يعاني قطاع التنمية من صعوبات في توسيع نطاق الأعمال، وهو القطاع الذي تواجه طرائق عمله التقليدية تحديات متنامية بسبب الأزمات العالمية والصراعات وتهديدات التغير المناخي التي تؤثر بشكل كبير في فئات الفقراء والنساء والفتيات.
فمن ناحية يمكن أن تقوم المؤسسات الاجتماعية وغيرها من المؤسسات الصغيرة التي تُعنى بالابتكار بدور ريادي في صياغة مفاهيم الحلول الجديدة للمشكلات القديمة وتصميمها واختبارها والتحقق من فعاليتها. ومع ذلك قد تكون تنمية هذه الحلول وتوسيع نطاقها عملية صعبة حتى بالنسبة إلى أكثرها إثباتاً للجدوى والفعالية والتأثير. حيث تقوم التكاليف المرتفعة لتنفيذ المراحل الأخيرة، والنطاق التشغيلي المطلوب للتوسع عبر المناطق الجغرافية، وندرة الوصول إلى رأس مال صبور "تمويل الميزانين" للنمو، بالتواطؤ جميعها لمنع هذه الحلول من تحقيق إمكاناتها. ومن المنطقي أن تأمل هذه المؤسسات في أن تتبنى المؤسسات غير الحكومية الأكبر حجماً حلولها التي أثبتت جدواها وقدرتها على التوسع.
وفي هذا الصدد يُقال إن المنظمات غير الحكومية الدولية الكبرى تعاني حالةً تسمى متلازمة "لم نبتكرها نحن". وتتسم هذه الحالة بعدم رغبة المنظمات في توسيع نطاق الحلول الخارجية، وغالباً ما تتمسك بقناعة يشوبها التناقض تقول إن القطاع بأكمله يجب أن يوسع نطاق حلوله الداخلية. وهذه القناعة تفتقر إلى الفاعلية لأنها تهدر الوقت والموارد والتفكير التي تم تسخيرها في بناء الحلول الفعالة القابلة لتوسيع نطاقها والتحقق من جدواها. كما أنها عديمة الفعالية لأنها تعيق إمكانية تأثير الحلول المبتكرة على الرغم من ادعاء المنظمات غير الحكومية الدولية الكبرى الدائم عن رغبتها في زيادة تأثيرها على نحو كبير، ما يجعل هذه القناعة غير منطقية.
بعد إجراء محادثات ملهمة مع أصدقائنا في مؤسسة مولاغو (Mulago)، بدأ قسم التأثير والابتكار في منظمة كير (CARE)، المكلف بالبحث عن الحلول وابتكارها وتوسيع نطاقها والتي تحقق تأثيراً تحولياً مستداماً يتجاوز العمل التنموي والإنساني الممول تقليدياً من منظمة كير، ببحث إمكانية عمل منظمة كير كمنصة لتوسيع نطاق أفضل الحلول لقطاع التنمية بكل مصداقية وبغض النظر عن منشأها. وبعد التحدث مع عدد قليل من الفِرق الموهوبة من مجموعة مؤسسة مولاغو، قمنا بعملية الاختيار تبعاً لحجم الفرص والأدلة والاستعداد وتوصلنا إلى اختيار مؤسسة فيجين سبرينغ (VisionSpring) كشريكنا الأول لتجربة توسيع خارجية فريدة بالنسبة إلى المنظمات غير الحكومية الدولية الكبرى.
الشراكة
لمن لا يعرفون مؤسسة فيجن سبرينغ فهي مؤسسة مميزة تم تكرار برنامجها المسمى "نظارات لتحسين سبل العيش آر جي آي إل" (RGIL) وتعديله على مدار 20 عاماً لكي يصبح قابلاًللتوسع المستدام، وهو العملية التي نعرّفها على أنها التوسع عبر جهات فاعلة (أو ممولِة) أخرى على نطاق واسع. باعت مؤسسة فيجين سبرينغ حتى الآن 8.7 ملايين زوج من نظارات القراءة بأسعار معقولة للعملاء من ذوي الدخل المنخفض في المناطق النائية، فاسحة المجال أمام التخلص من براثن الفقر عبر زيادة سبل العيش المنتِجة، وإنتاج 1.8 مليار دولار من التأثير الاقتصادي. ومنذ تطوير نموذج آر جي آي إل مع منظمة براك (BRAC) في عام 2008، ركزت مؤسسة فيجين سبرينغ على توسيع نطاق الحل بشكل مستدام عبر شركاء يفكرون بطريقة مماثلة ويعملون مسبّقاً في مراحل العمل الأخيرة مع المجتمعات المستفيدة (أي التوزيع)، بدلاً من بناء شبكات التوزيع النهائي الخاصة بها.
اختارت منظمة كير ومؤسسة فيجين سبرينغ عند إطلاق شراكتهما زامبيا كموقع لتجربة برنامج التوسع التشغيلي. وعلى الرغم من أن مؤسسة فيجين سبرينغ كانت تبيع بالجملة نظارات ذات جودة عالية وبأسعار معقولة للشركاء المتوافقين مع رسالتها (مثل مستشفيات العيون وعياداتها والمستشفيات الحكومية) في البلاد، فإن هؤلاء الشركاء كانوا يفتقرون إلى البنية التحتية التشغيلية لتقديم برنامج آر جي آي إل للسكان الذين يعيشون بأقل من 4 دولارات في اليوم في المناطق النائية. وكانت شركة ليف ويل (Live Well)، وهي إحدى المؤسسات الاجتماعية الربحية التابعة لمنظمة كير ويقودها فريق من زامبيا، تحظى بشبكة تضم أكثر من 1,000 رائد صحي مجتمعي (CHEs) يقدمون بالفعل الاستشارات والمنتجات الصحية الأساسية في مرحلة التوزيع النهائي، وهو كادر جيد التنظيم وكبير بما يكفي لتأمين وفورات الحجم. وبدا أنه الفريق المثالي للمهمة.
أطلقنا برنامجنا التجريبي الأولي في أبريل/نيسان 2022 واستمر لمدة شهرين. وشمل المشروع 14 مجتمعاً في المناطق النائية من المقاطعات الشرقية ومن مقاطعة لوابولا، وجوار المناطق الحضرية في مقاطعة لوساكا. حيث درّبت مؤسسة فيجين سبرينغ على مدار فترة البرنامج التدريبي 200 رائد صحي مجتمعي في مؤسسة ليف ويل لتوسيع نطاق خدماتها لتشمل فحوص العين وضعف البصر الشيخوخي (مد البصر) ونظارات القراءة. وتراوحت نتائج مشروع التوسع من نتائج مُشجِّعة وملهمة إلى نتائج غير متوقعة.
ماذا حققنا؟
المحتاجون إلى النظارات حصلوا عليها
يعدّ الحصول على خدمات رعاية العيون في المناطق النائية في زامبيا عملية صعبة ومكلفة نظراً للمسافات الطويلة التي يجب أن يقطعها السكان للحصول على هذه الرعاية، بالإضافة إلى نفقات النقل المترتبة عليها وتعطيل الأعمال نتيجة السفر الطويل وارتفاع الأسعار في منشآت رعاية العيون. وبالتالي يعيش الكثير ممن يحتاجون إلى النظارات دونها. وعلى مدار شهري البرنامج التجريبي، أجرى رواد الصحة المجتمعية التابعين لمؤسسة ليف ويل 2,396 فحصاً مجانياً للعيون أسفر عن تشخيص 1,224 حالة ضعف نظر شيخوخي، وبيع 447 نظارة قراءة، بمعدل تحويل مبيعات مثير للإعجاب بلغ 37%. كما بيعت نظارات القراءة بسعر يقارب 60% من ثمنها في منشآت العناية بالعيون في زامبيا (أي 4 دولارات مقابل 6.50 دولاراً). وشكلت النساء ما نسبته 75% من مجموع الحاصلين على النظارات لأول مرة في حياتهم في البرنامج التجريبي.
كسب رواد الصحة المجتمعية أموالاً لا بأس بها
ليف ويل مؤسسة اجتماعية ربحية تهدف إلى تحسين توفير خدمات الرعاية الصحية للزامبيين المحرومين من تلك الخدمات من خلال تمكين العاملين في قطاع الصحة المجتمعية (عادة ما يكونون متطوعين) من كسب رزقهم، ما يجعل عملهم أكثر قابلية للاستمرار على المدى الطويل. قدّم رواد الصحة المجتمعية التابعين لمؤسسة ليف ويل سلة من الأدوية الأساسية والمنتجات الصحية المتعلقة بالتغذية والنظافة والوقاية من الملاريا والصحة الإنجابية إلى جانب التثقيف والدعم في مجال الرعاية الصحية. وبلغ متوسط هامش الربح على سلة السلع تلك 9% وهو ما يكفي لتوليد تدفق دخل، ولكنه ليس كافياً لخلق حوافز قوية لدى العاملين ولاستبقائهم في العمل. بعد إضافة نظارات القراءة إلى سلة المنتجات، أدى هامش ربح النظارات البالغ 33% إلى زيادة كبيرة في هامش ربح سلة مؤسسة ليف ويل. ونعلم أن الزيادة الناتجة في الدخل كانت ذات أهمية بالنسبة إلى رواد الصحة المجتمعية، لأنه مع وضوح تحسن الدخل بالنسبة إلى 200 من رواد الصحة المجتمعية المشاركين في برنامج آر جي آي إل التجريبي، طلب 400 آخرين من رواد الصحة المجتمعية الالتحاق بالتدريب لكي يعملوا في هذا البرنامج. وقد فاق هذا المستوى المرتفع من طلبات الالتحاق قدرتنا على تلبيته بكثير في البرنامج التجريبي الأولي لكنه يبشر بالخير بالنسبة إلى التوسيع المستقبلي لنطاق البرنامج.
مؤسسة ليف ويل أصبحت أكثر استدامة وأكثر قابلية للتوسع
لطالما كان طموح مؤسسة ليف ويل التوسع عبر إفريقيا جنوب الصحراء، ولكن هوامش الربح المنخفضة التي حدَّت من إمكانات دخل رواد الصحة المجتمعية حدت أيضاً من ربحية مؤسسة ليف ويل وقدرتها على تحقيق التوسع الجغرافي. فقد تطلب البدء ببرنامج آر جي آي إل استثماراً أولياً بقيمة 125,000 دولار من تمويل المِنح من قبل منظمة كير ومؤسسة فيجين سبرينغ، لكن البرنامج استطاع أن يولد ربحاً كافياً لتغطية نفقاته بحلول نهاية الفترة التجريبية التي استمرت شهرين. وخلال تلك الفترة كان بإمكان رواد الصحة المجتمعية تسديد ثمن المخزون الذي وفرته مؤسسة ليف ويل عن طريق الائتمان، ما أسهم بشكل كبير في استدامة الأعمال. ومع تعزيز الربحية والاستدامة أصبحت مؤسسة ليف ويل في وضع أفضل لتحقيق أهدافها في التوسع، وعبر التوسع ستستطيع تحقيق أهدافها في التأثير.
ما سر النجاح؟
وضوح النموذج الأفضل للمصداقية
على مدى سنوات من التجارب والتكرار في سياقات متنوعة، طورت مؤسسة فيجين سبرينغ وبيّنت أدلة قوية لحل بسيط بسعر معقول، وكانت جدواه الاقتصادية كافية لإحداث تأثير بحيث تستطيع الجهات الفاعلة (أو الممولِة) أخرى تنفيذه على نطاق واسع. وشكلت قدرة مؤسسة فيجين سبرينغ على تكييف التدخل مع السياق على نحو سريع، والاستعداد للتعاون مع مؤسسة ليف ويل لإنشاء البنية التنظيمية الداعمة، وتحسين سلسلة التوريد، وتعزيز قدرات رواد الصحة المجتمعية، وتصميم سلة المنتجات وتسعيرها، وقياس النتائج، عاملاً حاسماً لنجاح البرنامج التجريبي. كما شكّل استعداد مؤسسة ليف ويل للتعلم والتكيف والنمو، والالتزام بتنفيذ الحل بمصداقية، عاملاً مهماً على نحو مماثل.
إيجاد الحلول للتحديات الرئيسة للتوسع
عادة ما يكون حل المشكلات المتعلقة بالبنية التحتية التشغيلية والوصول إلى المستفيدين مكلفاً للغاية، ما يؤدي إلى عرقلة طموحات التوسع في أي مؤسسة اجتماعية. وقد تم التغلب على هذه التحديات التي حدَّت من قدرة مؤسسة فيجين سبرينغ على بدء برنامج آر جي آي إل ونشره في زامبيا، وذلك بفضل الشراكة مع منظمة كير ومؤسسة ليف ويل. فقد كان لدى مؤسسة ليف ويل فريق من رواد الصحة المجتمعية الجاهزين للعمل، ورؤية ريادية متوائمة، وبُنى تنظيمية، وموظفون للإشراف على رواد الصحة المجتمعية ومراقبة الأداء، والقدرة على إدارة سلسلة التوريد والشؤون المالية، والقدرة على تزويد رواد الصحة المجتمعية بمخزون متجدد عبر التمويل الائتماني، وعلاقات واسعة تدعم مراحل التوزيع الأخيرة. وبوجود البنية التحتية الجاهزة تلك والقدرة على الوصول إلى المستفيدين، تمكنت مؤسسة فيجين سبرينغ من التركيز على تكييف نموذج عملها مع السياق المحلي بدلاً من الاضطرار إلى إعادة صياغته من الصفر. وعلى المستوى المؤسسي، قدمت منظمة كير إلى الشراكة الالتزام ببناء علاقة طويلة الأمد، وإسهام تمويلي في الاستثمار التجريبي الأولي، وإمكانية توسيع نطاق الشراكة خارج زامبيا عبر 100 دولة حيث تمتلك منظمة كير شبكات قوية وحضوراً فعّالاً يدعم مراحل التوزيع الأخيرة.
كانت الشراكة صفقة رابحة لجميع الأطراف
كنا نعلم أن توسيع نطاق برنامج آر جي آي إل بالاستفادة من حضور منظمة كير الذي يدعم مراحل التوزيع الأخيرة سيشكل مكسباً لمؤسسة فيجين سبرينغ، الذي تمثل في التوسع بشكل أكبر وأسرع من خلال شبكة رواد الصحة المجتمعية لمؤسسة ليف ويل، وللعملاء ذوي الدخل المنخفض الذين ستتحسن قدراتهم الاقتصادية من خلال زيادة سبل العيش. لكن ما لم نتوقعه هو مدى أهمية المكاسب التي حققتها منظمة كير. حيث تُعد مؤسسة ليف ويل، بصفتها مؤسسة اجتماعية للعاملين في قطاع الصحة المجتمعية، آلية تدخل مركب يقاس نجاحها من خلال تأثيرها على الأعراف الاجتماعية، والمساواة بين الجنسين، والنتائج الصحية المتعددة، والحصول على خدمات صحية ذات جودة على نحو عادل. بالمقارنة، يُعد برنامج آر جي آي إل تدخّلاً بسيطاً صُمم لزيادة المرونة الاقتصادية للأفراد من خلال توفير نظارات القراءة لمن يحتاجون إليها. لكن دمج تدخل مؤسسة فيجين سبرينغ البسيط نسبياً مع تدخل منظمة كير الأكثر تعقيداً جعل الأخير أكثر قابلية للتطبيق من الناحية المالية، ومن ناحية القدرة على الاستدامة وقابلية التوسع. وتحمل هذه المكاسب التي حققتها منظمة كير أهمية كبيرة لأنها تمكّن مؤسسة ليف ويل من توسيع نطاق أعمالها وتأثيرها على نحو أكبر وأسرع.
الطريق إلى التوسع
نأمل أن نبني على نجاح تجربة التوسع التي تعاونت فيها منظمة كير مع مؤسسة فيجين سبرينغ من خلال توسيع العمل المشترك ليشمل المزيد من المناطق في زامبيا، ومناطق جديدة في إفريقيا جنوب الصحراء عبر توسع أعمال مؤسسة ليف ويل. نحن متفائلون لكن بحذر، وندرك أن هناك بعض المسائل المهمة التي يجب علينا دراستها مثل:
- هل يمكن لهوامش الربح ومعدلات تحويل المبيعات والمكاسب وحماس رواد الصحة المجتمعية الذين مهّدوا لنجاح البرنامج التجريبي أن يستمروا مع مرور الوقت وفي مختلف المناطق الجغرافية؟
- هل ستحوّل الأرباح المرتفعة المرتبطة بنظارات القراءة دوافع رواد الصحة المجتمعية وتركيزهم بعيداً عن الاهتمام بتوفير المنتجات والخدمات الضرورية لتحقيق النتائج الصحية ذات الأولوية لمنظمة كير؟
- وفي المقابل، هل ستعزز الأرباح والحوافز لرواد الصحة المجتمعية تقديم الخدمات المتعلقة بالجوانب الصحية الأخرى مثل الصحة الإنجابية أو التغذية؟ وكيف؟
تُضاعف منظمة كير من التوسع في الابتكارات الخارجية المُحسَّنة والمُثبتة جدواها مدعومة بنتائج برنامجها التجريبي مع مؤسسة فيجين سبرينغ. ومن خلال مبادرة شبكة كير للتوسع الجديدة (CARE Scaling Network)، نخطط لإطلاق من 20 إلى 30 شراكة مماثلة على مدى السنوات الثلاث المقبلة. ونُدير حالياً برامج تجريبية لتوسيع نطاق اثنين من حلول المؤسسات الاجتماعية الأخرى وهما ماي أغرو (myAgro) وبولا (Pula) من خلال برنامجينا الريادييَن "حقل المزارع وكلية الأعمال إف إف بي إس" (Farmer Field and Business School (FFBS)) و"جمعية المدخرات والقروض القروية في إس إل أيه" (Village Savings and Loan Association (VSLA)). يصنف كل من برنامجي منظمة كير فئات المستفيدين في المراحل الأخيرة، أي النساء غير المتعاملات مع البنوك في حالة برنامج في إس إل أيه، والمزارعين أصحاب المزارع الصغيرة في حالة برنامج إف إف بي إس، ما يشكل منصة قيّمة لتقديم الحلول الخارجية التي من شأنها رفع مستوى التأثير على فئات السكان المستهدفين من قبل منظمة كير. نتشارك في تنزانيا مع مشروع ماي أرغو لتوسيع نموذج عمل يقدم الخدمات لدعم المزارعين أصحاب المزارع الصغيرة من خلال برنامج إف إف بي إس وجمعيات في إس إل أيه، وذلك مع تمكين المدربين المجتمعيين المتطوعين لكسب الدخل بوصفهم وكلاء لبرنامج ماي أغرو في القرى التي تشملها البرامج. ونعمل في نيجيريا مع مشروع بولا لتوفير التأمين على الثروة الحيوانية لمجتمعات الرعاة في المرحلة النهائية عبر جمعيات في إس إل أيه، ما يلبي حاجة ماسة لديهم. وما زلنا نرى مؤشرات النتائج الإيجابية للفئات المستهدفة، وللمؤسسات الاجتماعية الشريكة في التوسع، ولتدخلات منظمة كير. نشعر بحماسة غامرة ونحن نرى ما تؤول إليه كل تلك الجهود.
وسواء كان الهدف تقديم المزيد من الفوائد للسكان المستهدفين، أو جعل التدخلات أكثر قوة، أو لمجرد التأكد من أن الحلول الأكثر ابتكاراً وتأثيراً في القطاع الاجتماعي تجد منصة لها للتوسع، فثمة العديد من الأسباب الوجيهة التي تدفع المنظمات غير الحكومية الدولية مثل منظمة كير إلى توسيع نطاق الحلول المثبت جدواها والمطوِّرة من قبل المؤسسات الاجتماعية أو غيرها من المؤسسات الصغيرة التي تهتم بالابتكار. فهؤلاء الشركاء خبراء في تكييف نماذج عملهم مع السياق وقابلية التوسع، الذي يساعد في تحقيق التأثير على نحو أسرع. حيث يؤدي دمج حلولهم في تدخلات المنظمات ذات الصلة إلى جعل هذه الحلول المركبة أكثر قابلية للتطبيق، وقد يساعد ذلك في زيادة التأثير.
ثمة إجماع واسع في قطاع التنمية على أن حل أكثر التحديات إلحاحاً وتعقيداً في العالم يتطلب منا مضاعفة تأثيرنا بمقدار 10 أضعاف، وليس بمقدار الضعفين فحسب. فالشراكات بين المنظمات غير الحكومية الدولية الكبرى المتصلة بشبكة من الشركاء مثل منظمة كير والمؤسسات التي تبدع الابتكارات المتطورة مثل مؤسسة فيجين سبرينغ تمثل تماماً نوع التعاون الذي يقودنا إلى النجاح في مضاعفة الجهود.
تود مؤلفة هذا المقال أن تشكر المدير العالمي لبرنامج آر جي آي إل في مؤسسة فيجين سبرينغ خانيندرا كاليتا (Khanindra Kalita) الذي شكلت قيادته لتصميم البرنامج التجريبي وتنفيذه والإشراف عليه وتحسينه المستمر عاملاً حاسماً لنجاح البرنامج.
يمكنكم الاطلاع على النسخة الإنجليزية من المقال من خلال الرابط، علماً أنّ المقال المنشور باللغتين محمي بحقوق الملكية الدولية. إنّ نسخ نص المقال دون إذن سابق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.