دعوة لتعزيز قوة السكان الأصليين (الجزء الثاني): العمل لصالح الجميع

العمل لصالح الجميع
freepik.com/@bedneyimages
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تقدم منصة ستانفورد للابتكار الاجتماعي الجزء الثاني من سلسلة “دعوة لتعزيز قوة السكان الأصليين” التي تعرّفنا من خلالها على مصطلح “إنهاء استعمار العمل الخيري” وكيفية تغيير حقيقة العمل الخيري من أجل الأجيال اللاحقة، عن طريق 7 خطوات، ذكرنا 3 منهم في الجزء الأول، وفي هذا المقال سنستكمل خطوات إحداث التغيير في العمل الخيري من أجل الأجيال اللاحقة وكيفية العمل لصالح الجميع.

4. اخلق مساحة للشعور

لست بحاجة إلى رؤية الإحصائيات في العمل الخيري لتعرف أنه موجه لأصحاب البشرة البيضاء بشكل ساحق (إذا كنت ترغب في مزيد من الاطلاع، فإليك مقالة جيدة تساعدك على تكوين فكرة عامة). ولكن سواء كنت شخصاً من أصحاب البشرة الملونة تعمل في مجال العمل الخيري أم لا، وسواء كانت مؤسستك تحاول القيام بعمل أفضل أم لا، فإن المكان الذي تعمل فيه تتجذّرُ فيه الرأسمالية العرقية انتهى.

قد يكون من المؤلم النظر إلى الأمر كما هو بتجرد، لكن كلما استطعنا تسميته بشكل أفضل والعناية ببعضنا البعض، أصبح من الممكن أن يكون دعامة لتفكيك البنية التحتية وبناء بنية تحتية جديدة تعمل لصالح الجميع بشكل جيد.

يحتاج محترفو العمل الخيري والممولون لأخذ الوقت الكافي لإضاءة الجوانب المظلمة كافة، والتقرب من بعضهم البعض، والتمرن على العناية بالذات حتى يصبح بإمكانهم أن يكونوا جزءاً من هذا الصراع باستدامة. من المهم أيضاً تمويل هذا العمل نفسه للمؤسسات التي أنت تشترك معها (انظر على سبيل المثال إلى تقرير هيلنغ جاستس من “مؤسسة أسترايا”). كما كتب إدغار فيلانويفا في “إنهاء استعمار الثروة”(Decolonizing Wealth “يجب على المستوطنين وأحفادهم أن يحزنوا على حياة أسلافهم، وعلى الثقافة التي جعلت أعمال الهيمنة والاستغلال التي يمارسونها أمراً قابلاً للتخيل وممكناً ويمكن حتى تحقيقه …  يجب على الأجيال القادمة أن تقف وقفة حداد على الثقافة الحاضرة، التي تديم عقلية المستعمر بالسيطرة والاستغلال”.

5. توقف عن تصنيف الأشخاص

لا يمكن تصنيف البشر الذين يعانون من الظلم المنهجي بدقة من أجل راحة الممولين. حيث تستخدم مؤسسة “ليبرا” (Libra) وظائف البرامج لتنظيم المِنَح من أجل عدد من الأسباب (مثل خبرات الموظفين والتحليل الشامل للحركة) يمكننا فهم أن انعدام العدالة لم يحدث من فراغ ولا الحلول أيضاً.

خُذ على سبيل المثال العلاقة المُحبِطة بين العنف القائم على النوع وانعدام العدالة المناخية والأمان الاقتصادي في مجتمعات السكان الأصليين. التحالف لإيقاف العنف على النساء من السكان الأصليين يذكر أن وزارة العدل الأميركية وجدت أن النساء الأميركيات الهنود يواجهون معدلات قتل أعلى أكثر بـ 10 أضعاف من المتوسط الوطني. في مونتانا، يشكل السكان الأصليون 6.7% من الكثافة السكانية، ومع ذلك؛ ففي الأعوام ما بين 2016 – 2018، كانوا يُشكلون 26% من تقارير الأشخاص المفقودين في الولاية بكاملها. (وهذه الأرقام غير مُوثّقة بشكل كبير). تشير البحوث المتزايدة إلى أن انتشار صناعات الوقود الأحفوري و “معسكرات الرجال” المُرفقة يلعبان دوراً أساسياً في فقدان وقتل نساء السكان الأصليين (MMIW). تُظهر الدراسات أنه حين يتم إحضار الرجال من مناطق أخرى من البلاد إلى تجمعات فرق العمل، فإن هذا الأمر يؤدي إلى زيادة العنف الجنسي والدعارة. بسبب نقص فرص العمل ذات الأجر الجيد، يُسافر الرجال إلى المناطق القَبَلية للحصول على هذه الفرص ويجعلون مجتمعات السكان الأصليين ضعيفة بسبب الافتقار إلى الاختصاص القضائي والرقابة القَبَلية. من المستحيل تفكيك الارتباط بين قطاع الصناعة الاستخراجية والعنف القائم على النوع، وبصفتنا مُمَوّلين يجب أن نضمن عدم استمرار هذا الوهم.

يمكن الاطلاع على نظرةٍ أكثر تعمقاً وارتباطاً بالمكان على هذه المشكلة في هذا التقرير المنشور عام 2017 من إعداد كاثلين فين وإريكا جادجا وتوماس بيرين وكارلا فريدريكس.

6. ضع العلاقات في المقام الأول وتحرّك على أساس الثقة

الثقة أمر مُكتَسَب، وهي تحدث مع الوقت عن طريق المثابرة والمتابعة المستمرة. يجب على الممولين أن يُنصتوا بعمق لمُتلقّي المنح، دون أن يعتمدوا الحلول بناء على تجاربهم الشخصية. لا يمكن لأي فرد أن يكون خبيراً في كل شيء ولا حتى المؤسسات، لذلك نحن بحاجة إلى بناء ثقافة الاستفادة من حكمة الخبراء ذوي الخبرة الحية، وهم في هذه الحالة أولئك الذين يقومون بالعمل على الأرض. وهذا الأمر لا يحدث إلا عندما تكون على علاقة وطيدة معهم، وإلا يكونُ الأمرُ مُجحِفاً. تعمل المؤسسات التي نعمل معها على تغيير قلوب وعقول الناس كل يوم ويجب أن تعكس علاقاتنا السلوك الذي نريد رؤيته في العالم. اقرأ وتمرّن على الاستراتيجية الطارئة بواسطة أدريان ماري براون» إذا لم تكن قد قمت بذلك بالفعل!

7. مارس العمل التبادلي وامنحهم القدرة على التواصل

احترم وقت شركاء مُتلقي المنح عبر تطبيق مبدأ العمل التبادلي مع بعضكم البعض. قد يعني ذلك تقديم تعويض مالي مقابل حكمتهم، أو ربطَهم بممولين آخرين، أو دعم حملة أو إعلان. وهناك طرق عديدة لفعل ذلك — اسأل. ولا تنسَ أن توثّق مساعدة أساتذتك! هل تعلمت شيئاً من متلقي منحة هو الآن جزء من استراتيجيتك؟ اشكرهم على ذلك. نحن نحبّ هذه المبادئ التوجيهية حول التطبيق الجذري للاقتباس من استشهاد النساء ذوات البشرة الداكنة “سايت بلاك وومن” (Cite Black Women). مع وضع ذلك في الاعتبار، تتشرف “ليبرا” بالتعرف على كيفية وضع هذه النظريات موضع التنفيذ بتوجيهٍ من شركاء مثل “إن دي إن” (NDN) وشبكة السكان الأصليين البيئية.

بعيداً عن الكلمات الرنانة

تؤمن كل من “إن دي إن” و”ليبرا” بقوة الأشخاص والمجتمع لخلق عالم مزدهر وآمن تسود فيه المساواة ومتوافق مع كل الأشخاص والكوكب بأكمله. لكن لا يمكننا الوصول إلى هناك باتباع دليل العمل الخيري النموذجي وتلاوة العبارات الرنانة في القطاعات النابعة من الممارسات الإقصائية التي نتطلع إلى تبديدها. تكمن الفرصة الآن في الاستثمار في سلطة الناس، وكسر أنظمة السلطة الهرمية، وتحدي البنى الاستعمارية التي تستغل وتركز لصالح قِلّة بينما تثقل كاهل بقيتنا بالحكومات غير المستقرة والكوارث البيئية والقضاء الاقتصادي.

لنكن مرتاحين حول أننا غير مُرتاحين ونفكك الوضع الحالي الراهن للمستوطنين الاستعماريين. إن العمل لصالح الجميع واجبة والحلول من أجل عالم أفضل موجودة، تتطلب الموارد والأشخاص والخبرات والدافع والوقت والصبر والرؤية الصحيحة. إلا أن أكثر ما تتطلبه هو أن ننجز جميعاً جزأنا من العمل.

يمكنكم الاطلاع على النسخة الإنجليزية من المقال من خلال الرابط، علماً أنّ المقال المنشور باللغتين محمي بحقوق الملكية الدولية. إنّ نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.