ملخص: تشير دراسة حديثة من مؤسسة جولدمان ساكس إلى أن القيمة الناتجة عن استثمارات رأس المال المغامر لا تعود بالتناسب على جميع الأطراف المشاركة في خلقها، وأن أصحاب الأسهم هم المستفيد الأكبر من القيمة المالية لهذه الاستثمارات. يستعرض هذا المقال أداة اسمها "إطار عمل عائد السعادة" ابتكرتها شركة إس في تي جروب (SVT Group) بالتعاون مع شركة هابينس كابيتال (Happiness Capital)، ويمكن استخدامها لدمج معيار سعادة أصحاب المصلحة ورفاهتهم عند قياس العائد على الاستثمار في الشركات الناشئة وصناديق رأس المال المغامر. يقوم هذا المعيار على 11 مؤشراً منها الأمان والرضا عن الحياة وجودة الدخل ومستوى التعليم.
حققت شركات رأس المال المغامر أرباحاً طائلة من المشاريع المبتكرة، ولكن المكاسب لا تصل دائماً إلى أصحاب المصلحة الآخرين. ماذا إذا أنشأنا نموذجاً جديداً لقياس تأثير الاستثمارات؟
ساعد رأس المال المغامر على تعزيز الابتكار الذي غيّر طريقة حياة المليارات من الناس وغيّر أسلوب عملهم والعالم من حولهم. وقد استفاد الذين شاركوا بقوة في تطوير هذه المشاريع وتمويلها، ولكن لم يتقاسم أصحاب المصلحة جميعهم هذه الفائدة بالتساوي. تهدف شركات رأس المال المغامر (والأسهم الخاصة عموماً) إلى زيادة القيمة القابلة للتسييل من استثماراتها، وغالباً ما يكون ذلك على حساب أصحاب المصلحة الذين لا يكونون أطرافاً قانونية في الصفقات. في الواقع، تقر أبحاث قطاع الاستثمار بأن القيمة الناتجة عن استثمارات رأس المال المغامر لا تعود بالتناسب على جميع الأطراف المشاركة في خلقها، بل إن معظم القيمة المالية يعود بالنفع على أصحاب الأسهم، وذلك يضع أولئك الذين يعانون أكبر الآثار المترتبة على المشروع (وهم الموظفون والعملاء والمورّدون والمجتمعات والمنافسون والبيئة) في موقف غير مرغوب فيه.
يجب ألا تسير الأمور على هذا النحو. تدرك مجتمعات الاستثمار والأعمال على حد سواء الحاجة إلى تصميم العمليات بحيث تخلق قيمة لأصحاب المصلحة كافة باستثناء المنافسين المستفيدين من الوضع الراهن الذين يقفون حائلاً بين العملاء والحلول الأحدث والأفضل. إن الشركاء الموصّين أصحاب الملاءة المالية العالية في شركات الأسهم الخاصة وشركات رأس المال المغامر في وضع مثالي لقيادة هذا التغيير، حيث يتمتعون بدرجة عالية نسبياً من الحرية في توجيه استثماراتهم، إذ يمكنهم توجيه الاستثمارات بناءً على القيمة المحققة لأصحاب المصلحة جميعاً بالإضافة إلى العائد المالي للاستثمار. في البداية، اعتمدت الجهات الفاعلة في مجال العمل الخيري المغامر والاستثمار المؤثر هذا المزيج من العوائد الاجتماعية والمالية أو المعروف بـ "القيمة المختلطة". وأصبح في الآونة الأخيرة أكثر انتشاراً في مجتمع المستثمرين المؤسسيين، حيث باتوا يدركون أنه لا يمكننا الاستمرار في التركيز فقط على خلق القيمة المالية على حساب مصلحة الناس والكوكب.
سعى المستثمرون مع تزايد وعيهم بالقيمة المختلطة إلى تحليل الفرص الاستثمارية بناءً على قدرتها على توليد عوائد اجتماعية ومالية متكاملة. ظهر العديد من الأساليب المختلفة، مثل أسلوبي "نحو حدود التأثير الفعال" و"منهجية تحالف موازنة القيمة"، لتحليل الآثار البيئية والاجتماعية والنظر في تكاملها مع الأداء المالي. وقد جرى تطوير هذه الأساليب بالإضافة إلى المعايير المحاسبية التي تتناول العوامل البيئية والاجتماعية، مثل معايير مجلس معايير الاستدامة الدولية (ISSB). وعلى الرغم من فائدتها، فهي تنطوي على إشكالية لأنها تضع المخاطر البيئية والاجتماعية عموماً في إطار المخاطر المادية على أداء الشركة بدلاً من المخاطر الذاتية المحتملة على المجتمع والكوكب. ما لم يكن ثمة هدف واضح لأسلوب القياس يتعلق بكل من تحسين رفاهة كل الأطراف المتأثرة والصحة المالية للشركة، فإن تدابير الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات (ESG) لا تعالج بالضرورة المخاطر العامة التي تشكلها الأعمال التجارية والاستثمار على رفاهة الإنسان.
بفضل جيد إيمرسون (أحد مؤلفي هذا المقال)، التقى مسؤولون من شركة قياس التأثير والإدارة والاستراتيجية إس في تي جروب (SVT Group) (حيث يعمل 3 من مؤلفي هذا المقال) مسؤولين من شركة هابينس كابيتال (Happiness Capital)، وهي شركة رأس مال مغامر مقرها هونغ كونغ وتتمثل رسالتها في جعل العالم مكاناً أكثر سعادة من خلال الاستثمار في الشركات الناشئة وصناديق رأس المال المغامر الملتزمة برسالتها نفسها (حيث يعمل أحد المؤلفين المشاركين في هذا المقال). أرادت شركة هابينس كابيتال وضع مقياس يقيس مدى "توليد استثماراتها للسعادة".
وقد بدأت شركة إس في تي تطوير إطار عمل لوضع تصور لفرص الاستثمار وتقييمها ومقارنتها من أجل شركة هابينس كابيتال التي تسعى إلى زيادة تأثير استثماراتها في الرفاهة إلى أقصى حد مع تحقيق عوائد مالية جيدة في الوقت نفسه. لقد أطلقنا عليه اسم "إطار عمل عائد السعادة". يمكن لمجموعة واسعة من شركات رأس المال المغامر ومختلف أنواع شركات الأسهم الخاصة استخدام أسلوبنا، لأنه نموذج قابل للتكرار ويمكن إدارته تحليلياً ويمكن استخدامه للبدء بدمج سعادة أصحاب المصلحة ورفاهتهم بطريقة منهجية في قرارات الاستثمار.
إطار عمل عائد السعادة
كان علينا تعريف السعادة لنستطيع تقييم متغيراتها. نعرّف السعادة على أنها رفاهة الفرد، وتتكون من منظورين: الظروف التي تؤثر على سعادة الفرد، وكيف يعيش هذه الظروف. نحن نحدد ظروف الرفاهة باستخدام مؤشر منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية للحياة الأفضل، الذي يقيس الاستجابات حول 11 موضوعاً مثل الأمان والبيئة والرضا عن الحياة بالإضافة إلى الدخل والتعليم، والتجارب من خلال إطار بيرما (PERMA Framework) الذي وضعه عالم النفس الأميركي مارتن سيليغمان والذي يشمل (المشاعر الإيجابية والتفاعل والعلاقات والمعنى والإنجاز). يمكن قياس كلا المنظورين من منظور موضوعي (من المراقبين) وذاتي (من الأشخاص المتأثرين). والأهم من ذلك، أن الصلة بين التغير المناخي ورفاهة الفرد أصبحت مفهومة بصورة أفضل مع تزايد ارتباط التغير المناخي بالقلق. نعتزم أيضاً من خلال إطار عمل عائد السعادة توفير المعلومات اللازمة لاتخاذ القرارات العملية التي يجب أن تكون محددة. لذلك، فإننا ننظر أيضاً في تأثيرات الاستثمار على الحدود الكوكبية التسعة، وهي عمليات دعم الحياة الرئيسية للنظام البيئي الطبيعي التي تزيد من خطر حدوث تأثيرات مناخية أو كوارث واسعة النطاق عند استغلالها بإفراط والتي تؤثر في نهاية المطاف على الأفراد. وهذا يتسق مع المعايير المحددة في نموذج اقتصاد الدونات الذي يفترض وجود حاجة إلى أساس اجتماعي وسقف بيئي لكي تحظى البشرية بمساحة آمنة وعادلة للازدهار.
يطلق الباحثون على تقييم مجموع العوامل التي ذكرناها اسم إطار عائد السعادة. يسمح إطار عمل عائد السعادة بإيجاد عائد متكامل عند استكماله بالتقييم المالي التقليدي؛ ما ينتج عنه معلومات محددة تستخدمها شركة هابينس كابيتال لتزويد قراراتها الاستثمارية بالمعلومات اللازمة. يتسق هذا الأسلوب مع الأساليب التي طورتها جهات في هذا المجال مثل مؤسسة إمباكت فرونتيرز (Impact Frontiers) ومؤسسة إنجين نمبر 1 (Engine No.1) اللتين استحدثتا طرقاً جديدة لدمج إدارة التأثير مع الإدارة المالية للمستثمرين المباشرين في أساليبهما. وعلى غرار مؤسسة إمباكت فرونتيرز، تسعى شركة هابينس كابيتال إلى إتاحة منهجية عائد السعادة الخاصة بها لتحفيز اعتماد محاسبة أكثر شمولاً للقيمة المالية الحقيقية وغير المالية لرأس المال المغامر.
ما الذي يثير الاهتمام في هذا النموذج؟
يوفر نموذجنا القدرة على تكييف التقييم مع أنواع متعددة ومختلفة من الاستثمارات الفردية وتوليد نتائج قابلة للمقارنة تستند إلى تجارب مجموعات من المتأثرين بنشاط الاستثمار المغامر. يتيح ذلك للمستثمرين اتخاذ قرارات أفضل مستندة إلى المعلومات اللازمة حول مكان الاستثمار لتحقيق آثار إيجابية على رفاهة المجتمع.
كما يستخدم نموذجنا البيانات الموجودة حيثما أمكن (أي في التقييم الذاتي لمؤشر الحياة الأفضل)، بالإضافة إلى المعلومات المستهدفة التي يقدمها فريق إدارة الشركة مباشرة، وأبحاث قطاع الاستثمار المتاحة للجمهور. تعاونّا مع شركة 60 ديسيبلز( 60 Decibels) لتصميم دراسة استقصائية وتنفيذها لاختبار تقييمنا والتحقق من صحته عندما سنحت الفرصة للعمل من كثب مع إحدى شركات الاستثمار وإجراء مسح متعمق لأصحاب المصلحة الرئيسيين، وقد تحقق ذلك حتى الآن لما يقرب من 10% من شركات الاستثمار. وهي مصممة لتوفير معلومات قابلة للتنفيذ للمستثمر وشركة الاستثمار بطريقة تقلل العبء على المشاريع ومجموعات أصحاب المصلحة الآخرين.وهذا ما يجعل تجربة التقييم أسهل ويوازن بين القيمة التي يحصل عليها المستثمر والقيمة التي تحصل عليها شركة الاستثمار أو القيمة التي يقدمها الصندوق.
وأخيراً، فإن الجزء الأهم في إطار عملنا هو أنه يوفر تقييماً شاملاً لتأثير المشروع على أصحاب المصلحة جميعهم، الذين يتأثرون بدرجة كبيرة بأنشطته. ومن ثم يسمح ذلك بإلقاء نظرة شاملة على العلاقة بين رفاهة المتأثرين بأنشطة شركة الاستثمار والاستثمارات التي تجري في تلك الشركة.
استخدام النموذج حتى الآن
حللنا حتى الآن 46 مشروعاً و35 صندوقاً. استخدمنا البيانات المستمدة من مزيج من المقابلات مع المؤسسين أو الرؤساء التنفيذيين، والدراسة الاستقصائية المتعمقة لأصحاب المصلحة التي ذكرناها، والمواد والبيانات التي قدمتها الشركة للصناديق، والأبحاث السابقة التي أجرتها شركة إس في تي. نحدد الدرجات المحتملة بناءً على مقاييس محددة للوصول إلى درجة إجمالية تقع بين 0.0 و2.0 (حيث 1.0 لا يساوي أي تغيير في الرفاهة أو السعادة). حتى الآن، تستخدم شركة هابينس كابيتال وجهات النظر على مستوى المحفظة وعلى مستوى الشركة حول التأثير المستقبلي المتوقع أو التأثير الحالي المقدّر لرفاهة استثماراتها في عملية اتخاذ القرارات الاستثمارية، وعملية الفحص النافي للجهالة وعملية الاستثمار (الدعم أو إعادة الاستثمار أو التصفية) وعملية المساءلة أمام شريكها الموصى الوحيد (الذي يوفر رأس المال المغامر).
توفر لوحات المعلومات والبيانات الداعمة تفاصيل دقيقة حول تأثير الاستثمار عبر مجالات الرفاهة ذات الصلة.
لتقديم مثال عن هذا الأسلوب، نمذجنا فرضية تأثير الاستثمار باستخدام إطار عملنا لأحد المشاريع التي تتضمن تطبيقاً على الهاتف المحمول لمساعدة صغار المزارعين في شبه القارة الهندية على تشخيص مشاكل المحاصيل وتحسينها، ثم تمكنا بعد ذلك من اختبار استخدام المزارعين للتطبيق والتغييرات التي شهدوها.
- قيّمنا عائد السعادة بدرجة 1.44، ما يمثل زيادة كبيرة محتملة لأصحاب المصلحة عموماً (ودرجة عالية نسبياً للمحفظة).
- شكّل صغار المزارعين وأسرهم أكبر مجموعة من أصحاب المصلحة وحددوا قرابة 40% من الدرجة. كما كان مورّدو المزارعين والعملاء المحليون والمجتمعات المحلية مهمين أيضاً.
- كانت هناك فوائد مالية كبيرة للمزارعين الذين يستخدمون التطبيق، حيث زادت إنتاجية المحاصيل وانخفضت التكاليف وزاد الدخل. كما أن الفوائد التعليمية لاستخدام التطبيق والفوائد البيئية الناتجة عن تقليل استخدام المواد الكيميائية غير الفعالة أفادت المجتمعات المحلية.
- شهد المصنّعون والموردون المحليون للمواد الكيميائية ذات الاستخدامات العامة انخفاضاً في الطلب والدخل، وهو ما انعكس في انخفاض درجة هذه المجموعات.
- أجرت شركة 60 ديسيبلز دراسة استقصائية على عيّنة من صغار المزارعين في 3 مناطق.
- أثبتت نتائج الدراسة الاستقصائية صحة التقييم النظري وحسّنته من خلال تأكيد (أو الحث على تغيير) تقييمات كل من أصحاب المصلحة والعوامل المؤثرة، والتغيرات في الظروف والتجارب التي حدثت للمزارعين.
- قدمت النتائج بيانات قابلة للمقارنة بحسب منطقة العميل والأفكار التجارية القابلة للتنفيذ للمشروع.
- قدمت الردود أفكاراً مهمة حول المناطق الثلاث ساعدت في تحديد أين ولماذا تباينت نتائج المزارعين.
أفكار أولية
من أهم الأفكار الأولية التي يقدمها إطار عمل العائد على السعادة هي قدرة شركة هابينس كابيتال على عرض تأثيراتها على السعادة في جميع القطاعات التي تستثمر فيها وربطها بمقياس العائد المالي. إن التعمق أكثر في كل قطاع يمكن أن يُظهر الاستثمارات التي قد تؤثر في السعادة أكثر من غيرها ويتيح لشركة هابينس كابيتال تبادل الأفكار مع الآخرين، سواء كانوا مستثمرين آخرين أو أصحاب المصلحة ذوي الصلة.
ومن الدروس المهمة المستفادة أنه من الضروري التركيز على الدرجات النسبية بين الاستثمارات في القطاع نفسه وليس الدرجات المطلقة لأي استثمار بمفرده (مثل مشاريع البروتينات البديلة والحلول المختلفة لمشكلة النفايات الفضائية). إن الاتساق في طريقة حساب درجات النموذج عبر المشاريع المختلفة أمر أساسي، فمن الأسهل تقليل مخاطر أن يؤدي التفسير الذاتي للمحلل إلى إحداث تباين في الدرجات داخل القطاعات.
كما يوفر التقييم المعلومات اللازمة لاتخاذ قرارات المحفظة (أي اختيار الشركة والاستثمار الإضافي وتصفية الاستثمارات والخروج) ويمكن أن يبرز الفرص والمخاطر التي تؤثر على رفاهة أصحاب المصلحة في شركات الاستثمار، ما قد ينعكس في الأداء المالي لشركة الاستثمار.
على سبيل المثال، جرى اتخاذ قرار بعدم المضي قدماً في استثمار في شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا المالية على الرغم من أنه كان من المتوقع أن يحقق عائداً مالياً جيداً. وقد سمحت الشركة الناشئة للعملاء بالاقتراض مقابل الدخل المكتسب غير المدفوع المدمج في نظام كشوف الرواتب الخاص بشركاتهم. أخذ تقييم عائد السعادة مجموعة واسعة من مجموعات العملاء المحتملين في الحسبان، مثل كيفية تأثر الأفراد الذين يعانون مستويات مختلفة من الضغوط المالية بطرق سلبية وإذا ما كانت الشركة الناشئة تأخذ هذه المشاكل في الحسبان. كما يمكن أن يدعم الإطار الدراسة المنهجية للمخاطر التي قد تقوّض رفاهة مجموعات أصحاب المصلحة عند النظر في عمليات الخروج.
باستخدام إطار عمل عائد السعادة، يكتسب المستثمر أيضاً أفكاراً مهمة عن القطاع فيما يتعلق بالمشاريع الجديدة التي من المرجح أن تكون أكثر نجاحاً وتحديد شروط نجاحها وأسبابه. على سبيل المثال، بالنسبة لمشاريع مصادر البروتين البديلة المختلفة، يمكن للمستثمر أن يعرف كيفية وضعها في طعام مغذٍّ ولذيذ، ومن الذي تتأثر رفاهته عبر سلسلة القيمة هذه. ويمكن للمستثمر في مختلف القطاعات أن يفكر في نطاق التأثير وعمقه مقابل الإطار الزمني، على سبيل المثال، هل تستغرق الابتكارات الصحية وقتاً أطول لتحقيق التأثير الكامل مقارنة بالاستثمارات الغذائية؟
ما يزال أمامنا عمل كبير لفهم العلاقة بين نتائج النموذج والأثر الإيجابي أو السلبي والعوائد المالية مع مرور الوقت. وبما أن التحليل قد أجراه فريق صغير، فهناك خطر أن تتأثر الدرجات بتحيزات مسجل الدرجات وخبراته بطريقة تخفي الواقع الأساسي سواء عن قصد أو عن غير قصد. سعينا إلى التخفيف من حدة ذلك من خلال وضع عملية مراجعة تسمح للمقيّمين بمناقشة أسلوبهم وفهمهم للوصول إلى توافق الفريق على النتيجة النهائية. البروتين البديل هو مثال جيد على المشاريع التي تستكشف مصادر بروتينية جديدة من النباتات والحشرات والميكروبات والخلايا والهندسة الحيوية، وكلها قد تثير مخاوف مختلفة بناءً على المعتقدات الشخصية للفرد أو تفضيلاته أو فلسفته.
لا يزال هذا الإطار قيد التطوير حيث نعمل على تحسين النموذج وحوكمته وكيفية استخدامه ونتائجه. نعتقد أن تحليل النتائج على مستوى القطاع مع وجود نموذج أساسي متسق وبعض الترابط بين مجموعات أصحاب المصلحة التي جرى تقييمها وتعريفات حجم التأثير ونوعه يشكل خطوة أولى نحو هدفنا المتمثل في تقديم فهم أكبر للمستثمرين لمختلف جوانب خلق القيمة التي يشاركون فيها. إن البدء على مستوى القطاع مهم لأنه يسمح لنا بفهم إذا ما كان قرار الاستثمار المحتمل أفضل من متوسط مشاريع القطاع أو أسوأ.
إلى أين يؤدي ذلك في اعتقادنا
هدفنا النهائي هو أن يصبح التفكير وإطار العمل الخاصان بنموذجنا معرفة مفتوحة المصدر يستخدمها المستثمرون على نطاق واسع، بغض النظر عن حجم الأصول تحت الإدارة.
وردت إلينا أسئلة عن سبب عدم وجود هذا النوع من الأساليب واعتماده في السابق. إليكم بعض الملاحظات:
- يتخصص معظم الخبراء في هذا المجال حتى الآن في تخصص واحد، ولكن هذا النوع من التحليل متعدد التخصصات بطبيعته. لقد أخذنا في الحسبان النماذج الاقتصادية والمالية والبيئية والنفسية والفلسفية باعتبارها سياقاً وحدوداً لتزويد القياس المقارن بالمعلومات اللازمة.
- يظهر التأثير المجتمعي على المدى الطويل غالباً، ولا تمتلك غالبية شركات رأس المال المغامر منظوراً طويل المدى للقيمة التي تخلقها، في حين تمتلك شركة هابينس كابيتال هذا المنظور. وذلك بسبب العقلية مختلفة.
- من الأسهل تجميع الاستثمارات وتصنيفها في مجموعات مثل مجالات التأثير التي يسهل تحديدها. يفي هذا الأسلوب الأقل تعقيداً بالعديد من متطلبات إعداد التقارير والامتثال، ويكون "كافياً" عادةً للمتطلبات الداخلية حيث يكون الغرض الاستراتيجي من العملية إما غير واضح وإما لا يهدف صراحةً إلى تعزيز الرفاهة المجتمعية.
يحدونا الأمل في أن يلهم هذا الأسلوب الآخرين لتطوير أساليبهم الخاصة في تحليل الاستثمار التي تسمح للمستخدمين بتقييم الطرق المتنوعة التي تؤثر بها استثماراتهم على الظروف والتجارب التي تهمهم هم ومجتمعاتهم أكثر من غيرهم.