الربط بين الرفاه الداخلي والخارجي في دراسة الابتكار الاجتماعي

8 دقائق
الرفاه الداخلي والابتكار
Helena Pallares

سنتحدث في مقالتنا هذه عن الربط بين الرفاه الداخلي والخارجي في دراسة الابتكار الاجتماعي، موضحين دور الرفاه الداخلي في زيادة الإنتاجية ومكافحة الاحتراق الوظيفي.

إن إعادة النظر في طرق تعليم الجامعات والمؤسسات غير الربحية ومعاهد التدريب للجيل القادم من المبتكرين الاجتماعيين تُعدّ مسؤوليةً وتحدياً لقطاع التنمية المجتمعية، وينبغي على الأجيال الشابة التي لديها الدافع لمعالجة المشكلات الاجتماعية والبيئية أن تمر بتحولات عميقة تطال حياتهم ومجتمعاتهم والمجالات التي يأملون في المشاركة فيها، ويُعتبر التغيير متزايد التعقيد في طبيعته، ويتجلى في عدة قطاعات ومناطق جغرافية في وقت واحد، وبوتيرة أسرع بكثير، كما أن التحديات الناشئة عن جائحة كورونا، على سبيل المثال، قد تشير إلى حلول وضع طبيعي جديد، بدلاً من أن تكون حالةً شاذة، وفي الوقت نفسه، يدخل الشباب في هذا القطاع بمستويات أقل بكثير من الرفاه مقارنةً بأسلافهم، إلى جانب أن المبتكرين الاجتماعيين الحاليين يصلون إلى مرحلة الاحتراق الوظيفي بمعدلات غير مسبوقة، ويعاني الشباب حالياً؛ خاصةً أولئك الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً، من ارتفاع حاد في الإصابة بالاكتئاب والقلق.

توضح هذه التحديات مجتمعة أن تعليم الابتكار الاجتماعي ينبغي أن يستثمر الوقت والجهد في تطوير الرفاه الداخلي لصنّاع التغيير من الطلاب؛ أي أولئك الذين يهدفون إلى المشاركة في بناء مجتمع صحي وعادل ويراعي الآخرين؛ بالقدر نفسه الذي يستثمر في تطوير خبراتهم لمواجهة التحديات العامة في العالم الخارجي.

يؤثر فهم الطلاب لعالمهم الداخلي بشكل مباشر على قدرتهم على تحقيق تغيير إيجابي، وإعالة أنفسهم خلال عملهم في مجال الابتكار الاجتماعي على المدى الطويل، كما يرتبط التغيير الذي يأملون في تحقيقه في العالم بتنمية المهارات على المستوى الداخلي، واستخدامها لإحداث التغيير الخارجي. إن مجال الابتكار الاجتماعي الذي يركز على رفع الوعي في ما يتعلق بالرفاه الداخلي من الناحية النظرية والتجريبية؛ حيث يعمل صنّاع التغيير الأكثر خبرةً على تصميمه وتوجيه الجيل القادم، سيكون أكثر مرونةً وأقل عرضةً للتسبّب بالاحتراق الوظيفي، وأكثر قدرةً على التعامل مع التحديات الاجتماعية، وفي النهاية أكثر فاعليةً في تعزيز عالم صحي ومستدام.

من أجل تشجيع هذا التحول، أنشأ «مشروع الرفاه» (The Wellbeing Project) عام 2018؛ بالتعاون مع إدارة «الصحة والأداء البشري» بـ«جامعة ستانفورد» و«مركز العلوم التأملية» (Contemplative Sciences Center) بـ«جامعة فرجينيا»، اتحاداً دولياً من فرق من الجامعات والمعاهد تحت مسمى شبكة «الرفاه والابتكار والتغيير الاجتماعي في التعليم» (The Wellbeing, Innovation, and Social Change in Education)، تكرس الشبكة عملها لتطوير نماذج ومنهجيات تعليمية تدعم رفاه الطلاب والقطاع، وترى الرفاه كعنصر أساسي لتعزيز التغيير الاجتماعي الإيجابي، وتدمج نماذج التعليم في الشبكة رؤىً من مجالات علم الأعصاب، وعلم التخلق السلوكي، وعلم النفس، والعلوم الإنسانية التطبيقية، والفنون، من أجل فهم العوامل التي تساعد على تطوير «الازدهار» العاطفي والنفسي والاجتماعي والبدني؛ أي تنمية إمكاناتنا الكاملة وإحساسنا العميق بالرفاه؛ إذ أنها تؤمن أن الازدهار يتبلور من التكامل بين الرفاه والتفكير التأملي والابتكار الاجتماعي، وأنه يحدث من خلال المشاركة من داخل أنفسنا، وفي علاقاتنا ومع العالم، وعندما ينجح تطوير الازدهار، فإن لديه القدرة على تغيير الأفراد والمجتمعات المحلية والمجتمعات الأوسع نطاقاً للأفضل.

برامج الرفاه الداخلي 

خلال فترة التطوير التي استمرت 18 شهراً؛ من ديسمبر/كانون الأول 2018 حتى يونيو/حزيران 2020، حدد مؤسسو شبكة «الرفاه والابتكار والتغيير الاجتماعي في التعليم» تسع مؤسسات أخرى، وشاركوا معها لاستكشاف طرق جديدة لإدخال ممارسات الرفاه على التعليم في مجال التغيير الاجتماعي، وكانت كل مؤسسة لديها برنامج مهم في الابتكار الاجتماعي، ومهتمة بالنظر في كيف يمكن لبرنامجها تسهيل تنمية ازدهار الطلاب بصورة أفضل من خلال العمل على تعزيز الرفاه الداخلي، ولديها مساهمة في التنوع الجغرافي والثقافي والمؤسسي للمجموعة.

تضمنت مرحلة التطوير سلسلة من اللقاءات الشخصية والافتراضية؛ حيث تبادل المشاركون الخبرات والمعرفة، وشكلوا مجموعات عمل، واستكشفت المؤسسات أيضاً نماذج ومقاييس وممارسات الازدهار، وخططت لإجراء تدخلات من خلال التدريب على تعزيز الرفاه العام، وصممت ونشرت تقييمات الفاعلية لقياس الأثر، وقد تطور البحث على المستوى المؤسسي (ما جعل كل برنامج مميزاً بناء على سياقه الثقافي والجغرافي والاجتماعي)، وعلى مستوى المجموعة (أي النظر في البرنامج القابل للتعميم عبر جميع المؤسسات)، وكان السؤال الأساسي الذي يحرك عملنا هو: كيف نعلّم المبتكرين الاجتماعيين المستقبليين دمج أطر عمل وممارسات الرفاه في عملهم بطريقة تحقق تأثيراً يمكن قياسه؟ ونظراً لتنوع المشاركين، تعلمنا كيف ينبغي أن تكون هذه النهج متغيرةً ومرنةً وقابلةً للتكييف.

انطلاقاً من ذلك، حددنا خمس مبادئ يمكن أن تساعد على إطلاق أو تحسين برامج التعليم التي تسعى إلى دمج الرفاه بنجاح في مهامها، ونوصي بأن تعمل البرامج على تطبيقها خلال مراحل التصميم والتنفيذ والتقييم.

  1. تعريف الازدهار بوضوح وعلى المستوى المحلي

تتطلب إعادة ابتكار النماذج التعليمية لتشمل التنمية الداخلية التزاماً وتوضيحاً مستمرين على مستوى المؤسسة، والتثقيف فيما يتعلق بتعريف ونماذج الازدهار؛ التي توضح تفاصيل البرنامج، وتقيّم تأثير التدخلات المتوقعة، وتُبرز الأهمية التي توليها المؤسسة للجوء إلى تلك التدخلات ومعناها، كما تتجاوز البرامج الفاعلة دعم الصحة النفسية التقليدي، وتحدد بوضوح وتدعم الأبعاد الإيجابية البدنية والاجتماعية والتأملية والاقتصادية للرفاه الأكثر صلةً بطلابها ومؤسساتهم.

في الواقع، كان اعتماد نماذج الرفاه الحالية، ثم تطويرها أو تكييفها أو استبدالها من أجل ملاءمة ثقافية أكبر، أحد أقوى وأهم ما تم تعلمه من أبحاث شبكة «الرفاه والابتكار والتغيير الاجتماعي في التعليم»، وبصورة عامة، وجدنا أن أبرز النماذج المعاصرة للرفاه متجذرة في أنظمة القيم والثقافات الأوروبية والأميركية، ومع تبنّي المؤسسات لها والبدء في تنفيذها، أصبحت قيود هذه النماذج واضحة؛ بما في ذلك تلك القيود المتعلقة بالتحيزات الثقافية المتأصلة، والميل إلى التركيز على الرفاه العاطفي من خلال عدسة فردية بحتة، ونتيجةً لذلك؛ بدأنا في البحث عن نماذج إضافية؛ مثل إطار عمل «منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية» (Organisation for Economic Co-operation and Development) لقياس الرفاه والتقدم (الذي يتضمن الدخل والعمل والإسكان والبيئة)، و«ستانفورد ويل» (Stanford WELL) للدراسات الاستقصائية لجودة الحياة (الذي يشمل الصحة البدنية، والمورد المالي، والممارسات الروحية أو التدين، وقد تمت دراسته ضمن بيئات متعددة الثقافات).

كما شجعنا المؤسسات على تبني أطر عمل وممارسات من محيطها الثقافي الخاص من أجل بناء نماذج أكثر ارتباطاً بالثقافة وملاءمةً للسياق، على سبيل المثال، اعتمدت «جامعة كوتش» (Koc University) في إسطنبول بتركيا في البداية نموذج «بيرما» (PERMA) للرفاه؛ الذي تم تصميمه أساساً في «جامعة بنسلفانيا»، لكنها وجدت أنها بحاجة إلى بناء نموذج أكثر ملاءمةً لسياقها الثقافي، وقد عزز تنشيط النموذج باللغة المحلية والمفاهيم والصور والقصص؛ التي كان لها صدى لدى الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين، تنفيذ النموذج وتكامله وفاعليته، وبالمثل، فإن ما نجح في «جامعة ستانفورد» مع الطلاب الجامعيين انتقل جزئياً فقط إلى سياق التعليم لمرحلة ما بعد التخرج في برنامج «قوة تأثير النساء» (Women Influence Power) في «جامعة كيب تاون»، والعكس صحيح.

  1. تعزيز الرفاه الداخلي الفردي وعلى المستوى العام

تؤكد المؤلفات البحثية ودراسات الحالة على الحاجة إلى النظر في تغيير طريقة تفكيرنا في الرفاه الداخلي، ودوره في التغيير الاجتماعي، وفي مجال دراسة الابتكار الاجتماعي، نحتاج إلى النظر في كيفية عمل النظم التعليمية الحالية على حساب رفاه الطلاب. إن إعادة النظر في هياكل المحفزات للطلاب وأعضاء هيئة التدريس، واستكشاف طريقة أفضل لحماية التوازن بين العمل والحياة لدى الطلاب، و«ممارسة ما ندعو إليه»؛ بوجه عام وضمن الظروف المحلية، تُعدّ جميعها من الأمور الضرورية لخلق ثقافة الرفاه.

تباينت التدخلات التجريبية الأحد عشر للشبكة من حيث الشكل والحجم، وشملت البرامج الأكاديمية والمناهج الدراسية، والزمالات طويلة الأجل، وورش العمل التي تُعقد لمرة واحدة، وبرامج المناهج الدراسية المشتركة قصيرة الأجل لدعم المجتمع، وقد توصلت البرامج الناجحة إلى طريقة لتعليم الطلاب كيفية تنمية رفاههم الشخصي، وفي الوقت ذاته تعزيز الثقافة التنظيمية للرفاه من خلال هيكل البرنامج والتنفيذ والعوامل المحيطة، على سبيل المثال، ركز فريق من «جامعة شمال تكساس في دالاس» (University of North Texas at Dallas) على كيف يمكن للابتكارات في التصميم والتي تتناول بناء مساحة مميزة ومتعددة الاستخدامات (أي النموذج)، أن يسهل على البرامج والأنشطة والخبرات التحويلية؛ التي حدثت في تلك المساحة (أي خلال أداء المهمة)، دعم رفاه الطلاب، وقد كانت هذه المساحة الجديدة أيضاً بمثابة رمز لالتزام أكبر من جانب الجامعة لإدخال ممارسات الرفاه إلى الحياة اليومية للطلاب؛ عبر البرامج بطريقة تدمج الخبرات المكتسبة من المناهج الدراسية الأساسية والمشتركة والإضافية.

  1. تصميم برامج تجريبية وتطبيقية

اختار كل مشارك في شبكتنا بناء وتحسين أنواع مختلفة من خبرات التدريب والتعليم؛ إلى جانب إمكانية إعادة تصميمها، وتضمن ذلك ورش عمل وسلسلة محاضرات ودورات تدريبية وبرامج بأكملها، على سبيل المثال، ركزت «المدرسة الهندية لإدارة التنمية» (Indian School of Development Management ) على برنامج سكني لمدة عام للطلاب المرشحين للقبول الجامعي، وركز فريق «جامعة فيرجينيا» على برنامج غير سكني لمدة عام للزملاء الدوليين، كما ركزت «كلية نيلسون مانديلا للسياسة والحوكمة» في «جامعة كيب تاون» على إقامة وحدة سكنية لمدة ثلاثة أيام للقيادات النسائية الجديدة في جميع أنحاء القارة، وأثناء بحثنا في خصائص هذه البرامج، تبلورت لدينا الأفكار الثلاث التالية:

أولاً، الدعم الاجتماعي هو أهم مؤشر للرفاه؛ إذ يجب أن تهدف البرامج إلى تعزيز الروابط الاجتماعية الإيجابية، والشعور بالانتماء، ودعم تكوين مجتمعي منظم حول التطلعات والممارسات المشتركة للرفاه، على سبيل المثال، عملت جامعة «مونتيري للتكنولوجيا» (Tecnologico de Monterrey)؛ ومقرها المكسيك، على وضع نموذج أولي لسلسلة من ورش العمل التي تستغرق نصف يوم وتمزج بين نهج التفكير التصميمي التفاعلي وممارسات تعلم الرفاه التجريبية في بيئة احتفالية، وقد ساعد ذلك على بناء الارتباط والتواصل والشعور بالانتماء بين الطلاب، وإشراكهم في إنشاء خدمات تدعم الرفاه لرحلة التعلم الأكبر، وأخذت فرق أخرى التعلم إلى بيئات اجتماعية غير رسمية أكثر؛ خارج الفصول الدراسية، لتعزيز التواصل الاجتماعي، بينما أطلق آخرون مشاريع رسمية وغير رسمية لدعم الأقران؛ تتنوع بين تدريب الأقران وإقامة سلسلة من ورش العمل التي يقودها الخبراء والأقران.

ثانياً، ينبغي أن تستكشف البرامج الازدهار من خلال التجربة، وليس فقط من الناحية التعليمية. إن تنمية الرفاه أمر شخصي للغاية، ويأخذ أشكالاً عديدة؛ حيث اعتمدت «المدرسة الهندية لإدارة التنمية» على معتقدات الحكمة الهندية التي تأخذ منظور الرفاه الشامل، مؤكدةً على أن الرفاه لا يأتي من الخارج؛ بل هو جزء منك، وأدخل البرنامج هذا المنظور ضمن التوجيه الأكاديمي، ومحتوى البرامج التعليمية، ومجالات أخرى لإنشاء وصف شخصي وتجريبي للغاية حول الرفاه.

أخيراً، من المهم تغيير العادات والممارسات، ويساعد التفكير التأملي على وجه الخصوص؛ سواء عن طريق التأملات أو الأنشطة البدنية أو الجمالية، الطلاب على إدراك الأنماط الحالية للفكر والسلوك وإحداث تغيير عميق، كما أنه يساعد على إغناء تجربتهم الحياتية والتفاعل مع الآخرين. خلال التجمع السنوي للزملاء الدوليين، أكدت «جامعة فيرجينيا» على الممارسات التأملية طوال الدعوات التي أجرتها من أجل بناء مجتمعات تتبنى هذا النهج، كما تم دمج الممارسات التأملية الجديدة وخبرات الزملاء في الدعوات لإقامة التدريبات الشهرية.

  1. بناء حلقة تقييم بين الممارسات الداخلية والإجراءات الخارجية

من الضروري إنشاء حلقة تقييم بين العالم الداخلي للطلاب وعملهم الخارجي، وهذا يمكّنهم من التفكير في الذات حول كيفية تأثيرهم على العالم وكيف يؤثر العالم عليهم، وإحدى الوسائل لفعل ذلك فيما يتعلق بدراسة الابتكار الاجتماعي، هو وجود هدف.

بالتعاون مع «مشروع وايفايندر» (Project Wayfinder)، على سبيل المثال، أنشأ «مشروع ستانفورد للازدهار» (Stanford Flourishing Project) نموذجاً تعليمياً قائماً على الغرض لسلسلة من الدورات التدريبية ضمن برنامج «تعليم الرفاه» (Wellness Education)، ويطلب نموذج التعلم هذا؛ الذي يمكن أن تطبقه البرامج عبر مجموعة من المواضيع والفصول الدراسية، من الطلاب ما يلي:

  • تحديد ما الذي يجدونه هادفاً على المستوى الشخصي؛ وذلك من خلال سلسلة من التدريبات التأملية والتفاعلية.
  • خلق رغبة لإنجاز ما يمكن أن يحقق أثراً في العالم من خلال الطرائق القائمة على التصميم.
  • التأكد من أن الإجراءات التي يتخذونها تخدم العالم بحكمة، ومدعومة بلقاءات مع مرشدين، ومبنية على النماذج.
  • اعتماد نهج «التعلم بالممارسة»، القائم على المشروع، والمستنير بالمهارات التي تبني المرونة والإبداع والتواصل الاجتماعي والرفاه العام.

تساعد هذه الطريقة على دعم إحدى أهم مراحل المسار التنموي للشباب؛ وهو الانخراط في الدورة الداخلية والخارجية لعيش حياة هادفة؛ والتي تضع عمل بيل دايمون؛ وهو أستاذ في «جامعة ستانفورد»، موضع التنفيذ. 

  1. خلق دورة مستمرة لمراكمة المعرفة وتحسين البرنامج

تتم دراسة الابتكار الاجتماعي في العديد من السياقات، وخلال عملنا مع مجموعة متنوعة من المؤسسات، تعلمنا الموازنة بين استراتيجيات القياس القابلة للتعميم؛ التي تصلح لجميع الأعضاء، والنهج الفردية للتقييم على المستوى المحلي، وذلك باستخدام نهج ثلاثي الأبعاد:

  1. المنهج الكمي الذي يستخدم المقاييس النموذجية في مجال الرفاه؛ مثل «مقياس كيز للصحة العقلية المستدامة» (Keyes Mental Health Continuum) و«مقياس دينر للازدهار» (Diener Flourishing Scale).
  2. المنهج الكيفي الذي يعزز الفهم الأعمق للعوامل المحيطة، ويوفر المزيد من البيانات متعددة الأبعاد حول تأثير البرنامج التجريبي؛ مثل القيم الثقافية المحددة.
  3. المنهج التكراري القائم على التصميم لـ«التعلم بالممارسة»؛ والذي يتضمن إنشاء حلقات تقييم تعليمية لتحسين النماذج الأولية من البرامج، وورش العمل، والفصول الدراسية، واختبار فاعليتها باستمرار.

بالتعاون مع «مركز الصحة العقلية» (Center for Healthy Minds) بـ«جامعة ويسكونسن ماديسون» (University of Wisconsin-Madison)، عملنا على بناء تقييم جماعي عام؛ الذي دمج الأسئلة الكمية والكيفية وتضمّن مجموعة من المتغيرات الديموغرافية، ثم تحققنا من العوامل الخاصة بسياق كل مؤسسة على حدة، وأخيراً، اعتمدنا نهجاً للتفكير التصميمي لإنشاء حلقة تقييم مستمرة بين النماذج الأولية التي كانت المؤسسات تبنيها وتختبرها، وعملية التنقيح التي تضمنت الخبرات المستفادة والتعديلات المقترحة.

نحو مستقبل مزدهر

سوف تُشرك المرحلة التالية من عمل شبكة «الرفاه والابتكار والتغيير الاجتماعي في التعليم» ما يصل إلى 100 جامعة على مستوى العالم، وجميعها تهدف إلى تعزيز الازدهار بين الأجيال القادمة من المبتكرين الاجتماعيين، وبناءً على المبادئ الخمسة المذكورة أعلاه، نهدف إلى مشاركة المعرفة والموارد، وإطلاق شرارة إنشاء برامج تعاونية وإجراء الأبحاث، وتطوير أفضل الممارسات عبر الشبكة.

في عالم يتسم بالتغيير الدائم والعريض والمتسارع، يكون قادة التغيير الاجتماعي أفضل حالاً لمواجهة التحديات عندما يطورون المهارات الداخلية والخارجية التي يحتاجون إليها لاختبار الرفاه، ونظراً للطبيعة المتطورة للتغيير والتحديات الاستثنائية المتعلقة بالصحة العقلية ورفاه صنّاع التغيير؛ لا سيما الأصغر سناً، لم يعد تعليم الرفاه عنصراً إضافياً اختيارياً؛ إذ ينبغي أن يكون في صميم سير عملية تعليم الأجيال الحالية والقادمة.

يمكنكم الاطلاع على النسخة الإنجليزية من المقال من خلال الرابط، علماً أنّ المقال المنشور باللغتين محمي بحقوق الملكية الدولية. إنّ نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

المحتوى محمي