أكياس تتحلل في المياه لمحاربة النفايات البلاستيكية

3 دقائق
أكياس بلاستيكية
Shutterstock.com/Jag_cz

تُستخدم معظم الأكياس البلاستيكية والعبوات والمصاصات مرة واحدة فقط، لكن تحللها يستغرق قروناً من الزمن. وبالنظر إلى سوء إدارة تصريف النفايات الناتجة عن المواد الاستهلاكية والصناعية، ينتهي المطاف بالكثير منها في المحيطات، ما يؤدي إلى تلوث موائل الحياة البرية والتأثير على مئات أنواع الكائنات البحرية.

مع تزايد الاعتراف بأزمة تراكم النفايات البلاستيكية على المستوى العالمي، طوّر مواطنان تشيليان ما يعتبرانه حلاً واعداً، وهو عبارة عن أكياس بلاستيكية تذوب في المياه.

سولوباغ: الأكياس البلاستيكية القابلة للتحلل

يقول روبرتو أستيتي، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك لشركة «سولوباغ» (Solubag) التشيلية: «نريد محاكاة المنتجات البلاستيكية التي تُستخدم لمرة واحدة، وتحويلها إلى منتجات صديقة للبيئة يمكن لأي شخص التخلص منها في نهاية عمرها الافتراضي».

ظهرت الفكرة عن طريق الصدفة، حيث كان أستيتي وشريكه المؤسس كريستيان أوليفاريس، وكلاهما مهندسان صناعيان، يحاولان تطوير مطهر قابل للتحلل الحيوي عندما أدركا أنه يمكنهما استخدام المواد الخام للمنتج لمعالجة النفايات البلاستيكية.

يجري تصنيع أكياس «سولوباغ» من كحول البولي فينيل (PVA)، وهو مادة قابلة للذوبان في المياه ولا تلوث البيئة أو الحيوانات المحيطة. كما يُستخدم الكحول كغلاف في الصناعات الدوائية والغذائية ويمكن تصنيعه من عدة مصادر. يقول أستيتي: «نظراً لأننا أردنا تصنيع منتج لا يلوث البيئة، فقد طورنا الأكياس باستخدام كربونات الكالسيوم والغاز الطبيعي». تحتوي الأكياس البلاستيكية التقليدية على مشتقات البترول والتي تستغرق ما يصل إلى 500 عام لكي تتحلل، بينما تستغرق أكياس «سولوباغ» خمس دقائق فقط لتذوب عند غمرها في المياه. وتبقى المياه صالحة للشرب حتى بعد ذوبان الكيس.

يقول أوليفاريس: «مع أكياس سولوباغ، أنت تقرر متى تتخلص من الكيس نهائياً». وقد حرص مهندسو الشركة على أن يتحمل منتجهم المطر، حيث حددوا درجة حرارة الذوبان من 40 إلى 50 درجة مئوية.

يضيف أوليفاريس أن هناك نوعين من هذا المنتج، الأول يذوب في المياه الباردة ويشبه أكياس السوبر ماركت البلاستيكية التقليدية، والآخر يذوب في المياه الساخنة ويشبه أكياس التسوق القابلة لإعادة الاستخدام، وكثير منها مصنوع أيضاً من البلاستيك. بالإضافة إلى أن كليهما مخصص للاستخدام من قبل عامة الناس.

تقول باربارا سيلفا، مديرة جامعة «سينغيولاريتي تشيلي» (SingularityU Chile): «تغير أكياس سولوباغ صناعة البلاستيك (التشيلية)، حيث لا توجد مواد تعبئة أخرى قابلة للتحلل الحيوي بجودتها». وقد فازت شركة «سولوباغ» بجائزة مؤتمر الجامعة في عام 2018 لقدرتها على تحويل سوق البلاستيك في البلاد. ومنح هذا التقدير المؤسسين مكاناً في برنامج حاضنة المشاريع الاجتماعية بجامعة «سينغيولاريتي».

لم تُطرح أكياس «سولوباغ» في الأسواق للبيع حتى الآن، حيث تقوم الشركة باختبار الأكياس في الأسواق الصينية والهندية والتشيلية، لكن المؤسسين يتوقعان بيعها في متاجر التجزئة الكبرى في وقت لاحق من هذا العام في تشيلي وأوروبا والولايات المتحدة. تركز الشركة حالياً على إتمام المواد الخام لإنتاج ليس فقط أكياس بلاستيكية حيوية، بل أيضاً منتجات أخرى، مثل العبوات والمصاصات.

لا تعد أكياس «سولوباغ» أول أكياس قابلة للذوبان في المياه ولكنها ستكون أول أكياس مخصصة لعامة الناس. ويقول أستيتي إن كلفتها المنخفضة تعتبر ميزة تنافسية أيضاً في الأسواق.

لكن بعض دعاة حماية البيئة لديهم شكوك حول منتجات الشركة، تقول ماكارينا غواهاردو، المديرة التنفيذية لمؤسسة «فونداثيون باسورا» (Fundación Basura)، وهي مؤسسة غير ربحية تعمل على الترويج لمجتمعات خالية من النفايات في سانتياغو - تشيلي، أنه في حين يجب الاحتفال بمثل هذه الابتكارات، إلا أنها لا تعالج المشكلة الأساسية. وتضيف:

«البلاستيك ليس هو العدو حتى نستخدمه لتصميم منتجات تُستخدم لمرة واحدة، بل في كل مرة نلقي فيها بمنتجات في سلة المهملات، نتجاهل القيمة المخزنة في المواد الخام وعمليات الإنتاج والقوى العاملة».

تتزايد الجهود المبذولة للحد من استخدام المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد. وفي عام 2018، أصبحت تشيلي أول دولة في أميركا اللاتينية تحظر استخدام الأكياس البلاستيكية في متاجر البيع بالتجزئة. تستفيد كندا من فترة رئاستها لمجموعة الدول السبع للضغط من أجل توقيع «ميثاق مجتمعات خالية من النفايات البلاستيكية» على أمل أن تتبنى دول مجموعة السبع وغيرها من الدول الأخرى أهدافاً طموحة أكثر للحد من النفايات. وفي الولايات المتحدة، أصدرت كاليفورنيا مؤخراً قانوناً يحظر استخدام المصاصات البلاستيكية في المطاعم متكاملة الخدمات.

يوضح مؤسسا شركة «سولوباغ» على الموقع الإلكتروني أنهما لا يهدفان إلى استبدال جميع المنتجات البلاستيكية، قائلان: «نحن نركز على المنتجات التي يصعب بطبيعتها إعادة تدويرها وينتهي بها الأمر إلى أن تصبح قمامة، ما يؤدي إلى تلوث البحار والأنهار وتهديد حياة النباتات والحيوانات».

يمكنكم الاطلاع على النسخة الإنجليزية من المقال من خلال الرابط، علماً أنّ المقال المنشور باللغتين محمي بحقوق الملكية الدولية. إنّ نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

 

المحتوى محمي