إن أعظم إنجاز لأي ابتكار تنموي وصوله إلى شريحة واسعة من الناس، لكن غالباً لا يوجد ترابط بين المؤسَّسات الصغيرة والمتوسطة التي تبتكر، والمؤسَّسات الضخمة القادرة على توسيع نطاق المبادرات الجديدة. ويندر العثور على نماذج وسعت فيها الحكومات نطاق ابتكار طرحته منظمة غير حكومية صغيرة (NGO) أو مؤسسة اجتماعية بنجاح واستدامة. لكن النجاح في تحقيق ذلك يزيد احتمال إطلاق خدمة فعالة وناجعة أكثر وتقديمها لملايين الأشخاص.
إذاً كيف تُنجح المؤسسات هذه الأنواع من الشراكات؟ لا شك أن الحكومات الوطنية هي مؤسسات معقدة تحمل عدة مسؤوليات ملحة، و تفتقر غالباً إلى إمكانيات أو موارد كافية للابتكار. في بعض الحالات، تحصد الحكومات التي تقيم شراكةً مباشرةً مع المنظمات غير الحكومية للمشاركة في تصميم تحسينات لنظام أو خدمة، نتائج إيجابية. لكن هذا غالباً يتطلب أن يلتزم كلا الطرفين منذ البداية، إضافةً إلى توفر موارد معينة وعلاقات راسخة لقيادة عملية التوسع وإتاحتها.
رغم ندرة العثور على نماذج ناجحة، لكن يوجد بعض منها لبرامج حكومية أدرجت أو "أضفت الطابع المؤسسي" على مشاريع صممتها وجربتها منظمات غير ربحية أصغر. ومن هذه النماذج تبنّي حكومة ولاية بيهار الهندية "برنامج الأكاديمية المتنقلة المعني بالصحة النسائية (الذي صممته في الأصل جمعية "بي بي سي ميديا أكشن" (BBC Media Action) الخيرية)، وتبني كينيا للحملة المدرسية للتخلص من الديدان (التي أطلقتها استناداً على برنامج تديره المنظمة غير الحكومية "آي سي إس - إس بي" (ICS-SP))، وخط الاتصال المباشر للرعاية الصحية الذي أطلقته حكومة ملاوي (الذي أطلقته في الأصل مؤسَّسة "فيليج ريتش" (Village Reach)). في الآونة الأخيرة، أجرت المنظمة غير الحكومية "آي دي إنسايت" (IDinsight) دراسة حالة نوعية تتناول قصة نجاح أخرى: حكومة ولاية "أندرا براديش"، وتبني الهند لبرنامج الإرشاد الزراعي المقدم في مقاطع فيديو الذي ابتكرته المنظمة غير الحكومية "ديجيتال غرين" (Digital Green). تدعم الدراسة الفكرة المتمثلة في أن التوسع من خلال الحكومة هو استراتيجية ناجعة يمكن للمؤسَّسات الأصغر اتباعها لتحقيق الأثر المرجو، إذ تهيئ لهم البيئة والتكتيكات الصحيحة، وتقدم لهم دروساً حول كيفية تحقيق مرادهم.
توسيع برنامج "الإرشاد الزراعي الرقمي" في الهند
إن خدمات الإرشاد الزراعي - خدمات التوعية والدعم التي تساعد المزارعين على تحسين الإنتاج وتخفيض المخاطر التي تترافق مع سوء الأحوال الجوية أو الآفات مثلاً - مهيأة جيداً للابتكار وتحقيق أثر اجتماعي عميق. يمكن أن تساهم هذه السياسات والبرامج مساهمةً كبيرةً في تعزيز التنمية الاقتصادية، لأن معظم الناس في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل يعملون في الزراعة. كما أن هذه الخدمات مواتية للابتكار، لأن الدعم الشخصي التقليدي يصعب توسيعه. فمثلاً وفقاً لاستقصاء العينات الوطني لعام 2019 في الهند، كانت نسبة المزارعين الذين بُلِّغنا عن لقائهم مع أفراد مكتب الإرشاد الحكومي في العام السابق 3.1% فقط.
تأسست منظمة "ديجيتال غرين" في عام 2008، التي تحاول سد هذه الفجوة من خلال إيجاد حلول رقمية لتحسين النتائج في المجالات الزراعية والصحية ومجال التغذية في المجتمعات، ثم عقد شراكة مع المؤسَّسات والحكومات المحلية لتوسيع نطاق هذه الحلول. تتمثل إحدى حلولها في تقديم خدمة التدريب الزراعي التي ينشئها المجتمع وتقدمها في مقاطع فيديو، وقد عملت خلال السنوات الخمسة الماضية مع وزارة الزراعة والتعاونية في ولاية "أندرا براديش"، وهي ولاية في جنوب الهند، لتوسيع نطاق انتشار مقاطع فيديو الإرشاد إلى جميع أرجاء الولاية. بدأت منظمة "ديجيتال غرين" بإطلاق برنامجين تجريبيين صغيرين لتصميم محتوى التدريبات وآلية تقديمها، ثم عملت مع الحكومة لتختبرا هذين النهجين معاً. بدأت الحكومة تدريجياً بإضافة المحتوى الجديد في مقدمة بنية الإرشاد التحتية وموارده الحالية. عندما أدركت حكومة الولاية فوائد هذه العملية واقتنعت أن المزارعين سيتبنون الإرشاد الرقمي، أدرجتها في عدد أكبر من أنظمتها الأخرى ووسعت تطبيقها في عدة مناطق في الولايات. توسعت وزارة الزراعة في تطبيقها لتشمل جميع مقاطعات ولاية "أندرا براديش" التي يبلغ عددها 13 مقاطعة.
حتى نتعلم في منظمتنا البحثية "آي دي إنسايت" ماذا كان عامل نجاح إضفاء الطابع المؤسسي على ذلك النهج، أجرينا مقابلات مع مجموعة من قادة الحكومة ومنظمة "ديجيتال غرين"، على مستوى الولاية والقرى، بدعم من مؤسَّسة "بيل ومليندا غيتس فونديشن". استخلصنا من هذه المقابلات بعض الدروس العامة في كل مرحلة من مراحل التنمية الرئيسية الثلاثة:
- المرحلة الأولية: عرض آثار النشاط المحتملة وقابلية توسعه.
- المرحلة الانتقالية: تحديد فرص إدراج الحل في الأنظمة والإجرائيات الحالية.
- مرحلة الاستدامة: عندما يبدأ النشاط يعمل بسلاسة، انقل ملكية النموذج إلى الحكومة.
إليك نظرة أعمق على الطريقة الناجحة في التنقل بين هذه المراحل.
المرحلة الأولية
قبل إضفاء الطابع المؤسسي، يجب على المؤسسات أن تنقل بوضوح الآثار المحتمَلة إلى شركائها الحكوميين من خلال عرضها النجاح الذي حققته في السياقات التي يسهل عليها فيها تنفيذ الحل.
- أثبت نجاعة حلك بقوة. مع أن تقديمك لدليل على أن حلك ناجع ليس دائماً كافياً لإضفاء الطابع المؤسسي على برنامجك، إلا أنه يمكن أن يؤدي دوراً بارزاً في نيل التأييد، ويزود المناصرين المحليين بنقاط حوار تجذب الآخرين للمشاركة. أجرت منظمة "ديجيتال غرين" عدة تقييمات، بما في ذلك التجارب المنضبطة باستخدام عينات عشوائية المدارة خارجياً، لتثبت نجاعة نموذجها. ساعدت الأدلة على إقناع المسؤولين الحكوميين بأن نموذجها جدير باستثمارها فيه، وعلى اتخاذ قرارات مدروسة بشأن التوسع. وبالمثل، كان تقييم الأثر الواسع هو الذي أدى مباشرةً إلى تبني الحكومة لبرنامج مدرسي للتخلص من الديدان في كينيا.
- انطلق من الموضع السهل. إن إثباتك أن البرنامج يمكن أن ينفَّذ في منطقة واحدة يؤسس الدعم لتبني نفس البرنامج في بيئات غير مواتية. كما تقدم العملية فرصةً لاكتشاف التحديات وصقل النموذج. بدأت منظمة "ديجيتال غرين" بتنفيذ عملياتها في الإدارات والمناطق الجغرافية التي تحظى فيها على تأييد حكومي أكبر، قبل أن تنتقل إلى المناطق التي لا يرجَّح فيها أن يشارك واضعو السياسات معها. أدى المستوى العالي لمشاركة منظمة "ديجيتال غرين" مع صنّاع القرار ضمن الحكومة إلى تنفيذ نموذجها بسرعة وتنسيق أكبر. كان الجانب السلبي لهذا النهج هو أن المناطق التي يُرجح أن يشارك المسؤولون الحكوميون فيها في تنفيذ نهج جديدة تكون غالباً مناطق ثرية. وهذا يثير مخاوف حول تحقيق العدالة والمساواة في التوزيع، ويجب على المنظمات غير الحكومية أخذها في الحسبان.
- تابع حتى النهاية. يؤدي عامل الوقت دوراً بارزاً في نجاح أو فشل تبني الحكومة لنموذجك. في حالة منظمة "ديجيتال غرين"، عمل أعضاء الفريق الأساسي مع الحكومة لمدة عقد تقريباً. ساهم عامل الزمن في بناء ثقة الحكومة بمنظمة "ديجيتال غرين" وزاد تقبلها لتسليم المنظمة مسؤوليةً أكبر. فقد سمحت الحكومة لها أن تبني إمكانيات موظفيها ليطبقوا الحل بشكل مستقل قدر الإمكان. كما أفاد عامل الوقت منظمة "فيليج ريتش"، وهي منظمة رعاية صحية غير حكومية نقلت خط الاتصال المباشر للرعاية الصحية خاصتها إلى حكومة ملاوي بعد عقد من عملهما معاً.
المرحلة الانتقالية
خلال المرحلة الانتقالية، تحتاج المنظمات غير الحكومية إلى بناء آليات تمكن الشركاء الحكوميين من تكرار نهجهم وتحسينه، أثناء إدراجهم هذا النموذج في أنظمتهم وإجراءاتهم الحالية.
- أنشئ شبكة من المناصرين المحليين. يساعد المناصرون المحليون على ضمان وصول مهام تنفيذ برنامج مؤسسي إلى مستوى القاعدة الشعبية. من المهم أن تقنع ثلاثة أو أربعة مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى على الأقل بإمكانيات برنامجك. إثبات نجاعة البرنامج واستعداد المنظمة غير الحكومية للالتزام على المدى المتوسط بالغا الأهمية في الكشف عن المناصرين المحليين المحتمَلين. في ولاية "أندرا براديش"، سرّع فريق أساسي من كبار قادة الولاية عملية إضفاء الطابع المؤسسي على الإرشاد المقدَّم في مقاطع فيديو، كما أن استفسارات هذا الفريق الدورية حول تقدم المشروع قد حفزت المسؤولين الصغار على تكريس الموارد لدعم هذا البرنامج وزيادة الاهتمام المؤسسي فيه.
- إسناد المسؤولية إلى إدارات ومسؤولين حكوميين محددين. قد يُضعف المشاريع أحياناً ألا يعتقد أحد أن مسؤولية ضمان نجاحها تقع على عاتقه. فإن تحديد من المسؤول عن تنفيذ الأنشطة بوضوح يتيح المتابعة والمراجعة محددة الهدف. في ولاية "أندرا براديش"، لم تبلغ المقاطعات التي أسندت مسؤولية حل مشكلات التجهيزات إلى مدراء محليين معينين في مجال التكنولوجيا عن أية مشاكل متعلقة بها.
- أدرج برنامجك في اجتماعات المراجعة الحكومية الروتينية. تتناول اجتماعات المراجعة الحكومية متابعة المشروع وصناعة القرار في العديد من الأماكن. تحظى المشاريع التي تتناولها هذه الاجتماعات بتسليط الضوء والدعم من المسؤولين رفيعي المستوى. يجب على المنظمات غير الحكومية في أبكر مرحلة ممكنة من العملية أن تدفع الإدارات أو الوزارات الحكومية المعنية إلى إدراج مبادراتها في جدول الأعمال. أشارت الحكومة والأشخاص الذين أجرت معهم منظمة "ديجيتال غرين" مقابلةً إلى أن إدراج برنامج الإرشاد المقدَّم في مقاطع فيديو في جداول أعمال اجتماعات المراجعة الدورية على مستوى الولاية والمقاطعة، زاد من تركيز الحكومة على تنفيذ البرنامج بعناية.
- متابعة حالة إضفاء الطابع المؤسسي بانتظام. يتمثل أحد العناصر الفريدة والبارزة في شراكة منظمة "ديجيتال غرين" مع حكومة ولاية "أندرا براديش" في أنها تابعت التقدم بانتظام باستخدام إطار عمل مخصص وضعه "المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية" (International Food Policy Research Institute). يدرس هذا الإطار كلاً من الجاهزية للأنشطة (كالبنية التحتية والموارد مثل نظام إدارة البيانات والميزانية)، بالإضافة إلى التقدم المحرز في نتائج إدراجها وإضفاء طابع مؤسسي عليها (مثل عدد جلسات الإرشاد المقدمة في مقاطع فيديو، وتقييم وكلاء الإرشاد) . أتاح إطار العمل لمنظمة "ديجيتال غرين" المتابعة المنهجية للنجاحات والتحديات في إضفاء الطابع المؤسسي على الإرشاد المقدم في مقاطع فيديو، واتخاذ الإجراءات المناسبة مع حكومات الولايات والمقاطعات.
مرحلة الاستدامة
أخيراً، تحتاج المنظمات إلى إنشاء أنظمة تسهّل قيادة الحكومة وتحملها المسؤولية حتى تمتلك الحكومة النموذج المؤسسي بالكامل.
- حدد كيف ستبدو الشراكة المستقرة في المستقبل. في معظم الحالات، تكون الحكومات هي الأنسب لأداء مهام التنفيذ العامة التي يمكن تعميمها بسهولة على نطاق واسع. إذا كان البرنامج يتطلب مهارات تقنية أو إدارية معينة، فيجب على المنظمات غير الحكومية التخطيط لتخصيص موارد تدعم تنفيذ البرنامج لفترة طويلة في المستقبل. فمثلاً يواصل فريق إنتاج منظمة "ديجيتال غرين" دعم إنتاج مقاطع الفيديو. كما تستطيع الحكومات غير المهتمة في تولي جميع المهام داخلياً أوغير القادرة على ذلك أن تنشئ فريق أو لجنة أو وحدة إدارة مشروع تستجلب وتدير البائعين الخارجيين الفعالين من حيث التكلفة لتوفير الدعم على المدى الطويل.
- التفاوض بشأن الاستثمار الحكومي المشترك. يرجح أن يعمل المسؤولون الحكوميون على إنجاح البرنامج إذا كان جزءاً من ميزانيتهم الخاصة. قال مسؤولون على مستوى ولاية "أندرا براديش" أن دفع تكاليف الإرشاد المقدم في مقاطع فيديو حفز الحكومة على إيجاد سبل لزيادة فعاليته. كما قال أحد المستجوبين في مقابلة منظمة "ديجيتال غرين": "عندما تستثمر الحكومة في التدريب والتجهيزات، فإنها تتوقع أن يكونا مفيدين وأن يتم تنزيلهما على الأرض".
تحديات إضفاء الطابع المؤسسي
كما ذكرنا سابقاً، مع أن إضفاء الطابع المؤسسي على الإرشاد المقدم في مقاطع فيديو في ولاية "أندرا براديش" كان ناجحاً عموماً، فقد واجه عدة تحديات. تعد القضايا المتعلقة بإمكانيات الحكومة والمحافظة على اهتمام الحكومة وتحصيل تمويلها، وتعزيز الجودة تحديات مشتركة بين العديد من محاولات إضفاء الطابع المؤسسي.
- إمكانيات الحكومة المحدودة في إدارة بعض عناصر البرنامج. قد لا يمتلك المسؤولون الحكوميون الإمكانيات اللازمة للقيام ببعض المهام، خاصةً في البرامج التقنية. بما أن حكومة ولاية "أندرا براديش" مسؤولة عن معظم الأنشطة واسعة النطاق، مثل عروض الفيديو والتدريب على العرض، تواصل "ديجيتال غرين" الإشراف على الأنشطة المتعلقة بإنتاج الفيديو، مثل تعيين الموظفين التقنيين وضمان جودة ما بعد الإنتاج، ولا يبدو أن الحكومة مهتمة في استيعاب هذه المهام المتخصصة وإضافتها إلى نطاق أنشطتها على المدى القصير أو المتوسط.
- التكاليف. يكلف الإرشاد المقدم في مقاطع فيديو أكثر من الإرشاد الشخصي التقليدي، إذ يحتاج إلى تكاليف إضافية تنفق على أمور مثل معدات العرض وتدريب الموظفين. يعد معظم القادة الحكوميين أن تقديم البرنامج قيمة مهمة مقابل المال - التي تتمثل بأنه سيحث المزارعين على تبني تقنيات إنتاج جديدة تكلفتها مقبولة - هو شرط مسبق لتبنيه. غير أن الإرشاد المقدم في مقاطع فيديو يحتاج دعماً مالياً متواصلاً لإنتاج مقاطع فيديو جديدة، ولصيانة أجهزة العرض واستبدالها. وكان الحصول على هذا الدعم المالي والاحتفاظ به يمثل تحدياً مستمراً.
- اختلاف مصالح القادة. تختلف أولويات القادة الحكوميين الشخصية، فمع أن الكثير من القادة على مستوى المقاطعات في ولاية "أندرا براديش" استثمروا في نشر برنامج الإرشاد المقدم في مقاطع فيديو في الولاية، كان القادة الآخرون يركزون أكثر على البرامج الأخرى. وبأخذ خسارة الموظفين الحكوميين وتعيين جدد في الحسبان، فقد كان هذا وسيظل يشكل خطراً على إضفاء الطابع المؤسسي.
- الحفاظ على الجودة. لدى حكومة ولاية "أندرا براديش" موارد أكثر بكثير مما تمتلكه منظمة "ديجيتال غرين"، لكن في الوقت ذاته يقع على عاتقها الإشراف على الكثير من البرامج الأخرى، لذا تتعرض الجودة لخطر التدهور كلما تولت الحكومة مهام أكثر.
في الوقت الذي أجرينا فيه دراستنا في أوائل عام 2020، نجحت الحكومة في تبني وتوسيع نطاق الإرشاد المقدم في مقاطع فيديو في معظم الجوانب. قرر موظفو الحكومة على مستوى الولاية والمقاطعة ما هي مقاطع الفيديو التي يجب إنشاؤها، وكان موظفو الخطوط الأمامية الحكوميون مسؤولين عن عرض مقاطع الفيديو هذه للمزارعين. وقد خصصت الحكومة ميزانية محددة لإجراء أنشطة الإرشاد المقدمة في مقاطع فيديو، وحفزت الموظفين من خلال إدراج أعمالهم فيها في مراجعات الأداء والاجتماعات الدورية لمراجعة التقدم. عدَّ جميع من قابلناهم من الحكومة أن الإرشاد المقدم في مقاطع فيديو جزء مهم من عملهم.
تثبت تجربة منظمة "ديجيتال غرين" في ولاية "أندرا براديش" أنه في ظل الظروف المناسبة، تستطيع الحكومات أن تنجح في إضفاء الطابع المؤسسي على أنشطة المنظمات غير الحكومية. إن عقد شراكة مصحوبة مع وضع خطة تجعل الحكومة تتولى تنفيذ البرنامج، وتحديد المناصرين المحليين، وتخصيص وقت لبناء العلاقات، وتشجيع الحكومة على بدء تمويل أجزاء من البرنامج يمكن أن يحسن فرص تبني البرنامج بصورة هائلة. إضافةً إلى ذلك، تساهم المتابعة الدورية لحالة إضفاء الطابع المؤسسي في تصحيح المسار وضمان أن إقبال الحكومة يسير حسب الخطة. رغم أن هذه الشراكات تتطلب التزاماً كبيراً، إلا أنها تزيد احتمالية توسيع البرامج القيمة والفعالة وتمديدها في المستقبل بشكل كبير.
يمكنكم الاطلاع على النسخة الإنجليزية من المقال من خلال الرابط، علماً أنّ المقال المنشور باللغتين محمي بحقوق الملكية الدولية. إنّ نسخ نص المقال دون إذن سابق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.