ما دور المرأة في العمل التطوعي؟

2 دقائق
الأعمال التطوعية
shutterstock.com/addkm

تشير التقديرات إلى أن العدد الشهري للمتطوعين حول العالم يصل إلى 862.4 مليون متطوع ومتطوعة ممن تبلغ أعمارهم 15 عاماً فأكثر، فيما تتراوح معدلات التطوع الشهرية في الدول العربية وأوروبا وآسيا الوسطى وأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي بين 9 و10.6%.

وفي الوقت الذي يشكل فيه الرجال 53.60% من العاملين في التطوع الرسمي؛ تمثّل النساء 53.42% من العاملين في التطوع غير الرسمي، ما يعد مؤشراً على الدور الذي قد يؤديه التطوع في تعزيز المعايير القائمة على النوع الاجتماعي أو مجابهتها. لكن ما أسباب انخراط المرأة في الأعمال التطوعية؟

يَعتبر النساء الجانب الاجتماعي دافعاً للانضمام للعمل التطوعي، فبحسب تقرير المجلس الوطني للمؤسسات التطوعية في إنجلترا (National Council for Voluntary Organizations. NCVO)، انضمت نسبة 23% من النساء لتكوين صداقات جديدة أو التعرف إلى أشخاص جدد.

من جهة أخرى، تشارك النساء في الأعمال التطوعية لأهداف تتصل بالتنمية الذاتية أو المهنية أو للبحث عن فرصة لتطوير شبكة علاقاتهنّ الاجتماعية ودعم أطفالهنّ، وترى الأخصائية النفسية الأميركية، فال هانيمان (Val Hannemann) أن النساء شغوفات بالمشاركة في مجتمعاتهن، والعمل التطوعي يساعدهنّ على التواصل ومناقشة استراتيجيات جديدة وتبنيها لإحداث فرق في العالم، كما تميل النساء إلى استقطاب أخريات من دائرة معارفهنّ للمشاركة في مشروعهنّ التطوعي.

لا يمكن تصوّر العمل التطوعي للمرأة على أنه نوع من الرفاهية، أو وسيلة لقضاء وقت الفراغ، وإنما أصبح التطوع حاجة اجتماعية ورغبة صادقة لتغيير المجتمع، فدافع المرأة للعمل التطوعي بحسب دراسة أردنية، يتمثل في بناء علاقات اجتماعية جديدة تحقق لها تبادل الخبرات والمنافع وتعزز ثقتها بنفسها من خلال اكتساب مهارات وخبرات جديدة.

من أوبرا وينفري لجواهر القاسمي: نجاح نسوي في التغيير الاجتماعي

أصبح التطوع عملاً منظماً يتطلب عدة مهارات مثل الإقناع والتواصل والقيادة، واستطاعت المرأة أن تثبت نفسها في تلك المجالات، وعززت قدراتها بالتعليم ليكون لها دوراً فاعلاً في مسيرة التنمية، وتوسّعت في عملها لتتولى دفة القيادة في مؤسسات خيرية لها تأثير كبير على المجتمع.

تعد مشاركة المرأة في الأعمال التطوعية مؤشراً واضحاً على إدراكها لدورها في بناء المجتمع، فإلى جانب طبيعتها المعطاءة؛ يجعلها اهتمامها بالتفاصيل أكثر إلماماً بكافة جوانب المشكلة الاجتماعية التي تعمل من أجلها ووضع تصورات منطقية ودقيقة لحلّها، لذلك برزت العديد من النماذج الناجحة في هذا المجال، منها الإعلامية الأميركية أوبرا وينفري، والناشطة الباكستانية في مجال التعليم مالالا يوسفزاي، ورئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، التي اختيرت كأول سفيرة دولية لسرطان الأطفال في العالم ضمن "برنامج الإعلان العالمي للسرطان"، وفي مايو/أيار عام 2013 عُينت كأول مناصرة بارزة لـ "المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين".

التطوع بوابة الفرص الجديدة

يسهم العمل التطوعي في الإدماج الاجتماعي للمرأة من خلال فتح الآفاق أمام المزيد من الفرص والموارد التي تحسن رفاههنّ الجسدي والنفسي أيضاً، ففي نيبال، تم تنفيذ برنامج للمتطوعين كآلية للإدماج الاجتماعي لكل من المتطوعات والمستفيدين من الخدمات المجتمعية.

لا يعد العمل المأجور المؤشر الوحيد على الفجوة بين الجنسين؛ فالمشاركة السياسية والتعليم والعمل غير المأجور، الذي غالباً ما يتم تجاهله، هو الحلقة المفقودة في تحليل هذه الفجوة، إذ تؤكد رئيسة اتحاد مراكز المتطوعين في نيوزيلندا (Volunteering New Zealand. VNZ) كارين سميث (Karen Smith)، ضرورة فهم أهمية المساهمات التي تقدمها المرأة في المجتمع، سواء كان ذلك في العمل بأجر أو في القطاع غير الرسمي، والتطوع، فاكتسابها الخبرة والمعارف والمهارات سينعكس إيجاباً على المجتمع.

قد تكون خدمات الرعاية الصحية للأم والطفل ومرافق الرعاية الصحية، من الأنشطة التطوعية التي تجذب المزيد من النساء.

كما تدخل محو الأمية ورعاية كبار السن والأيتام ضمن مجالات الأعمال التطوعية المناسبة للمرأة، إذ يمكن تقديم الدعم المادي والمعنوي لهذه الفئات أن يحدث فرقاً في حياتهم، فعندما تتطوع المرأة لتعليم الأطفال القراءة والكتابة، أو تساعد في كفالة اليتيم؛ فإنها تسهم في بناء جيل واعي ومثقف، والحد من الظواهر الاجتماعية السلبية مثل الجريمة والتسول.

المحتوى محمي