انتقى محررو إصدارات مجلة ستانفورد للابتكار الاجتماعي (SSIR) الستة التي تصدر باللغات المحلية العشرات من قصص المجلة بعناية وقاموا بترجمتها ونشرها على مدار 2021 واثقين أنها ستشكل مصدر إلهام ومعرفة لجمهورهم المميز. وقد برز عدد جيد من هذه القصص لأهميته وتوافقه مع منظومات الابتكار الاجتماعي في المناطق التي تنشط فيها، بما في ذلك العالم العربي والبرازيل والصين واليابان وكوريا ومجموعة من البلدان الناطقة بالإسبانية. تختلف بيئات الابتكار ومجالات القضايا المهمة اختلافاً كبيراً من بلد إلى آخر، لكن القصص التي اختار المحررون روايتها في هذا المقال تحمل قاسماً مشتركاً وهو الاستفادة من الابتكار لتعزيز المساواة والشمول الاجتماعي. لذلك اختار محررو إصدارين مختلفتين القصة نفسها. وإليك نظرة على القصص التي لقيت صدى لديهم والسبب وراء ذلك.
مجلة ستانفورد للابتكار الاجتماعي كوريا (SSIR Korea)
عنوان المقال: "التركيز على المساواة في التأثير الجمعي" (Centering Equity in Collective Impact) تأليف جون كانيا (John Kania)، وجونيوس ويليامز (Junious Williams)، وبول شميتز (Paul Schmitz)، وشيري برادي (Sheri Brady)، ومارك كرامر (Mark Kramer)، وجنيفر جوستر (Jennifer Splansky Juster)
تعد كوريا من الدول القليلة التي شهدت تحولات كبيرة خلال العقود الماضية. حيث تحولت من دولة متلقية للمساعدات الدولية إلى عاشر أكبر اقتصاد في العالم حالياُ. ونتج عن ذلك التغير الجذري فرص وتحديات عدة. كما أدت الفجوات الواسعة في الدخل والتفاوت المتزايد بين المناطق المختلفة إلى خلق تراتبية هرمية واضحة للطبقات الاجتماعية ولكنها بقيت غير معلنة. وتفاقمت معضلة عدم المساواة التي باتت جزءاً من ثقافة المجتمع لدرجة أنها تجلت في الثقافة الشعبية أيضاً. ويصور كل من الفيلم الكوري الشهير "باراسايت" (Parasite) والمسلسل الدرامي التلفزيوني الذائع الصيت "لعبة الحبار" (Squid Games) كيف تقود الأحداث عدة أشخاص مختلفين إلى الوقوع في سلسلة من المآسي المروعة في حلقة من عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية.
ويؤكد مقال "التركيز على المساواة في التأثير الجمعي" للقراء الكوريين أن التأثير الجمعي يقدم الحل الناجع للمشكلة المتجذرة التي يواجهونها. خاصة أن هذا الحل يوفر إطاراً شاملاً يوضح كيف يمكن للمؤسسات المتنوعة من القطاعات الخاصة والعامة والاجتماعية أن تتعاون لتحقيق تقدم مستدام وقابل للتطوير لتحقيق مزيد من العدالة. تمثل كوريا بيئة فريدة تؤدي فيها الحكومات دوراً مهماً في تحقيق التأثير الاجتماعي. ومع وجود قطاع اجتماعي ناضج وقطاع خاص نشط، قد نشهد المزيد من حالات التأثير الجمعي الناجح قريباً في كوريا.
يتفق الكثير على أن التأثير الجمعي هو الحل الأفضل للمشكلات الاجتماعية المعقدة. يؤكد المقال ضرورة عدم سيطرة عدد قليل من أصحاب الامتيازات على عملية التأثير الجمعي وضرورة وجود استراتيجيات عملية تضمن سماع أصوات أصحاب المصالح جميعهم. ويعد ذلك تمثيلاً منهجياً لفكرة المساواة و"عدم إهمال أي شخص". ونظراً لاحتدام المناقشات حول سبل المساواة فقد حان الوقت لتعزيز المساواة لذوي الاحتياجات الخاصة والنساء والفئات المهمشة الأخرى في كوريا. محررو مجلة ستانفورد للابتكار الاجتماعي كوريا
مجلة ستانفورد للابتكار الاجتماعي باللغة الإسبانية (SSIR En Español)
عنوان المقال: "إنهاء العار المصاحب للطمث والعجز عن تأمين مستلزماته في آسيا" (Ending Period Shame and Poverty in Asia) لنوريكو أكياما (Noriko Akiyama) وفان لي (Fan Li) ووينكويان شو (Wenquian Xu)
يتمثل أحد الأهداف الرئيسية لمجلة ستانفورد للابتكار الاجتماعي باللغة الإسبانية في إسماع صوت منظومات الابتكار الاجتماعي الناطقة باللغة الإسبانية. وللنجاح في هذه المهمة نحتاج إلى فهم جمهورنا الفريد، ومن سماته المدهشة في أميركا اللاتينية أن ثلثي قرائنا من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن من الـ 18 حتى الـ 40 عاماً. يظهر لهؤلاء القراء الكثير من إعلانات الأحذية في ملفهم الإخباري، في الواقع هناك شيء يمكن تعلمه من التسويق في عالم الأزياء: لا تضع الأحذية على أرفف المتاجر وتنتظر حتى يكتشفها المستهلكون، بل أحضر شخصية مؤثرة لتنتعل تلك الأحذية واعرض ذلك للمستهلكين. وبدلاً من أن نتوقع من جمهورنا الشاب أن يقرأ ما هو موجود على الرف، فإننا ننظر إلى مقالاتنا كملتقى للخبراء والمهنيين والقراء حيث يمكن التواصل لإجراء مناقشات مباشرة وبحث أشكال التحديات المختلفة على أرض الواقع.
كان قرار كتابة مقال "إنهاء العار المصاحب للطمث والعجز عن تأمين مستلزماته في آسيا" خياراً سهلاً، ويرجع ذلك جزئياً إلى استطلاعنا لآراء جمهورنا على وسائل التواصل الاجتماعي وعلمنا أنهم يرغبون في القراءة عن الابتكار الاجتماعي المرتبط بالنوع. ولكن لم يكن من السهل نشر هذا المقال. فقد تُرجم إلى خمس لغات مختلفة قبل أن ننشره: اليابانية والكورية والصينية والإنجليزية والإسبانية. فهو يثير قضية ما تزال من المحظورات في كل من ثقافات آسيا وأميركا اللاتينية. وكما تناقشنا مع محرر مجلة ستانفورد للابتكار الاجتماعي في الصين (SSIR China) فان لي الذي شارك في تأليف النسخة الأصلية، فما زال يُعد طرح هذا الموضوع في مناقشة عامة خطوة جريئة وصعبة.
لهذا السبب لجأنا إلى تناول هذا الموضوع بطريقة يغلب عليها الطابع التعليمي مع استخدام الوسائل المرئية التوضيحية. حيث بدأنا بإنتاج مقطع فيديو قصير حول العجز عن تأمين مستلزمات الدورة الشهرية الذي شرح المشكلة وسلط الضوء على انتشارها بين 21% من سكان العالم واقترح إجراءات فردية وجماعية لحلها. كما دعونا اثنين من رواد الأعمال في مجال "تكنولوجيا صحة النساء" من الأرجنتين والمكسيك لمشاركة تجربتهما في استخدام التكنولوجيا والابتكار لدعم الصحة النسائية. وفي النهاية شاركنا في إعداد نشرة تثقيفية بالتعاون مع المناصرة لتثقيف الأطفال عن الدورة الشهرية تالي لوهان (Thali Luján) تحمل إرشادات حول كيفية التحدث عن العناية بالصحة خلال الدورة الشهرية مع الآخرين.
لم يربطنا نشر هذا المقال بعائلة مجلة ستانفورد للابتكار الاجتماعي العالمية فحسب، بل زود القراء أيضاً بحس التضامن والوعي لمشكلة شائعة بين النساء حول العالم. وصلت مقاطع الفيديو التي أنتجناها إلى 72,500 مشاهدة و142 تعليقاً، ما أثار النقاشات في جميع أنحاء أميركا اللاتينية. وتعد الآن ثالث أكثر المقالات قراءة على موقعنا الإلكتروني. رئيسة التحرير أندريا غونزاليس (Andrea Gonzalez)، وشاركت في التحرير كارلا أغيلار (Carla Aguilar)، مجلة ستانفورد للابتكار الاجتماعي باللغة الإسبانية
مجلة "ستانفورد للابتكار الاجتماعي" الصين (SSIR China)
عنوان المقال: "النهوض ببراعة وحكمة" (Shrewd Awakening) لأفيتشاي شير (Avichai Scher)
قررت مجلة ستانفورد للابتكار الاجتماعي الصين ترجمة هذا المقال لأنه يسلط الضوء على أهمية التحالف الجماعي وزخمه الذي يمكن أن ينتج عن تعاون مجموعة متنوعة من المؤسسات والأفراد. وتتمثل وجهة نظر المؤلف التي تخاطب جمهورنا على نحو مباشر في أن "دمج ذوي الإعاقة في نسيج العمل الخيري يتطلب إنشاء اتجاه يتجاوز الاعتماد على مصدر تمويل وحيد".
كما أنه يتواءم مع العمل الذي نقوم به في ديفرسيبيليتي لاب (Diversability Lab) التابع لمؤسسة ليبينغ فاونديشن (Leping Foundation)، وهو مركز معرفة وخبرة وتبادل الموارد يهدف إلى بناء شبكة بين الجهات الفاعلة في مجال دمج الإعاقة في المجتمع. وفي 2022 أطلق فريق مؤسسة بي كوربس تشاينا (B Corps China) وديفرسيبيليتي لاب مبادرة جديدة تدعى بي إن أكشن (B in Action). وستعمل المبادرة على تعزيز التعاون والتواصل بين الشركات الحاصلة على شهادة بي كوربس بما في ذلك مؤسسة بي كوربس المعتمدة في الصين ومؤسسات أخرى. وتأمل المبادرة على وجه الخصوص في الدفع نحو المزيد من العمل والتغيير حول دمج ذوي الإعاقة ورفاهتهم.
وانضمت 75 شركة إلى هذا التحالف حتى الآن. زوَّد مقال "النهوض ببراعة وحكمة"، إلى جانب مقالات أخرى في سلسلة التركيز على ذوي الإعاقة، المبادرة بآراء وتجارب وإرشادات قيَّمة خلال مسيرتها. نعتقد أن هذا التفاعل بين المعرفة والممارسة هو ما يجعل مجلة ستانفورد للابتكار الاجتماعي مميزة ومحبوبة من قبل أعضاء منظومة الابتكار الاجتماعي. محررو مجلة ستانفورد للابتكار الاجتماعي، الصين
مجلة ستانفورد للابتكار الاجتماعي بالعربية
عنوان المقال: "ماذا علمتنا برامج "كاش بلَس" عن مكافحة الفقر المدقع؟" (What ‘Cash Plus” Programs Teach Us About Fighting Extreme Poverty) لعمران ماتين
تبين لنا أن النهج الرائد لتمكين السكان الذين يعانون ضيق ذات اليد الموضح في هذا المقال هو نهج بالغ التعمق والحكمة. ما يزال إجراء التحويلات النقدية أو المدفوعات المباشرة لمساعدة المحتاجين بطريقة منظمة ومبتكرة مفهوماً غريباً في المنطقة العربية. وما تزال المنظمات غير الحكومية والجهات المانحة مترددة في اعتماد نماذج التحويلات النقدية لأنها تفتقر إلى نظرة شاملة حول سبل عملها وكيف يمكن أن تحقق الأهداف المرجوة.
وذالك يحد من قوة تأثيرها. تشير تقارير مختلفة بما في ذلك تقارير من البنك الدولي إلى أن معظم برامج التحويلات النقدية للمنظمات غير الحكومية في المنطقة العربية تركز على تلبية الاحتياجات الملحّة للمجتمعات الهشة، بدلاً من تغيير واقعها على نحو مستدام. يقدم المقال نموذجاً لبرنامج شامل يقدم للمستفيدين التدريب على سبل إدارة الدخل والنفقات، ويساعدهم على كسب دخل مستدام مع حس قوي بالتحكم في مصدر رزقهم.
لاقى المقال صدى لدى القراء الناطقين باللغة العربية وجذب العديد من الزيارات والمشاركات على منصاتنا للتواصل الاجتماعي. محررو مجلة ستانفورد للابتكار الاجتماعي العربية
مجلة ستانفورد للابتكار الاجتماعي اليابان
عنوان المقال: "الشمول التقني للمجتمعات المهمشة" (Tech Inclusion for Excluded Communities) لليندا ساده (Linda Jakob Sadeh) وسمادار نيهاب (Smadar Nehab)
يتناول هذا المقال مدى أهمية عمل شركات التكنولوجيا على توسيع نطاقها ليشمل المجتمعات المهمشة وذلك لتعزيز التنوع والمساواة والشمول الاجتماعي على نحو فعال. ويتضح ذلك من خلال دراسة حالة أجريت في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث ما زال الفلسطينيون محرومين منذ زمن طويل من قطاع التكنولوجيا المزدهر حولهم.
ظننت في البداية أن هذه القصة قد تبدو بعيدة جداً عن القراء اليابانيين نظراً لبعد الجغرافيا. لكنني أدركت في أثناء قراءتي للمقال أوجه التشابه مع حالة النساء في قطاع التكنولوجيا في اليابان. وعلى الرغم من أن النساء لسن معزولات جغرافياً عن شركات التكنولوجيا، فإن نسبة النساء اللائي يلتحقن بالتعليم العالي في العلوم والهندسة منخفضة وقليل منهن يعملن في قطاع التكنولوجيا.
أعلن معهد طوكيو للتكنولوجيا (Tokyo Institute of Technology) مؤخراً عن طريقة قبول جديدة مع حصة خاصة للطالبات في عدد المقاعد في ظل عدم كفاية تكافؤ الفرص في الالتحاق بالمدارس الفنية أو التوظيف في شركات التكنولوجيا لسد الفجوة بين النوعين الاجتماعيين. ويأمل المعهد في رفع نسبة الطالبات من 13% إلى 20% أو أكثر. ويُشّبه المقال ما فعله معهد طوكيو للتكنولوجيا بنموذج الشمول الاجتماعي القديم الذي يقضي بجلب المجتمعات المهمشة إلى القطاع (عبر الجامعة) بدلاً من جلب القطاع إلى المجتمعات المهمشة. وعلى الرغم من أن هذه المحاولة الإيجابية من قبل أفضل جامعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات اليابانية لزيادة الشمول الاجتماعي تبدو مثيرة للجدل، قد تكون في حد ذاتها بداية جيدة في الاتجاه الصحيح. رئيس تحرير مجلة ستانفورد للابتكار الاجتماعي اليابان (SSIR Japan) آي ناكامجيما (Ai Nakajima).
مجلة ستانفورد للابتكار الاجتماعي البرازيل
عنوان المقال: "الشمول التقني للمجتمعات المهمشة" (Tech Inclusion for Excluded Communities) لليندا ساده (Linda Jakob Sadeh) وسمادار نيهاب (Smadar Nehab)
نُشر العدد الأول من مجلة ستانفورد للابتكار الاجتماعي البرازيل في 2022 وبرز هذا المقال من بين المقالات التي اخترنا إلقاء الضوء عليها نظراً لقدرته على المساعدة في مواجهة التحدي الرئيسي للمجتمع البرازيلي المتمثل في الشمول الاجتماعي. يناضل رواد الأعمال الاجتماعيون البرازيليون من أجل الشمول الاجتماعي بعدة طرق وعلى العديد من الجبهات المختلفة بما في ذلك العمل والائتمان والتعليم والصحة والحماية الاجتماعية ولكن ما يزال أمامنا الكثير من العمل.
وعلى الرغم من أن دراسة الحالة في هذا المقال من الجانب الآخر من العالم، فإنني أدركت من خلال قراءته أنها أصبحت منتشرة على نحو متنامٍ. حيث يتميز المجتمع البرازيلي أيضاً بافتقار جزء كبير من السكان إلى الفرص واستفحال عدم المساواة. وعلى الرغم من أن العقبات الرئيسية أمام التنوع والمساواة والشمول الاجتماعي في البرازيل مرتبطة بالفقر ولون البشرة، يمكن استنساخ الاستراتيجيات الواردة في المقال وملاءمتها مع مجتمعنا أيضاً. ويوضح المقال أنه على الرغم من أن العديد من المشكلات الاجتماعية تحمل للأسف طابعاً شاملاً، فإن المبتكرين قادرون على صياغة الحلول المصممة لبلد آخر وفقاً لسياقهم المحلي.
يمكن للأفكار والنظريات والممارسات المقدمة في مقالات مثل هذا المقال أن تثري المناقشات وتجلب الأمل والمعرفة والخبرات للأشخاص الذين يبحثون عن الحلول في كل مكان. رئيسة تحرير مجلة ستانفورد للابتكار الاجتماعي البرازيل (SSIR Brasil) آنا كلوديا فيراري (Ana Claudia Ferrari)
يمكنكم الاطلاع على النسخة الإنجليزية من المقال من خلال الرابط، علماً أنّ المقال المنشور باللغتين محمي بحقوق الملكية الدولية. إنّ نسخ نص المقال دون إذن سابق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.