مشاكل وحلول العمل في مؤسسة غير ربحية

3 دقائق
صعوبة العمل في مؤسسة غير ربحية
Shutterstock.com/Pixel-Shot

عندما تزوجت أمي للمرة الثانية، جاء جميع أفراد عائلتنا من مختلف أنحاء أميركا، وكان على جدتي أن تقطع كامل المسافة من ولاية أوهايو إلى واشنطن العاصمة، وكالعادة، اختلقت القدر الأكبر من الدراما مقارنةً بجميع الأشخاص الموجودين في حفل الزفاف، وفي كل مرة تحضر فيها مناسبة خاصة تذهب إلى صالون تصفيف الشعر، لكنها لا تكون راضية أبداً عن النتيجة؛ بغض النظر عمّن يعتني بشعرها بأفضل طريقة ممكنة، إنها تلقي باللوم على جميع مصففي الشعر التعساء الذين يُفسدون شعرها، وتطالبهم بغضب باستعادة نقودها بعد كل مرة يخفقون فيها، وبعد بضعة أشهر من الزفاف، ذهبت إلى مصفف شعر مختلف، ولكن النتيجة بقيت ذاتها. إنه نمط يميّز كل حدث عائلي تكون فيه جدتي موجودة، إن عنايتها بشعرها ليست جيدة على الإطلاق، لكن اللوم يقع دائماً على الآخرين لارتكابهم الأخطاء.

هل لاحظت نمطاً مشابهاً خلال العمل في مؤسسة غير ربحية؟ لقد قابلت العديد من المهنيين الشباب في السنوات القليلة الماضية خلال تحدثي إلى مجموعات تشكو من الوظائف السيئة في المؤسسات غير الربحية، والرواتب المنخفضة، والمدراء المريعين. في واشنطن العاصمة بالتحديد، رأيت معدل دوران مرتفع بين زملائي من مدراء التنمية، وغيرهم ممن بقوا في وظائفهم لمدة ستة أشهر تقريباً، ثم انتقلوا إلى وظيفة أخرى لأن المؤسسة لم «تعاملهم بطريقة صحيحة». أرى هؤلاء الأشخاص يدورون حول أنفسهم خلال انتقالهم للعمل في مؤسسة غير ربحية، ولا يجدون أبداً المناسب لاحتياجاتهم المهنية، لا زلت أتساءل عما إذا كانوا قد أدركوا في وقت من الأوقات أن المشكلة ليست في المؤسسة، بل فيهم.

إذا كنت تعمل في مؤسسة غير ربحية سيئة، فأنا أشجعك على التفكير في الطرق التي قد تساهم من خلالها في إحداث المواقف السلبية، ثم فكر في كيفية تغييرها، قد تندهش عندما تجد أن الحل لا ينبغي أن يتمثل دائماً في مغادرة المؤسسة.

تخلص من مشاعر الحسرة على نفسك

لا أحد يحب الشخص الذي يتذمر طوال الوقت، وإذا كان كل ما تفعله هو التحدث عن المشكلات التي تواجهك في العمل، فلن يرغب أحد في الاستماع إليك أو مساعدتك في مشكلاتك، نعلم جميعاً أن العمل في مؤسسة غير ربحية ليس بالأمر السهل، فقد تكون مرهقاً، لكن ليس عليك الشكوى لكل شخص يسألك عن أحوالك. هناك احتمال كبير أنه إذا كانت لديك مشاعر سلبية، فالجميع كذلك، وما ينبغي عليك فعله هو وضع ابتسامة على وجهك وسؤال زملائك في العمل عن أحوالهم وكيف يمكنكم مساعدة بعضكم البعض، فعندما تشع طاقة إيجابية، من شأن ذلك أن ينتقل للآخرين من حولك.

تفاوض على الراتب الذي تحتاجه

مَن الذي يتحمل حقاً مسؤولية أن يكون راتبك منخفضاً جداً؟ أنت الذي قبلت به، واللوم يقع عليك، ومن أجل تجنب الشعور بالتعاسة، عليك أن تطلب الراتب الذي تريده قبل أن تبدأ العمل، وينبغي أن يكون أعلى مما تحتاجه لشراء الطعام ودفع الإيجار. أعلم أن الأشخاص الذين يخفضون من نفقاتهم يحتاجون فقط إلى تدبر أمورهم، ويخبرون مدراء التوظيف أنه بإمكانهم الاكتفاء بمبلغ 32 ألف دولار في السنة. لقد فعلت ذلك بنفسي في أول وظيفة لي بدوام كامل في مؤسسة غير ربحية؛ فقد كنت أجني فيها 27 ألف دولار في السنة، وكنت مضطرة للحصول على قروض والعمل بدوام جزئي كمضيفة في سلسلة مطاعم لكي أتمكن فقط من دفع الإيجار وتأمين الطعام وحضور حفلة موسيقية خلال فترات متباعدة جداً، لكنني تعلمت الدرس بسرعة في الحقيقة، هل كنت أعتقد أنني لا أستحق سوى مبلغٍ زهيد مقابل عملي؟ لا تقلل من قيمة موهبتك، ولا تؤذِ نفسك عندما يتعلق الأمر بالتفاوض على الراتب؛ إذ ينبغي أن تجني ما يكفي للعيش، ودفع الضرائب، وفعل أي شيء يجعلك سعيداً.

لا تنتظر أن يخبرك مديرك في العمل بما ينبغي عليك فعله

في بعض الأحيان يصاب المهنيون الشباب بالإحباط بسبب الإجراءات المتقادمة؛ والتي لا تتسم بالكفاءة داخل مؤسساتهم؛ مثل أجهزة الكمبيوتر البطيئة للغاية، وبرامج العمل التي لا تخدم عدداً كافياً من الأطفال، ونهج جمع التبرعات الذي لا يجلب متبرعين جدداً، ثم يملي عليك مديرك ما ينبغي فعله، وأنت تطيعه فقط، في حين أنك تعلم أن هناك طريقة أفضل لإنجاز العمل، إلا أنك تفضل الصمت عندما يحين وقت التحدث عن كيفية إنجاز العمل بطريقة مختلفة. المؤسسات غير الربحية مثل أي مؤسسة أخرى، ينبغي أن تستفيد من الأفكار الجديدة لدى موظفيها، ولكن كيف يعلم مديرك أن لديك حلاً رائعاً لمشكلة تواجه المؤسسة ما لم تخبره بذلك؟ لا تنتظر حتى يُطلب منك إعطاء رأيك، بل عبّر عنه في الاجتماعات، وكن مستعداً وراغباً في تنفيذ أفكارك لكي يفوز الجميع في النهاية، كما عليك أن تمارس القيادة، وينبغي تذكّر أن المؤسسات تتطور من خلال ما تقدمه للأشخاص الذين تخدمهم.

اقرأ أيضاً: أماكن العمل الداعمة والقوة التي يمكن أن يكسبها الموظفون فيها

يمكنكم الاطلاع على النسخة الإنجليزية من المقال من خلال الرابط، علماً أنّ المقال المنشور باللغتين محمي بحقوق الملكية الدولية. إنّ نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

المحتوى محمي