تقدم منصة "ستانفورد للابتكار الاجتماعي" الجزء الثالث من سلسلة "التركيز على المساواة في التأثير الجمعي"، التي تحدثنا في جزئيها الأول والثاني عن أهمية المساواة في نجاح جهود التأثير الجمعي، واستعرضنا بعضاً من الاستراتيجيات المهمة للتركيز على المساواة التي سنتابع سردها في باقي السلسلة.
الاستراتيجية #2: التركيز على تغيير الأنظمة بالإضافة إلى البرامج والخدمات
لا يمكن تحقيق النتائج والحلول المنصفة التي تركز على معالجة الأسباب الجذرية للمشكلات الاجتماعية على المستوى المجتمعي أو الإقليمي أو الوطني عبر تنفيذ برنامج واحد في كل مرة. فهي تتطلب إجراء تغييرات أعمق في الأنظمة والهياكل والسياسات والثقافات العامة والخاصة التي تُنتِجُ باستمرار، وغالباً ما تكون مصممةً لذلك، نتائج عنصرية أو غير عادلة.
غالباً ما يتم مناقشة مفهوم تغيير الأنظمة، ولكن نادراً ما يُفهم بشكل كافٍ. أحد أطر العمل الذي أثبت فعاليته للعديد من ممارسي التأثير الجمعي هو دراسة تغييرات النظام على ثلاثة مستويات من الوضوح.11 الأول هو مستوى التغيير البنيوي: تحويلات في السياسات والممارسات وتدفق الموارد. هذا المستوى واضح؛ أي إن الأشخاص المنخرطين في النظام يمكن لهم ببساطة تعريف هذه الشروط. الثاني هو مستوى التغيير النسبي -وبالتحديد في العلاقات والاتصالات وديناميكية السلطة ما بين الأشخاص والمؤسسات. يميل هذا المستوى إلى أن يكون شبه واضح لأنه في بعض الأحيان يمكن للناس رؤية هذه الديناميكيات وفي أحيان أخرى فإنها تحدث بعيداً عن أنظار بعض المشاركين في النظام. المستوى الثالث من تغيير الأنظمة هو التغيير التحويلي -مثل تحويل النماذج العقلية، ووجهات النظر العالمية، والروايات الكامنة وراء فهمنا للمشكلات الاجتماعية. يكون هذا المستوى غير واضح من ناحية الجهد، إلا أنه يحظى بالقوة الأكبر لإرشاد سلوك الفرد والنظام على المدى الطويل.
عند المشاركة في عمل تغيير الأنظمة، يستثمر الكثير من الأشخاص والمؤسسات القدر الأكبر من وقتهم ومواردهم في محاولة تغيير الظروف في المستوى الأول. إن الحلول البنيوية مثل هذه مهمة جداً. إلا أن تغيير البنية التنظيمية دون تغيير العلاقات وديناميكية السلطة ونماذج العقليات يمكن أن يؤدي إلى حلول غير متناسبة وغير فعالة وغير مستدامة ولا تراعي تحمل المسؤولية. يحدث هذا الأمر على وجه الخصوص إذا كانت الحلول مطورةً في سياق لا تمتلك فيه المجموعات المهمشة صوتاً أو سلطة. لذلك يجب على جهود التأثير الجمعي أن تعمل باتساق على المستويات الثلاثة لتغيير الأنظمة في سبيل تحقيق تغيير أعمق وأكثر استدامة.
على الرغم من أن عمل تغيير الأنظمة أساسي لتحقيق المساواة، فإن التقدم في الغالب ما يكون على المدى الطويل، مما يجعله غير مرئي لأعضاء المجتمع الذين يعانون في الحاضر. إن التدخلات التي تطور البرامج والخدمات تلبي حاجات الأشخاص الحالية، وغالباً ما تبقي السكان وأعضاء المجتمع فعالين في الجهود التعاونية، لأن تأثيرهم ملموس بشكل أكبر وأكثر ارتباطاً بحياة الأشخاص اليومية. يمكن للعمل التنظيمي أيضاً إثراء التغييرات البنيوية وتغييرات السياسات والأنظمة التي نحتاج إليها لتحقيق نتائج أكبر. فمعظم جهود التأثير الجمعي ذات القدرات العالية تعمل على كل من المستوى التنظيمي ومستوى الأنظمة بطرق تركز على المساواة. ونرى في مبادرة "إكسبكتنغ جاستس" مثالاً على ذلك.
تعمل "إكسبكتنغ جاستس" من خلال جهودها التنظيمية على تمكين البرامج القائمة وتوسيعها لتلبية الحاجات المباشرة للأمهات صاحبات البشرة السمراء أو المنحدرات من جزر المحيط الهادئ في سان فرانسيسكو على نحو أكبر. فعلى سبيل المثال، حشدت "إكسبكتنغ جاستس" التمويل لتمكين خدمات شبكة سيستر ويب (SisterWeb) وتوسيعها، وهي شبكة قابلات مجتمعية في سان فرانسيسكو. تظهر الأبحاث أن الرعاية التي تقدمها القابلة تسهم في تحسين تجربة المخاض والولادة، بالنسبة للنساء صاحبات البشرة الملونة ذوات الدخل المنخفض على وجه الخصوص، وإن توسيع هذا البرنامج يمكن أن يكون له فوائد مباشرة على الآباء في سان فرانسيسكو.
تلتزم "إكسبكتنغ جاستس" في جهود الأنظمة خاصتها في المستويات الثلاثة لتغيير الأنظمة. فعلى المستوى البنيوي، تقوم "إكسبكتنغ جاستس" بإطلاق مشروع "الولادة الوفيرة" (The Abundant Birth Project) -وهو برنامج تجريبي يعمل على توفير دخل إضافي غير محدود للأمهات صاحبات البشرة السمراء والمنحدرات من جزر المحيط الهادئ في سان فرانسيسكو خلال فترة الحمل ولمدة ستة أشهر بعد الولادة. هذا الدخل المضمون للأمهات خلال فترة الحمل هو الأول من نوعه في الولايات المتحدة، ممهداً الطريق لتأسيس برنامج دخل ثابت أشمل ممول من قبل الولاية في كاليفورنيا، وسوف تتم دراسة تأثيراته من أجل إيجاد تطبيقات مستقبلية على السياسات في منطقة سان فرانسيسكو وغيرها. أما على مستوى العلاقات في تغيير الأنظمة، فقد تمكنت "إكسبكتنغ جاستس" من بناء الثقة مع مقدمي الخدمات وأفراد المجتمع، ونقلت مراكز السلطة في عملية صناعة القرار. على سبيل المثال، تمتلك الأمهات صاحبات التجارب الحياتية "الكلمة الأخيرة" في اللجنة التوجيهية قبل حساب الأصوات. وعلى المستوى التحويلي لتغيير الأنظمة، عملت "إكسبكتنغ جاستس" من أجل إقصاء نماذج العقليات العنصرية وأساسات فوقية أصحاب البشرة البيضاء الواعية وغير الواعية في أنظمة الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية في سان فرانسيسكو. عبر إعادة صياغة المشكلة وتصنيف البيانات، تقوم المؤسسة بتغيير نماذج العقليات حول سبب حدوث الولادات المبكرة ونشر الوعي حول الأسباب الجذرية العنصرية للولادات المبكرة على كل من المستوى الفردي والبنيوي والمؤسسي.
وفي حين تسعى جهود التأثير الجمعي إلى تغيير الأنظمة، يجب عليها أيضاً تكييف وسائل القياس والتقييم والتعلم لتتبع التغييرات في هذه الأنظمة والتعلم منها، بالإضافة إلى التغييرات الحاصلة في النتائج الفردية. انظر، على سبيل المثال، إلى "منتدى فرص الشباب التابع لمعهد آسبن" (the Aspen Institute’s Opportunity Youth Forum)، الذي يدعم جهود التأثير الجمعي في كافة أنحاء الولايات المتحدة في سبيل تحسين النتائج للشباب واليافعين المنقطعين عن العمل والدراسة. لا يتتبع المنتدى فقط نتائج الشباب (مثل الحصول على شهادة الثانوية أو ما يعادلها، أو الانتساب لمرحلة ما بعد التعليم الثانوي أو الحصول على وظيفة)، إنما يجري أيضاً تغييرات على الأنظمة (مثل إيجاد الأدلة على التغييرات في مراكز السلطة في المجتمع، والسبل المحسنة، والتغييرات في السياسة العامة والتغييرات في التمويل). تحدد مقاييس تغيير الأنظمة سواء ما إذا كانت الأنظمة التي تحتوي على مشكلات تتغير لتدعم المساواة بشكل أفضل من أجل المجموعة السكانية المستهدفة. في كثير من الأحيان، توفر البيانات النوعية قياسات ذات مغزى لتغير الأنظمة أكثر من المقاييس الكمية، لأن المعلومات النوعية تساعد على تحديد معنى الديناميكيات المعقدة المتأصلة في الأنظمة وتوفر أيضاً نظرة ثاقبة حول سبب حدوث التغييرات في النظام.
الاستراتيجية #3: تحويل السلطة ما بين أفراد التعاون
غالباً ما يتم التحكم في السياسات العامة والقواعد وتدفقات الموارد من قبل الأفراد الذين لا يعكسون أو يمثلون السكان الذين تؤثر عليهم قراراتهم. يتطلب تحقيق النتائج العادلة وتحقيق تغيير الأنظمة تحويل السلطة إلى المتأثرين.
ضع في الاعتبار جهد التأثير الجمعي من بلدة بورك النائية، على بعد 800 كيلومتر (500 ميل) شمالي غربي سيدني في أستراليا. كانت معدلات الجريمة والسجن للسكان الأصليين اعتباراً من عام 2017 من بين أعلى المعدلات في البلاد. إن سياسات حل المشكلات في البلدة الصغيرة حيث يعيش أعضاء 21 مجموعة مختلفة من السكان الأصليين معقدة بسبب تاريخها في الترحيل القسري وإعادة التوطين من قبل استعمار أصحاب البشرة البيضاء. نظراً لأن القاطنين كانوا قلقين من أن كل شخص آخر في النظام لديه قدر أكبر من المعلومات والقوة، بدأ جهد التأثير الجمعي باستخدام البيانات لبدء محادثات هادفة بين السكان ومقدمي الخدمات لبناء الثقة وتأسيس رؤية مشتركة. ثم عمل قادة السكان الأصليين مع المنظمات والمؤسسات الخيرية على مستوى الولاية لإنشاء مشروع مارانجوكا لإعادة الاستثمار في العدالة (Maranguka Justice Reinvestment) الذي يهدف إلى إعادة توجيه التمويل من العدالة الجنائية إلى مبادرات التنمية الوقائية والتحويلية والمجتمعية التي تعالج الأسباب الجذرية للجريمة.
وفي حين أن الجهد قد شمل جميع الأطراف التي لها سلطة في صناعة القرار بشأن الأطفال، فإن العمل يوجهه المجلس القبلي الذي يمثل 21 مجموعة من السكان الأصليين. بدلاً من أن تقود المؤسسات الحكومية الطريق الذي اعتادت عليه منذ الاستعمار، فإنها تتبع الآن القيادة المجتمعية. تعمل الفرق التي يقودها مجتمع السكان الأصليين بالشراكة مع مزودي الخدمات وتحرص على مراعاة جميع الأطفال. وقد أدى تحويل السلطة إلى المجتمع إلى نتائج أفضل، مع انخفاض كبير في الجرائم الكبرى وزيادة في الدعم الذي يساعد الأطفال على النمو والتطور، مثل وجود علاقة إيجابية بينهم وبين البالغين في حياتهم. وبينما كان أعضاء المجتمع في السابق يتمتعون بفاعلية قليلة في كيفية اتخاذ القرارات، فإنهم الآن يساعدون على تحديد أولويات المجتمع، والتأثير على توزيع الموارد العامة والخاصة، وإخضاع البرامج والأنظمة للمساءلة وتحميلهم المسؤولية.
نحن نركز على التنوع أكثر مما يجب لتغيير من يجلس على طاولة المجلس دون تغيير الديناميكيات الأساسية للقرارات المتخذة على هذه الطاولة عن طريق تغيير الثقافة والسلطة.
يشعر الكثير من الناس براحة أكبر في الحديث عن التنوع والشمول أكثر من الحديث عن السلطة، ولكن دون التطرق إلى السلطة، فإن الجهود التي تسلط الضوء على التنوع لن تحدث فرقاً فعلياً وستكتفي فقط بملامسة الجوانب السطحية. إن شركة "فرونتلاين سولوشنز" (Frontline Solutions)، وهي شركة استشارية مملوكة من قبل أفراد أصحاب بشرة سمراء وتخدم القطاعات الخيرية وغير الربحية، تعرّف السلطة على أنها "القدرة أو السلطة للتأثير على الآخرين، وتحديد من سيكون لديه إمكانية الوصول إلى الموارد، وتحديد الواقع أو ممارسة السيطرة على الذات أو الآخرين". يتمتع البعض بالسلطة نتيجة لمناصبهم الرسمية، والبعض الآخر بحكم سيطرتهم على الموارد المالية، والبعض الآخر من خلال تأثير علاقاتهم. إن هؤلاء الذين يتحكمون في الموارد ويضعون السياسات -مثل قادة الحكومة، وفاعلي الخير، وقادة الشركات، وقادة المؤسسات الكبيرة، مثل المستشفيات والجامعات- يتمتعون بسلطة أكبر ليس فقط في المجتمع، ولكن غالباً في حوكمة التأثير الجمعي أيضاً.
إن إشراك مثل هؤلاء القادة في عملية التأثير الجمعي جزء مما يجعله فعالاً. حيث يمكنهم إجراء تغييرات واسعة النطاق، والتأثير على تغيير السيناريوهات، وجلب الموارد اللازمة، ومع ذلك غالباً ما يتم إبعادهم عن المجموعات السكانية التي تؤثر عليها قراراتهم. في الولايات المتحدة ومعظم العالم الغربي، معظم الأشخاص الذين يحظون بالسلطة يكونون ذكوراً ومن أصحاب البشرة البيضاء. نحن نركز على التنوع أكثر مما يجب لتغيير من يجلس على طاولة المجلس دون تغيير الديناميكيات الأساسية للقرارات المتخذة على هذه الطاولة عن طريق تغيير الثقافة والسلطة. يتطلب تحقيق نتائج المساواة أن نمتلك مجالس صناعة قرار أكثر مساواة.
توجد السلطة أيضاً في المجتمعات التي يمتلك فيها الأفراد علاقات وتأثيراً لتزويدهم بالمعرفة والثقة والمصداقية التي هي عوامل أساسية لنجاح التأثير الجمعي. وقد عكس العديد من جهود التأثير الجمعي المبكرة عمليات صناعة قرار متدرجة من أعلى لأسفل، تشمل القادة المؤسساتيين الذين يتمتعون بمعرفة صادقة أو مصداقية أو ارتباط وثيق أقل من شركائهم وأفراد المجتمع المشمولين معهم. واجه العديد ممانعة مجتمعية، ولم ينجحوا في التوفيق بين الشركاء المطلوبين، وفشلوا في الوصول إلى النتائج، وتعلموا بالطريقة الصعبة أن التجربة المعاشة وخبرة السياق12 أمران لازمان لإثراء معلومات القرارات بشكل أفضل. إن قيام كل من القادة المؤسسيين والمجتمعيين بمشاركة السلطة في عملية صناعة القرار أمر أساسي لموافقة الموارد والشركاء والمجتمعات في سبيل تسيير التغييرات في البرامج والأنظمة. ومع ذلك، عندما تصبح مجموعات صناعة القرار أكثر تنوعاً غالباً ما تظهر لدينا مشكلتان: الأولى، أن قادة التأثير الجمعي لا يطورون أو يمتلكون ثقافة شاملة، وبالتالي فإن هؤلاء الذين يحظون بسلطة أكبر، سواء مؤسسية أو متعلقة بالموارد، إما يهيمنون على الاحترام والطاعة أو ينالون الحصة الأكبر. أما المشكلة الثانية، فتكمن في كون هؤلاء أصحاب السلطة المؤسسية أو سلطة الموارد يعارضون العمليات الأكثر شمولاً التي تكون أقل فعالية وتتضمن نقاشات أو خلافات قد لا تكون مناسبة لهم، وبالتالي فإنهم إما يتركون طاولة الحوار أو يفوضون أدوارهم لآخرين.
نجد من تجربتنا أن تحويل السلطة في تعاون ما يتطلب النية الصريحة والانتباه المطلق. يجب أن يتفق القادة على أهمية ممارسة المساواة للحصول على نتائج عادلة تحققها، كما يجب أن يكونوا مستعدين لتغيير عمليات صناعة القرار الخاصة بهم والتخلي عن جزء من سلطتهم. ومع ذلك، يجب على القادة أن يحددوا بوضوح هدف انخراط المجتمع ومشاركته؛ أي: لماذا يعد الأمر مهماً لأهداف تغيير الأنظمة والبرامج الخاصة بهم. وإلا، سيتضاءل الالتزام وسيشعر أفراد المجتمع بضعف العزيمة.
يعتقد العديد من المراقبين أن تحويلات السلطة تظهر فقط كنتيجة للأحداث المؤثرة الضخمة. إلا أن التغيير يمكن أن يظهر أيضاً كنتيجة لأحداث صغيرة متعددة -مثل مشاركة قصص وبيانات جديدة، أو تطوير علاقات، أو اختبار المشكلة بشكل مباشر، التي تتسبب في تغيير العقليات والمعتقدات. يمكن أن تتحول السلطة مع الوقت إلى شكل أكثر مساواة بطرق لم يكم من الممكن تصورها في السابق. حيث يمكن لأعضاء اللجنة التوجيهية وفريق الدعم تشجيع بناء علاقات وتطوير التعاطف بين الأعضاء عبر استضافة مجموعات صغيرة من المشاركين المتنوعين ليتمكنوا من تعلم المزيد عن خلفيات بعضهم البعض، ودوافعهم، والتزاماتهم المتعلقة بالمبادرة. كما يمكن لطاقم الدعم عقد اجتماعات في المساحات المجتمعية، أو حول طاولات حوار مصغرة عوضاً عن اجتماعات المجالس الضخمة، وذلك لتحفيز الحوار وتيسير عمليات التبادل الثقافي العادلة والشفافة التي تحدد وتتناقش حول الديناميكيات المغلوطة وتعزز بناء الثقة بين الأعضاء. وقد تبدو هذه الأمور مجرد خطوات صغيرة، إلا أنها قد تتسبب في نتائج قوية ومدهشة.
إحدى التجارب المفيدة حول هذا الأمر هي تجربة "شبكة جاكسون التعاونية" (The Jackson Collaborative Network) لتحويل السلطة في مقاطعة ميشيغان المحافظة نسبياً. توضح مونيكا موسر، الرئيسة التنفيذية البيضاء لـ "مؤسسة جاكسون المجتمعية" (Jackson Community Foundation)، أن الشبكة بدأت بجمع البيانات وتحليلها: "كانت الفوارق العرقية واضحة وصاعقة، وقد قدمنا أيضاً قصص السكان لتوضيح العوائق التي تخلق هذه الفوارق". في عام 2020، أعادت الشبكة تنظيم عملها لمعالجة الأسباب الجذرية لعدم المساواة في سبيل تغيير ديناميكيات السلطة ودعم المشاركة الأكثر شمولية، وذلك من خلال زيادة تنوع لجنتها التوجيهية بشكل كبير وخلق فرص قيادية داخل اللجنة للمشاركين الذين يمثلون القاعدة الشعبية والقيادة التنظيمية. كان بناء العلاقات والثقة مكونين أساسيين في التغيير، لكنهما استغرقا وقتاً ليتحققا.
وتقول موسر: "نتمتع بعلاقات متينة مع قادة أساسيين لم نكن نتمتع بها سابقاً. نحن لم نكتفِ بمقابلة القاطنين أصحاب الخبرات المعاشة والتعاطف معهم، وإنما أشركناهم للمساعدة على تصميم الحلول وتقييم فعاليتها. لقد تمكنوا من رؤية الأثر الذي يحدثونه".
ملاحظات
11- إن إطار العمل هذا مشروح بإسهاب في تقرير "إف إس جي" الصادر عام 2018 بعنوان The Waters of Systems Change للمؤلفين جون كانيا، ومارك كرامير، وبيتر سينغ.
12- يتم اكتساب الخبرات المعيشية أو الخبرة في السياق مباشرة من التجربة الشخصية أو العائلية مع القضايا التي تعالجها، ومن العيش في الحي الذي تخدمه، ومن العمل مع المستفيدين المقصودين من خلال العلاقات الوثيقة. وتتباين هذه الخبرات عن الخبرة المكتسبة أو خبرة المحتوى، وهي نوع من التعلم غير المباشر ولا يتم اكتسابه من العلاقات والتجارب العميقة والمباشرة.
يمكنكم الاطلاع على النسخة الإنجليزية من المقال من خلال الرابط، علماً أنّ المقال المنشور باللغتين محمي بحقوق الملكية الدولية. إنّ نسخ نص المقال دون إذن سابق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.