طرق استفادة المؤسسات غير الربحية من الذكاء الاصطناعي

8 دقيقة
العمل غير الربحي

عندما يفهم رواد الأعمال الاجتماعيون والممولون طرق استفادة المؤسسات غير الربحية من الذكاء الاصطناعي فسيعرفون الإمكانات الهائلة لقدرة الذكاء الاصطناعي على إحداث تأثير اجتماعي.

تخيل أنك في عام 2050، كيف ترى تأثير الذكاء الاصطناعي في العالم؟ مهما تخيلت فسيكون الواقع مختلفاً بعض الشيء. خذ أجهزة الكمبيوتر الشخصي على سبيل المثال. في بداياتها الأولى في الثمانينيات، سوّقت شركات التكنولوجيا أفضل حالات الاستخدام التي تخيلتها آنذاك، مثل تقليل الأعمال الورقية، وإجراء العمليات الحسابية، وتذكر الأشياء التي يمكن نسيانها مثل أعياد الميلاد ووصفات الطعام. كان من المستحيل أن تتخيل أنه بعد عقود من الزمن ستكون هذه الأجهزة أصغر من كف اليد وستتصل بمليارات الأجهزة الأخرى وتستجيب للصوت واللمس.

من الصعب علينا أن نعرف كيف سنستخدم التكنولوجيات الجديدة في المستقبل، وينطبق ذلك على الذكاء الاصطناعي. تظهر حالات استخدام جديدة كل يوم مع أننا في بداية عصر الذكاء الاصطناعي. ولفهم كل ما يحدث، نشر المختصون العديد من المخططات بهدف تنظيم الحزم التكنولوجية وتطبيقات القطاع الخاص للذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، لم نتمكن من التوصل إلى لمحة عامة عن كيفية توظيف المؤسسات غير الربحية للذكاء الاصطناعي لإحداث التأثير.

أردنا أن نفهم بالضبط ما كان يحدث في مجال "المؤسسات غير الربحية الناشئة المدعومة بالذكاء الاصطناعي". لماذا؟ أولاً، من الصعب بناء ما لا تفهمه، فتوفير مشهد عام يساعد رواد الأعمال الاجتماعيين على فهم الإمكانات الهائلة لتوظيف الذكاء الاصطناعي لإحداث تأثير اجتماعي والاستفادة منها. ثانياً، نريد المساعدة في إزالة الغموض عن هذا المجال بالنسبة للممولين حتى يتمكنوا من المساعدة على تحقيق إمكانات هذه التكنولوجيا الجديدة في إحداث تأثير.

تعمل المؤسسات غير الربحية المدعومة بالذكاء الاصطناعي على تصميم الحلول للعديد من المشاكل الاجتماعية، وقد نشرت شركة جوجل دوت أورغ (Google.org) مؤخراً موجزاً بحثياً بعنوان "الذكاء الاصطناعي في الواقع العملي: تسريع التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة" (AI in Action: Accelerating Progress Towards the Sustainable Development Goals) يبين أن الذكاء الاصطناعي يدفع التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة الـ 17 جميعها. برزت 3 أهداف ذات قدرة كبيرة على التحول من خلال الذكاء الاصطناعي، وهي الهدف 3 (الصحة الجيدة والرفاهة)، والهدف 4 (التعليم الجيد)، والهدف 13 (العمل المناخي). وعليه، تركّز هذه السلسلة على كيفية تحويل المؤسسات غير الربحية المدعومة بالذكاء الاصطناعي لقطاعات المناخ والرعاية الصحية والتعليم.

ينمو القطاع الخاص للذكاء الاصطناعي بمعدلات غير مسبوقة، وكذلك ينمو قطاع المؤسسات غير الربحية المدعومة بالذكاء الاصطناعي. كشف بحث تعاوني أجرته شركة جوجل دوت أورغ عن زيادة بنسبة 300% في توظيف الذكاء الاصطناعي لمعالجة أهداف التنمية المستدامة منذ عام 2018. بالإضافة إلى ذلك، شهدت أحدث مجموعة من المتقدمين لمسرّع الشركات الناشئة التابع لمؤسسة فاست فورورد (Fast Forward’s Startup Accelerator)، وهو برنامج مدته 3 أشهر للشركات الناشئة غير الربحية في مراحلها المبكرة، زيادة بنسبة 600% في عدد المتقدمين من المؤسسات غير الربحية المدعومة بالذكاء الاصطناعي مقارنة بالعام السابق، وتظهر حلول جديدة على الإنترنت كل أسبوع.

ولفهم كل ذلك، حللت مؤسسة فاست فورورد ما يقرب من 100 حالة استخدام، وتعاونت مع قادة في منظومة التكنولوجيا التي تهدف إلى إحداث تأثير اجتماعي، وأجرت مقابلات مع عشرات المبرمجين. ساعدتنا هذه المحادثات في تصنيف الأحداث الجارية. صممنا مشهداً عاماً للعمل لربط الحقائق، وفي النهاية ظهرت 4 فئات كبيرة من حالات استخدام الذكاء الاصطناعي غير الربحي، وهي تنظيم البيانات وتقديم الاستشارات والترجمة والمنصات. ومن المثير في الأمر أننا وجدنا أن غالبية المؤسسات غير الربحية المدعومة بالذكاء الاصطناعي لا تستخدم الذكاء الاصطناعي بطريقة واحدة فقط. وتتكون حلولها من مجموعة من حالات الاستخدام.

سنتعمق في كل فئة من هذه الفئات، ولكن أولاً سنتناول بعض الجوانب الخاصة المتعلقة برسم المشهد العام:

  • يركز هذا المشهد على توظيف الذكاء الاصطناعي لتعزيز أهداف التأثير الأساسية، فهو لا يخوض في كيفية تحسين الذكاء الاصطناعي للعمليات الداخلية للمؤسسات غير الربحية. سنتحدث عن ذلك لاحقاً.
  • هذا التوصيف ليس شاملاً بأي حال من الأحوال. بحلول الوقت الذي تقرأ فيه هذا المقال، من المحتمل أن نكون قد اكتشفنا طرقاً جديدة ومختلفة تستخدم بها المؤسسات غير الربحية الذكاء الاصطناعي.
  • لا ترتبط حالات الاستخدام بمجال معين ويمكن تطبيقها في المجالات جميعها، من التعليم إلى حقوق الإنسان إلى المناخ.

المشهد المتنامي للمؤسسات غير الربحية المدعومة بالذكاء الاصطناعي

تنظيم البيانات

تعزز حلول الذكاء الاصطناعي في هذه الفئة ما يمكن للبشر فعله بالبيانات. قبل أن ينتشر الوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع، كانت المؤسسات بحاجة إلى عالِم بيانات لفهم مجموعات البيانات الكبيرة غير المنظمة. كنا نتعلم لغة الآلة، والآن يمكن للآلات أن تستجيب للغتنا من خلال الواجهات البينية التي تستهدف المستهلك والتي يتيحها الذكاء الاصطناعي التوليدي. إن ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي التي يسهل استخدامها يجعل من يمتلك معرفة تقنية بسيطة قادراً على فهم البيانات والتفاعل معها. وجدت مؤسسة فاست فورورد ضمن هذه الفئة 3 فروع رئيسية:

  • البحث: تستخدم المؤسسات الذكاء الاصطناعي لفرز كميات هائلة من البيانات وتحليلها لزيادة قوة البحث وسرعته. فالمهام البحثية التي كانت تستغرق سنوات أصبحت الآن ممكنة في غضون أيام، ومن خلال باحث واحد بدلاً من فريق عمل. تستخدم مؤسسة ريبوت آر إكس (RebootRx)، على سبيل المثال، الذكاء الاصطناعي لفرز مئات الآلاف من الأوراق البحثية لتحديد الأدوية الجنيسة المناسبة لعلاج السرطان.
  • التنظيم: تستخدم المؤسسات الذكاء الاصطناعي لمواءمة مجموعات كبيرة من البيانات، ما يضمن سهولة الوصول إلى المعلومات المناسبة. يمكن للعديد من المؤسسات غير الربحية الاستغناء عن العمل طوال الأسبوع لفرز جداول البيانات أو أكوام من المستندات. تعمل مؤسسة ليرنينغ إيكويتي (Learning Equality) التعليمية العالمية غير الربحية على مواءمة مكتبات كبيرة من المحتوى التعليمي مع معايير المناهج الدراسية في بلدان معينة. طابقت المؤسسة على سبيل المثال 12,000 مصدر تعليمي مع أكثر من 2,000 فئة تعليمية في أوغندا، وهي مهمة شاقة قد تستغرق أشهراً دون الذكاء الاصطناعي.
  • المراقبة: تستخدم المؤسسات الذكاء الاصطناعي لجمع البيانات وتحليلها باستمرار، وتوفير أفكار وتنبيهات فورية. يمكن الجمع بين البيانات المعقدة التي تجمعها أجهزة الاستشعار في جميع أنحاء العالم وتحويلها لتوليد رؤى بسيطة يمكن للإنسان تفسيرها وللتوصية بإجراءات واضحة. تقدم مؤسسة وات تايم (WattTime) مثالاً على ذلك، إذ تستخدم هذه المؤسسة غير الربحية، باعتبارها جزءاً من تحالف كلايمت تريس (Climate TRACE)، الذكاء الاصطناعي لمراقبة كميات هائلة من صور الأقمار الصناعية للكشف عن انبعاثات الغازات الدفيئة لكبرى الجهات التي تتسبب بالتلوث.

تقديم الاستشارات

في هذه الفئة توظف المؤسسات الذكاء الاصطناعي لتوسيع نطاق تبادل التجربة الإنسانية بين البشر، وهي فئة الذكاء الاصطناعي التي تواجه المستخدم والتي يواجهها الكثير منا كل يوم. ومثال ذلك بوتات الدردشة مثل جيميناي (Gemini)، وتشات جي بي تي (ChatGPT)، وميدجيرني (Midjourney) وغيرها. ما يجعل عمل المؤسسات غير الربحية المدعومة بالذكاء الاصطناعي في هذه الفئة فريداً من نوعه هو أن منتجاتها مصممة لجماهير محددة للغاية قد يتجاهلها الجميع. ولأن العديد من هذه المؤسسات غير الربحية المدعومة بالذكاء الاصطناعي تأسس خصوصاً لخدمة الفئات السكانية الضعيفة، فإن حالات تجربة المستخدم وسلامته تحظى بأهمية قصوى.

يتفرع تقديم الاستشارات إلى 3 فروع:

  • التقييم: تستخدم المؤسسات الذكاء الاصطناعي لأتمتة تقييم معلومات المستخدم وتقديم التوصيات المناسبة. يوفر هذا النوع من الذكاء الاصطناعي توصيات مصممة خصوصاً بناءً على معلومات المستخدم، مع عملية تفاعل مصممة لتكون مباشرة وموحدة. تقدم مؤسسة جوي إدجوكيشن (Joy Education) مثالاً على ذلك، حيث يقرأ الطلاب الصغار لأداة مدعومة بالذكاء الاصطناعي مدة 3 دقائق. يشخص الذكاء الاصطناعي الجوانب التي تحتاج إلى تحسين لدى القارئ ثم يزود المعلمين وأولياء الأمور بخطة تعليمية مخصصة له.
  • التوجيه: تستخدم المؤسسات الذكاء الاصطناعي لمساعدة المستخدم على اجتياز عملية معقدة، وتوجيهه عبر مسار مخصص. تنطبق حالة الاستخدام هذه على العمليات المعقدة والمتعددة الخطوات مثل التقدم بطلب للحصول على مساعدة مالية أو التعامل مع نظام رعاية صحية جديد. على سبيل المثال، توفر منصة هيرا ديجيتال هيلث (HERA Digital Health) للرعاية الصحية الرقمية للاجئين إرشادات شخصية ومفصلة خطوة بخطوة للرعاية الصحية في حالات الطوارئ.
  • التدريب: تستخدم المؤسسات الذكاء الاصطناعي التفاعلي الذي يحاكي التفاعل البشري بوصفه خبيراً في مجالات محددة. وبفضل هذه الأدوات، يمكن للمجتمعات الحصول على دعم فوري عالي المستوى دون الحاجة إلى دفع أجور مدربين محترفين. تهدف منصة خانميغو (Khanmigo)، وهي مساعد تعليمي مجاني مدعوم بالذكاء الاصطناعي تابع لأكاديمية خان (Khan Academy)، إلى تقديم خبراء في المواد الدراسية لجميع الطلاب. وبهذه الطريقة، يستخدم المختصون الذكاء الاصطناعي التوليدي في وضع المناهج الدراسية للمعلمين، ودعم العاملين في مجال الزراعة، وتمكين العاملين في مجال الصحة المجتمعية، بعبارة أخرى، تساعد المساعدين.

الترجمة

في هذه الفئة تستخدم المؤسسات الذكاء الاصطناعي للترجمة! فالترجمة الجيدة عامل أساسي في زيادة إمكانية توفير الخدمات. نشهد استخدام الذكاء الاصطناعي للترجمة في مختلف القطاعات، ما يتيح فرصاً في جميع أنحاء العالم. ولا يقتصر الأمر على مجرد ترجمة اللغات، إذ يمكن للمؤسسات غير الربحية أن تربط السياقات أيضاً بفضل الذكاء الاصطناعي التوليدي. إن هذا الأمر بالغ الأهمية للمؤسسات غير الربحية التي تعمل في مجتمعات وثقافات وسياقات مختلفة، بل حتى تلك التي تعمل للحفاظ على حيوانات ونباتات مختلفة.

نرى أن الترجمة تنقسم إلى فرعين:

  • الترجمة: تستخدم المؤسسات الذكاء الاصطناعي لتحسين الترجمة اللغوية وتسهيل التواصل الفعال وإتاحة الخدمات لعدد أكبر من الجمهور. عادةً ما تكون الترجمة مهمة يدوية تستغرق وقتاً طويلاً، لذا فهي مكلفة للغاية، خاصة بالنسبة للغات القليلة الانتشار. علاوة على ذلك، قد لا يستطيع مقدمو الخدمات الاجتماعية الذين يعانون ضائقة مالية تحمل كلفة الترجمة حتى إلى اللغات الرئيسية. يمكن أن يساعد النطاق الواسع والتكلفة المنخفضة للترجمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي في إزالة هذه الحواجز اللغوية. تستخدم مؤسسة يو إس ديجيتال ريسبونس (U.S. Digital Response)، الذكاء الاصطناعي لدعم أداة التأمين الخاصة بها ضد البطالة، التي توفر الترجمة بلغة إسبانية بسيطة للعمال ذوي الكفاءة المحدودة في اللغة الإنجليزية.
  • التفسير: تستخدم المؤسسات الذكاء الاصطناعي لتفسير المعلومات التي لم تكن مفهومة من قبل. فالتحدث إلى الحيوانات، مثلاً، يبدو وكأنه قدرة لن نحصل عليها إلا بالأحلام. ولكن يمكن للآلة التقاط معلومات وأنماط لا يمكن للبشر التقاطها. على سبيل المثال، يستخدم مشروع إيرث سبيشيز بروجكت (Earth Species Project) التعلّم العميق لتصور التمثيلات الدلالية للغة لإتاحة التواصل مع الأنواع الأخرى.

المنصات

يمكّن هذا النوع من الذكاء الاصطناعي الكثير من المؤسسات غير الربحية من توظيف المزيد من أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، مثل بوتات الدردشة القابلة للتخصيص أو المنصات المفتوحة المصدر. فبدلاً من تقديم حلول مُعدّة مسبّقاً، تعمل هذه المؤسسات غير الربحية على تمكين الأشخاص من تخصيص التكنولوجيا لتلبية احتياجاتهم الخاصة. على سبيل المثال، توفر منصة بلاي لاب (Playlab) للمعلمين أدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء تطبيقاتهم الخاصة القابلة للتخصيص وتعديلها ومشاركتها.

* * *

ماذا إن لم تجد المؤسسات غير الربحية طريقة تستفيد بها برامجها من أي من حالات استخدام الذكاء الاصطناعي هذه؟ وماذا إن لم يكن لديها رئيس تنفيذي للتكنولوجيا أو موهبة تقنية لتوظيفها؟ ستظل قادرة على خلق قيمة من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي في العمليات الداخلية. وذلك من شأنه أن يوفر للعاملين والقادة الوقت حتى يتمكنوا من تركيز المزيد من طاقاتهم على الأعمال ذات الأهمية القصوى لرسالة المؤسسة. يشير تقرير حديث صادر عن شركة جوجل دوت أورغ إلى أنه يمكن للمؤسسات أن تبدأ الاستفادة من الذكاء الاصطناعي بطريقتين رئيسيتين. أولاً، يمكنها استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء حملات تسويقية مخصصة تكون جذابة وغنية بالمعلومات ومن المرجح أن تلقى استحساناً كبيراً لدى المتبرعين المحتملين. ثانياً جمع التبرعات. إحدى البدايات السهلة لتوظيف الذكاء الاصطناعي هي محاولة أتمتة المهام المتكررة، مثل ضبط الرسائل بعدد كلمات معين وتخصيص رسائل البريد الإلكتروني.

عندما تستخدم المؤسسات غير الربحية الذكاء الاصطناعي بفعالية، ستزداد قدرتها على خدمة المستفيدين، فالقدرة على تقديم دعم مدروس ومتخصص في أي وقت من اليوم، وتنظيم البيانات بسرعة قياسية، والتحدث إلى الأشخاص الذين يتحدثون لغة مختلفة يمكن أن يحدث تحولاً كبيراً بالنسبة إلى المؤسسات غير الربحية.

على مؤسسي الذكاء الاصطناعي الذي يهدف إلى تحقيق تأثير الاجتماعي ومموليه والمؤمنين به تقديم أفضل الأدوات لحل العديد من المشاكل التي نواجهها اليوم. نحتاج أيضاً إلى أن نكون واعين في تصوراتنا لقدرة الذكاء الاصطناعي على إحداث تأثير الاجتماعي، فالذكاء الاصطناعي وسيلة وليس غاية. من المؤكد أن الحل المدعوم بالذكاء الاصطناعي ليس حلاً سحرياً للمشاكل الاجتماعية. يجب أن تعطي المؤسسات غير الربحية الأولوية للتأثير ولا تستخدم الذكاء الاصطناعي إلا في الحالات التي يساعدها على التوسع. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون الشراكات عبر القطاعات، مثل الشراكات بين المؤسسات غير الربحية الميدانية ومثيلاتها المدعومة بالذكاء الاصطناعي، أداة قوية في معالجة التحديات المجتمعية المُلحة. وبطبيعة الحال، الالتزام بالتوظيف المسؤول أمر لا بد منه عند توظيف الذكاء الاصطناعي لإحداث تأثير اجتماعي، إذ تملك حالات الاستخدام الآمن وخصوصية البيانات وتجنب التحيز الضار أهمية بالغة عند العمل مع الفئات السكانية الضعيفة.

تقول المؤسِّسة المشاركة لمؤسسة أيه بي إن إرسيليا (APN Ersilia) الدكتورة جيما تورون: "نحن نؤمن بأن فوائد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الجديدة هذه لا يمكن أن تظل مقيدة ومتاحة لعدد قليل فقط، يجب أن نعمل على ضمان استفادة الجميع منها على قدم المساواة". لطالما أغفل التقدم التكنولوجي احتياجات الفئات الأكثر ضعفاً. يجب أن تحتل المؤسسات غير الربحية ومؤسسات المجتمع الأهلي موقع الريادة في توظيف الذكاء الاصطناعي. عندما نعزز قدرة المجتمعات المحلية على اتخاذ القرار بشأن توقيت توظيف الذكاء الاصطناعي وطريقته، سيحدث التحول لصالحها وليس ضدها.

سنتعمق في المقالات القادمة في حالات الاستخدام في قطاعات المناخ والرعاية الصحية والتعليم، وسنقدم نظرة على الطرق العديدة التي تستخدم بها المؤسسات الذكاء الاصطناعي لخدمة البشرية.

ومع ذلك، قد تبدو حالات الاستخدام هذه قديمة في وقت قصير. نحن نقلد الواقع الحالي، بحيث تكون الخطوة الأولى في الابتكار التكنولوجي استبدال حالات الاستخدام الحالية. ولكن الخطوة التالية هي التي يمكن أن تغير النماذج الحالية. سيحقق القطاع الاجتماعي قريباً تأثيراً كبيراً بطرق لم نتخيلها بعد.

يمكنكم الاطلاع على النسخة الإنجليزية من المقال من خلال الرابط، علماً أنّ المقال المنشور باللغتين محمي بحقوق الملكية الدولية. إنّ نسخ نص المقال من دون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.