وبدأت المرحلة الأولى من النظام بإطلاق منصة النتائج الاجتماعية الأولى من نوعها لجمع البيانات عن البرامج والمبادرات وتقييمها من حيث التكلفة والنتائج والكفاءة لمساعدة المستثمرين الاجتماعيين على اتخاذ قرارات تمويل مستنيرة.

وتتوافق هذه الخطوة مع ما أكده الرئيس التنفيذي لشركة الهلال للمشاريع، والمبعوث الخاص لشؤون الأعمال والأعمال الخيرية، بدر جعفر خلال مشاركته في المؤتمر على أهمية البيانات والأبحاث في الاستثمار الاجتماعي، فزيادة الاهتمام بالممارسات المبنية على الأدلة وتركيز الممولين والمانحين الجدد على العمل الخيري الاستراتيجي الذي يركز على معايير المساءلة والشفافية، ستزيد الطلب على تجميع البيانات وتحليلها بصورة أفضل.

كما أبرمت الشبكة الآسيوية للأعمال الإنسانية مذكرة تفاهم مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لاستكشاف طرق الاستفادة من التمويل المبتكر من أجل تحسين المستوى المعيشي للنازحين قسراً عبر آسيا.

إن الغنى والتنوع الثقافي والاجتماعي التي تتمتع به قارة آسيا، ودور دولة الإمارات وجهودها في قيادة مستقبل العمل الخيري، جعل من المؤتمر فرصة مهمة لتعظيم الاستثمار الاجتماعي والاستفادة من تجمع صناع السياسات وأصحاب المصلحة في القطاع الخاص وروّاد القطاع غير الربحي من أجل إحداث تغيير مستدام.

المحتوى محمي