كيف تستثمر مؤسسة الإمارات الطاقات الشابة لتنمية المجتمع؟

3 دقائق
مؤسسة الإمارات
pixabay.com/qimono / 504 images

تمثل الطاقات الشابة عنصراً أساسياً لنجاح أي دولة، وتولي الإمارات أهمية خاصة للشباب باعتبارهم الثروة الأهم وأساس المستقبل. وانعكس ذلك بتصدُر دولة الإمارات لقائمة البلدان المفضلة للعيش بالنسبة للشباب العربي للمرة التاسعة على التوالي، بحسب استطلاع رأي الشباب العربي لعام 2020.

شهدت الإمارات عدة مبادرات لدعم الشباب وتمكينهم في المجتمع، أبرزها مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب، فما الدور الذي تقوم به لتعزيز قدرات الشباب وتوظيفها في صناعة مستقبل أفضل؟

الاستثمار الاجتماعي لتحقيق أثر مستدام

انطلقت مؤسسة الإمارات عام 2005 بهدف تمكين الشباب من خلال اكتشاف مواهبهم ومهاراتهم وتنميتها، معتمدةً في استراتيجيتها على مفهوم الاستثمار الاجتماعي (Social Investment) للعمل على مشاريع ذات تأثير مستدام وقابل للقياس، إذ يوفر هذا النوع من الاستثمار التمويل اللازم لبناء قدرة المؤسسة على المدى الطويل لتحقيق مهمتها الاجتماعية، ويرسخ مبدأ المسؤولية الاجتماعية في القطاع الخاص، عبر ضخ الأموال في مجالات تحسين المجتمع.

بدأت المؤسسة في بناء شراكة بين القطاعين العام والخاص لدعم مبادرات الشباب وتقديم الهبات لمؤسسات المجتمع المدني، لكن في عام 2011 تحول مسارها نحو العمل الخيري الاستثماري المرتكز حول الشباب، وأُعيد تسميتها إلى مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب، ويتمحور عملها حول المجالات التالية:

الابتكار

تطوِر الإمارات قدرتها على الاستثمار في الابتكار وتوفير بيئة داعمة للإبداع تعزز من خططها التنموية وتنافسيتها الاقتصادية عالمياً، وللعام السابع على التوالي حافظت على صدارتها عربياً ضمن مؤشر الابتكار العالمي لعام 2022، فيما تقدمت مرتبتين عالمياً لتشغل المركز 31. في هذا الإطار تقدم مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب برامج تشجع الشباب على الابتكار القائم على المعرفة، وتصقل مهاراتهم في مجالات العلوم والتكنولوجيا، منها، برنامج بالعلوم نفكر، الذي أُطلق عام 2012، ويستهدف تمكين طلاب الثانوية والجامعات والخريجين الجدد في مختلف العلوم والمجالات التكنولوجية وتشجيعهم على التخصصات العلمية، خاصة في قطاعات الطيران، وأشباه الموصلات، كما يتضمن مسابقة لاكتشاف مختلف المواهب العلمية الجديدة و الشابة، يعرض فيها الفائزون مشاريعهم في معرض مخصص للابتكارات العلمية الجديدة.

وتفتح مؤسسة الإمارات الآفاق أمام الشباب لطرح افكارهم، وتوفر لهم الدعم الفني والمالي الذي يحتاجونه لتحويل هذه الأفكار إلى مشاريع مبتكرة. فمن خلال برنامج شبابنا الاستشاري، تخلق المؤسسة بيئة تساعد الشباب على ابتكار مبادرات جديدة تعزز دورهم في مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

ريادة الأعمال

وضعت الإمارات قطاع ريادة الأعمال في مقدمة أولوياتها التنموية وخططها الاقتصادية للخمسين عاماً القادمة، وبذلك جاءت الإمارات في المرتبة الأولى عالمياً ضمن المؤشر العالمي لريادة الأعمال لعام 2022، الصادر عن المرصد العالمي لريادة الأعمال (Global Entrepreneur Montior. GEM)، ونظراً لدور ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة في النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة في المنطقة؛ ركزت مؤسسة الإمارات على توفير بيئة جاذبة للمشروعات الريادية الشابة القائمة على الأفكار الجديدة والابتكار والتقنيات الناشئة، لذا أسست برنامج كفاءات من أجل تمكين الشباب وإبراز مواهبهم وقدراتهم في مجال ريادة الأعمال المجتمعية، وتزويدهم  بالمعرفة والمهارات والقدرات الماليّة اللازمة لتحقيق التنمية المستدامة.

لدى الشباب قدرات وأفكار مبتكرة يمكنهم من خلالها إحداث أثار إيجابية ومستدامة، وبعضهم يجد صعوبة في بلورة هذه الأفكار وتحويلها إلى مشاريع مجدية اقتصادياً واجتماعياً، وعليه، أطلقت مؤسسة الإمارات جائزة الإمارات لشباب الخليج العربي عام 2014، لتشجيع الشباب على تطوير حلول مبتكرة للتحديات الأكثر إلحاحاً في المجتمع. إلى جانب الجوائز المالية، يحصل الفائزون على التوجيه والرعاية من مؤسسة القيادات العربية الشابة، وتقدم مجموعة الأهلي للمسؤولية المجتمعية للشركات تدريباً للفِرق الفائزة لمدة عام، فضلاً عن إمكانية المشاركة المجانية في المعارض المحلية والدولية وحضور الدورات التدريبية المتخصصة.

التمكين

تتغير متطلبات سوق العمل وتحدياته باستمرار، ما يتطلب البحث عن سبل جديدة لتسهيل الوصول الشباب إلى الفرص الوظيفية، وفي ظل بيئة العمل الجديدة التي فرضتها جائحة كوفيد-19، نجحت دولة الإمارات في توظيف التكنولوجيا لتمكين 95% من العمل عن بعد، وحلّت في المركز الأول عربياً والـ 31 عالمياً في مؤشر التحول الرقمي (Digital Nomad Index)، بدورها، عملت مؤسسة الإمارات من خلال منصة دوامي على الربط بين الباحثين عن وظيفة وفرص العمل عن بُعد أو بدوام جزئي، كما تبني معارفهم وتعزز مهاراتهم اللازمة لتحديد مساراتهم الوظيفية.

التطوع

يعتمد بناء أي مجتمع على العطاء وتعزيز ثقافة التطوع لدى أفراده، وتعمل دولة الإمارات على رفع مستوى الوعي بأهمية العمل التطوعي ودوره في تحقيق التنمية المستدامة وبناء مستقبل أفضل للأجيال المقبلة، لتشغل المركز 13 ضمن مؤشر العطاء العالمي لعام 2021، وتساهم مؤسسة الإمارات في هذا الإطار من خلال مبادرات وبرامج مبتكرة تشجع الشباب على العطاء والمشاركة في العمل التطوعي، مثل برنامج تكاتف الذي يعمل على حشد الأفراد والموارد لإيجاد حلول فعّالة ومستدامة لاحتياجات المجتمع المحلي، وبرنامج ساند الذي أطلقته المؤسسة عام 2009 لإعداد متطوعين مدربين على الاستجابة للحالات الطارئة، لتعزيز مرونة المجتمع في أثناء الكوارث والأزمات، ليضم البرنامج حالياً أكثر من 37 ألف متطوع ومتطوعة.

وتبحث مؤسسة الإمارات باستمرار عن طرق جديدة لفهم احتياجات الشباب وتلبيتها، لذا أطلقت عام 2017 مسح رفاهية وتنمية الشباب بهدف قياس المستويات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للشباب، من خلال 14 مؤشراً يضم المجالات التالية: الدخل والعمل والديون، والتعليم والصحة والأمن والسلامة والقيم والتقاليد، والظروف المعيشية والبيئة وقضاء وقت الفراغ، والمشاركة السياسية والمدنية وصنع القرار، وتستفيد المؤسسة من نتائج هذا المسح في تحديد احتياجات الشباب ووضعها ضمن أولويات الأجندة الوطنية لتطوير برامج مبتكرة، وتوفير فرص جديدة للشباب تعزز دورهم في تنمية المجتمع.

المحتوى محمي