ما متطلبات تأسيس جمعية خيرية في السعودية؟

تأسيس جمعية خيرية في السعودية
shutterstock.com/Mono_Abe
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يعد تأسيس جمعية خيرية في السعودية وسيلة فعّالة لمساعدة المحتاجين والمساهمة في تنمية المجتمع، لكن من الضروري أن يقوم عمل أي جهة غير ربحية على قواعد وأسس محددة تضعها دائماً في إطار الهدف الذي أُسست من أجله.

وتساعد السعودية الراغبين بإنشاء جمعيات خيرية لكن تحت ضوابط محددة للحفاظ على استقرار المجتمع، أهمها:

  • أن تشمل قائمة مؤسسي الجمعية ما لا يقل عن 10 أشخاص سعوديين.
  • أن تضم قائمة مؤسسي الجمعية ما لا يقل عن 30% من المتخصصين في مجال عملها.
  • أن تتوفر موارد مالية كافية لضمان استمرارية عمل الجمعية واستدامته.
  • أن يشمل مسمى الجمعية وأهدافها نفس المجال التي أنشئت من أجله.
  • التأكد من عدم صدور أي حكم قضائي ضد أحد أعضاء الجمعية.
  • التعهد بعدم تشغيل الوافدين من غير مكفولي الجمعية أو التعاون معهم أو الاستعانة بخبراتهم إلا بعد موافقة وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.
  • الإعلان عن الوظائف الشاغرة بالجمعيات الخيرية وطرحها بشفافية وعدالة.
  • اعتماد قواعد عامة أساسية وقانون خاص بالجمعية الخيرية وتوقيع الأعضاء عليه.

وأظهر تقرير “آفاق القطاع غير الربحي 2021: قطاع ينمو بثقة”، أن السعودية تضم 6,902 مؤسسة غير ربحية تركز أغلبها في مجالات الخدمات الاجتماعية، وتستهدف رؤية 2030 تعزيز دور القطاع في دعم المواطن والفئات المهمشة.

تسهيلات وضوابط

وتحرص السعودية على تنظيم عمل الجهات الخيرية، حتى التي تنشط خارج حدودها، ففي عام 2015، قررت توحيد جميع الأعمال الخيرية تحت مظلة الهيئة السعودية للإغاثة والأعمال الخيرية، وإيقاف أعمال جميع الهيئات والجمعيات والمؤسسات الخيرية والمبرّات واللجان السعودية التي تمارس نشاطات خيرية في الخارج، بهدف إيجاد قناة رسمية تضبط العمل الإنساني في الخارج وفق القوانين والأطر الدولية، والحد من الازدواجية في تقديم الدعم والمساعدة لمناطق معينة دون غيرها.

وعلى الرغم من التسهيلات المقدمة للمواطنين أو الجهات الاعتبارية لتأسيس جمعية خيرية في السعودية، ومنها الخدمة الإلكترونية التي تشمل تقديم طلب التأسيس، وإقرار الأعضاء المؤسسين، وتحديد مجلس الإدارة، وإصدار اللائحة الأساسية وشهادة التسجيل؛ إلا أنها تفرض أحكاماً وشروطاً معينة يجب استيفاؤها للحصول على موافقة التأسيس بهدف التأكد من أداء الجمعيات الخيرية لمهامها على أكمل وجه، ووصول الدعم إلى مستحقيه من الفقراء والمحتاجين.

وتختلف إجراءات تأسيس الجمعيات الخيرية من دولة إلى أخرى حسب القوانين والنظام المُتبع في كل منها، لكن هناك إجراءات أساسية تساعد في إطلاق الجمعية بطريقة سليمة ومنظمة.

4 ركائز لتأسيس جمعية خيرية في السعودية

عند التفكير في إنشاء جمعية خيرية؛ يجب مراعاة ما يلي:

تحديد الهدف

يجب أن تكون غاية إطلاق الجمعية الخيرية نابعة من علاقة تكافلية مع قضية اجتماعية مشروعة أو رغبة في إحداث تغيير بالمجتمع، فالجمعية التي تحمل رسالة غامضة محكوم عليها بالفشل، لذلك، يتطلب تأسيس جمعية خيرية في السعودية توضيح الهدف الذي انطلقت من أجله، بما يساعدها في اتخاذ القرارات وتطوير بيان الرؤية والرسالة.

الشفافية المالية

يعد الحفاظ على تدفق مصادر دخل موثوقة أحد التحديات التي تواجه العمل الخيري، إذ تشير تقديرات الخبراء إلى أن أقل من نصف المؤسسات غير الربحية فقط تستمر لأكثر من 5 سنوات، ويعاني ثلث المستمرين بالعمل من ضائقة مالية، وعليه، ركزت السعودية في شروط تأسيس الجمعيات الخيرية على توفر الموارد المالية وتنوعها لتجنُب أي تعثر أو الوقوع في أزمة تمويل بالمستقبل.

الالتزام بالقواعد العامة

يساعد تقيُد المؤسسات غير الربحية بالقواعد والتعليمات المُتبعة في المجتمعات العاملة بها، إلى كسب ثقة المانحين والمتبرعين وتبديد شكوكهم حول غايات العمل الخيري وتوجهاته الفعلية، وتحرص السعودية على تعهُد الجمعيات الخيرية بالالتزام بالقواعد العامة للحد من ممارسات مثل جرائم الاحتيال وغسيل الأموال، على سبيل المثال، في عام 2021، أوقفت هيئة الرقابة ومكافحة الفساد، نزاهة، مواطنتين إثر تأسيسهما جمعية خيرية وجمع تبرعات بقيمة 748 ألف ريال، وتحويل تلك المبالغ لحساباتهما الشخصية، وأوقفت أيضاً رئيس إحدى الجمعيات الخيرية لتمويل رأسمال الكيانات التجارية الخاصة به من أموال الجمعية، وإرسائه مشاريع للجمعية على كيانات تجارية تابعة له بمبالغ إجمالية تزيد عن 16 مليون ريال.

خطة لجمع التبرعات

عند التفكير ببدء منظمة خيرية يجب البحث في طرق الحصول على التبرعات، وتحديد ما إذا كان المتبرعين المستهدفين أفراد أم مؤسسات مانحة، ولضمان جمع التبرعات بطرق سليمة وآمنة؛ منعت السعودية الجمعيات الخيرية من توزيع صناديق لجمع التبرعات المالية في الأسواق والمساجد والأماكن العامة، وشددت على عدم قبول التبرعات إلا من خلال الحسابات المصرفية للجمعيات عبر البنوك السعودية، أو عبر التوجه إلى مقار تلك الجمعيات والحصول على إيصالات التبرع من قبلها.

بالمحصلة، هناك العديد من الطرق التي يمكن اتباعها لترك أثر إيجابي في المجتمع، منها البدء بجمعية خيرية، لكن من الضروري أن تُبنى على أسس سليمة وواضحة تساعد في استمرار أثرها على المدى الطويل.