الاستثمار في التواصل يولّدُ النتائج؛ سواء كنت تُروّج للصودا أو للتغيير الاجتماعي. "المشكلة الأكبر في التواصل هي الوهم بحدوثه"
- جورج برنارد شو
التواصل أمرٌ مهمّ - كما سمعتَ مراراً من قبل. مؤسسات القطاع الاجتماعي التي تتواصل بشكلٍ جيدٍ تكونُ أقوى، وأذكى، وأكثر فعاليةً بشكلٍ ملحوظ في تحقيق التغيير الاجتماعي.
نحن في شبكة الاتصالات لدينا هدفٌ واحد: أن نُساعدَ هؤلاء الذين يعملون بشكلٍ جيّدٍ أن يعملوا بشكلٍ أفضل، ونؤمنُ أن التواصل الذكيّ يمتلك القدرة على تحسين الحياة. يتجذّرُ هذا الاعتقاد في قصص النجاح العديدةِ للمؤسسات من مختلف أنحاء القطاع الاجتماعي؛ والتي تبّنت العديد من الأفكار الكبيرة وجعلتها تتحرّك. خلال الأعوام العشر الماضية؛ لقد شَهِدنا انحساراً في نسب الفقر والأمية، كما شَهِدنا كثافةً سكّانيةً أكثرَ صحةً ودعماً أكبرَ للفنون وبيئةً أكثر نظافةً، إلا أن هناك المزيد الذي يتوجّبُ فِعلُه.
اقرأ أيضاً: ثقافة التواصل: ثلاث مبادئ توجيهية
أطلقت شبكة الاتصالات مؤخراً، بالتعاون مع شركائنا في البحث ديفيد بروثيرون وسينثيا شيدرير، مشروع "التواصل أمرٌ مهم"، وهو مشروعٌ طموحٌ يهدفُ إلى تعلّم ما يُمَيزُ مؤسسات القطاع الاجتماعي التي تتواصل بشكلٍ جيد. تحدَّثنا إلى مُحترفي التواصل والرؤساء التنفيذيين والمدراء التنفيذيين والأُمَناء وقادة البرامج من المؤسسات غير الربحية والشركات على حدٍ سواء، لجمع الأفكار والآراء والبيانات والأدلة ودراسات الحالة والنماذج التي أدت إلى اتصالاتٍ رائعة.
ثم استخلصنا كل ما سمعناه وتعلمناه في نموذجٍ موجز: يُساعد التواصلُ في دفع التغيير الاجتماعي عندما تتوافق سِمَةُ المؤسسة وثقافتها واستراتيجيتها وعملها.
يتلقّى المواطن الأميركي العادي ما قد يصلُ إلى 3000 رسالةٍ تسويقيةٍ يومياً. 3000! هذا يعني الكثيرَ من المشروبات الغازية والأحذية الرياضية والسيارات؛ ولكن كما أوضَحَ العِلمُ؛ يحتاجُ كلٌّ منّا إلى سماعِ رسالةٍ واحدةٍ لعشرينَ مرّةٍ على الأقل حتى تعلقَ في ذهنه؛ الأمرُ الذي فَهِمَته شركةُ ماديسون أفينيو منذُ مدّةٍ طويلةٍ. إنَّ الاستثمار في التواصل يُحقّقُ النتائجَ التي ترغب بها - سواء كنتَ تُروِّجُ للمشروبات الغازية أو التغيير الاجتماعي. كما أكَّدَ بحثُنا الأخير، فإننا جميعاً نتَفَهَّمُ أهمّيةَ التواصل. السؤال هو، كيف يمكننا أن نفعله بشكلٍ جيدٍ في خدمةِ الصالحِ العام؟
دعونا بعضاً من ألْمَعِ العقول في هذا القطاع لمساعدتنا في الإجابة عن هذا السؤال. إنَّه لَشَرفٌ وامتيازٌ لـ شبكة الاتصالات أن تتعاونَ مع "ستانفورد للابتكار الاجتماعي" لتقدِّم لكم سلسلةً من الأفكار التحفيزية من القادة الذين تتفوق مؤسساتهم في جعلِ أفكارها تتحرّك.
ستنضم إلينا مؤسسة روبرت وود جونسون، ومركز التقدم الأميركي، ومؤسسة جون س. وجيمس ل. نايت، و فريدوم تو ماري، و نيكست جينيريشن، ومؤسسة بار، ومؤسسة روكفلر، وغيرهم للبدء في الإجابة عن عددٍ من الأسئلة الكبيرة والشائكة التي تُواجِهُ القطاعَ الاجتماعي والمُتواصلين فيه.
من خلال هذه السلسلة؛ نأمَلُ أن نشرحَ لماذا تعود الاستثمارات في التواصل بأرباحَ هائلةٍ، لتوضيحِ الغرضِ من الاتصالاتِ الاستراتيجية وتأثيرها، ودراسةِ كيف تتَحرَّكُ فكرةٌ ما، وفهمِ قوّةِ سمةِ مؤسسة غير ربحية، والمزيد.
اقرأ أيضاً: كيف يكون التواصل الاستراتيجي فعالاً؟
نحنُ نحيا في عصرٍ مذهلٍ؛ حيث يمكن للأدواتِ والنُهُجِ الجديدةِ القويةِ رعايةُ المحادثات، وإثارةُ المناقشات، وإطلاقُ الأفكار في جميع أنحاء العالم وإحداثُ التغيير. بصِفتِنا وكلاءً للتغيير الاجتماعي، فقد تجاوزنا مسافاتٍ ملحوظةً؛ إلا أن هناكَ المزيد مما لا يزال يجب علينا أن نقطعه.
ردّاً على السيد شو؛ نأملُ أن تُخِلَّ هذه السلسلةُ بوهمِ التواصل، وتحثَّ على إجراءِ محادثةٍ مهمةٍ آنَ أوانُها داخلَ القِطاع حولَ قيمةِ وتأثيرِ الاتصالاتِ الذكيّةِ والاستراتيجيةِ وكيفيةِ تحقيقِها.
اقرأ أيضاً: استراتيجية الاتصالات: دليلك المختصر لتحقيق تغيير اجتماعي فعلي
يمكنكم الاطلاع على الجزء الثاني من المقال من هنا.
يمكنكم الاطلاع على النسخة الإنجليزية من المقال من خلال الرابط، علماً أنّ المقال المنشور باللغتين محمي بحقوق الملكية الدولية. إنّ نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.