6 مؤسسات تسهل عليك العمل التطوعي في البلدان العربية

العمل التطوعي
shutterstock.com/Rawpixel.com
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يدرس الشاب الأردني نسيم علي، الذي يبلغ 26 عاماً، الإدارة السياحية في الجامعة الأردنية، تعرّف على منصة “نحن” التطوعية عن طريق أصدقاء الجامعة، وساعدته في تأسيس مبادرة تطوعية تحت مسمى “نشامى الوطن”؛ بهدف نشر الوعي السياحي من خلال عرض الفرص التطوعية على المنصة التي تساعد في التعريف بالمناطق السياحية في الأردن.

بيّن نسيم أن أحد التحديات التي واجهته في البداية هي كيفية تنظيم أفكاره والبحث عن حلول مبتكرة، وبفضل منصة “نحن” استطاع التغلب على هذا التحدي وإنشاء مبادرة شبابية ناجحة. في هذا الصدد يقول صاحب المبادرة: “كلما تطوعت أكثر زاد التغير الإيجابي في حياتي، وزاد إحساسي بالمسؤولية تجاه المجتمع، وحياتي قبل التطوع كانت خالية من العطاء والإنجاز، ومع التطوع زاد حس الانتماء”.

تساعد مثل هذه المبادرات التطوعية الشبابية على دفع عجلة التنمية في البلدان العربية، ووجود مؤسسات تساهم في نشر ثقافة العطاء وتنفيذ برامج مبتكرة تخدم مختلف فئات المجتمع، يضمن مستقبلاً وحياة أفضل للجميع.

واقع التطوع في المنطقة العربية

يعد حجم الأعمال التطوعية في البلدان العربية متواضع نسبياً، إذ بلغ عدد المتطوعين في البلدان العربية نحو 9 ملايين شخص، يشكلون 8.2% من إجمالي المتطوعين في العالم، البالغ عددهم 109 ملايين يعملون بدوام كامل في العمل التطوعي، وفقاً لتقرير حالة التطوع في العالم لعام 2018 الصادر عن “الأمم المتحدة” بعنوان: “الرابط الذي يجمعنا: التطوع وقدرة المجتمعات المحلية على الصمود”.

وبحسب مؤشر العطاء العالمي لعام 2021، الصادر عن “مؤسسة المساعدات الخيرية. كاف” (Charities Aid Foundation. CAF)، احتلت البحرين المرتبة 12 عالمياً، تلتها دولة الإمارات العربية المتحدة في المرتبة 13، ثم العراق في المركز 34، والمملكة العربية السعودية جاءت في 49، وفيما يتعلق بنسبة السكان الذين يقضون وقتاً في العمل التطوعي ضمن المؤشر نفسه؛ صُنِفت الإمارات في المرتبة 41 عالمياً، حيث قضى 21% من الإماراتيين وقتاً في العمل التطوعي، في حين احتلت البحرين المرتبة 47، إذ ساهم 19% من البحرينيين بوقتهم في العمل التطوعي، فيما تراجعت السعودية إلى المرتبة 74، وحل العراق بالمرتبة 80، مع قضاء كل من السعوديين والعراقيين 14% من وقتهم في العمل التطوعي.

وعليه، يمكن تعزيز واقع العمل التطوعي في البلدان العربية عبر برامج ومبادرات تعتمد استراتيجيات منظمة لإدارة الأنشطة التطوعية وتوظف التكنولوجيا لتسهيل التواصل بين الجهات المعنية.

أبرز المؤسسات المعنية بالتطوع في المنطقة العربية

يساهم العمل التطوعي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتساعد المؤسسات التطوعية العربية في تعزيز ثقافة العطاء، وأبرزها:

1- مؤسسة الإمارات

أطلقت “مؤسسة الإمارات” برنامج تكاتف للتطوع الاجتماعي عام 2007، ووضع فكرته ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لتعزيز ثقافة العمل التطوعي، وحشْد الأفراد والموارد لإيجاد حلول فعالة ومستدامة لاحتياجات المجتمع المحلي، وأطلق البرنامج العديد من المشاريع البيئية والتعليمية والصحية، ومشاريع لدمج أصحاب الهمم والأيتام في أنشطة تطوعية هادفة، ومشاريع الاهتمام بكبار السن عبر زيارة مراكز المسنين وقضاء بعض الوقت معهم والاستماع لقصصهم.

وتستقطب مشاريع البرنامج العديد من المتطوعين، إذ شهد مشروع “فورمولا 1” (Formula 1) مشاركة ما يزيد عن 480 متطوعاً في تنظيم سباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى “للفورمولا 1 أبوظبي” عام 2013، ووزّع المتطوعون أدوات الإسعافات الأولية ومعدات السلامة في مختلف مواقع الحدث.

وفي رمضان 2021، أطلق “تكاتف” حملة تطوعية استهدفت دعم أبطال خط الدفاع الأول “عمال السلك الطبي”، وعمل أكثر من 365 متطوعاً، بما يعادل 1,100 ساعة عمل، على توزيع وجبات الإفطار والسحور وتقديم الطرود والهدايا الرمضانية.

من مشاريع “تكاتف للتطوع الدولي”، التي تتيح للشباب الإماراتي فرصة التطوع خارج الدولة، مشروع “تكاتف للتطوع الدولي في تنزانيا”، إذ  شارك 20 متطوعاً من البرنامج في مشروع صيانة 6 غرف صفية بمدرسة واحدة، وتركيب الأثاث بقاعة مدرسة متعددة الأغراض بمدرسة ثانية، وتركيب 100 مقعد دراسي بمدرسة أخرى في العاصمة التنزانية “دار السلام”.

2- المنصة الوطنية للعمل التطوعي

تمثل “المنصة الوطنية للعمل التطوعي” حاضنة سعودية لتمكين العمل التطوعي وتنظيمه، ومساعدة المؤسسات الحكومية وغير الربحية في استقطاب المتطوعين وتمكينهم من ممارسة العمل التطوعي بما يناسب مهاراتهم.

في عام 2020، دشنت “وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية” السعودية في إطار برنامج التحول الوطني “المنصة الوطنية للعمل التطوعي، إذ ترتبط المنصة بـ “مركز المعلومات الوطني”، وتوضح عدد الساعات التطوعية ومرات التطوع والجهات التي تطوع فيها الأفراد بمنصة “أبشر”، واستقطبت خلال الأسبوع الأول من إطلاقها ما يزيد عن 24 ألف متطوع، وأكثر من ألف جهة مستفيدة، وقدمت 850 فرصة تطوعية.

تستهدف المنصة الوصول إلى مليون متطوع ومتطوعة، وتسجيل 50 مليون ساعة تطوعية من خلال إتاحة عدة مجالات تطوعية، من أبرزها: الثقافة، وخدمة الحجاج والمعتمرين، والسياحة، والإغاثة، والهندسة، والرياضة، إضافة إلى التطوع في المجال الصحي للحد من أضرار فيروس كورونا “كوفيد-19”.

3- جمعية رسالة

تغيرت حياة علياء حامد بعد انضمامها لـ “رسالة”؛ إذ كانت تحب التطوع ومساعدة المحتاجين، لكنها ترددت بسبب عملية بتر قدمها، إلى أن بددت مخاوفها والتحقت بـ “رسالة” كمتطوعة في نشاط القوافل الخارجية، وتفوقت دراسياً كما حصدت بطولتين تايكوندو في مسابقة “درع القاهرة المفتوح”.

انطلقت جمعية “رسالة” عام 1999 من كلية الهندسة في “جامعة القاهرة” كنشاط طلابي يهدف لنشر التطوع وزرع قيم العطاء والانتماء في المجتمع، واختار الفريق المؤسِس اسم “رسالة” تعبيراً عن الهدف الأساسي للمبادرة.

تحّولت “رسالة” في عام 2000 إلى جمعية خيرية مسجلة في “وزارة الشؤون الاجتماعية” المصرية، ومع مرور الوقت اتسع نشاطها وأصبح لديها أكثر من 60 فرعاً منتشراً في أنحاء مصر، وما يزيد عن 200 ألف متطوع سنوياً يخدمون في نحو 30 نشاطاً تطوعياً، مثل خدمة المكفوفين والصم وذوي الهمم، ورعاية الأيتام وخدمة المسنين وإيواء المشردين، ودروس الدعم المجانية ومحو الأمية، وقوافل الخير للقرى الفقيرة والقوافل الطبية وعلاج الإدمان وإطعام المساكين وغيرها.

4- مؤسسة ولي العهد الأردنية

أطلقت “مؤسسة ولي العهد” في الأردن، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” بالشراكة مع “وزارة الشباب” ومؤسسة “إنجاز”، المنصة الوطنية لتطوع ومشاركة الشباب “نحن” عام 2018؛ بهدف تشجيع العمل التطوعي والمشاركة الشبابية لإحداث التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم.

عقدت المنصة 411 شراكة مع مختلف مؤسسات المجتمع المدني والشركات الخاصة والقطاع العام، لتقديم فرصة تطوعية تساعد الشباب في اكتساب مهارات جديدة وزيادة خبراتهم الشخصية والعملية، وضمان مستقبل مشرق لمجتمعاتهم.

توفر المنصة فرص تطوع متنوعة من خدمات دعم التعليم عن بعد، وعمل برامج وتطبيقات للهواتف الذكية، وتنفيذ حملات توعوية، وورش تثقيفية للوقاية من “كوفيد-19” إضافة إلى تقديم الدعم للمؤسسات في إنتاج أفلام قصيرة عن بعد وتصويرها.

وتضم المنصة منذ نشأتها 67 ألف متطوع بإجمالي نحو 1.9 مليون ساعة تطوعية، وما يزيد عن 211 ألف فرصة تطوعية.

5- مركز قطر التطوعي

تأسس “مركز قطر التطوعي” عام 2001 بمرسوم من أمير دولة قطر السابق، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ويعتبر حاضنة للأنشطة والأعمال التطوعية بما يتوافق مع رؤية واستراتيجية “وزارة الشباب والرياضة” القطرية التي تساهم في تأسيس ثقافة العمل التطوعي في المجتمع وتعزيزه والتعريف بمجالاته وأهدافه وفوائده، وتوثيق إسهاماته في التنمية من خلال إقامة الشراكات لتشجيع العمل التطوعي بين الشباب.

أعد المركز أيضاً خطة عمل للمشاركة في الحملة الوطنية لأجل قطر بالتنسيق مع “وزارة الصحة” وعدد من الجهات الخاصة بالعمل التطوعي، وتوزيع المتطوعين بعد تدريبهم على الأماكن المستهدفة.

نظم متطوعو المركز عدة مبادرات شبابية منها، مبادرة “مُد لي يدك” لترميم منازل أُسر محتاجة، ومبادرة “فرحة” التي تقدم الدعم النفسي والمعنوي لمرضى السرطان من الأطفال وأسرهم، ومبادرة “عدسة شبابية” التي تستخدم التكنولوجيا لإنتاج أفلام توعوية، أما مبادرة “اقتصد” فتُعنى بالحفاظ على الموارد الطبيعية.

6- الجمعية السعودية للعمل التطوعي “تكاتف”

انطلقت “تكاتف” عام 2011 كجمعية سعودية متخصصة غير ربحية تهدف لنشر ثقافة العمل التطوعي وتعزيز مفهوم المواطنة الصالحة بين أفراد المملكة، عبر تنظيم الجهود التطوعية وغرس مفهوم المبادرة والشعور بالمسؤولية.

من خلال مشروع “تكامل التطوعي”، تعمل “تكاتف” على الربط بين الراغبين في التطوع والجهات الباحثة عن المتطوعين، وتنظيم العلاقة بينهم ومساندة الجمعيات في تحقيق أهدافها من خلال الجهود التطوعية المنظمة، وإيجاد فرص تطوعية واضحة وآمنة وبالكفاءة المطلوبة.

سجلت الجمعية 237 جهة مستفيدة، ونحو 33 ألف متطوع بواقع 1,224 فرصة تطوعية، ومن المجموعات التطوعية التي أُنشأت عام 2018، “مجموعة قدرة التطوعية” الهادفة لنشر الوعي بأهمية العلاج الطبيعي وتصحيح المعلومات الخاطئة حوله، بمساعدة ودعم مجموعة من المستشارين والمتخصصين في العلاج الطبيعي، و”نعتني بك” المكونة من طالبات ومختصات علم نفس مهتمين بتوعية الأفراد والأسر بالاضطرابات النفسية والمشكلات السلوكية وأساليب مواجهتها، وتقديم الاستشارات النفسية لكافة الفئات العمرية.

ختاماً، أحدثت هذه البرامج والمبادرات التطوعية فروقاً إيجابية في مناحي الحياة المختلفة بالمنطقة العربية، وساهمت في خدمة الفئات المستضعفة، كما ألهمت المتطوعين بأفكار مبتكرة.