تقرير خاص

كيف تمكنت بي أيه إي سيستمز السعودية من دعم مشاريع الاستثمار المجتمعي؟

5 دقيقة
مشاريع الاستثمار المجتمعي
(مصدر الصورة: بي أيه إي سيستمز)

ملخص: في أثناء الأزمات، تعد القدرة على تعبئة الموارد بسرعة أمراً بالغ الأهمية، لذلك، تُنقل سلع الإغاثة على نحو رئيسي جواً إلى مناطق النزاع والكوارث. وقد يكون الدعم والمساندة على شكل مبادرات إنسانية لدعم الصحة النفسية للمرضى، مثل التي قدمتها شركة بي أيه إي سيستمز (BAE SYSTEMS) إحدى أكبر الشركات العالمية في مجال تطوير أنظمة الدفاع والفضاء والأمن وتقنية  المعلومات المتقدمة، والتي عززت مبادئ المسؤولية الاجتماعية عبر الإسهام بالعديد من المبادرات الإنسانية منها الإسهام بأكثر من 11.2 مليون جنيه إسترليني خلال عام 2023 للجمعيات الخيرية المحلية والوطنية والدولية والمنظمات غير الربحية، في شكل تبرعات مالية أو رعاية ودعم عيني. وإطلاق وثيقة حقوق الإنسان للعام 2024، فضلاً عن توظيف قوة عاملة ماهرة قوامها 99.8  ألف شخص في 40 دولة. وقدمت بي أيه إي سيستمز السعودية برامج خيرية متعددة في الاستثمار المجتمعي والتوعية الصحية والأمن والسلامة والتعليم والتدريب والتطوير، لتحصد جائزة المسؤولية الاجتماعية في فئة الأعمال الدولية في مجال الطيران والدفاع في الشرق الأوسط لعام 2023.

في 17 ديسمبر/كانون الأول 1903 سجل الأخوين رايت أول تجربة طيران ناجحة، لتتحول هذه التجربة اليوم إلى صناعة تمثل بوابة رئيسية لتقديم الدعم اللوجستي والمساعدات وتحسين الاستجابة للأزمات.

على سبيل المثال، كان القطاع ينقل 60 مليون طن من الشحنات الجوية حول العالم سنوياً قبل جائحة كوفيد-19، وذلك على متن ما يقرب من 40 مليون رحلة، بحسب بيانات منظمة الطيران المدني الدولي. لكن على الرغم من الضرر السلبي والخسائر التي لحقت بالقطاع، ظل لاعباً أساسياً في هذه الفترة العصيبة.

وفي أثناء الأزمات، تعد القدرة على تعبئة الموارد بسرعة أمراً بالغ الأهمية، لذلك، تُنقل سلع الإغاثة على نحو رئيسي جواً إلى مناطق النزاع والكوارث. وقد يكون الدعم والمساندة على شكل مبادرات إنسانية لدعم الصحة النفسية للمرضى، مثل التي قدمتها شركة بي أيه إي سيستمز (BAE SYSTEMS) إحدى أكبر الشركات العالمية في مجال تطوير أنظمة الدفاع والفضاء والأمن وتقنية المعلومات المتقدمة.

دور قطاع الطيران في أثناء الأزمات

إن قدرة قطاع الطيران على الاستجابة للأزمات بكفاءة وفعالية، يمكن أن تؤثر على حجم المساعدات المقدمة وسرعة التعافي. في أعقاب الكوارث الطبيعية الشديدة أو النزاعات المسلحة، غالباً ما تنهار البنية التحتية المحلية تماماً، ما يجعل الوصول إلى العديد من المناطق غير ممكن أو صعباً جداً، من هنا، تعتبر إمدادات النقل الجوي وسيلة فعالة لتزويد المحتاجين بالأدوية والغذاء ومياه الشرب العذبة والمأوى المؤقت. وإلى جانب المنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية، تسهم شركات النقل الجوي أيضاً في توفير الإمدادات للمتضررين في مناطق الكوارث. إذ لا تقتصر مهمتها على نقل عمال الإغاثة إلى مناطق الكوارث فحسب، بل تعمل على إيصال إمدادات الإغاثة التي تشتد الحاجة إليها جواً إلى مناطق الأزمات، وهذا ما تقدمه الخدمة الجوية الإنسانية التابعة للأمم المتحدة.

ويدعم قطاع النقل الجوي النشاط الاقتصادي العالمي بنحو 2.7 تريليون دولار، ويضم أكثر من 10 ملايين عامل، جزءاً مهماً من عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، فالأصول الجوية مثل الطائرات، تمكّن قوات حفظ السلام من نقل الأفراد والعتاد، وردع الهجمات والرد عليها أيضاً، خاصة مع تمتع هذه الطائرات بالسرعة وخفة الحركة.

وخلال الأعوام السابقة، كانت بعض السلع البسيطة مثل أقنعة الوجه والملابس الواقية والقفازات والمطهرات سلعاً نادرة. وتزايد الطلب أيضاً على المعدات الطبية مثل أجهزة التنفس الصناعي. حينذاك، بدأت شركات الطيران العالمية في نقل معدات الحماية الطبية والشخصية، بوصفها أحد إجراءات قطاع الطيران لدعم مكافحة كوفيد-19، إلى المناطق الأكثر تضرراً من الأزمة الصحية، ووفرت شركات طائرات خاصة كثيرة جزءاً من أساطيلها للتأكد من وصول الأقنعة والإمدادات الطبية والأدوية إلى وجهاتها بسرعة. حيث أسهمت خدمات طيران رجال الأعمال في تسريع التوزيع العالمي للقاحات والرحلات الجوية المجانية المتاحة لوفود المتطوعين والأطباء في جميع أنحاء العالم للوصول إلى المستشفيات. وكان لها دوراً رئيساً في عمليات الإجلاء الطبي، وتوفير سيارات الإسعاف الجوي المعدة لنقل المرضى.

تعزيز المسؤولية الاجتماعية

لم يتوقف الأمر على قطاع الطيران فقط، إذ تعمل أكبر الشركات العالمية في هذا المجال على تعزيز مبادئ المسؤولية الاجتماعية والإسهام بالعديد من المبادرات الإنسانية لدعم حقوق الإنسان وحفظ السلام. ومؤخراً، منحت وزارة الدفاع البريطانية عقداً بقيمة 4.2 مليار جنيه إسترليني لشركة بي أيه إي سيستمز لتصنيع سفن حربية صغيرة الحجم والمشهورة باسم (فرقاطات) للبحرية الملكية في غلاسكو؛ بهدف نقل كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية وإيواء المرافق الطبية. ويحافظ العقد على أكثر من 4 آلاف وظيفة في الشركة ويؤمّن بناء السفن في منشآتها في اسكتلندا حتى ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين.

وتدعم شركة بي أيه إي سيستمز القوات المسلحة في المملكة المتحدة، والعسكريين والمحاربين القدامى وعائلاتهم، كما توفر لهم إمكانية العمل في مجالات الأمن والاستخبارات ومجالات الدعم العسكري الأخرى. لذلك تعاونت الشركة مع حركة ريأكت (REACT) ، التي تعمل في المملكة المتحدة وخارجها منذ عام 2015، لتوظيف مهارات المحاربين القدامى العسكريين وخبراتهم لتحويلهم إلى مستجيبين استثنائيين للطوارئ، إذ قدمت بي أيه إي سيستمز تمويلاً لإنشاء 4 فرق من المستجيبين المتخصصين للفيضانات الذين سيكونون قادرين على دخول المناطق المتضررة ونقل الأشخاص المعرضين للخطر، خاصة مع تهديد الفيضانات لأكثر من 5 ملايين منزل بريطاني بعد أن شهد العقد الماضي زيادة في أحداث الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة وفيضان الأنهار وأمواج البحر، ما تسبب في تزايد الحاجة الإنسانية مع تدمير المنازل وتعطل الحياة برمتها.

وحرصت الشركة أيضاً على تعزيز التعليم مع التركيز الخاص على إشراك الطلاب من جميع الأعمار في العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات (STEM) ووقعت الشركة اتفاق شراكة مع منظمة القيادات العربية الشابة في البحرين، لتدريب مجموعة من القيادات البحرينية الواعدة، وتطوير مهاراتها، علماً أنها وقعت في السابق برنامج التدريب الممتد لخمس سنوات مع شركة مبادلة للتنمية الإمارتية (مبادلة) في عام 2015 وقدمت بي أيه إي سيستمز السعودية برامج خيرية متعددة في الاستثمار المجتمعي والتوعية الصحية والأمن والسلامة والتعليم والتدريب والتطوير.

على الصعيد العالمي، أسهمت بي أيه إي سيستمز بأكثر من 11.2 مليون جنيه إسترليني خلال عام 2023 للجمعيات الخيرية المحلية والوطنية والدولية والمنظمات غير الربحية، في شكل تبرعات مالية أو رعاية ودعم عيني. وأطلقت الشركة وثيقة حقوق الإنسان للعام 2024، مؤكدة أنها توظف قوة عاملة ماهرة قوامها 99.8  ألف شخص في 40 دولة، كما تعمل على نحو وثيق مع شركاء محليين لتحقيق دعم التنمية الاقتصادية عن طريق نقل المعرفة والمهارات والتقنية ، في الوقت الذي تحدّث فيه الشركة إرشادات الأعمال لدعم اعتبارات الاستدامة.

وأوضحت الشركة أيضاً في الوثيقة أنها تورّد معدات الدفاع والإلكترونيات والخدمات، بالإضافة إلى الحلول السيبرانية والاستخباراتية والأمنية، حتى يتمكن العملاء من الحفاظ على ميزة تنافسية عبر المجالات الجوية والبحرية والأرضية والفضائية والإلكترونية.

الاستثمار المجتمعي لشركة بي أيه إي سيستمز السعودية

حصلت شركة بي أيه إي سيستمز السعودية، على جائزة المسؤولية الاجتماعية في فئة الأعمال الدولية في مجال الطيران والدفاع في الشرق الأوسط لعام 2023، إذ تتبنّى برنامجاً للتنمية الاجتماعية بالشراكة مع المبادرات المحلية، بهدف المساعدة في مكافحة الفقر وعدم المساواة والإقصاء الاجتماعي، وبالتالي فإن الشركة تواظب على عملها من أجل دعم رفاهية المجتمعات والاستثمار فيها عبر العديد من المشاريع مثل: حملات التبرّع، والمبادرات الاجتماعية، ودعم خدمات تحسين حياة الفئات المهمشة.

وتتماشى مبادرات شركة بي أيه إي سيستمز السعودية مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تضع برامج تحوّل القطاع الصحي ضمن أولوياتها، إذ تواكب الشركة تقديم خدمات الصحة الإلكترونية والحلول الرقمية في القطاع، بينما تخصص بعض المبادرات الأخرى لتمكين الشباب من خلال العديد من الورش والبرامج والرحلات الميدانية والمشاريع العملية اللازمة لتزويد الشباب بمهارات التعلّم المستمر، بما يسهم في تنوع النمو الاقتصادي في السعودية، وبالأخير تسهم هذه الجهود في تنمية المجتمع السعودي بتوفير بيئة ملائمة للنمو، واغتنام الإمكانات وتذليل التقنية  لصالح الإنسانية. فما أبرز هذه المبادرات؟

  • سيارة صيانة الكراسي المتحركة المتنقلة

تعمل شركة بي أيه إي سيستمز السعودية، ضمن برامجها للتنمية الاجتماعية، على تقديم حلول صحية ابتكارية، وقد تعاونت مع الجمعية الخيرية لرعاية المعاقين بحائل، لإطلاق سيارة صيانة الكراسي المتحركة المتنقلة.

تهدف هذه السيارة إلى تقديم خدمات الصيانة لأصحاب الكراسي المتحركة، حتى تضمن حالتها الجيدة، ومدى تطابقها مع معايير السلامة، لتمكين أصحابها من التحرّك بأمان. انتشرت هذه الخدمة حتى أصبحت تخدم أكثر من 15 مستفيداً يومياً في السعودية، إذ سهّلت الوصول إلى خدمات الصيانة والإصلاح لنحو 615 كرسي متحرك، ماساهم في تسهيل حياة المستفيدين من هذه المبادرة.

  • تمكين الأفراد من التعلًم المستمر

تعتبر بي أيه إي سيستمز السعودية التعليم استثماراً في الأفراد، ما ينعكس إيجاباً على سوق العمل بالعديد من الكوادر التي تملك مهارات إبداعية، وقدرات مبتكرة للتنافس. لذلك أطلقت مبادرة برنامج سفراء العلوم والتقنية  والهندسة والرياضيات (STEM)؛ بهدف تحفيز الحماس لهذه المجالات الدراسية بين طلاب المدارس الثانوية الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً من مختلف المناطق في السعودية.

تُظهر شركة بي أيه إي سيستمز السعودية التزاماً قوياً بالمسؤولية الاجتماعية من خلال مبادراتها التي تهدف إلى تحسين حياة الأفراد والمجتمعات، فضلاً عن المشاريع التي تسهم في تعزيز الصحة والتعليم والتنمية المستدامة، ما يعزز من دور الشركة في دعم التحول الاقتصادي والاجتماعي في السعودية، وخلق بيئة ملائمة للنمو والابتكار، ينعكس على رفاهية المجتمع السعودي ويعكس التزامها بتطوّر العمل الإنساني.

المحتوى محمي