كيف يمكن أن يكون رمضان صديقاً للبيئة؟

3 دقيقة
الحفاظ على البيئة في رمضان
مصمم الصورة: (ستانفورد للابتكار الاجتماعي، عبدالله بليد)

رمضان، هو فترة مهمة للتأمل الروحي، والانضباط الذاتي، والوحدة المجتمعية للمسلمين في أنحاء العالم. لا يقتصر الأمر على تقييد الغذاء ضمن نافذة محددة من اليوم، وإنما يتضمن في جوهره تخصيص الوقت للانخراط في أعمال الخير. وبينما ينصب التركيز في المقام الأول على النمو الروحي، فإن رمضان يقدم أيضاً فرصة لزيادة المسؤولية البيئية. فكيف يمكن مواءمة صيام رمضان ليصبح صديقاً للبيئة؟

الحد من هدر الطعام

على الرغم من تركيز شهر رمضان على الصيام، فإن ممارسات من الإفراط في التحضير إلى الاستهلاك المفرط قد تحدث فيه، وخاصة في أثناء الإفطار. وفقاً لتقرير حالة هدر الغذاء في غرب آسيا التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، يُهدر نحو 30-50% من الطعام خلال شهر رمضان في المملكة العربية السعودية، ونحو 25% في قطر و40% في الإمارات العربية المتحدة. للحد من هذا السلوك يمكن اتباع ما يلي:

  • التخطيط للوجبات بعناية: ينبغي إعداد خطة لوجبات الإفطار والسحور، بحيث تناسب استهلاك الأفراد لتجنب الإفراط في الطهو.
  • مشاركة الطعام الزائد: إذا كان لديك طعام زائد، فكر في مشاركته مع الجيران أو الأصدقاء أو المحتاجين. هذا لا يقلل النفايات فحسب، بل يعزز أيضاً الشعور بالانتماء للمجتمع.
  • تحويل النفايات العضوية إلى سماد: بدلاً من التخلص من بقايا الطعام، حاول استخدامها باعتبارها سماداً في البستنة لإنشاء تربة غنية بالمغذيات. لكن احذر من استخدام اللحوم ومنتجات الألبان والأطعمة المقلية، حيث يمكن أن تجذب الآفات وتسبب الروائح الكريهة.

عادات الأكل المستدامة

يمكن لنهج الحياة البسيطة التي يدعو لها صيام رمضان أن يلهمنا كيفية التعامل مع جوانب أخرى من الحياة، بما في ذلك عادات الاستهلاك، والتحوّل نحو عادات أكل مستدامة، مثل:

اختيار المنتجات المحلية والموسمية

تعد المنتجات المحلية والموسمية أقل بصمة كربونية من المستوردة، إذ لا تحتاج المنتجات المحلية إلى النقل مسافات طويلة للوصول إلى المستهلكين، ما يقلل استهلاك الوقود والانبعاثات الناتجة عن وسائل النقل. علاوة على ذلك، تُجمع المنتجات الموسمية وتُستهلك في وقتها المناسب، ما يقلل الحاجة إلى التخزين فترات طويلة أو استخدام تقنيات التبريد التي تستهلك الطاقة.

الحد من استهلاك اللحوم

إن التحول نحو نظام غذائي يعتمد بدرجة أكبر على الأطعمة النباتية يمكن أن يسهم في تقليل التأثيرات البيئية السلبية وتحقيق استدامة أفضل للموارد الطبيعية. يعود ذلك إلى أن إنتاج اللحوم له تأثير بيئي أعلى مقارنة بالأطعمة النباتية لعدة أسباب، أهمها:

  • الموارد المستخدمة، إذ يتطلب إنتاج اللحوم كميات كبيرة من المياه والأراضي الزراعية.
  • انبعاثات غازات الدفيئة، إذ تعتبر صناعة اللحوم من أكبر مصادر انبعاثات غازات الدفيئة مثل الميثان وثاني أوكسيد الكربون. تُنتج الأبقار على نحو خاص كميات كبيرة من الميثان خلال عملية الهضم، وهو غاز دفيء أقوى بكثير من ثاني أوكسيد الكربون.
  • تدهور التربة، فقد تؤدي الزراعة المكثفة للأعلاف وتربية الحيوانات إلى تدهور التربة وفقدان خصوبتها.

تجنب الأطعمة المصنعة

تتطلب عملية إنتاج الأطعمة المصنعة كميات كبيرة من المياه والطاقة في عمليات التصنيع والنقل، الأمر الذي يسبب استنزاف الموارد الطبيعية، ويسهم في انبعاثات غازات الدفيئة. بالإضافة إلى ذلك، غالباً ما تأتي الأطعمة المصنعة مع تغليف بلاستيكي أو مواد غير قابلة للتحلل، ما يزيد كمية النفايات ويؤثر سلباً في البيئة.

تقليل استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام

البلاستيك أحادي الاستخدام هو نوع من المواد البلاستيكية التي تُستخدم مرة واحدة فقط ثم يجري التخلص منها. يُصنع عادةً من مجموعة من المواد البلاستيكية، مثل بولي إيثيلين وبولي بروبيلين. تشمل هذه المواد الأكواب والأطباق والشوَك والسكاكين والأكياس البلاستيكية وغيرها من العناصر التي قد تُستخدم في الإفطار الجماعي في رمضان.

تعتبر هذه المواد مريحة وسهلة الاستخدام، ولكنها تسهم بدرجة كبيرة في مشكلة التلوث البيئي، حيث تستغرق فترة طويلة لتتحلل في الطبيعة، قد تصل إلى مئات السنين. يمكن الاستغناء عن استخدامها من خلال:

  • استخدام معدات قابلة لإعادة الاستخدام.
  • تجنب المياه المعبأة، واستخدام زجاجة مياه قابلة لإعادة الاستخدام وملئها بمياه الصنبور المفلترة عوضاً عنها.
  • تقليل استخدام الأكياس البلاستيكية عند التسوق لشراء البقالة، والاستعاضة عنها بالأكياس القماشية القابلة لإعادة الاستخدام.

صون الطاقة للحفاظ عليها

صون الطاقة أي أن نصبح أقل اعتماداً على مصادر الطاقة غير المتجددة، وهو رسالة يمكن تلقينها إلى الأجيال الشابة حول أهمية الحفاظ على مواردنا النادرة.

غالباً ما يؤدي الصيام خلال شهر رمضان إلى تغيير الروتين اليومي، بما في ذلك زيادة الوقت الذي يقضيه الناس في المنزل. ولتقليل هدر الطاقة والحفاظ عليها، يمكن اتباع النصائح التالية:

  • استخدم الضوء الطبيعي في أثناء النهار للحد من استهلاك الكهرباء.
  • افصل الأجهزة الإلكترونية عند عدم الحاجة لاستخدامها لمنع إهدار الطاقة.
  • استخدم غسالات الصحون والملابس فقط عندما تكون ممتلئة.
  • استخدم الأجهزة الإلكترونية الموفرة للطاقة لأنها تستهلك طاقة أقل.
  • استخدم زينة بسيطة وقابلة لإعادة الاستخدام بدلاً من تلك التي تستخدم مرة واحدة، وحاول استبدال عناصر الزينة الطبيعية مثل الزهور والنباتات، بالزينة التي تحتاج إلى طاقة.
  • شارك السيارة في أثناء الذهاب للصلاة أو خلال التنقلات عموماً، ويفضل استخدام وسائل النقل العام للحد من انبعاثات الكربون.
  • تحول إلى مصادر الطاقة البديلة، مثل طاقة الشمس والرياح. يُذكر أنه في إندونيسيا زوّد مسجد الاستقلال الكبير بنحو 500 لوح شمسي على سطحه، لتزويد المسجد بالطاقة النظيفة.

الحفاظ على المياه

المياه مورد ثمين، والحفاظ عليها أمر بالغ الأهمية، وخاصة خلال شهر رمضان. لممارسة الحفاظ على المياه:

  • حدد الوقت الذي تقضيه في الاستحمام لتقليل هدر المياه.
  • تأكد من إغلاق الصنابير في أثناء تنظيف الأسنان أو غسل اليدين.
  • عالج أي تسرب على الفور لمنع إهدار المياه.

المحتوى محمي