تقدم منصة ستانفورد للابتكار الاجتماعي الجزء الثاني من سلسلة "لماذا ينبغي على مجتمع العمل الخيري وضع ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن أولوياته؟" الذي سنستكمل فيه الحديث عن خطوات تطوير خطط العمل الخيري لتشمل مجتمع أصحاب الهمم.
3. وضع أهداف لشمول ذوي الهمم ومعايير للمساءلة
التدابير المهمة هي التي يتم احتسابها. يجب إضافة الإعاقة إلى قائمة المجتمعات التي تهتم لأمرها، مع أهداف واضحة جداً وخطوات عمل فورية. يجب تضمين أسئلة عن ذوي الهمم في استقصاء طاقم العمل التالي والاستقصاءات الموجهة إلى مجلس الإدارة حول التركيبة الديموغرافية للموظفين.
في بداية هذا العمل، وضع رئيس مؤسسة "فورد"؛ دارين ووكر، وفريقه قائمة أولية بخطوات العمل وتتبع التقدم المحرز مقابل تلك القائمة. حددت قيادة البرنامج معايير محددة لتقديم المنح نقيّمها بانتظام. يحدد كل فريق خطوات عمل محددة، مثل التعلم المتعلق بالموارد الطبيعية والإعاقة أو التغييرات في ممارسات وسياسات الموارد البشرية. توجه خطوات العمل لدينا 4 مبادئ توضح قيم "فورد" فيما يتعلق بشمول ذوي الهمم: النهوض بنهج حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، والالتزام بـ "لا شيء يتعلق بنا من غيرنا"، والتأكيد على التقاطع بينهما، واحتضان التعلم.
4. ارسم طريقاً للتعلم
يوجد الكثير لتتعلمه في العمل الخيري، والكثير لتنساه أيضاً يساعدنا رسم مسار متعمد للتعلم على اكتشاف مجالات الاستكشاف بشكل جماعي للكشف عن الطرق التي نعمل بها، والتي تتعارض مع الإنصاف في الإعاقة.
تستمر رحلة التعلم لدى "فورد" حتى يومنا هذا، وأحد أجزاء هذا العمل هو الاعتراف بالخطأ. على سبيل المثال، بعد القيام بجهد على مستوى المؤسسة لتوثيق تعليم التنوع والإنصاف والشمول الخاص بشركة "فورد" مع الحاصلين على منحنا بشأن قضايا التمييز والتحرش، أدركنا أن الإعاقة لم يتم شمولها في دراسات الحالة الخاصة بنا. ولتصحيح ذلك، طوّرنا دليل الممول ودراسات الحالة لتقديم المنح الخاصة بأصحاب الهمم، الذي صدر في الخريف الماضي. هذا الدليل جزء من مجموعة الموارد للتنوع والإنصاف والشمول، إلا أنه فريد مميز بحد ذاته. يجيب هذا الدليل عن العديد من الأسئلة، ومنها سؤال "ما الذي يعنيه شمول مجتمع أصحاب الهمم في حملتي لجمع التبرعات من أجل العدالة الاجتماعية؟".
بالاستناد إلى ما تعلمناه، يوفر الدليل طرقاً عملية للمانحين لبدء دمج برامج دعم أصحاب الهمم في تمويلهم:
وضع تدريبات للتعامل مع مجتمع أصحاب الهمم
إن الخطوة الأكثر شيوعاً للبدء هي التدريب المتنوع. لا يزال التدريب على التعامل مع أصحاب الهمم وتوجيه الموظفين لا يقدر بثمن، حيث يتبادلون تعريفات الإعاقة، ويستكشفون كيفية ارتباط عدم والإنصاف والإعاقة ببعضهما البعض، وكيف يمكن للغتنا وتفاعلاتنا أن تحارب التمييز، فهي تفتح الباب للتعلم والالتقاء بالأشخاص أينما كانوا. وهي غير كافية في الوقت نفسه؛ إذ نحتاج أيضاً إلى حوار ثابت ومستدام بين الأقران وإلى حوار مع مختلف أصحاب الهمم. في "فورد"، أدى إبراز مجال الإعاقة إلى تنظيم سيل من الفعاليات، مثل "ديسابيليتي ديش" (Disability Dish)، حيث شارك أفراد من مجتمع أصحاب الهمم تجاربهم الشخصية مع التمييز وثقافة الإعاقة والهوية. كما أدى أيضاً إلى توزيع الموارد لنشر الوعي حول الإعاقة والمناصرة وتعزيز الثقافة، مثل إبراز التحديات التي تدور حول الإفصاح عن الذات. كانت علاقاتنا مع مجتمع أصحاب الهمم جزءاً لا يتجزأ من تعلمنا (سواء كانت مجموعات استشارية أو متلقين للمنح أو ناقدين حول أوجه القصور لدينا).
تأسيس مجتمع ممارسة
في أوائل عام 2020، شكلت "فورد" مجموعة تعلم حول الإعاقة، والتي جمعت بين موظفي البرنامج من الولايات المتحدة والمكاتب الإقليمية العالمية لتبادل ممارسات منح المنح والتحديات والمنهجيات وللإبلاغ عن جهودنا المؤسسية. تعزز مجموعة التعلم هذه تعلم الرعاة من أقرانهم حول الاستراتيجيات الشاملة للتعامل مع الإعاقة مثل استقصاء الحاصلين على المنح أو إصدار طلبات تقديم العروض أو رسم جداول أعمال التعلم الميدانية. كما أنها تربط أهدافنا المؤسسية بأولويات فرق البرنامج.
دعم تعلم الحاصلين على المنح
تماماً كما أن معظم المانحين حديثو العهد بإدماج أصحاب الهمم، يحتاج المستفيدون لدينا أيضاً إلى الدعم لبناء المعرفة والعلاقات من أجل الانخراط في أعمال المطالبة بحقوق أصحاب الهمم والعمل القضائي. وهي فرصة للمتبرعين ليكونوا عاطفيين ويتعلموا معاً مع المستفيدين من المنح. عليكم أن تكونوا شفافين وواضحين بشأن عملية التعلم الخاصة بكم وأن تعلموا أنه على الرغم من أن الإعاقة قد تكون مجالاً جديداً للبعض، فإن الآخرين قد يمتلكون أصلاً خبرة طويلة الأمد عنها. على سبيل المثال، فتحت محادثة صادقة حول الإعاقة بين فريق الموارد الطبيعية وتغير المناخ التابع لشركة "فورد" وصندوق المنح الخضراء العالمي فرصة للربط بين العدالة البيئية والإعاقة.
يمكن للمتبرعين أيضاً المساعدة عبر تمويل الأبحاث المكتبية لتحديد فرص المناصرة والتمويل. حيث موّل مثلاً فريق من "فورد" تقرير المشاركة المدنية وأصحاب الهمم: طريقة للتقدم نحو الأمام في ظل الحواجز، وهو تقرير يلقي الضوء على الحواجز التي يواجهها مجتمع أصحاب الهمم عندما يحاولون القيام بتغيير جذري في مجتمعاتهم، وكيف يمكن للعمل الخيري ومجموعات الدعوة بحقوق أصحاب الهمم ومؤسسة المشاركة المدنية أن يدعموا قيادة مجتمع أصحاب الهمم. شاركت "فورد" مع 16 مؤسسة أخرى اتخذت إجراءات في اتجاه ضم الإعاقة، ومعاً أسسوا مجلس الرؤساء حول دمج الإعاقة في العمل الخيري. بينما نحن جميعاً في مراحل مختلفة من رحلاتنا، نواصل التعلم من بعضنا البعض ومشاركة رؤيتنا للقطاع الأوسع عبر منتدى الإعاقة والعمل الخيري. نحن نشجعكم على استكشاف الموقع، والذي يتضمن معلومات عن تاريخ الإعاقة، وثقافتها وهويتها، والعمليات التي يمكن الوصول إليها، وتقديم المنح الشامل.
يمكنكم الاطلاع على النسخة الإنجليزية من المقال من خلال الرابط، علماً أنّ المقال المنشور باللغتين محمي بحقوق الملكية الدولية. إنّ نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.