دروس وعبر من قصة القاعدة العسكرية التي تحولت إلى منتزه

بريسيديو
shutterstock.com/Chris LaBasco
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

هل تريد أن تكون أكبر قارب أم تريد إشراك العديد من القوارب؟

في كتاب يحمل عنوان: “فك رموز الشبكة: المبادئ الأربعة للمانحين” (Cracking the Network Code: Four Principles for Grantmakers) قدَّم جين وي سكيليرن ونورا سيلفر وإريك هيتز أفكاراً حول تعاون المؤسسات داخل قطاعها وخارجه بهدف تعزيز التأثير. ويدعوك المبدأ الرابع في هذا الكتاب لتمثّل “عقدة وليس مركزاً”، ما يعني أن ترى نفسك جزءاً من شبكة عمل كبيرة وليس محطة مركزية. ولتحقيق ذلك بدرجة عالية من الكفاءة، يقترح المؤلفون إشراك ما أطلقوا عليه “قوارب عدة”. وذلك يعني أن النجاح منوط بعدد القوارب المتنوعة التي يتألف منها أسطولك، وليس بأكبر قارب فيه. ونطلق على المهارات اللازمة لإشراك كل هذه القوارب “بالعمل كجزء من الشبكة”.

يسعى كتابنا الجديد بعنوان “لا تقُد وحدك: فكّر بعقلية المنظومة، اعمل كجزء من شبكة، قُد كجزء من تيار!” (Don’t Lead Alone: Think Like a System, Act Like a Network, Lead Like a Movement!) إلى تعليم مهارات القيادة البسيطة التي تساعد القراء على فهم التأثير المطلوب وكيف ينسجم هذا التأثير مع الصورة الشاملة، وربط عملهم بالآخرين والعثور على متعاونين جدد، وتوحيد هؤلاء المتعاونين للعمل في اتجاه موحد.

يتعلم معظمنا هذه المهارات عبر التجربة والخطأ، وفي كثير من الأحيان عبر الإخفاق. والأسوأ من ذلك، أننا عادةً نبقي أنفسنا منعزلين عن الدعم الخارجي، ونتشارك وجهات نظرنا وتجاربنا المريرة مع من يشبهنا في التفكير، وذلك يحد من رؤيتنا لما يمكن تحقيقه بالتعاون مع المختلفين عنا.

بصفتنا مستشارين للمؤسسات غير الربحية التي تعمل بشكل وثيق مع الهيئات العامة، وبخاصة في قطاع الحدائق والأراضي العامة، شهدنا أمثلة مباشرة على فوائد الشراكات. لا يعلم معظم الناس أن المتنزهات الوطنية والمحلية جميعها تقريباً تقف خلفها مؤسسة غير ربحية تجمع الأموال وتوفر الدعم التشغيلي الأساسي الذي يتيح لك الاستمتاع بالتنزه فيها والإعجاب ببرامجها. في دراسة الحالة هذه من كتابنا، نتعمق في 3 مهارات حددناها للعمل كجزء من شبكة وهي التحرر من عقلية الصومعة، والعمل كجزء من الكل، وتعلُّم أساليب مهنية أخرى. لمراقبة هذه المهارات في أثناء العمل، اخترنا دراسة حالة ممتازة من قطاع المتنزهات، وهي الشراكة التي أنشأت مؤسسة بريسيديو ترست (Presidio Trust) في سان فرانسيسكو وتحافظ عليها. كليفلاند جوستيس ودانيال ستيودنت

في الطرف الشمالي من مدينة سان فرانسيسكو الملقبة “بالمدينة المطلة على الخليج” تقع إحدى أروع البقاع في قارة أميركا الشمالية. استخدمت الأرض المعروفة الآن باسم “بريسيديو أوف سان فرانسيسكو”، وهي موطن السكان الأصليين من الأولوني لأغراض عدة خلال السنوات الأخيرة، وكان معظمها عسكرياً. في عصر برامج الصفقة الجديدة (New Deal programs) التي أطلقها روزفلت، والحربين العالميتين والنمو الذي رافقهما للجيش الأميركي في النصف الأول من القرن العشرين، شهدت بريسيديو نمواً عمرانياً كبيراً، بسبب بناء المستشفيات والمجمعات السكنية الكبرى ومهبط الطائرات كريسي فيلد. وأدى بناء جسر البوابة الذهبية في الحقبة الزمنية نفسها دوراً مهماً في تطوير البنية التحتية لبريسيديو نظراً لوقوع المرافئ والطرق الجنوبية على أرضها.

خرجت بريسيديو عن الخدمة عندما لم تعد أراضيها وبنيتها التحتية ذات فائدة عسكرية استراتيجية، كما هو الحال في قواعد عسكرية عدة. ضمّت بريسيديو أكثر من 870 مبنى على أرض مساحتها ما يقرب من 6 كيلومترات مربعة، يعود بعضها إلى حقبة الحرب الأهلية الأميركية. في عام 1994، اُعتبرت هذه المساحة زيادة عن حاجة الجيش وتم نقل إدارة الأرض إلى إدارة المتنزهات الوطنية National Park Service (NPS)). تشتهر إدارة المتنزهات الوطنية بإدارة مساحات كبيرة من المتنزهات الغنية بالموارد الطبيعية مثل منتزهات يوسميتي ويالوستون وغراند كانيون. كما تحتوي هذه المتنزهات على بنية تحتية مهمة لخدمة الزوار. لا توازي موارد إدارة المتنزهات الوطنية موارد الجيش، إلا أنها تتمتع بموارد ضخمة، فهي هيئة فيدرالية بميزانية تقدر بملايين الدولارات وتضم عشرات الآلاف من الموظفين. ومع ذلك، ظن كثيرون في الكونغرس والمجتمع المحلي أن الحكومة الفيدرالية لن تستطيع تخصيص الموارد الكافية لإدارة المتنزهات الوطنية لإدارة محمية عسكرية سابقة مترامية الأطراف. كما خشوا أن تعاني بقية المتنزهات الوطنية نقصاً حاداً بالموارد في حال خُصصت موارد كبيرة لإدارة منتزه وطني في منطقة حضرية مثل بريسيديو. كما تساءل أعضاء بارزون في الكونغرس إذا ما كان ينبغي لحكومة الولايات المتحدة تقديم أموال دافعي الضرائب لدعم منتزه في هذه المنطقة الحضرية الباهظة الكلفة. ورأى العديد من الأعضاء المحافظين مالياً أنه من المنطقي بيع الأصول العقارية الهائلة للمنتزه لسداد العجز الفيدرالي.

نشبت معركة سياسية طويلة ومعقدة أسفرت عن تسوية كبيرة كالعادة في عالم السياسية، وهي تشكيل المتنزه الوطني الأول والوحيد القائم على الدعم الذاتي في البلاد. ظن كثيرون أن الفكرة ستفشل في أحسن الأحوال، وفي أسوأ الأحوال ستشكل سابقة حيث ستتطلب الحكومة بموجبها أن تكون المتنزهات الوطنية الأخرى مكتفية ذاتياً، وبالتالي نهاية عصر الاستثمار في المتنزهات. قرر الكونغرس في النهاية تقديم تمويل أولي لمدة 15 عاماً تبدأ بعدها مرحلة الاكتفاء الذاتي. ونصَّ التشريع على أنه في حال لم يتم تحقيق الاكتفاء الذاتي، فسيتم بيع العقارات الشاسعة في بريسيديو بوصفها ممتلكات فائضة عن حاجة الحكومة الأميركية، ما يؤدي غالباً إلى الاستثمار التجاري للممتلكات التي كانت محمية سابقاً.

تلا ذلك نقاش حاد حول مصير بريسيديو. هل يمكن أن تصبح منتزهاً وطنياً مكتفياً ذاتياً من الناحية المالية؟ هل تمتلك إدارة المتنزهات الوطنية القدرة والمهارات اللازمة لإدارة قطعة أرض مختلفة تماماً عن غالبية مسؤولياتها الأخرى؟ هل لدى إدارة المتنزهات الوطنية المهارات التجارية الكافية لإنشاء منتزه مكتفٍ ذاتياً؟ ما مصير هذه الأراضي الثمينة، وكيف ستبدو سان فرانسيسكو إذا استثمرت هذه الأراضي عقارياً؟ أصبح النقاش شخصياً ومزعجاً في بعض الأحيان حيث شعر السياسيون والمواطنون بجسامة مسؤولية مستقبل سان فرانسيسكو والأراضي العامة التي في عهدتهم. كما شعرت إدارة المتنزهات الوطنية أن كفاءتها ورسالتها على المحك.

تضمّن الحل عدة أشهر من العمل الجاد، وحشد التأييد واجتماعات مجتمعية، ومشاحنات سياسية. ثم شُكلت مؤسسة جديدة على شكل شركة مملوكة بالكامل للحكومة مكلفة بتحقيق الاكتفاء الذاتي وسُميت مؤسسة بريسيدو ترست. وهي مؤسسة هجينة تعمل بصفتها منتزهاً وطنياً وشركة تأجير عقارات وتطويرها في آن واحد. وتُعد هيئة حكومية من الناحية القانونية وتشرف على العديد من وظائف إدارة المتنزهات التقليدية وتحافظ على مجموعة واسعة من المباني التاريخية وأراضي المتنزه المهددة. لكنها تمتلك صلاحيات اقتراض وتأجير أوسع من معظم الهيئات الحكومية الأخرى، ولا يحصل فيها الموظفون على حماية مزايا الخدمة المدنية النموذجية، ويقدم المدير تقاريره إلى مجلس الإدارة المعّين من قبل رئيس الولايات المتحدة، وليس إلى إدارة المتنزهات الوطنية. يُقدم الدعم إلى معظم المتنزهات من المخصصات الفيدرالية، لكن نظراً للأصول العقارية الهائلة في هذه القاعدة العسكرية السابقة، رأى كثيرون أن مؤسسة ترست تستطيع تحقيق الاكتفاء الذاتي عبر تأجير تلك الأصول. ببساطة، كان لدى مؤسسة ترست القدرة على تغيير النموذج التقليدي للمتنزهات الوطنية في الولايات المتحدة. ويعتقد كثيرون أنها نجحت في ذلك.

ثمة دروس عدة من نجاح مؤسسة ترست، وقد كتب عنها العديد من الكُتّاب. وما يثير انتباهنا أن نجاح مؤسسة ترست يجسد ثلاث مهارات أساسية للعمل كجزء من شبكة وهي التحرر من عقلية الصومعة، والعمل كجزء من الكل، وتعلُّم أساليب مهنية أخرى.

التحرر من عقلية الصومعة

رأى القادة الذين عملوا على نجاح تأسيس مؤسسة ترست بريسيديو أنهم بحاجة إلى التحرر من عقلية صومعة النماذج القائمة على المتنزهات والبحث في البلاد عن دراسات حالة لأنواع مختلفة من الأماكن التي تشابه خلفيتها طبيعة مؤسسة ترست. لجأ الفريق إلى شركة الاستشارات ماكنزي آند كومباني (McKinsey and Company) ذات السمعة الحسنة، التي وافقت على تقديم خدماتها للمشروع مجاناً. وعيّنت فريقاً من المستشارين للمشروع حلل 19 نموذجاً لشراكات بين جهات عامة وخاصة وحكومية يمكن أن تشكل نماذج لمؤسسة ترست. ومعظم النماذج التي درستها شركة ماكينزي لم تكن نماذج قائمة على المتنزهات. 8 فقط من بين النماذج الـ 19 التي درسها الاستشاريون كانت مواقع تابعة لإدارة المتنزهات الوطنية. استخلص المستشارون النتائج التي توصلوا إليها من مجموعة واسعة من الشراكات التي تعطي أمثلة للشبكة الجديدة لمؤسسة بريسيديو ترست. على سبيل المثال، درس فريق شركة ماكنزي شركة بنسلفانيا أفينيو ديفيلوبمنت (Pennsylvania Avenue Development Corporation)، التي تولت إعادة تطوير جزء كبير من المنطقة المحيطة بالبيت الأبيض في واشنطن العاصمة. واستمد المستشارون من هذا النموذج أفكاراً مهمة حول الطرق التي يمكن من خلالها إدخال المطورين من القطاع الخاص وخبراء التأجير ومصادر التمويل غير التقليدية إلى الشبكة وما هي الأساليب التي يمكن استخدامها في الجهود المبذولة لجعل مؤسسة بريسيديو مكتفية ذاتياً.

يرى كثيرون أن هذا النهج المتمثل في النظر بعيداً عن النماذج القائمة على المتنزهات الوطنية كان ضرورياً لنجاح المؤسسة. فقبل نشر توصيات شركة ماكنزي، كانت النقاشات محدودة بسؤال واحد، هل ينبغي لإدارة المتنزهات الوطنية تولي إدارة بريسيديو أم لا؟ أما بعد النشر، فتوسعت النقاشات على نحو كبير لتتناول المهارات اللازمة لإنجاح مؤسسة بريسيديو وكيف يجب توظيف هذه المهارات ومن سيوظفها. أدت هذه التوصيات دوراً مهماً في مساعدة القادة الذين عملوا على تصميم إدارة مؤسسة بريسيديو لإنشاء هياكل تشغيلية ناجحة وتمهيد الطريق للتمويل الإبداعي والتأجير العقاري ونماذج جديدة للمنتزهات الوطنية التي أدت في النهاية إلى نجاح مؤسسة بريسيديو.

العمل كجزء من الكل

رأى القادة الذين عملوا على تحول بريسيديو أنها كانت أكثر من مجرد موقع لمنتزه وطني، لقد رأوا فيها كنزاً ثقافياً مهماً يمثل روح الدولة نفسها. لقد أرادوا التسامي على المشاحنات بين مسؤولي إدارة المتنزهات الوطنية وسكان الأحياء المجاورة وبلدية مدينة سان فرانسيسكو ورفع مستوى المحادثات. كما رأوا المؤسسة جزءاً من مجموعة كاملة من المؤسسات الثقافية في الولايات المتحدة، مثل متاحف سميثسونيان (Smithsonian museums)، وبيرل هاربور (Pearl Harbor)، ودار متروبوليتان للأوبرا (Metropolitan Opera) العظيمة.

لذلك شكلوا مجموعة ذات نفوذ من قادة المجتمع المدني والشركات تُدعى مجلس بريسيديو (Presidio Council). نشط مجلس بريسيديو في حشد التأييد لحماية مؤسسة بريسيديو، والبحث في النماذج لضمان استدامة مؤسسة بريسيديو وحمايتها، وتأمين الأموال لدفع كلفة الموظفين وجهود حشد التأييد. وضم مجلس بريسيديو الرؤساء التنفيذيين لشركات كبرى، وقادة متاحف ومؤسسات ثقافية، ومدراء تنفيذيين لمؤسسات بيئية كبرى. كما وظّف مجلس بريسيديو فريق عمل صغير يضم مستشاراً مسؤولاً عن حشد التأييد وتتبع التشريعات الرئيسية حول بريسيديو. تمتعت المجموعة التي تألف منها المجلس بروابط سياسية واجتماعية متينة، إذ كان لديهم نفوذ يسمح لهم بالتأثير على السياسات في كل من كاليفورنيا وواشنطن العاصمة. وبالقدر نفسه من الأهمية، كان لدى المجموعة مصداقية في طيف واسع من المجالات لأنهم قادة في قطاعات متعددة. وتجدر الإشارة أن مجلس بريسيديو كان يتألف من فنانين مثل مايا لين (مصممة النصب التذكاري لقدامى المحاربين في فيتنام)، ونشطاء مثل كارل أنثوني من معهد أوربن هابيتات (Urban Habitat)، وقادة في مجال البيئة والمتنزهات. إشراك قوارب عدة في الأسطول.

وسّع أعضاء مجلس بريسيديو شبكة الدعم لحماية بريسيديو وتحويل المحادثات إلى مسار جديد كلياً. وساعدت المجموعة على إقناع الآخرين بأن بريسيديو أهم بكثير مما يتصوره كثيرون. وحولوها من قضية تحظى باهتمام إقليمي في منطقة سان فرانسيسكو إلى قضية تشكل جزءاً من حركة متكاملة للحفاظ على المؤسسات الثقافية. وحولوا مسار المحادثات بعيداً عن مناقشة قضية بريسيديو بوصفها مجرد منتزه من مئات المتنزهات الوطنية إلى وصفها موقعاً يشكل رمزاً أميركياً. أدى هذا التحول في الاهتمام إلى تغيير اهتمام الكونغرس وساعد الرئيس على اكتساب التفويضات التشريعية اللازمة لمساعدة المؤسسة على النجاح. خرجت مؤسسة بريسيديو ترست إلى النور وأصبحت المؤسسة الهجينة المسؤولة عن رعاية بريسيديو وضمان استدامتها المالية والبيئية ومكانتها الصحيحة في الحفاظ على البيئة والتاريخ الأميركيين.

تعلُّم أساليب مهنية أخرى

تعد بريسيديو ترست بالدرجة الأولى مؤسسة مكلّفة بالحفاظ على الكنوز الطبيعية والثقافية التي لا يمكن تعويضها. وحالها كحال معظم المتنزهات الوطنية، توظف مؤسسة بريسيديو ترست مئات من المتخصصين في المتنزهات، والحراس، وخبراء الموارد الطبيعية والثقافية وما شابه ذلك. وتمارس الأساليب المحترفة لاستثمار العقارات وتفهّمها جيداً. ويعمل في مؤسسة ترست مئات المتخصصين في مجال العقارات، وهم الذين ينفذون عمليات ترميم العقارات وإصلاحها وتطويرها وتأجيرها. ولا تختلف مؤسسة ترست في هذا الجانب عن العديد من الشركات العقارية. إذ ينفذ المتخصصون فيها عمليات التخطيط والتمويل والتحسين والتطوير وتأجير المباني التاريخية بأسعار السوق. كما تمتلك شراكات على نطاق واسع مع سماسرة تجارة العقارات، وتدار المئات من وحداتها السكنية بالشراكة مع متخصصي التأجير. ويعتمد الاكتفاء الذاتي لمؤسسة ترست على إيرادات هذه النشاطات العقارية.

ولا بد من التعارض بين المهام الخاصة بأنشطة العقارات والمتنزهات التابعة لمؤسسة ترست بين الحين والآخر. لكن المهم أن كلا الأسلوبين المهنيين موجود في المؤسسة. فلطالما كانت مصالح المتنزهات والعقارات على خلاف تقليدي. استطاعت مؤسسة بريسيديو ترست سد تلك الفجوة وساعدت المعنيين على إدراك أن كليهما ضروري لبريسيديو. إذ تدعم عملية تأجير العقارات عمل منشآت المتنزه. ويرجع سبب رغبة الناس في العيش والعمل في بريسيديو إلى سمات المتنزه الفريدة.

على الرغم من اختلاف وجهات النظر، تعد مؤسسة ترست اليوم مؤسسة ناجحة، فقد استطاعت تحقيق هدف الاكتفاء الذاتي قبل الموعد المحدد وأعادت ترميم مئات المباني وأحيت كيلومترات عدة من أراضي المتنزه. تغيّرت بريسيديو كلياً، فهي الآن مكان مذهل للترفيه والمغامرة والاستمتاع بأجواء لا مثيل لها في أي منتزه. وهي تحافظ على أنواع ومواطن طبيعية مهددة بالزوال وتروي حكايات قرون من التاريخ. وكل ذلك بتكلفة قليلة أو معدومة على دافعي الضرائب الأميركيين.

إن زيارة بريسيديو لا تُنسى أبداً، ونأمل أن يدفعك ذلك إلى زيارتها. وهي شاهد دائم على سنوات مهمة من التاريخ. فهي تدعونا إلى وقفة تأملية. في الوقت نفسه، تظهر لنا بريسيديو مدى قوة العمل كجزء من شبكة.

يمكنكم الاطلاع على النسخة الإنجليزية من المقال من خلال الرابط، علماً أنّ المقال المنشور باللغتين محمي بحقوق الملكية الدولية. إنّ نسخ نص المقال دون إذن سابق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.