عليا تكنولوجيز ومهمة كسر عوائق اللغة من خلال تقديم مساعِد صوتي طبي

3 دقائق
shutterstock.com/AnyaPL

عليا تكنولوجيز (Aalia Technologies) هي شركة ناشئة ابتكرت حلاً للصعوبات التي تسببها عوائق اللغة في الأوساط الطبية تمثّل في تطوير برنامج عليا تيك (AaliaTech)، وهو مساعِد صوتي طبي يترجم أسئلة الطبيب المعالج إلى اللغة الأم للمريض، مع مراعاة السياق الطبي والثقافي.

السياق

يقدّر مرصد اللغة الفرنسية أن 3% من السكان الذين يعيشون في فرنسا معرفتهم باللغة الفرنسية معدومة أو محدودة جداً، وهو ما يجعل أكثر من مليوني شخص يواجهون صعوبات في الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الإسكان أو الصحة. وأفادت الهيئة الوطنية الفرنسية للصحة أن واحداً من كل خمسة مرضى يعتبر عائق اللغة إحدى العقبات الرئيسة في الوصول إلى الرعاية الصحية. وتؤدي صعوبة فهم المشكلات تلك إلى إطالة وقت المواعيد الطبية، وإلى تحريف التشخيصات الطبية التي يضعها الأطباء المعالجون أحياناً، ما يزيد بالتالي من عدد المرات التي يضطر فيها المرضى إلى دخول المستشفيات وإجراء الاختبارات غير الضرورية، في حين قد يُحجم بعضهم عن طلب العلاج حتى.

وتعتمد تقنية المساعِد الصوتي على ثلاث ميزات:

  • تكنولوجيا التعرف إلى الصوت التي تساعد على تحويل الكلمات المنطوقة إلى نص مكتوب. ويمكنك حتى كتابة النص الذي ترغب في ترجمته مباشرة.
  • المعالجة التلقائية للغة الطبيعية (NLP) التي تتيح للآلة فهم معنى النص المستلم. ويتطلب ذلك مزيجاً متطوراً من علم اللغويات وعلم الكمبيوتر وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. ويتيح الذكاء الاصطناعي للحل أن يكون مستقلاً وأن يحسّن ترجماته من خلال تكنولوجيا تعلّم الآلة التي توفر الترجمة المناسبة.
  • التوليف الصوتي الذي يقدم نسخة شفهية من الترجمة (بالإضافة إلى نسخة مكتوبة)، وهو ما يمكّن المرضى الأميين من فهم ما يقوله الطبيب.

ووفقاً لطب الطوارئ الأكاديمي (AEM)، يبلغ احتمال دخول المريض الذي لا يتحدث نفس لغة فريق الرعاية الصحية المستشفى نسبة 70%، في حين تنخفض النسبة عند استخدام مترجم فوري. ومع ذلك، لن يكون المترجمون المحترفون متاحين على مدار 24 ساعة في اليوم، كما أن أسعار خدماتهم باهظة التكلفة: ما بين 25 يورو و30 يورو لقاء 15 دقيقة من الترجمة الشفوية عبر الهاتف. وعلى الرغم من أنه يمكن مساعدة المرضى غير الناطقين باللغة الفرنسية من قبل مترجم محترف أو قريب ثنائي اللغة، فقد يكون هذا الجهد التنظيمي الإضافي مرهقاً ومكلفاً، خاصة عندما يزداد عدد الزيارات الطبية. وبالإضافة إلى الجانب المالي، فطلب مترجم قد يضر بسرية المعلومات الطبية للمريض ويزيد من طول المواعيد الطبية بنسبة 30 إلى 50% وفقاً لطب الطوارئ الأكاديمي، ما يسهم في اكتظاظ خدمات الطوارئ.

التفاصيل الفنية والعمليات

بعد تنبيه العديد من العاملين في مجال الصحة إلى عواقب العوائق اللغوية في الأوساط الطبية، وضعت سماح غلوسي مهاراتها في تطوير البرامج وعلوم البيانات في خدمتهم، فطوّرت برنامج عليا تيك، وهو عبارة عن مترجم ومساعِد صوتي طبي لاستخدامه من قبل الأطباء المعالجين. أقامت سماح غلوسي مشروعها بالتعاون الوثيق مع العديد من المتخصصين في قطاع الرعاية الصحية لكي تكون على اطلاع بدقائق المجال الطبي ولكي تتاح لها فرصة تحسين الحل بفضل تقييمات المستخدمين.

عليا تيك هو برنامج مستند إلى الذكاء الاصطناعي يسجّل كلمات الطبيب المعالج ويترجمها إلى لغة المريض. وكل ما عليك فعله بعد اختيار اللغة هو طرح سؤالك كتابياً أو شفهياً، ليقترح المساعد الصوتي ترجمة مكتوبة أو صوتية تتواءم مع الظروف الطبية والثقافية للمريض خلال بضع ثوانٍ. قد يُعيد البرنامج أيضاً صياغة سؤال الطبيب المعالج لضمان التوافق التام بين المعلومات التي يتلقاها النظام والترجمة التي يعرضها، وهو ما يُتيح توافق الترجمة المقترحة مع السؤال المطروح والحفاظ على السرية الطبية. والأداة بطبيعتها موجهة إلى الطبيب المعالج أكثر من اعتبارها أداة موجهة إلى المريض، إذ من الأسهل توقع ما يطرحه الطبيب من أسئلة أو ما يقدمه من تشخيصات مقارنة بالإجابات التي يقدمها المريض، وهو ما يضمن جودة الترجمة.

ولتسهيل الوصول إلى برنامج عليا تيك، تم إنشاء تطبيق للهواتف المحمولة التي تعمل بنظامي أندرويد وآي أو إس. وفي الوقت نفسه، تسعى سماح غلوسي وفريقها إلى إثراء قاعدة البيانات من خلال الدمج التدريجي للغات واللهجات الأقل انتشاراً. ويمكن لتطبيق عليا تيك اليوم الترجمة إلى 65 لغة ولهجة مختلفة.

النشر والتأثير

قررت شركة عليا تيك جعل حلها معروفاً في المراكز الطبية والمستشفيات، لا سيّما أقسام الطوارئ، إذ يحدث دائماً أن يصل المرضى غير الناطقين باللغة الفرنسية إلى أقسام الطوارئ منتصف الليل ويفشل الأطباء في العناية بهم بسبب نقص عدد المترجمين الفوريين المتاحين. وبالتالي، يمكّن برنامج عليا تيك المستشفيات من تحسين كفاءتها التشغيلية والمالية من خلال تعزيز قدرتها على استقبال مريض لا يتحدث الفرنسية في أي وقت.

وتتولى مجموعة متنوعة من المتخصصين في الرعاية الصحية (في فرنسا والمغرب) اختبار الحل اليوم والمساهمة في تحسينه من خلال مشاركة تجاربهم وخبراتهم التجارية. ويُختَبر البرنامج حالياً في موقعين تعليميين تابعين للصليب الأحمر الفرنسي، أحدهما مركز للهجرة في كاليه والآخر مركز متابعة وإعادة تأهيل في بورغ إن بريس. وتساعد هذه الأداة الجمعية في التواصل مع الأشخاص غير الملمّين بالقراءة والكتابة على وجه الخصوص.

 تم نشر هذا المحتوى بالتعاون بين مجرة و(Red Social Innovation).

المحتوى محمي