إطار عمل مؤسسي لتحقيق الصالح الاجتماعي

8 دقيقة
العمل الخيري المبني على الثقة
shutterstock.com/Jacob_09
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يولي العمل الخيري المبني على الثقة اهتمامه إلى ما تريده المجتمعات وتحتاج إليه ولا يفرض عليها أساليب عمل المؤسسات.

لا يخدم عملنا المجتمعات بالدرجة التي نتصورها، قد لا تتوقع أن تسمع هذه الكلمات من قائد المسؤولية الاجتماعية في مؤسسة. ولكننا نخدع أنفسنا إذا اعتقدنا أننا نستطيع فهم التحديات الاجتماعية المعقدة المتعددة الأوجه ومعالجتها بالطريقة نفسها التي تتعامل بها الشركات مع عملائها عندما تقدم لهم منتجات جديدة مثل الهواتف المحمولة أو الهامبرغر.

نمت حركة العمل الخيري المبني على الثقة سريعاً، لكن ثمة سوء فهم كبير حول هذا النهج ورؤيته الجريئة لمجتمع أكثر عدالة وشمولية. يوضح هذا الملحق المعنى الحقيقي للنهج المبني على الثقة، وما ضرورته للعمل الخيري الفعال، وما الفرص المتاحة في حال تبنّاه المزيد من الممولين. برعاية مشروع ترست بيسد فيلانثروبي (Trust-Based Philanthropy Project)

التفكير في الآخرين هو أساس العمل الخيري. ثمة مشكلة في إطار العمل الذي نستخدمه، حيث “يعطي” الممولون و”تتلقى” المجتمعات. يتجاهل هذا المنظور حقيقة أن المجتمعات تملك الحلول والحكمة اللازمة للتغيير الفعال، ولن يتمكن المموّلون من إحراز تقدم في القضايا التي تهمهم من دون معرفة المجتمع المحلي وسياقه والعلاقات التي تحكمه.

عملت مؤسسة تي رو برايس فاونديشن (T. Rowe Price Foundation) على مدار ما يقرب من عقد من الزمان على تغيير طرق الشراكة مع المؤسسات المجتمعية. إذ اتضح لنا الدور الأساسي الذي تؤديه الحكمة المجتمعية في قيادة عملنا خلال رحلتنا المستمرة. وبصفتي قائداً مؤسَّسياً أمارس مبادئ العمل الخيري المبني على الثقة منذ ما يقرب من 9 سنوات، أود أن أطلعكم على الدروس التي تعلمناها وإطار عملنا لتنفيذ التمويل المؤسسي المبني على الثقة.

عندما تكون المساعدة مؤذية

علمني الثمن الذي اضطر والدي إلى دفعه مقابل زوج من الأحذية الواقية من برد الشتاء الكثير عن الموارد والسلطة والانتماء.

عندما كنت طفلاً في مدينة مينيابوليس، كنا نتوجه في كثير من الأحيان إلى مركز محلي لإطعام المحتاجين الذي كان يساعد أفراد المجتمع في الحصول على أحذية لفصل الشتاء. أتذكر جلوسي مع والدي في صف طويل من الكراسي بينما كنا نشاهد امرأة مبتسمة تخلع حذاء كل مشارك وجواربه بطريقة استعراضية وتمسح قدميه بمنشفة مبللة.

عندما وصلت المرأة إلى مقاعدنا سلّمها والدي تذكرة حمراء وخلع حذاءه. بدأت خلع حذائي أيضاً، فوضع يده على يدي، وقال “ليس أنت يا جون”، “أنا فقط”. أغمضت عينيّ وتنفست الصعداء لأنني لم أكن مضطراً للكشف عن الثقوب في جواربي. تجمع حشد صغير من الناس أمامنا عندما كانت المرأة تغسل قدمي والدي.

لم تنظر المرأة إلينا، ولم ينظر والدي إليها أيضاً، فقد كان محرجاً والدموع تملأ عينيه. ربما كان وجودي في هذا الموقف سبب حزنه، أو لأننا نعيش في عالم قاسٍ دفعنا إلى هذا الموقف. تعالت أصوات التصفيق ونقرات التقاط الصور من كل مكان، وكانت الكاميرات تركز علينا.

أتحدث عن هذه القصة لأنها تذكرني كيف تتسبب الأنظمة التي تروج ظاهرياً للخير في مجتمعاتنا بالأذى الشديد. كانت المرأة التي تغسل الأقدام مهتمة بالصور أكثر من اهتمامها بالأشخاص الذين تغسل أقدامهم، وكان المستفيد الأكبر من عملها الخيري هي والمؤسسة التي تعمل بها.

الابتعاد عن دائرة الضوء

يشيد القائمون على المؤسسات المجتمعية بالممولين أكثر من انتقادهم بسبب خوفهم من فقدان التمويل، مثلما فعل المتطوعون في مركز إطعام المحتاجين في ذلك اليوم. لم يقف معظم أقراني في طوابير مثل التي وقفنا فيها أنا وأبي. لو كان الأمر كذلك لما أوصوا بغسل القدمين لتلقي الأحذية أو التمسك بالمعايير الحالية للعمل الخيري الاستراتيجي.

بصفتنا ممولين، يجب ألا نجد حرجاً في مناقشة أخطاء الماضي ودورنا في التسبب في أوجه عدم المساواة التي تعانيها مجتمعاتنا. الصدق وتحمّل المسؤولية مطلوبان لبناء علاقات الثقة.

ثمة علاقة مماثلة بين الممولين والمؤسسات غير الربحية والمجتمعات التي تخدمها. الكثير من الممولين، بما في ذلك المؤسسات التي تمول العمل الخيري حيث أعمل، يرون أنفسهم سفراء وليسوا بناة علاقات. فهم يتصورون أن السبيل إلى التأثير هو توظيف الموارد، لكنهم يجب أن يدركوا أن أفضل طريقة لخدمة الآخرين هي بناء الثقة مع الشركاء المجتمعيين وتعزيزها.

يعود أصل العديد من أساليب العمل الخيري إلى عالم العمل المؤسسي. يستفيد العمل الخيري المؤسسي من الموارد الهائلة للمؤسسات، مثل المؤسسات الخيرية العائلية التي جمعت ثروة من خلال نشاطاتها التجارية، والمؤسسات الخيرية، والصناديق الاستشارية للمانحين الموجودة غالباً في مؤسسات مالية. يحاكي العمل الخيري الاستراتيجي الممارسات المؤسسية باعتمادها المفرط على المقاييس المحددة سلفاً، والاستراتيجيات المتدرجة من القمة إلى القاعدة، وثقافة الامتثال، والتقييم الذي يركز على النتائج.

يبتعد العمل الخيري المبني على الثقة عمداً عن تقاليد القطاع الخيري المتمثلة في “إدارة المؤسسات غير الربحية وكأنها شركات تجارية”. وبدلاً من ذلك، يسعى المموّلون المستندون إلى الثقة إلى فهم شركائهم من المؤسسات غير الربحية وتوظيف أصولهم الفريدة والاستثمار في علاقتهم على المدى الطويل.

الأسلوب مهم

خلال سنوات عملي في مجالات التغيير الاجتماعي المختلفة، من الخدمات الاجتماعية إلى التنظيم المجتمعي، واجهت باستمرار المشكلة نفسها المتمثلة في الاندفاع إلى أعمال تقديم الخدمات دون التركيز على طرق تقديمها. على المؤسسات تحديد نهجها في أسلوب العمل قبل أن تحدد المستفيدين، وماذا تقدم لهم، وزمان التنفيذ ومكانه، وما الغاية من العمل، لأن نهجها هو الأهم بالنسبة إلى من يتلقى الخدمات في نهاية المطاف، سواء كان عميلاً لمؤسسة خدمات اجتماعية أو مستفيداً من مؤسسة خيرية. عندما يكون الأسلوب
صحيحاً يصبح العنصر الأكثر تأثيراً في تحسين العمل، ولكن عندما يكون خاطئاً يصبح الأكثر ضرراً.

للأسف، أسلوب العمل الخيري الذي يتبعه القطاع الخيري في نهجه ينطوي على خلل كبير. فحالة الإحراج وانعدام الثقة التي عانتها عائلتي في مركز إطعام المحتاجين حالة شائعة. يعرف العديد من أفراد المجتمع وموظفي المؤسسات غير الربحية هذه الحالة عند طلب المساعدة في عالم يركز اهتمامه على الممولين. إجراءاتنا المرهقة وتوقعاتنا غير الواقعية حول البيانات وآليات السلطة التي نستخدمها لدفع المجتمعات وجذبها إلى مواضع غير عادلة تمثل بعضاً من الأسباب العديدة التي تجعل المجتمعات المحلية وقادتها لا يثقون في العمل الخيري. وبصفتنا ممولين، علينا معرفة هذه الحالات وتقديم طريقة جديدة لسير العمل. وحدها النهج التي تركز على المجتمع هي القادرة على تخفيف حدة هذه التحديات التي نمر بها في العمل الخيري لأن أفراد المجتمع هم المستفيدون من الدعم الخيري.

في عام 2015، أعدنا النظر في أسلوب عملنا في مؤسسة تي رو برايس فاونديشن، وكانت وفاة الأميركي ذو البشرة السمراء فريدي غراي إثر اعتقاله من قبل شرطة مدينة بالتيمور الأميركية أحد الأسباب التي دفعتنا إلى ذلك. وعلى الرغم من إدراج عدة مؤسسات في القطاع لعناصر العمل الخيري المبني على الثقة، لم يكن هذا المفهوم معروفاً في المنظومة المؤسسية، فقد بدأنا بتجربة نُهج تركز على تقرير المصير الذاتي لمجتمعاتنا المحلية قبل أن نتعرف على العمل الخيري المبني على الثقة.

بدأت عملي في المؤسسة في الأسبوع نفسه الذي شهد الاضطرابات التي أعقبت وفاة غراي. سأل العديد من الزملاء في مؤسسة تي رو برايس عما يجب أن تفعله المؤسسة لدعم سكان مدينتنا. وبصفتي منظماً مجتمعياً سابقاً، اقترحتُ أن أفضل استجابة لنا هي الاستماع إلى سكان حي ويست بالتيمور لأنهم لن يلجؤوا إلى المنظومة المؤسسية للحصول على حلول لأن خبراتنا وتجاربنا كانت بعيدة عن خبراتهم وتجاربهم.

في الأسابيع والأشهر التالية، جلستُ على مقاعد الكنائس المحلية وكراسي المدارس الابتدائية في الاجتماعات المجتمعية، حيث استمعتُ إلى آمال السكان وأحلامهم، وكذلك إلى مخاوفهم وما يحبطهم. ناقش السكان في تلك الاجتماعات مسألة السكن غير اللائق ونقص فرص العمل، لكن في كثير من الأحيان تحدثوا عن استيائهم من معاملة الجهات العامة والخاصة السيئة التي يتعرضون لها كل يوم، مثل الطوابير الطويلة في المستشفيات، ومعاملة الموظفين القاسية في مكتب الخدمات الاجتماعية عند التسجيل للحصول على الخدمات. كما ذكر قادة المؤسسات غير الربحية المحلية في بعض الأحيان إحباطهم من نقص الدعم المالي في تلك الاجتماعات. ولكن تحدثوا كثيراً عن شعورهم وهم يحاولون التعامل مع الهياكل المعقدة لقطاع العمل الخيري، وهي أنظمة معقدة لم تُصمم مع مراعاة تجاربهم. هذا هو أسلوب قطاع العمل الخيري الذي يزعم أنه وُجد ليقدم المساعدة، لكنه في الواقع متهرب ومعزول ولا يمكن الوصول إليه. هذا هو الأسلوب الذي جعل عمليات المنح مرهقة، الأسلوب الذي جعل سعي المؤسسات الخيرية للحصول على البيانات مرهقاً، الأسلوب
الذي جعل نظرتنا للمجتمع الذي نخدمه لا تعبّر عن معاناته.

نظرية جديدة للعمل الخيري

تدّعي بعض المؤسسات أنها تستند إلى الثقة لكنها تتبنى ممارسات تضر بالمجتمعات المحلية، مثل الاعتماد المفرط على أساليب التقييم التي تثقل كاهل المستفيدين من المنح. العمل الخيري المبني على الثقة صعب بطبيعته لأنه يتحدى آليات السلطة التقليدية الهرمية. عند التفكير في السير في مسار مبني على الثقة، أقترح على زملائي الممولين المؤسسيين النصائح الآتية:

يجب أن يُجري المموّلون تحليلاً لآليات توزيع السلطة

يتجاهل المموّلون غالباً حقيقة مهمة مفادها أن هياكل السلطة تتحكم بمسار عملنا. ربما من غير المريح بالنسبة للممولين مساءلة سلطتهم، وهو ما يفسر تجنب الكثير منهم لهذا الموضوع. لكن تجنب هذه الخطوة يقوّض عملنا مع المجتمعات ويقوّض رسالتنا.

تواصل أكثر من 200 علامة تجارية عالمية مع مؤسسة تي رو برايس للتعرف على نهجنا المبني على الثقة سعياً منها لبناء علاقات حقيقية مع المجتمعات المحلية.

في أعقاب مقتل المواطن الأميركي ذي البشرة السمراء جورج فلويد على يد الشرطة في مدينة مينيابوليس، تواصل معنا ما يقرب من 20 مؤسسة تتخذ من مينيابوليس مقراً لها لمعرفة أسلوب تواصلنا مع مجتمعاتنا في مدينة بالتيمور وسط الاضطرابات التي أعقبت مقتل غراي. أشرت إلى أن هذه المرحلة لا تتعلق بخسارة جورج فلويد فحسب، بل تكشف أيضاً كيف جعل التمييز العرقي المنهجي مقتله ممكناً، وكيف أدت المؤسسات دوراً في بناء هذه الهياكل.

بصفتنا ممولين، يجب ألا نجد حرجاً في مناقشة أخطاء الماضي ودورنا في التسبب في أوجه عدم المساواة التي تعانيها مجتمعاتنا. الصدق وتحمل المسؤولية مطلوبان لإصلاح الأضرار السابقة وبناء علاقات ثقة مع المجتمعات التي نخدمها.

استمع إلى المجتمعات المحلية للحصول على المعلومات اللازمة لعملية تقديم المنح

عندما بدأنا التواصل المباشر مع شركائنا في المجتمع المحلي، أدركنا أن العديد منهم كان يطلب الدعم لتعزيز قدرة مؤسسته. بدأنا برنامج بناء القدرات الذي ساعد أكثر من 800 مؤسسة غير ربحية وأكثر من 7,000 من قادة المؤسسات غير الربحية. يتولى مجلس من أعضاء المجتمع المحلي توجيه هذا البرنامج وتقديم الملاحظات حول أفضل السبل لمساعدة المجتمع.

لكي نحسّن عملنا بوصفنا شركاء في تقديم المنح، حدّثنا طلباتنا الخارجية بهدف أن تصبح لغتنا مدروسة أكثر (أي الابتعاد عن بيانات الاحتياجات المرهقة) وأن نكون بمثابة المساعد للمؤسسات غير الربحية عبر توفير الموارد التي تساعدها في عملها. بدأنا عام 2017 تقديم الدعم التشغيلي العام المتعدد السنوات، ما أدى إلى التخلص من عملية إدارة المنح المرهقة.

تعرّف على أصولك جميعها واستخدمها

تتطلب النهج المبنية على الثقة المشاركة في التأمل الذاتي المستمر لتفكيك آليات توزع السلطة. حرصنا على ألا يقتصر دعمنا على أموال المنح، وذلك من خلال مراجعة مواردنا الخاصة والاستماع إلى ما تطلبه المجتمعات المحلية.

على سبيل المثال، تعاني مدينة بالتيمور بسبب البنية التحتية القديمة، ابتداءً من أنظمة تقديم الخدمات وصولاً إلى آليات التمويل العام. في المقابل، يتمتع العديد من المؤسسات ببنية تحتية قوية وجيدة الأداء. إدراكاً منا لهذا التباين، فكرنا في مجالات أخرى إلى جانب التمويل حيث يمكننا تقديم الدعم للمجتمع. بدأنا نشير إلى هذا العمل على أنه استثمار مجتمعي مبني على الثقة، مدركين أن نموذج عملنا بوصفنا مؤسسة كبرى يتجاوز تقديم المنح فحسب.

ركزنا على استخدام أصول المؤسسة غير المالية للنهوض بالمجتمعات. ومن الأمثلة على ذلك مركز بيمور كولاب (Bmore CoLab)، وهو مساحة خاصة في مقر مؤسستنا الرئيسي تضم العديد من الوسطاء الذين يقدمون خدماتهم للشركات الصغيرة ورواد الأعمال في مدينة بالتيمور. استثمرنا في بناء تعاون وثيق مع شركائنا في المجتمع ونظرائنا من المؤسسات. ساعدنا في الجمع بين أكثر من 20 مؤسسة كبرى لإنشاء برنامج سيفيك إنوفيتورز (Civic Innovators)، الذي يوفر فِرقاً استشارية من مؤسسات مختلفة لتحسين الدعم الاستشاري على المستوى المحلي. تتخطى تجاربنا وجهودنا معايير العمل الخيري التقليدي، وتقدم الفائدة للمدينة ومجتمعاتها بطرق فعالة.

إرادة التغيير

والآن بعد أن بات العمل الخيري المبني على الثقة ونهج تحويل آليات توزع السلطة هما التيار السائد، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل الممولون، بمن فيهم نظرائي من المؤسسات المموّلِة، على استعداد للابتعاد عن المعايير التقليدية بطرق جذرية أحياناً. بصفتنا مؤسسة ممولة، هل يمكننا الاعتماد على مواطن قوتنا ومواردنا وقدرة المجتمعات التي نخدمها على التكيف والتي تعرف ما تريده وتحتاج إليه؟

تعتمد النهج المبنية على الثقة على التفاعلات الشخصية بدرجة كبيرة لأن الأسلوب يترك الانطباع الأطول (وأحياناً الأسوأ) في النفس. لقد سمعت عن أهمية الأسلوب من سكان حي ويست بالتيمور، كما شهدتها وأنا جالس بجانب والدي في مركز إطعام المحتاجين منذ سنوات عديدة. أثبت التاريخ أن أنجح الحركات الاجتماعية هي التي يقودها المجتمع المحلي، لذا يجب أن نتطلع إلى أبطال مجتمعنا الرائعين لأنهم سيقودوننا إلى منظومة تمويل غير ربحي قائمة على الرعاية وتقرير المصير الذاتي.

يمكنكم الاطلاع على النسخة الإنجليزية من المقال من خلال الرابط، علماً أنّ المقال المنشور باللغتين محمي بحقوق الملكية الدولية. إنّ نسخ نص المقال من دون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.