5 أنواع للعمل الخيري لتعزيز التأثير الإيجابي في المجتمع

أنواع العمل الخيري
shutterstock.com/Mark Brandon
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يكتسب العطاء صفة سامية لأنه لا يرتبط بجنس أو فئة معينة، وعلى الرغم من تعدد أنواع العمل الخيري؛ إلا أن جميعها تصب في إطار خلق مكان أفضل للعيش للأجيال الحالية والمقبلة.

تواجه المجتمعات مجموعة من المشكلات المعقدة والضخمة والفوضوية، لكن يمكن للمؤسسات والأفراد المساهمة في أنواع العمل خيري لتقديم حلول فعّالة لهذه المشكلات، وبالتالي، عند فهم الطرق المختلفة التي يمكن من خلالها دعم المجتمع والعالم؛ سيزداد العطاء وسيكون له تأثير أكبر. فلنتعرف في هذا المقال إلى أهم أنواع العمل الخيري.

ما أهم أنواع العمل الخيري؟

لم يعد العمل الخيري مقتصراً على الأفراد، وإنما تعداه إلى الدول والمجتمعات، ما أضفى عليه طابعاً تنظيمياً مؤسسياً، وأصبح هناك العديد من المؤسسات المحلية والإقليمية والعالمية التي تُعنى بالعمل الخيري على اختلاف أنواعه، وتتمثل هذه الأنواع في:

1. العمل الخيري لتنمية المجتمع

يتجسد الدور الرئيسي للعمل الخيري في تحقيق التكافل الاجتماعي وتقليل الفجوة بين الأفراد في التعليم وفرص العمل واحتياجات العيش الأساسية من مياه ولباس وطعام؛ إذ تعاني منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من مشكلة هدر الغذاء التي تُفاقم من أزمة الجوع والفقر، وبحسب منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة الفاو يُهدر نحو ثلث المواد الغذائية التي تُزرع في المنطقة. على سبيل المثال، يقدّر فاقد الطعام في مصر بنحو 50 كيلو غراماً لكل شخص سنوياً، وعليه، اختار بنك الطعام المصري التخصص في مكافحة الجوع عبر ابتكار برامج فعّالة، فيما ركزت مؤسسات أخرى على طرق أخرى غير تقليدية تعتمد على تطبيقات الطعام غير الربحية كحل واعد لمشكلة الهدر.

2. العمل الخيري لتقديم الدعم في أثناء الأزمات

يعد إنقاذ حياة الأفراد، ودعم من يعانون من كثرة الحروب والأزمات والكوارث الطبيعية وإمداد يد العون لهم، من أهم أنواع العمل الخيري، وتبرز العديد من المؤسسات الدولية التي تركز على هذا النوع، مثل اليونيسف والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. واستمر ارتفاع عدد الأشخاص الذين أُجبروا على الفرار من الصراع والعنف والاضطهاد حول العالم ليتجاوز 100 مليون للمرة الأولى بحلول أواخر مايو/أيار عام 2022، وتُعد أزمة اللاجئين السوريين الأكبر عالمياً، إذ يعيش 5.7 مليون لاجئ مسجل، بما في ذلك أكثر من 2.7 مليون طفل سوري، في مصر والعراق والأردن ولبنان وتركيا. ومن هنا، تعمل اليونيسف على توفير المياه والصرف الصحي، وخدمات النظافة والصحة والتغذية والتعليم لمساعدة الأطفال السوريين اللاجئين والأسر التي تعيش في المخيمات والمستوطنات العشوائية والبيئات الحضرية، وكذلك الأطفال المعرضين للخطر.

3. العمل الخيري لتعزيز المهارات المعرفية

يميل روّاد العطاء إلى الفنون ويعتبرونها إحدى أنواع العمل الخيري التي تساعد في تمكين الشباب وتحسين المجتمعات المحرومة وحتى التعافي من آثار الحروب والصراعات، إذ يؤدي العلاج القائم على الفن إلى تقليل الألم والتوتر والقلق، ويعزز المهارات المعرفية الاجتماعية للطلاب مثل التذكّر وحل المشكلات والتواصل. وعليه تسعى بعض المؤسسات الخيرية، مثل مؤسسة فن جميل، إلى الحفاظ على التراث الثقافي، وتعزيز ممارسة الفن المعاصر، وريادة الأعمال الإبداعية.

4. العمل الخيري للحفاظ على البيئة

يزداد التأثير السلبي للمخاطر البيئية، ومنها التغير المناخي، على الأمن الغذائي وفرص العمل، ما دفع ببعض الأعمال الخيرية للتركيز على حماية البيئة والحفاظ على استدامتها، بدءاً من زراعة المزيد من الأشجار وصولاً إلى تقنين الاستخدام العشوائي للموارد الطبيعية وتوظيفها في خلق بيئة صحية وسليمة، وفي المنطقة العربية، تصاعد الاهتمام بالاقتصاد الأخضر في المنطقة العربية وأطلقت دول مثل الإمارات والمملكة العربية السعودية ومصر مبادرات تعكس استعدادها للتحول إلى عصر جديد يعتمد على الطاقة المتجددة، منها، مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر.

5. العمل الخيري لنشر ثقافة التطوع

نعيش اعتماداً على ما نحصل عليه؛ لكننا نصنع حياة بما نقدمه للآخرين، لذا يعد التطوع أحد أهم الأعمال الخيرية، ففي ظل الصراعات والأزمات لا يمكن التعويل على جهود الدول والمؤسسات فقط، بل ينتظر الأشخاص كرم الغرباء لمساعدتهم في بناء حياتهم أيضاً، فالغاية من العطاء لا ترتبط بالمال، وإنما مساعدة الآخرين وإحداث فرق في حياة من هم أقل حظاً.

يرغب الأفراد في التطوع بوقتهم ومواردهم لصالح الآخرين. ويرون في ذلك طريقة لرد الجميل لمجتمعهم، لكن لا يزال حجم الأعمال التطوعية في البلدان العربية متواضع نسبياً، فبحسب تقرير الأمم المتحدة عن حالة التطوع في العالم لعام 2018، بلغ عدد المتطوعين في البلدان العربية نحو 9 ملايين شخص، أي 8.2% من إجمالي 109 ملايين شخص حول العالم يعملون بدوام كامل في العمل التطوعي، من هنا برزت الحاجة إلى مؤسسات خيرية تساعد الأفراد في كيفية تنظيم أفكارهم والبحث عن حلول مبتكرة للمشاكل المجتمعية، مثل مؤسسة ولي العهد في الأردن التي أطلقت المنصة الوطنية لتطوع ومشاركة الشباب، نحن، عام 2018؛ بهدف تشجيع العمل التطوعي والمشاركة الشبابية لإحداث التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم. وتضم المنصة اليوم 101,6 آلاف متطوع بإجمالي نحو 2.8 مليون ساعة تطوعية، وما يزيد عن 211 ألف فرصة تطوعية.

أنواع العمل الخيري وفرصه كثيرة، ويمكن للمؤسسات أو الأفراد اختيار الأنسب منها لإحداث تأثير أكبر في المجتمع.