هل يمكن دفع رسوم المدارس بإعادة تدوير البلاستيك؟

3 دقائق
الدفع بإعادة التدوير
shutterstock.com/Lauritta

يتيح برنامج الدفع بإعادة التدوير للآباء دفع جزء من إجمالي رسوم مدارس أطفالهم بجمع النفايات البلاستيكية وأكياس المياه المستعملة لإعادة تدويرها لاحقاً.

المدارس الابتدائية والإعدادية في نيجيريا مجانية، ولكنها أُجبرت بعد سنوات طويلة من الإهمال ونقص التمويل على فرض بعض الرسوم على طلابها من أجل تغطية شيء من نفقاتها، ومنها رسوم التسجيل والامتحانات والألبسة الموحدة ورسوم رابطة المدرسين وأولياء الأمور وتكاليف تأمين القرطاسية والحقائب والأحذية، حتى إن بعض المدارس الحكومية تطلب من أولياء الأمور تأمين الصابون السائل وخراطيم سقاية الحدائق والمقاعد والمناديل الورقية ومواد التعقيم. يتراوح مجموع هذه الرسوم بين 6,000 و20,000 نايرا (أي 16 - 55 دولاراً أميركياً) في الفصل الدراسي الواحد.

لكن الكثير من الآباء لا يستطيعون دفع هذه الرسوم، لذلك يبقى أطفالهم في المنزل أو ينسحبون من المدرسة للعمل وإعالة الأسرة، وبالنتيجة أصبحت نيجيريا صاحبة أكبر عدد من الأطفال المحرومين من التعليم في العالم؛ 10.5 ملايين طفل

في شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 2018، قدمت مؤسسة غير ربحية تسمى المبادرة الإفريقية للتنظيف (African Clean Up Initiative) البرنامج التعليمي القائم على الدفع بإعادة التدوير (Recycle Pay Educational Program) لمعالجة هذه المشكلة؛ يدفع الآباء جزءاً من إجمالي رسوم مدارس أطفالهم بجمع النفايات البلاستيكية وأكياس مياه الشرب المستعملة لإعادة تدويرها لاحقاً.

نشأت فكرة هذا البرنامج من نقاش دار بين مؤسس المبادرة، ألكساندر أكيبي، ومتطوع فيها كان يدير مدرسة خاصة منخفضة التكاليف في حي أجيغونلي، وهو أحد أفقر الأحياء في مدينة لاغوس. اشتكى المتطوع من عدم قدرة معظم الآباء على دفع رسوم المدرسة وتأثير ذلك في عملياتها، وكان بحاجة ماسة إلى حلول عاجلة كي تتمكن مدرسته من الاستمرار بالعمل.

يقول أكيبي: "النفايات البلاستيكية وأكياس المياه المستعملة في كل مكان، لا سيما في المجتمعات ذات الدخل المتدني حيث لا يتوفر الكثير من المجاري المائية. تساءلت في نفسي: ’ماذا لو صممنا مفهوماً يعالج هذه المشكلة ويساعد على إبقاء الأطفال في المدارس؟‘".

في اليوم التالي ناقش أكيبي هذه الفكرة مع فريق المتطوعين، وأجروا دراسة لأبعادها وطلبوا من المتطوع الذي يدير المدرسة الخاصة أن يسمح لهم باختبار الفكرة في مدرسته، وبعد انتهاء جولتين لجمع النفايات البلاستيكية في شهر واحد ازداد عدد الآباء المشاركين في البرنامج.

يقول أكيبي الذي عمل على تنسيق البرنامج: "عندما طرحنا الفكرة على أولياء الأمور لم يستطع كثير منهم تصديقنا، ولكنهم رأوا طريقة العمل في البرنامج وفهموها، وبددت نتائجه كل شكوكهم".

يُحضِر أولياء الأمور النفايات البلاستيكية التي يجمعونها إلى المدرسة مرتين في الشهر، وتعمل المبادرة الإفريقية للتنظيف مع شركات اجتماعية، مثل وي سايكلرز (Wecyclers) وغرينهيل ريساكلنغ (Greenhill Recycling) ولاسغيدس ريسايكلرز (Lasgidis Recyclers) وإيكوبرون (Ecoprune)، تنقل النفايات البلاستيكية التي يتم جمعها إلى معامل التدوير في لاغوس. تستخدم شركات إعادة التدوير هذه نماذج قائمة على الحوافز من أجل جمع المواد القابلة للتدوير من المنازل والمجتمعات والشركات بمقابل نقاط يمكن استبدالها بمبالغ نقدية وأدوات منزلية.

تقيس الشركات الاجتماعية وزن النفايات التي تجمعها كل عائلة على حدة وتحسب قيمتها وتخصمها من الرسوم المدرسية لأطفالها، إذ تدفع 25 نايرا (تعادل 60 سنتاً أميركياً) لكل كيلوغرام من النفايات البلاستيكية (الكيلوغرام الواحد يضم 28 قارورة بلاستيكية تقريباً). يتم دفع هذه الأموال للمبادرة الإفريقية للتنظيف التي تضيفها إلى رصيد المدارس مباشرة وتحسب مقدار ما تم سداده من رسوم الطلاب.

يساعد برنامج الدفع بإعادة التدوير أولياء الأمور على دفع رسوم مدارس أبنائهم ويخلّص أكبر المدن النيجيرية، لاغوس، من النفايات في آن معاً. تولّد هذه المدينة التي تضم نحو 20 مليون نسمة 13 ألف طن تقريباً من النفايات يومياً، ولكن يتم جمع 40% منها فقط وتدوير 10% فقط.

تقول بيشنس سامويل، وهي أم لثلاثة أطفال يذهبون إلى مدرسة مشاركة في البرنامج: "أحب شفافية المبادرة الإفريقية للتنظيف والمدرسة في إدارة البرنامج، فهم يخبروننا بالمبالغ التي نجنيها مقابل النفايات البلاستيكية ولا يخفون شيئاً". 

حالياً، يتم تنفيذ هذا البرنامج بمشاركة 5 مدارس في أحياء مدينة لاغوس الفقيرة، وشاركت فيه 150 عائلة تقريباً، وتم دفع الرسوم المدرسية لقرابة ألف طفل من خلاله.

كان هدف المبادرة الإفريقية للتنظيف بادئ الأمر هو الوصول إلى 10 آلاف طفل بحلول 2030، ولكن مع تنامي الاهتمام بالبرنامج لدرجة تفوق التوقعات، يرى أكيبي أن المؤسسة "ستحقق هذا الهدف في أقل من 5 أعوام"، والأمر الوحيد الذي يقلقه هو أن وتيرة عمل شركات إعادة التدوير في جمع النفايات لا ترتقي إلى مستوى احتياجات المدارس، ما يؤدي إلى "إبطاء عمل البرنامج".

يتمثل أحد الحلول الممكنة برأيه في جمع المال لشراء شاحنات خاصة بالمبادرة، ما سيساعدها على جمع أكبر قدر ممكن من النفايات. يقول أكيبي: "لا نريد أن تسبب الرسوم المدرسية في حرمان أي طفل من الدراسة بعد الآن".

يمكنكم الاطلاع على النسخة الإنجليزية من المقال من خلال الرابط، علماً أنّ المقال المنشور باللغتين محمي بحقوق الملكية الدولية. إنّ نسخ نص المقال دون إذن سابق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

المحتوى محمي