تقدم منصة “ستانفورد للابتكار الاجتماعي” الجزء الرابع من سلسلة “التركيز على المساواة في التأثير الجمعي”، التي تحدثنا في أجزائها الأول والثاني والثالث عن ارتباط نجاح جهود التأثير الجمعي بالمساواة، وقدمنا بعضاً من الاستراتيجيات للتركيز على المساواة التي سنتابع عرضها في باقي السلسلة. في مقالنا اليوم سوف نتحدث عن الاستراتيجية الرابعة التي تتحدث عن الاستماع إلى المجتمع …
أهلاً بك في مجرة! أنت الآن تقف على أعتاب أفضل محتوى عربي ستجده
أبداً على الإنترنت.
أنشئ حساباً واستمتع بقراءة مقالتين مجاناً كل
شهر من أوسع تشكيلة محتوى أنتجته ألمع العقول العربية والعالمية.
تقدم منصة "ستانفورد للابتكار الاجتماعي" الجزء الرابع من سلسلة "التركيز على المساواة في التأثير الجمعي"، التي تحدثنا في أجزائها الأول والثاني والثالث عن ارتباط نجاح جهود التأثير الجمعي بالمساواة، وقدمنا بعضاً من الاستراتيجيات للتركيز على المساواة التي سنتابع عرضها في باقي السلسلة. في مقالنا اليوم سوف نتحدث عن الاستراتيجية الرابعة التي تتحدث عن الاستماع إلى المجتمع واتخاذ الإجراءات بمشاركته.
الاستراتيجية #4: الاستماع إلى المجتمع واتخاذ الإجراءات بمشاركته
عندما ننظر بصدق إلى جذور التحديات التي تواجه العديد من المجتمعات، يتضح لنا ضرورة التحول من العمل في المجتمعات إلى العمل معها ودعم هذا العمل من قبل المجتمعات ذاتها. فعلى سبيل المثال، إذا أدركنا صعوبة الوصول إلى 12,000 امرأة في سن الإنجاب في ستة مناطق مختلفة مع وجود تفاوتات كبيرة في نتائج الولادة، فسوف ندرك أن أولئك الذين هم بالفعل على علاقة بهؤلاء النساء ويحظون بثقتهن، ضروريون لتحقيق النتائج المرجوة. إن العائلات والأصدقاء والجيران والمجموعات العاملة بالفعل في المجتمع، يمتلكون جميعهم المعرفة والمهارات والخبرة الضرورية لإحداث تغيير نحو المساواة.
يتطلب الاستماع إلى المجتمع الثقة والتواصل الذي لا يمكن تحقيقه عن طريق إجراء استقصاء سريع أو مجموعة مركزة واحدة. بل يتطلب معرفة مستفيدينا المستهدفين ومدى قربنا منهم. وغالباً ما يكون الاستماع أكثر استمرارية وحيوية عندما تضم مجالس القيادة وفريق الدعم أشخاصاً من خلفيات مشابهة للمستفيدين المستهدفين، أو يقطنون في الأحياء التي تتم خدمتها، أو يمتلكون تجارب مباشرة مع المشكلات التي تتم مناقشتها. وإذا لم تتضمن اللجنة التوجيهية أو فرق الدعم أو مجموعات العمل هذا التنوع من وجهات النظر المجتمعية، فيتوجب عليهم العمل مع الشركاء الذين يحظون بالثقة لطرح مجال واسع من وجهات النظر المجتمعية على طاولة الحوار. ففي النهاية، لا يمكن لشخص واحد أياً كان أن يمثل المجتمع بأكمله، لذلك يجب الاستماع إلى مجال واسع من الأصوات.
يتحقق المزيد من التغيير التحويلي والمساواة عندما نعمل بالمشاركة مع المجتمع، ونعترف بالأشخاص والسلطة التي يحتويها ونبني على ذلك. تتطلب هذه الطريقة أن ننظر للمجتمعات والقاطنين فيها على أنهم أصول، لا على أنهم مشكلات يجب حلها.13 كما وتتعرف على الموهبة والالتزام الذي يتمتع بهما القاطنون، وأهمية العلاقات المحلية، وقيمة المؤسسات التي يديرها أفراد المجتمع كلَبِنات بناء للتغيير. مع رفضها الطرق التي تعتمد على "بطل مُخلّص من أصحاب البشرة البيضاء" يأتي من خارج المجتمع، تطرح جهود التغيير المعتمدة على الأصول هذه الأسئلة التالية: أي المشكلات تريد المجتمعات حلّها، وما هي السلطة التي تتمتع بها المجتمعات بالفعل، وما هي الحلول التي ابتكرتها هذه المجتمعات لنقوم بدعمها؟ فقد بدأنا ندرك، على سبيل المثال، أن المرأة التي تطمئن على الأمهات الشابات في الحي هي جزء من نظام الصحة العامة وأن صاحب المتجر الذي يوجّه الأولاد المحليين ويعلّمهم يشارك في تنمية الشباب. وهنا لا يكون السؤال عمّن يخدم مجتمعاً ما أو يعمل فيه، بل عن من يحظى بالثقة الكافية من أفراد هذا المجتمع.
توضح "هوب ستارتس هير" (Hope Starts Here) أو (HSH)، وهي مبادرة شراكة تهتم بمرحلة الطفولة المبكرة في ديترويت، ما يعنيه الاستماع إلى المجتمع والعلاقات المجتمعية الموثوقة والبناء عليها. ركزت (HSH) منذ نشأتها على قدرة العائلات والمؤسسات على الخوض في نظام رعاية الطفولة المبكرة. حيث طوّرت (HSH) بنية تحتية لمشاركة الأهالي تتضمن قادة من أولياء الأمور لكل من الضروريات الاستراتيجية للمبادرة، وسبعة منسقين للتواصل المجتمعي -يعيش كل منهم في المنطقة التي ينسقون فيها- وفريق من المتخصصين "الميدانيين" في كل منطقة. عن طريق هؤلاء المتخصصين، يتم تدريب الآباء على تنمية أدمغة أولادهم في مراحل مبكرة من الطفولة حتى يتمكنوا من التأثير على سياسة الدولة، والدعوة إلى تجارب الطفولة المبكرة الجيدة لأطفالهم، واعتماد أفضل الممارسات لاستخدامها في المنزل.
تقول كامارا مورغان، المنسقة المشاركة للتواصل مع مجتمع أصحاب البشرة السمراء: "المجتمع هو من يقود هذا العمل حقاً ويشكله. نحن نعلم كيف نسبر النظام وكيف نصل إلى الموارد كي يظل هناك محرك للدعوة من أجل أنفسنا ومن أجل أطفالنا عندما ينتهي تمويل (HSH)".
ملاحظات
13- يقدم معهد "تنمية المجتمع" القائم على الأصول بجامعة "دي بول" العديد من الموارد لمساعدة المجموعات على تعلم الأساليب التي تدعم العمل الذي يحركه المجتمع. أحد الموارد الرائعة الأخرى هي الموارد المؤطرة وفق الأصول في مجتمع بي إم إي، التي تعالج السيناريوهات التي غالباً ما تحدد التفكير الإشكالي حول أصحاب البشرة السمراء وغيرهم من المجموعات السكانية المهمشة.
يمكنكم الاطلاع على النسخة الإنجليزية من المقال من خلال الرابط، علماً أنّ المقال المنشور باللغتين محمي بحقوق الملكية الدولية. إنّ نسخ نص المقال دون إذن سابق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.