كيف يمكن للمؤسسات الخيرية الصغيرة زيادة تأثيرها؟

2 دقائق
المؤسسات الخيرية الصغيرة

يسود في قطاع العمل الخيري افتراض بأن الأثر يزداد بإنفاق مبالغ أكبر، وهذا أحد أسباب تركيز الانتباه العام على المؤسسات الخيرية التي تملك أوقافاً ضخمة مثل مؤسستَي عظيم بريمجي فاونديشن (Azim Premji foundation) وغيتس فاونديشن (Gates foundation)، والتصنيفات السنوية لأكبر المانحين في مجلات وصحف مثل مجلة فوربس، والمؤسسات التي تقدم منحاً مالية كبيرة مثل المؤسستين الخيريتَين، ماكارثر فاونديشن (MacArthur foundation) وبلو ميريديان فاونديشن (Blue Meridian foundation).

على الرغم من أن المبالغ الطائلة لها أثر هائل، فهي ليست وسيلة التأثير الوحيدة في يد المؤسسات الخيرية، فحتى المؤسسات الخيرية الصغيرة قادرة في الواقع على إيقاع أثر كبير باعتماد نهج استراتيجي في عملها وتقديم المنح المالية بطرائق مختلفة غير مطروقة تتيح لها الاستفادة من الأموال التي تقدمها للتأثير في جوانب المشكلة كافة.

تركز غالبية المؤسسات الخيرية الصغيرة على تقديم المنح للمؤسسات الفعالة، ومن الممكن أن تفعل المؤسسات الخيرية الأكبر الأمر نفسه من خلال تقديم منح عامة لتمويل العمليات التشغيلية كي تتمكن المؤسسة المستفيدة من إنفاق المال على النحو الذي تراه مناسباً.

هذا النوع من المنح مهم لا شك، ولكن ثمة طرائق أخرى بعضها غير تقليدي تتيح للمؤسسات الخيرية الصغيرة (والمتوسطة الحجم والكبيرة) إيقاع أثر هائل بأموالها على المشكلات التي تركز عليها.

خذ مثلاً مؤسسة خيرية صغيرة تؤمن بأن الإسكان الداعم له دور مهم في مساعدة الأفراد والأسر على تجاوز الأزمات، وبدلاً من أن تقدم مواردها لتمويل مشروع أو اثنين للإسكان الداعم، تستثمرها بطرائق أخرى تؤثر في المشكلة بأكملها.

يمكنها مثلاً تمويل بحث متعمق يسعى للإجابة عن أسئلة مهمة حول الإسكان الداعم: ما نوع خدمات الإسكان الداعم الأفضل لكل فئة من السكان؟ ما مدة استفادة السكان من خدمات الإسكان الداعم؟ ما أفضل طرائق التعاون بين الحكومة والمؤسسات غير الربحية لتقديم خدمات الإسكان الداعم؟

لضمان حسن استخدام نتائج الدراسة، يمكن أن تمول المؤسسة الخيرية اجتماعاً يضم المؤسسات التي تقدم خدمات الإسكان الداعم لتناقش الدراسة وتبعاتها على عملهم، أو تمويل إنشاء مؤسسة تشكّل مركزاً لجمع المعلومات المتعلقة بمجال الإسكان الداعم، أو المساعدة على إنشاء شبكة من المؤسسات الممولة لخدمات الإسكان الداعم كي تتمكن من تنسيق جهودها والمساعدة على جمع تمويل أكبر لهذا المجال.

يمكنكم الاطلاع على مناقشة لهذه الأفكار وغيرها في المقال الذي احتلّ غلاف عدد شتاء 2023 من مجلة ستانفورد سوشال إنوفيشن بعنوان: "كيف تُنفق أموالك بالأعمال الخيرية بأساليب مختلفة؟" ألّف هذا المقال لويس بورستن الذي عمل 8 أعوام في واحدة من أكبر المؤسسات الخيرية في العالم، بيل ومليندا غيتس فاونديشن، وعمل في الأعوام السبعة الماضية مديراً تنفيذياً في مؤسسة خيرية أصغر حجماً، أوسبري فاونديشن (Osprey Foundation).

نُشر أول مقال لبورستن في مجلة ستانفورد سوشال إنوفيشن في عدد خريف عام 2013 بعنوان "السعي لأجل التوسع" (The Quest for Scale)، وأثار نقاشات حيوية بين المؤسسات غير الربحية والمؤسسات الخيرية الممولة، وأنا واثق من أن هذا المقال أيضاً سيكون له الأثر نفسه.

يمكنكم الاطلاع على النسخة الإنجليزية من المقال من خلال الرابط، علماً أنّ المقال المنشور باللغتين محمي بحقوق الملكية الدولية. إنّ نسخ نص المقال دون إذن سابق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

المحتوى محمي