كيف تعزز الميتافيرس من فرص حماية المجتمع والبيئة؟

عالم الميتافيرس
(الصورة: غوتام شاه)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تتيح منصة عالم الميتافيرس الناشئة فرصة لإنشاء علاقات أعمق بين البشر والمخلوقات الأخرى والبيئة، وتحفيز جهود حماية الحياة البرية والأنظمة البيئية التي لن نتمكن من رؤيتها لولا هذا الابتكار.

لديك اجتماع اليوم في غابات البرازيل المطيرة، تحيط بك الأدغال الكثيفة بأمطارها الغزيرة، ولكن أنت وفريقك ستبقون جافين تماماً. ساعد إحضار جميع أفراد الفريق إلى بيئة مختلفة على تحرير أذهانهم وحفّزهم على خوض نقاش حيوي مثمر، قاطعتهم أنثى النمر آتيايا التي مرت إلى جوارهم مع جرويها الصغيرين من دون أن تعيرهم أي اهتمام، فتوقف الفريق بأكمله للاستمتاع بهذا المشهد.

بعد يوم طويل في العمل، تذهب للقاء بعض الأصدقاء وتناول عصير منعش معهم، وعلى الجانب الآخر من الجدار الزجاجي المقابل لطاولتك ترى قرداً من فصيلة الأورانغوتان اسمه فيو يتدلى من شجرة تين كبيرة، يبدو أنه خسر شيئاً من وزنه منذ آخر مرة رأيته فيها. وبينما تنتظر أصدقاءك، يجلس الباحث الماليزي الشهير المتخصص بقردة الأورانغوتان، إيكا، وتبدأ حديثاً معه عن القرد فيو وحالة غابة جزيرة بورنيو.

وفي وقت لاحق من تلك الليلة تحضر حفلاً موسيقياً مع 30 مليون شخص آخر، يستمع الجميع إلى الموسيقى وهم محاطون بالجليد والأنهار الجليدية، فتلمح ساشا، بطريق الجنتو الذي رأيته المرة الماضية وكنت تأمل أن تراه مجدداً.

كل ذلك يحدث من دون أن تغادر مدينتك التي تعيش فيها.

الميتافيرس

قد يصبح كل ذلك وأكثر منه ممكناً بل مألوف أيضاً. سواء بدا عالم الميتافيرس حلماً منعشاً أو كابوساً بائساً لا يمكن إنكار أنه استولى على اهتمام الناس بالفعل، ويقول الخبير الاقتصادي والمستشار في مجال التكنولوجيا، مارك بوردي، إنه يتصور عالم الميتافيرس “شبكة من عوالم افتراضية ثلاثية الأبعاد حيث يمكن للناس أن يتفاعلوا فيما بينهم ويقوموا بأعمالهم ويبنوا علاقات اجتماعية عبر شخصياتهم الرمزية الافتراضية”، كما تحتفي شركة ديزني به على اعتباره “الأفق الجديد لرواية القصص”. أما مؤسس شركة فيسبوك (التي أصبحت الآن ميتا)، مارك زوكربيرغ، فيصف عالم الميتافيرس بأنه “مستقبل الاختلاط الاجتماعي والعمل واللعب”، ويسميه جيه بي مورغان منصة “شاملة” و”قطاعاً بقيمة تريليون دولار”.

تركز هذه التعليقات على فرص العمل في عالم الميتافيرس، ولكن ثمة استخدامات محتملة أخرى لا تنتهي تشمل الطرق غير المتوقعة لخلق تأثير إيجابي في البيئة. على اعتبار أن كلينا مشغوف بالفائدة التي يمكن أن تعود بها البيانات والتكنولوجيا على كوكب الأرض، نعتقد أنه يجدر بنا طرح السؤال التالي: هل يمكن أن تستفيد الأرض والحياة البرية من هذا المستقبل المحتمل؟ المثير للدهشة هو أنه من الممكن أن يتمثل أكبر أثر له في إنشاء علاقات أعمق بين البشر والمخلوقات والأنظمة البيئية الأخرى في العالم.

العلاقات مع المخلوقات الأخرى

في تقرير جمعية أودوبون الوطنية (National Audubon Society) الذي صدر عام 2013، كتب المؤلفون ما يلي: “تشكّل الخيارات والسلوكيات الفردية صميم التأثير الاجتماعي والبيئي”، ويقولون إن تغيير أسواق المستهلكين والسياسة العامة وممارسات التمويل هي أمور ضرورية لتحقيق التغيير البيئي الطويل الأمد، وهي تتطلب مشاركة عامة، وقد تحدّث كثير من الأفراد والمجموعات عن نفس الفكرة على مدى الأعوام، ونحن متفقان معهم عليها، ولكننا نزيد أن المشاركة العامة هي شرط أساسي لأي تغيير بيئي طويل الأمد.

في الحقيقة، في حين يتمنى مناصرو الحفاظ على البيئة بشدة أن يهتم شخص ما، ولنسمه ألبرت، يعيش في إحدى المدن الأميركية مثلاً باتخاذ إجراءات وتقديم تبرعات تدعم قردة الأورانغوتان في جزيرة بورنيو الإندونيسية، فألبرت لا يملك أي وسيلة لتشكيل رابط حقيقي بهذه القردة أو مواطنها وهو يبعد عنها آلاف الأميال. كيف نتوقع منه أن يتعاطف معها ويهتم بحمايتها؟ المحنة التي تعانيها الحياة البرية المهددة بالانقراض هي فكرة مجردة بالنسبة لغالبية الناس؛ فهي ليست جزءاً من تجارب حياتهم اليومية.

ماذا لو توفرت أداة تتيح لألبرت بناء رابط عاطفي قوي مع قرد الأورانغوتان، فيو؟ ماذا لو أتيحت له فرص منتظمة لرؤية فيو ومتابعة أخباره في الوقت الحقيقي من أجل فهم ما يهدد حياته أو يساعده على الازدهار؟ هل يمكن لبناء ملايين العلاقات بين البشر والحيوانات تغيير طريقتنا في دعم الحفاظ على البيئة تغييراً جذرياً؟

ربما كانت حماية الحياة على الأرض بكل أشكالها تتطلب منا بناء علاقات مع أشكال الحياة هذه.

هويات رقمية فردية للحيوانات البرية

يبدأ بناء العلاقات بالأسماء، خذ مثلاً ما قاله كبير الكتاب في منصة ذا دودو (The Dodo)، ستيفن مسنجر، في أحد مقالاته: “الأسماء أشبه بكلمات السر التي تطلق مشاعر التعاطف لدينا وتحول شخصاً غريباً عنا في لحظة واحدة إلى شخص يستحق أن نتعامل معه بلباقة واحترام”. خذ مثلاً من سياق الحياة البرية الأسد سيسيل الذي أثار موته على يد أحد الصيادين غضب الملايين، أو أسد الجبل بي22 (P22) الذي تسببت تحركاته اليومية في تقييد حركة سكان مدينة لوس أنجلوس.

وقصة خسارة 30 ألف فيل كل عام غير قادرة على توليد رابط مع الفيلة وتوضيح واقعها مثل قصة الفيل الكيني، مويتوريا، ذي الثلاثين عاماً الذي يحب أن يُغير على محاصيل الذرة ويعلّم ذكور الفيلة الأصغر عمراً أن يفعلوا المثل.

البيانات التي تسمح بإنشاء هويات رقمية خاصة لآلاف الحيوانات متوفرة بالفعل، ويعمل العلماء والباحثون حالياً على تتبع أكثر من 200 ألف حيوان عن طريق نظام تحديد المواقع، وتعمل مبادرة إيكاروس (منظومة التعاون الدولي لأبحاث الحيوان بواسطة الفضاء) ( ICARUS) على تتبع أكثر من 800 نوع من الحيوانات عبر الأقمار الصناعية. كما تتوفر لدينا التكنولوجيا اللازمة لجمع عينات الحمض النووي البيئي (eDNA) من الأنهار والأتربة وروث الحيوانات، ونعمل على تطوير تكنولوجيات قائمة على الذكاء الاصطناعي لتحليل الصور التي تلتقطها كاميرات مراقبة الحيوانات (كاميرات مثبتة في البرية تعمل بالأشعة تحت الحمراء وتنشط عند استشعار أي حركة في محيطها ويمكن التحكم بها عن بعد)، واستخدام التكنولوجيا الصوتية للتعرف إلى الحيوانات كل على حدة. يمكن عن طريق تطوير هوية رقمية لهذه الحيوانات وضع أساس لرابط أهم؛ ألا وهو الأسماء.

الشخصيات الرمزية والمنصات المشتركة في الحياة البرية

إن تطوير هذه الهويات ليس كافياً بالتأكيد، إذ يجب أن تعيش في أماكن حيث يمكن للبشر استكشافها. ومن جهة البيانات فالمنصات والقنوات الرقمية التي نحتاج إليها لإدخال الحياة البرية والطبيعة إلى حياتنا اليومية متوفرة بالفعل؛ خذ مثلاً منصة محاكي الطيران من شركة مايكروسوفت التي تضم فعلاً ملياري رسم تمثيلي عن أشجار العالم، وتطبيق اللياقة الذي أنتجته شركة أديداس الذي يتضمن 5 حيوانات حقيقية يتم تتبّعها عبر نظام تحديد المواقع (ومنها حيوان البنغول باموجا، ونمر الثلج أولين) بشخصيات لاعبين رياضيين يمكن لمستخدم التطبيق مقارنة أدائه الجسدي بهم.

تماماً كما تسكن شخصيات البشر الرمزية عالم الميتافيرس وبيئات ألعاب الفيديو ومساحات الاجتماعات الافتراضية، يمكن أن تسكنها شخصيات الحيوانات الرمزية أيضاً، مثل فيو وساشا وآتيايا. ويمكننا أن نحاكي أحداث حياة هذه الحيوانات رقمياً، مثل الهجرة أو التغيرات التي تطرأ على صحتها أو سلوكها، من أجل خلق فرص لتواصل البشر معها وإنشاء رابط عاطفي مع مرور الوقت، وبما أن هذه الأحداث تقع في أماكن حيث يقضي أشخاص مثل ألبرت آنف الذكر أوقاتهم بالفعل، سيكون من السهل جعل الحياة البرية والطبيعة جزءاً من حياتهم اليومية.

يمكن للبشر التفاعل مع هذه الأحداث بطرق مختلفة؛ فمن الممكن أن يتعرف البعض على مشكلة التصحر على أرض الواقع من خلال مشاهدة اختفاء الرسوم الرمزية للأشجار في لعبة فيديو مثلاً، في حين يمكن أن يساعد البعض الآخر على تمييز التوجهات الجديدة في تحركات الفيلة عن طريق مراقبتها كل يوم، ويمكن أن ينضم بعضنا إلى اجتماع يعقده باحثون مهتمون بحياة أسماك القرش الحوتي في مدينة جيبوتي من أجل فهم تأثير تغيير السياسات في سلوكياتها الغذائية. مها كانت طريقة تفاعلنا، يمكننا أن نرى قصص الحيوانات والأنظمة البيئية البعيدة بوصفها جزءاً من قصص حياتنا، وسيؤثر ذلك بدوره مع مرور الوقت فيما نشتريه وفي طرق تصويتنا والجهات التي نقدم لها تبرعاتنا. يمكن أن تثري هذه العوالم الافتراضية العالم المادي وتعود عليه بالنفع في آن معاً بدلاً من أن تبقى منفصلة عنه.

العوائق المحتملة

قد يشعر البعض بالقلق من فكرة المشاركة في ألعاب الفيديو أو المجتمعات الإلكترونية بهدف تأهيل الغابات المطيرة في جزيرة بورنيو الإندونيسية، فالأمر يبدو غير منطقي. ولكن مئات ألعاب الفيديو، مثل لعبة ماينكرافت التي طورتها شركة موجانغ (Mojang)، أنشأت مجتمعات في جميع أنحاء العالم تضم أشخاصاً لا يملكون أي عوامل مشتركة بينهم، وقد تحدثت إحدى مطورات الألعاب الأكثر تأثيراً في العالم، جين ماكغونيغال، عن إمكانية استخدام قوة مليارات اللاعبين في منفعة المجتمع، وأحد أسباب ذلك هو أنهم ينغمسون عادة في عملية جماعية لحل مشكلات تبدو غير قابلة للحل.

كما قد يخشى البعض من أن تخلق التكنولوجيا شرخاً أوسع بين الناس والعالم الطبيعي إما بتشتيت انتباههم عنه وإما بالاستغناء عنه تماماً واستبداله بشيء آخر. ومع ذلك، نرى أن الناس بدؤوا يتوجهون بأعداد هائلة نحو التجارب المادية بعد عامين من اختبار نواحٍ كثيرة من الحياة الافتراضية في أثناء جائحة كوفيد-19، خذ مثلاً نظام الحدائق الوطنية في الولايات المتحدة الأميركية الذي يستقبل زواراً بأعداد غير مسبوقة. يجب ألا تحلّ التجارب الافتراضية محلّ التجارب المادية، ولكنها قادرة على حثّ الناس على استكشاف العالم الحقيقي، مثل برامج السياحة التلفزيونية. خذ مثلاً برنامج أنثوني بوردين، “أجزاء غير معروفة”، الذي يولد لديك رغبة في زيارة الأماكن التي يزورها في برنامجه بنفسه لا شعوراً بأنك لست مضطراً إلى زيارتها لأنك رأيتها على التلفاز وكفى.

وأخيراً، إن كانت شركات التكنولوجيا العملاقة تتلاعب بالمحتوى الذي نراه على منصاتها، فمن البديهي أن يقوم من يتحكم بطرق تمثيل الحياة البرية والطبيعة في عالم الميتافيرس بتحريف الواقع أو تكييفه ليتلاءم مع أهدافه الخاصة. سيشكل ذلك تهديداً دوماً، ولكنه يزيد من أهمية أن تسعى شركات تطوير ألعاب الفيديو والتكنولوجيا والمؤسسات الإعلامية والمنظمات غير الحكومية جميعها للتأثير على نحو مدروس في طرق تمثيل الحياة البرية والطبيعة في البيئات الافتراضية.

كيف سنحقق ذلك؟

إليك بعض الطرق المحددة التي تساعدنا على البدء بإدخال قدر أكبر من بيانات الحياة البرية والطبيعة إلى المنتجات والتجارب الافتراضية المتوفرة حالياً من أجل المساعدة في ضمان إدخال عالمنا المادي في عالمي الويب 3 والميتافيرس مع تطورهما:

  • مبادرة غرين غيم جام (Green Game Jam) السنوية التي ينظمها اتحاد بليينغ فور ذا بلانيت ألاينس (Playing for the Planet Alliance)، الذي يُقيم مسابقات تتنافس فيها شركات ألعاب الفيديو على إدخال الإجراءات أو المواضيع أو آليات التبرع المتعلقة جميعها بالبيئة في الألعاب التي تطورها. تتمثل الخطوة التالية في التفكير فيما يتعدى الحملات السنوية والعمل على تمثيل الطبيعة والحياة البرية على نحو مستمر ووضع الآليات التي تربط ألعاب الفيديو بالنتائج على أرض الواقع.
  • ومن خلال منصات التكنولوجيا مثل منصة مايكروسوفت أزور، بلانيتيري كمبيوتر، أو منصة جوجل إيرث إنجن التي تصنف البيانات البيئية العالمية في السحابة الإلكترونية، يمكن دمج بيانات التنوع البيولوجي والمناخ والموارد الطبيعية من أجل توليد “توائم رقمية” لجميع الموارد الطبيعية، ما سيمنح الجميع إمكانية الاطلاع على معلومات في الوقت الحقيقي عن صحة الكوكب.
  • يمكن لوسائل الإعلام ورواة القصص من أنصار الحفاظ على البيئة تجاوز القنوات التقليدية مثل الأفلام والتلفاز والشروع في الاستثمار في منصات الألعاب وعالم الميتافيرس على اعتبارها المنصات المستقبلية لرواية القصص.
  • ويمكن للمنظمات غير الحكومية الكبيرة المناصِرة للحفاظ على البيئة منح الأولوية لمشاركة المستهلكين على اعتبارها مشروعاً أو نتيجة بحد ذاتها، مثل أي إجراء تدخل آخر تموله على أرض الواقع، إذ يمكنها الاستفادة من قوة علاماتها التجارية وانتشارها وتأثيرها من أجل تحفيز إجراء التجارب وقياس الطرق الجديدة التي يمكن اتباعها للحفاظ على اتصال الجمهور بالطبيعة.
  • يمكن لعلماء الحياة البرية والمنظمات غير الحكومية الأصغر التفكير في البيانات التي يجمعونها وقيمتها غير العلمية، ويمكنهم التفكير في القصص التي تحملها بياناتهم ويجب أن يعرفها العالم، والتفكير في تمويل عملياتهم من خلال ترخيص هذه البيانات.

الاتصال من أجل الحفاظ على البيئة

لو كان بإمكاننا جميعنا السفر إلى جزيرة بورنيو الإندونيسية والبرازيل والقطب الجنوبي وقضاء بعض الوقت مع الحيوانات في بيئات بعيدة عن الأماكن التي نعيش فيها، لما احتجنا إلى طرق بديلة للتواصل معها. ولكن كثير من الكائنات الحية على اختلاف أنواعها بعيدة عن أنظارنا وعن أذهاننا، وهي تنقرض بسرعة أكبر مما ندركه، وإفساح المجال ليشارك الجميع في حركة الحفاظ على البيئة بسهولة أكبر سيساعد في الصدّ التدريجي لآثار الأعمال والسياسات وندرة التمويل التي تضرّ بها، ويبدأ الأمر بتغيير جذري في طرق بناء العلاقات مع الكائنات والأنظمة البيئية الأخرى.

ألّف رئيس المجموعة الاستشارية الحكومية ناتشرال إنغلاند (Natural England)، توني جونيبر، مقالاً جديداً نشرته صحيفة الغارديان، يقول فيه: “نحن البشر مخلوقات الطبيعة مثل الطيور والنحل تماماً، وتذكُّر هذا الأمر في حياتنا اليومية سيساعدنا على ترميم علاقتنا شديدة التلف مع سائر المخلوقات، ولن يكون ذلك مفيداً للحيوانات فقط، بل سيفيدنا نحن أيضاً”. يمكن للتكنولوجيا وعالم الميتافيرس، بل حري بهما أن يؤديا دوراً مهماً في إدخال الحياة البرية إلى حياتنا اليومية، ويمكن أن تتمثل الطريقة المقنعة الأجدى لحماية عوالم فيو وساشا وآتيايا في دعوتهم للدخول إلى حياتنا افتراضياً.

يمكنكم الاطلاع على النسخة الإنجليزية من المقال من خلال الرابط، علماً أنّ المقال المنشور باللغتين محمي بحقوق الملكية الدولية. إنّ نسخ نص المقال دون إذن سابق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.