أصبحت التنمية المستدامة اليوم محوراً رئيسياً في السياسات الوطنية والعالمية، ولم تعد الرياضة مجرد وسيلة ترفيه أو منافسة، بل تحولت إلى أداة استراتيجية لتعزيز الصحة العامة والتعليم والشمول الاجتماعي، وتمكين الفئات المهمشة، وترسيخ قيم السلام والتعايش.
تشير بيانات وزارة الصحة العامة في قطر لعام 2022 إلى أن 16.4% من البالغين مصابون بالسكري، في حين تصل نسبة زيادة الوزن والسمنة إلى 70.1%، ما يبرز أهمية تعزيز النشاط البدني كأحد أسس الوقاية. وتؤكد الاستراتيجية الوطنية للصحة والتي أطلقت عام 2018، على دور الرياضة في تحسين جودة الحياة والحد من الأمراض المزمنة، في انسجام مع توصيات منظمة الصحة العالمية التي تفيد بأن ممارسة 150 دقيقة من النشاط البدني أسبوعياً يمكن أن تخفض خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني بنسبة تصل إلى 58%، خاصة بين الفئات المعرضة للخطر.
وترى الأمم المتحدة أن الرياضة "أداة قوية لتحدي التفاوتات النظامية وتعزيز الشمول"، و"قوة غير مستغلة قادرة على معالجة بعض من أكثر القضايا إلحاحاً في العالم، مثل الفقر وعدم تكافؤ الفرص بين الجنسين والإقصاء الاجتماعي".
حتى الآن لم تشهد المنطقة العربية تساوياً أو تناسقاً في الجهود لدمج قطاع الرياضة في مسار التنمية. لكن بعض الدول سجلت تقدماً في هذا المجال نتيجة دورها في عملية التنمية المستدامة عالمياً، ومنها دولة قطر التي تبنت الرياضة كأداة للتنمية منذ التحضيرات الأولية لاستضافة كأس العالم لكرة القدم (الفيفا) 2022، ليس فقط لتقديم نسخة استثنائية من البطولة، بل لترك إرث إنساني وتنموي مستدام يتجاوز حدود الحدث الرياضي. وكانت مؤسسة الجيل المبهر نتاجاً لهذا التوجه.
ومع اقتراب المملكة العربية السعودية من استضافة كأس العالم 2034، تتسع آفاق الدور العربي في تشكيل مستقبل الرياضة من أجل التنمية. إذ يمكن البناء على إرث قطر، وتوظيفه في إكمال المسار الذي يرتكز على الاستفادة من الفعاليات الكبرى باعتبارها محفزات للتغيير الاجتماعي.
إن توسيع مفهوم "الرياضة من أجل التنمية" في المنطقة ليس خياراً تنموياً فحسب، بل ضرورة استراتيجية تفرضها التحديات الاجتماعية، مثل البطالة والحاجة إلى بناء مهارات المستقبل لدى الأجيال الجديدة.
وأظهر معهد دراسات العمل أن الرياضة والنشاط البدني يسهمان في زيادة معدلات العودة إلى العمل، خصوصاً بين العاطلين عن العمل لفترات طويلة، وأن الأفراد النشطين يستفيدون من زيادة الدافعية ومستويات الإنتاجية، ما يعزز فرصهم في سوق العمل ويرتبط بزيادات في الأجور.
وبحسب تقرير جامعة باث، تؤدي البرامج الموجهة نحو التوظيف المعتمدة على الرياضة في المجتمعات المحرومة دوراً أساسياً في مساعدة الشباب على الانتقال إلى عمل مستدام، إذ تطور الرياضة مهارات حيوية للتوظيف مثل العمل الجماعي والانضباط والتحمل وإدارة التوتر وبناء الثقة بالنفس.
وفي هذا السياق، تؤدي المؤسسات الرياضية والتنموية دوراً حيوياً في ربط الرياضة بأجندة التنمية المستدامة العالمية، بما يسهم في تحقيق الأهداف الوطنية، ويمنح الرياضة بعدها الحقيقي لتغيير حياة الإنسان وحتى مسار العلاقات الدولية.
الرياضة: قوة ناعمة للدول
تمثل الرياضة قوة ناعمة للدول، إذ تبين الدراسات أنها تساعد على تعزيز التبادل الثقافي والتفاهم المتبادل وبناء جسور دبلوماسية. وباعتبارها لغة عالمية، تتجاوز الرياضة الحدود السياسية والاختلافات الثقافية، وتوفر منصة مشتركة يلتقي فيها أشخاص من خلفيات متنوعة للاحتفاء بالقيم المشتركة.
وتطور دور المنظمات الدولية، مثل الاتحاد الدولي لكرة القدم، في الآونة الأخيرة لتصبح جهات فاعلة في تعزيز السلام والأمن والتنمية المستدامة. وتعد الأحداث الرياضية الدولية الكبرى، مثل الألعاب الأولمبية، مثالاً واضحاً على هذا الدور، إذ تجمع الرياضيين والجماهير من جميع أنحاء العالم، وتسهل الحوار، وتعرض الثقافات الوطنية من خلال الاحتفالات والعروض. وتشير الدراسات إلى أن الدبلوماسية الرياضية تعمل من خلال آليات مثل بناء الصورة، وبناء الثقة، والمصالحة، ما يوفر فرصاً للخصوم للانخراط في الحوار وتقليل التوترات.
ومن الأمثلة التاريخية اللافتة على الدبلوماسية الرياضية، زيارة فريق تنس الطاولة الأمريكي إلى الصين عام 1971، فيما عرف بـ"دبلوماسية البينغ بونغ"، والتي أسهمت في كسر الجمود السياسي بين البلدين، ومهدت الطريق أمام زيارة الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون إلى بكين عام 1972، إيذاناً ببدء حقبة جديدة من العلاقات الصينية-الأميركية بعد سنوات من القطيعة.
ومن هنا، عملت مؤسسات ودول مثل دولة قطر على الاستفادة من الإمكانات الدبلوماسية والبعد الإنساني للرياضة في خلق واقع مجتمعي أفضل.
من رؤية إلى واقع: قطر ومؤسسة الرياضة لخدمة الإنسان
منذ أن فازت قطر باستضافة بطولة كأس العالم لم يكن الطموح محصوراً في تنظيم بطولة رياضية ناجحة واستثنائية، بل كان جزءاً من رؤية استراتيجية وطنية تهدف إلى جعل الرياضة رافعة للتنمية البشرية والاجتماعية.
ومن هذا المنطلق، ولدت مؤسسة الجيل المبهر عام 2010 لتمثل برنامج الإرث الإنساني والاجتماعي لملف ترشح قطر، وتحمل على عاتقها مهمة تحويل الرياضة إلى أداة حقيقية لخدمة الإنسان والمجتمع، وبناء إرث يتجاوز حدود الزمان والمكان. فبدلاً من أن ينحصر النجاح في البنية التحتية أو الملاعب المتطورة، ارتأت قطر أن يكون الإرث الأهم في تمكين الشباب وتعزيز المساواة، ونشر ثقافة السلام والتنمية.
شكلت المؤسسة منذ انطلاقها ذراعاً تنموية، تكرس برامجها لخدمة الفئات الأكثر تهميشاً. ويعد البرنامج في حد ذاته أحد أوائل النماذج في المنطقة العربية والعالم التي تطبق نهج "الرياضة من أجل التنمية" على نحو ممنهج ومؤسسي، في انسجام تام مع رؤية قطر الوطنية 2030، وبالتناغم مع بعض المبادرات الأخرى مثل التعليم فوق الجميع، وأيادي الخير نحو آسيا.
منهجية التأثير: الرياضة منصة للتغيير
اعتمدت مؤسسة الجيل المبهر على منهجية متكاملة لا ترى الرياضة مجرد نشاط بدني فقط، بل أداة تعليمية واجتماعية فعالة تسهم في بناء الإنسان وتعزيز التماسك المجتمعي. تستند هذه المنهجية إلى دمج الرياضة في التعليم القيمي، من خلال تصميم برامج تدريبية مبتكرة تركز على تنمية المهارات الحياتية الأساسية مثل العمل الجماعي والقيادة وحل النزاعات والتواصل الفعال واحترام التنوع.
طور هذه البرامج بما يتماشى مع نهج "الرياضة من أجل التنمية والسلام" الذي أقرته الأمم المتحدة، ويرتكز على استخدام الأنشطة الرياضية باعتبارها وسيلة لتحقيق أهداف اجتماعية وتنموية محددة. تقدم هذه البرامج ضمن بيئات آمنة ومحفزة، وتنفذ بمشاركة مجتمعية فاعلة تضمن الإدارة المحلية للمبادرات واستدامتها.
وقد مكنت هذه المنهجية التشاركية المؤسسة من الوصول إلى أكثر من 75 دولة حول العالم، وتقديم خدماتها لما يزيد على مليون مستفيد مباشر وغير مباشر، وإلهام آلاف الشباب والمجتمعات المهمشة. لتعكس كيف يمكن تحويل الرياضة إلى منصة شاملة وملموسة للتغيير الاجتماعي المستدام.
الشراكات: مضاعفة الأثر وتوسيع النطاق
شكلت الشراكات المتعددة القطاعات ركيزة أساسية في توسيع نطاق برامج المؤسسة وتعزيز أثرها المجتمعي. فقد ساعد التعاون مع جهات محلية ودولية كالاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، واتحاد أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي لكرة القدم (الكونكاكاف)، الذي يضم 51 دولة اختير منها أكثر من 30 دولة لتنفيذ مبادرات المؤسسة فيها، والاتحاد السعودي للرياضة للجميع، ومنظمة اليونيسكو، ومبادرة المدن الصحية التابعة لمنظمة الصحة العالمية، ومؤسسة اتحاد غرب آسيا لكرة القدم للتنمية، ووزارة الصحة القطرية، وغيرها من الوزارات والمؤسسات الرياضية والتعليمية، على الوصول إلى مجتمعات متنوعة مثل مخيمات اللاجئين، ومجتمعات الفتيات، والأشخاص من ذوي الإعاقة، وتقديم برامج مصممة بعناية تراعي احتياجاتهم وخصوصية ثقافتهم على نحو فعال ومستدام.
إذ تعمل برامج المؤسسة على إعداد مدربين مختارين من المجتمعات المستهدفة نفسها، ما يسهم في تشكيل البرامج وفقاً للسياق الذي يلائم هذه المجتمعات. على سبيل المثال، البرامج التي تنفذ في الهند وباكستان تختلف عن تلك التي تنفذ في دول الكاريبي، فقد تتشابه دول كثيرة في ظروف الحرمان والفقر لكن يمكن أن يكون لكل منها طابع ثقافي مختلف من حيث مكانة المرأة وتمكينها في المجتمع مثلاً.
الرياضة وأهداف التنمية المستدامة: من التزام محلي إلى تأثير عالمي
أقرت الأمم المتحدة بالدور المحوري الذي تؤديه الرياضة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs) وأدرجتها رسمياً ضمن أدوات تنفيذ أجندة 2030، نظراً لقدرتها على تعزيز التعليم والصحة والمساواة والسلام، والمساهمة في بناء مجتمعات أكثر شمولاً وتماسكاً. وقد أكدت الوثيقة الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2015 بعنوان "تحويل عالمنا: خطة التنمية المستدامة لعام 2030"، أن "الرياضة وسيلة مهمة لتعزيز التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة نظراً لمساهمتها في التمكين الاجتماعي والاقتصادي للفئات كافة".
في هذا الإطار، شكل تأسيس مؤسسة الجيل المبهر في قطر نموذجاً تطبيقياً لكيفية تسخير الرياضة في دعم الأهداف التنموية، ولا سيما أهداف الصحة الجيدة والرفاه، والتعليم الجيد، والمساواة بين الجنسين، والحد من أوجه عدم المساواة، وعقد الشراكات لتحقيق الأهداف.
من خلال تصميم برامج تعليمية ورياضية تركز على المهارات الحياتية والشمول والمساواة، تمكنت المؤسسة من تعزيز المشاركة المجتمعية وخلق فرص تمكين ملموسة لآلاف الشباب والفتيات حول العالم، بمن فيهم اللاجئون وذوو الإعاقة. على سبيل المثال، أسهمت برامج المؤسسة في تغيير حياة 4 لاجئين سوريين في الأردن ليصبحوا لاعبين في أحد الأندية البرازيلية، وروى وثائقي بعنوان "الحلم" على منصة شاهد رحلتهم من المخيم إلى الملاعب الاحترافية.
كما تقدم المؤسسة برامج دعم نفسي واجتماعي لأكثر من 400 طفل فلسطيني نازح من غزة، من خلال أنشطة رياضية آمنة تساعدهم على التكيف مع واقعهم وتجاوز آثار النزوح والصدمات النفسية.
من الملاعب إلى المجتمعات: تجربة كأس العالم كنقطة انطلاق
استفادت مؤسسة الجيل المبهر استفادة كبيرة من تجربة تنظيم كأس العالم 2022، من خلال استثمار المعرفة التنظيمية والتجربة المكتسبة والدعم اللوجستي والزخم الإعلامي في تطوير برامج رياضية مستدامة.
كما سارت المؤسسة على نهج الدولة في بناء الملاعب المستدامة للبطولة، حيث طبقت فلسفة "عدم ترك أي فيل أبيض"، أي المشاريع التي تكون تكلفة تشغيلها وصيانتها مرتفعة مقارنة بالعائد، مع ضمان استمرارية الأثر بعد انتهاء الأحداث الرياضية الكبرى.
تحديات الواقع وإرادة التمكين
على الرغم من النجاحات التي حققتها المؤسسة، فقد واجهت تحديات كبيرة، أبرزها صعوبة الوصول إلى الفئات المهمشة في بعض البيئات الصعبة، بالإضافة إلى الحواجز الثقافية واللوجستية، واستدامة تمويل البرامج والمبادرات؛ فكان الحصول على تمويل أسهل خلال فترة البطولة لأن المؤسسة كانت جزءاً من برامجها، لكن بعد ذلك أخذت على عاتقها البحث عن ممولين خارج إطار الدعم الحكومي.
ولكن عبر إشراك المجتمعات المحلية في تصميم البرامج وتنفيذها، وبناء الثقة، وتدريب مدربين محليين، تغلبت المؤسسة على هذه التحديات، ما ساعد في ضمان استمرارية المبادرات وامتلاك المجتمع لها.
نحو كأس العالم 2034 في السعودية: بناء إرث إنساني مستدام مستلهم من تجربة قطر
مع استعداد المملكة العربية السعودية لاستضافة بطولة كأس العالم 2034، تتعاظم أهمية أن تتجاوز آثار هذا الحدث العالمي حدود الجوانب الاقتصادية والبنية التحتية، لتمتد إلى الأثر المجتمعي والإنساني المستدام. وفي هذا السياق، تمثل تجربة مؤسسة الجيل المبهر نموذجاً يمكن الاستفادة منه وتطويره بما يتماشى مع خصوصية المملكة ورؤيتها الطموحة لعام 2030.
في قلب هذه الرؤية، يشكل اتحاد الرياضة للجميع مظلة وطنية تسعى إلى ترسيخ مفهوم الرياضة المجتمعية، وزيادة نسب المشاركة في النشاطات البدنية، وتمكين جميع فئات المجتمع من تبني أنماط حياة صحية ونشطة. وقد أطلق الاتحاد مبادرات رائدة في هذا الإطار، من بينها برنامج "نشاطك في حيك"، و"أبطال الحي"، و"بطولات الرياضة المجتمعية"، التي تتقاطع في أهدافها مع فلسفة "الرياضة من أجل التنمية" إذ تعمل على تعزيز التماسك الاجتماعي وبناء قدرات الأفراد من مختلف الخلفيات.
إن دمج هذه المبادرات ضمن سياق التحضير لكأس العالم 2034 من شأنه أن يعزز الأثر المحلي للبطولة، ويسهم في بناء إرث إنساني مستدام وطويل الأمد، ولا سيما إذا جرى توجيه جزء من الموارد والجهود نحو دعم برامج تعنى بالشباب والفتيات والأشخاص من ذوي الإعاقة واللاجئين، على غرار ما حققته مؤسسة الجيل المبهر.
هكذا لا يختزل الأمر في نقل التجربة القطرية، بل في استلهام جوهرها وتكييفه بما يتناسب مع التوجهات السعودية الحالية والمستقبلية، لتقديم نموذج سعودي فريد يجمع بين التمكين الاجتماعي، وتعزيز الهوية الوطنية، والانفتاح على العالم من خلال قوة الرياضة، بوصفها أداة استراتيجية قادرة على إحداث التغيير الإيجابي المنشود.
استثمار التجربة القطرية في دعم استضافة أحداث كبرى قادمة
تشكل تجربة قطر إرثاً عملياً يمكن الاستفادة منه في دعم استضافة فعاليات رياضية عالمية كبرى مستقبلاً سواء كانت الألعاب الأولمبية أو الألعاب الآسيوية أو غيرها من الأحداث المتعددة الرياضات. فقد أظهرت استضافة كأس العالم 2022 قدرة الدولة على التخطيط الاستراتيجي الشامل الذي يراعي عناصر الاستدامة والإرث الإنساني والمشاركة المجتمعية، ما يوفر أسساً متينة لبناء ملفات استضافة متكاملة تحقق آثاراً اجتماعية واقتصادية وإنسانية تتجاوز النطاق التنظيمي التقليدي.
علاوة على ذلك، فإن الدروس المستفادة من الاستدامة البيئية والاجتماعية وتوظيف البنية التحتية المتطورة وتعزيز مشاركة المجتمعات، يمكن أن تسهم بفاعلية في رفع مستوى الجودة التنظيمية لأي حدث مستقبلي. كما أن الكوادر التي جرى تدريبها في قطر خلال التحضير لكأس العالم باتت اليوم جزءاً من رأس المال البشري الإقليمي القادر على تقديم قيمة مضافة لدعم استضافة فعاليات رياضية دولية أخرى، بما يعزز المكانة الإقليمية ويحقق استدامة الإرث الرياضي على المدى البعيد.
رسائل للمستقبل: توصيات لتعظيم دور الرياضة التنموية
انطلاقاً من تجربة الجيل المبهر، يمكن تقديم مجموعة من التوصيات الاستراتيجية للمؤسسات الخيرية والحكومات والشركات، بما يعزز أثر الرياضة في التنمية المستدامة والرفاه المجتمعي:
- ضرورة دمج الرياضة في الخطط الوطنية للتنمية المستدامة، لضمان استدامة المشاريع وضبطها ضمن أولويات التنمية الشاملة.
- التركيز على الرياضة المجتمعية إلى جانب الرياضة التنافسية، بما يحقق العدالة في الوصول إلى الأنشطة البدنية ويعزز الصحة العامة والتماسك الاجتماعي.
- دعم البحث العلمي حول "الرياضة من أجل التنمية"، لابتكار أساليب أكثر فعالية وقياس أثر البرامج على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي وسبل تطويرها.
- بناء شراكات فاعلة عابرة للقطاعات تضمن تكامل الجهود بين الجهات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني، بما يسهم في استدامة الموارد وتوسيع نطاق الأثر.
- تعزيز أنظمة الحماية والسلامة للأطفال على مستوى المجتمعات والفعاليات الرياضية الكبرى، لضمان بيئة آمنة وشاملة للجميع، خصوصاً للأطفال والفئات الأكثر ضعفاً.
- تبني ممارسات التنمية المستدامة في مراحل التخطيط والتنظيم والتنفيذ كافة، من خلال مراعاة الأثر الإنساني والاجتماعي والبيئي، وضمان ترك إرث إيجابي ومستدام للأجيال المقبلة.
من قطر إلى المنطقة والعالم: الرياضة كرسالة إنسانية مستمرة
لقد أسست قطر من خلال استثمارها الاستراتيجي في الرياضة، ومبادراتها المهمة على غرار مؤسسة الجيل المبهر، نموذجاً حياً يظهر كيف يمكن للرياضة أن تتجاوز حدود الملاعب وتترك بصمة إيجابية مستدامة على المجتمعات والأفراد، فمن خلال توحيد الجهود والشراكات يمكن أن تخلق الرياضة إرثاً إنسانياً سيسهم في صنع فرق حقيقي على المدى البعيد، ليجعل منها رسالة إنسانية دائمة، توحد المجتمعات، وتفتح أبواب الأمل للأجيال المقبلة. وبينما تستعد المنطقة لاستضافة أحداث رياضية كبرى، فإن تبني إطار خليجي موحد للرياضة والتنمية المستدامة يمكن أن يعزز من تكامل الجهود ويوحد الرؤية نحو أثر إنساني طويل الأمد.