كيف وظّفت أدنوك تكنولوجيا التقاط الكربون لتعزيز الاستدامة البيئية؟

4 دقائق
التقاط الكربون
shutterstock.com/Marharyta Kovalchuk

تسعى شركات النفط إلى العمل وفقاً لاستراتيجية محددة المعالم؛ تحاول من خلالها خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، وتعزيز كفاءة استخدام المياه العذبة، والتنوع البيولوجي لحماية البيئة وتعزيز استدامة الموارد الطبيعية وخاصة غير المتجددة منها.

ويبقى هذا الحرص على تنفيذ سياسات صديقة للبيئة من قبل هذه الشركات التي يؤثر نشاطها في هذه الموارد ذا أهمية قصوى وغالباً ما تضمنه ضمن أهدافها الخاصة بتحسين الاستدامة البيئية. 

وقد اعتمدت شركة بترول أبوظبي الوطنية - أدنوك، مثلاً، في خطتها الخاصة بتحسين الاستدامة البيئية على تكنولوجيا متقدمة تخفّض انبعاثات الكربون إلى الغلاف الجوي، وتساعد في تقليل استهلاك المياه العذبة، كما دخلت أدنوك في شراكات لاستكشاف إمكانات الهيدروجين الأخضر في وقت يَتوقع فيه تقرير للوكالة الدولية للطاقة المتجددة أن تبلغ حصة هذا المورد النظيف 12% من الطلب العالمي على الطاقة بحلول عام 2050، ويخفّض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون بنسبة 10% بحلول السنة ذاتها.

ركائز الاستدامة البيئية في أدنوك

الخطة الواضحة للعمل كانت الأساس الذي حاولت شركة أدنوك أن تتبعه لتعزيز مبادئ الاستدامة البيئية، التي تشمل الحفاظ على الموارد الطبيعية وحماية النظم البيئية العالمية لدعم الصحة والرفاهية، وعياً منها بأهمية الاستدامة البيئية في تحسين جودة الحياة.

تكنولوجيا متقدمة لخفض انبعاثات الكربون

ساعدت تكنولوجيا التقاط الكربون وتخزينه واستخدامه، شركة أدنوك في الالتزام باستراتيجيتها للاستدامة البيئية. وتمنع هذه التكنولوجيا غاز ثاني أكسيد الكربون من دخول الغلاف الجوي بعد انبعاثه. 

ومكنت هذه التكنولوجيا شركة أدنوك من استخدام غاز الاحتراق النظيف لتعزيز استخراج النفط، والاستفادة منه في استخدامات صناعية أخرى كتوليد الطاقة وتحلية المياه. 

وبالفعل، أصبحت انبعاثات أدنوك من الكربون من بين الأقل في قطاع النفط والغاز، لتحافظ على بصمة كربونية منخفضة في ظل ارتفاع الطلب على الطاقة والنفط والغاز عالمياً.

وتنعكس فوائد هذه التكنولوجيا على مكافحة تغير المناخ من خلال القضاء على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تعادل 170 ألف سيارة، لذلك تستند الشركة إلى منشأة "ريادة"، وهي أول منشأة كربون تجارية بالكامل في العالم لصناعة الحديد والصلب وأول مرفق تجاري لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه في الشرق الأوسط، من أجل تسريع استثماراتها في هذه التكنولوجيا، وتوسيع قدراتها على التقاط الكربون وتخزينه واستخدامه إلى 5 ملايين طن في السنة بحلول عام 2030، وكذلك تقليل كثافة الغازات الدفيئة بنسبة 25%. 

ومن المقرر أن يُطبق هذا البرنامج في مصنع شاه للغاز، الذي يتمتع بقدرة التقاط تبلغ 2.3 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، ومصنع حبشان- باب للغاز، الذي يتمتع بقدرة التقاط تبلغ 1.9 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في السنة.

الحد من استهلاك المياه العذبة

يمثل توفير مصادر المياه المستدامة أمراً بالغ الأهمية لمستقبل التنمية البيئية، وتماشياً مع ركائز الاستدامة البيئية في أدنوك، حرصت الشركة على تعزيز كفاءة استخدام المياه والحفاظ على المياه العذبة، سواء من ناحية توفيرها للاستهلاك أو استخدام مياه البحر للتصريف كبديل لها. 

فقد استهدفت الشركة الحد من استهلاك المياه العذبة إلى أقل من 0.5% من إجمالي استخدامها للمياه، حيث تستخدم حالياً أكثر من 99% من مياه البحر المالحة في أغراض التبريد، ثم تصرفها مرة أخرى للبحر وذلك بعد أن تخضعها لسلسلة من عمليات المعالجة؛ لضمان الامتثال التام بمعايير وشروط تصريف المياه المعالجة في البحر.

وتوفر الشركة إمكانية معالجة مياه الصرف الصحي في محطات خاصة بجميع مواقع أدنوك لمعالجة الغاز، ومن ثم إعادة استخدامها في تبريد المعدات وري المساحات الخضراء في مواقع الشركة المختلفة، وفي عام 2019، عالجت الشركة مياه الصرف الصحي لاستخدامها في ري المساحات الخضراء في مواقع الشركة، ما ساهم في توفير أكثر من 850 ألف متر مكعب من المياه الصالحة للشرب، علماً أن محطات معالجة المياه صُممت بطريقة تراعي مبادئ ومعايير مجال المحافظة على البيئة.

الطاقة النظيفة

هناك صلة وطيدة بين تقليل استهلاك الطاقة والحفاظ على البيئة، وفقاً لتقرير كيف يمكن لتوفير الطاقة أن يحافظ على البيئة (How Does Saving Energy Help The Environment) حيث يمكن لتقليل استهلاك الطاقة أو البحث عن بدائل أخرى أن يساعد في خفض معدل الأبخرة السامة التي تطلقها محطات الطاقة، كما يويحافظ على الموارد الطبيعية للأرض ويحمي النظم البيئية من الدمار، لذا، هنا، حرصت أدنوك على الانخراط في مجال الهيدروجين النظيف، الذي يعد بتقديم وفرة من الطاقة المحايدة الكربون بحلول عام 2030، ووقعت الشركة مذكرات تفاهم واتفاقيات مشتركة مع شركات ألمانية لبيع شحنات تجريبية من الأمونيا منخفضة الكربون.

كما تعاونت أدنوك على الصعيد المحلي بالإمارات مع شركة أبوظبي الوطنية للطاقة، لتشغيل نظام لنقل تيار كهربائي وتطويره، بصفة مباشرة تحت سطح البحر لإمداد عمليات إنتاج حقول أدنوك البحرية بطاقة صديقة للبيئة تكون أكثر كفاءة؛ من خلال ربطها بشبكة كهرباء أبوظبي البرية.

تعزيز التنوع البيولوجي

اعترافاً بأهمية تعزيز التنوع البيولوجي لدعم الجهود المبذولة للحد من الآثار السلبية لتغير المناخ، تهتم العديد من الهيئات والمؤسسات الحكومية في أبوظبي بوضع خطة لتنظيم الاستخدام المستدام للتنوع البيولوجي تحقيقاً لأهدافِ الاستراتيجية الوطنية للاستدامة البيئية. هنا، وضعت أدنوك هذا الهدف ضمن ركائز الاستدامة البيئية الخاصة بها، وعملت على زيادة الوعي به، إضافة إلى تعهدها بالالتزام بحماية هذا التنوع، كما أشرفت الشركة النفطية على زراعة أكثر من 250 ألف شتلة من أشجار القرم (Mangrove) في إمارة أبوظبي للمحافظة على التنوع البيولوجي على ساحل الإمارات، وهي الأشجار التي تمتلك قدرة هائلة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون المحيطة والغازات الدفيئة الأخرى وتحبسها في التربة المغمورة بالماء، كما تُعتبر دفاعاً طبيعياً ضد ارتفاع مستويات البحر وتآكل السواحل. 

كما أسست 293 مجموعة من الشعاب المرجانية الاصطناعية لحماية الحياة البحرية والحفاظ على الحياة الفطرية في مياه البحر. وللحفاظ على الكائنات المهددة بالانقراض، ساهمت الشركة في إنقاذ المها العربي، وركبت حوالي 80 منصة تعشيش للطيور في أكثر من 20 موقع.

تقييم الأثر البيئي

لقياس التأثير الإيجابي لخططها ومشاريعها على البيئة، وضعت أدنوك جدولاً للاستدامة، وتحرص على إجراء دراسة وافية قبل البدء في تنفيذ أي مشروع، لمعرفة تأثيره.

على سبيل المثال، التزمت الشركة بإجراء أكبر دراسات تقييم الأثر البيئي البحري على مشروع تطوير حقل غشة، الذي يقع في محمية المحيط الحيوي البحري الذي حددته اليونسكو، كما وضعت عدداً من الخطط للحفاظ على الحياة البرية، وحماية الكائنات المهددة بالانقراض.

ويمثل الالتزام بحماية البيئة أحد المرتكزات الأساسية لمفهوم "النفط والغاز 4.0" الذي أطلقته أدنوك بهدف تطوير قطاع النفط والغاز والحفاظ على مرونته والاستفادة من البيانات الضخمة وتوظيف الذكاء الاصطناعي على مواكبة التغيرات، ودعم جهود التحول الرقمي، الذي بدوره شكّل تغييراً إيجابياً في رحلة الشركات لتحليل البيانات البيئية، لذا استخدمت أدنوك التكنولوجيا المبتكرة للعمل بصورة مستدامة وبأقل أثر ممكن على البيئة. 

كما استخدم مركز بانوراما للقيادة الرقمية التابع لها، الذكاءَ الاصطناعي والبيانات الضخمة لقياس جميع مؤشرات الأداء الرئيسية، بما في ذلك البيانات البيئية، ومراقبة الانبعاثات من خلال استخدام أحدث التكنولوجيا البصرية، والليزر، والأشعة تحت الحمراء.

وعلاوة على ذلك، تجرب الشركة نظاماً قائماً على البلوك التشين (سلسلة الكتل) (Blockchain)، سيتيح إمكانية الاطلاع على مؤشرات الأداء الرئيسية بما في ذلك تلك الخاصة بالغازات الدفيئة وكفاءة استخدام المياه.

المحتوى محمي