ما الضجة التي حدثت حول شركة أوبن أيه آي (OpenAI) إلا تذكير آخر بوادي السيليكون، وما الغاية منها سوى المال. وبمجرد أن حصلت شركة أوبن أيه آي على مئات الملايين من الدولارات من التمويل الاستثماري الربحي، أصبحت الأولوية لأصحاب رؤوس الأموال. إن فهم هذه المتغيرات أمر بالغ الأهمية بالنسبة إلى المبتكرين الاجتماعيين الذين يتعرضون لضغوط من أجل "تطبيق الذكاء الاصطناعي بدرجة أكبر".
الكثير من الضجة والاهتمام بالذكاء الاصطناعي التوليدي قائم على أهداف مالية. إن تصوير الذكاء الاصطناعي على أنه تكنولوجيا مثيرة وفعّالة للغاية لدرجة أنه يشكل تهديداً وجودياً للبشرية (حتى لو كان بعيداً عنها حالياً) له تأثير كبير في التقييم المالي لشركات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل شركة أوبن أيه آي.
من شبه المؤكد أن الصراع على القيادة في شركة أوبن أيه آي العام الماضي لم يبدأ بهدف مالي، لكن أعضاء مجلس الإدارة غير الربحيين الذين حاولوا فرض ما اعتبروه مسؤوليتهم خسروا في النهاية. بطبيعة الحال، كانت الرسالة غير الربحية لشركة أوبن أيه آي غير تقليدية، وهي ضمان التصميم الآمن للذكاء العام الاصطناعي الذي يُطلق عليه البعض "الروبوتات أسيادنا المستقبليون". بسبب إعادة تعيين الرئيس التنفيذي واستبدال بمجلس الإدارة مجلساً آخر يُنظر إليه على أنه أكثر ميلاً إلى المستثمرين (وبخاصة شركة مايكروسوفت، شريك التكنولوجيا الرئيسي لشركة أوبن أيه آي)، أصبح من الواضح الآن أن جني الأموال بات له الأولوية على مساعدة البشرية.
من المؤكد أن الفشل الذريع لم يضر بشركة أوبن أيه آي، وتفيد التقارير بأن الجولة المقبلة من استثماراتها ستستند إلى تقييم يزيد على 100 مليار دولار. ينطوي ذلك على مقومات فقاعة استثمارية تقليدية، أو مراحل دورة الضجيج التقليدية لغارتنر. لا يعني الجنون بين المستثمرين والشركات حول تحقيق الثراء من خلال الذكاء الاصطناعي التوليدي أن على كل مؤسسة غير ربحية أن تتوقف عن عملها وتستثمر أموال التمويل الخيري في هذه التكنولوجيا. على المستثمرين أن ينفقوا المليارات من أموالهم لمساعدة هذه الشركات على البحث عن التطبيقات الأكثر فائدة لابتكاراتهم. على الرغم من روعة هذه التكنولوجيا، على قادة التأثير الاجتماعي تقييمها بوعي تام، وذلك بحسب احتياجاتها الحقيقية.
تشتد حاجة القطاع الاجتماعي إلى التكنولوجيا المتطورة، لا سيما البرمجيات الأساسية وتحسين البيانات وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التقليدي. ليس من الواضح بعد أن البدء بالذكاء الاصطناعي التوليدي قبل تلبية الاحتياجات التكنولوجية الأساسية يمثل استثماراً حكيماً للموارد الشحيحة للمؤسسات غير الربحية. يجب أن تبقى رسالة التأثير الاجتماعي في خدمة الناس والكوكب هدفنا الرئيسي، وليس مساعدة شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة الممولة تمويلاً جيداً على تجميع الثروة.
الاستعاضة عن البشر بالذكاء الاصطناعي؟
أشار نقاد التكنولوجيا مثل كوري دكتوروف إلى أنه لا يمكن تبرير المبالغ المالية التي تُضخ في أحدث تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ما لم تكن مربحة للغاية. والطريقة الوحيدة المعقولة لتحقيق أرباح هائلة هي الاستعاضة عن البشر بالآلات. تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الحديثة مثيرة للإعجاب، لكنها ليست جاهزة بعد لتحل محل البشر على نطاق واسع، حتى لو كان الأمر كذلك، كيف يصب فقدان الوظائف بالجملة في مصلحة المجتمع؟
إن الاستعاضة عن البشر بالأنظمة الروبوتية مسألة إشكالية لأن أنظمة الذكاء الاصطناعي ليست ذكية في الواقع، فهي تفتقر إلى الحكمة والتعاطف والرأفة. ولا يعني ذلك أن الاستعاضة عن البشر لم تُجرب من قبل!
- يترقب العالم السيارات الذاتية القيادة منذ سنوات، ولكن ثمن هذه التجربة بات واضحاً عندما تسببت سيارة أجرة ذاتية القيادة من طراز كروز في تشويه امرأة في مدينة سان فرانسيسكو، عندها أقدمت على فعل ما لا يمكن لسائق بشري أن يفعله (قررت السيارة القيادة مسافة 20 قدماً والوقوف على جانب الطريق بعد الاصطدام متجاهلة أنها كانت تسحل امرأة علقت أسفلها).
- طردت مؤسسة ناشيونال إيتينغ ديسؤردرز (National Eating Disorders Association) مستشاريها البشريين (الذين كانوا في طور الانضمام إلى النقابة) ووضعت تيسا مكانهم في خط المساعدة، وهي روبوت محادثة قائم على الذكاء الاصطناعي التوليدي. وكما هو متوقع، ضُبطت تيسا بعد أسبوع من ذلك وهي تقدم مراراً وتكراراً نصائح مناقضة تماماً للنصائح التي يقدمها المستشارون المتخصصون في اضطرابات الوزن الحديثة. يرجع السبب في ذلك إلى أن غالبية النصائح التي يقدمها الإنترنت (حيث تحصل روبوتات الدردشة الآلية على محتوى تدريبها) بشأن اضطرابات الوزن ليست صحيحة. والنتيجة؟ أُغلق خط المساعدة، وخُدع المحتاجون إلى النصيحة، وتضررت سمعة المؤسسة بشدة.
من الجوانب التي لا تحظى باهتمام كبير في حلول الذكاء الاصطناعي هي الثمن الحتمي لأخطائها. تمتلئ الصحافة بأمثلة أخرى على المجالات التي أخفق فيها الذكاء الاصطناعي في الارتقاء إلى المستوى المطلوب، ولا توجد أداة ذكاء اصطناعي مثالية في تطبيقات العالم الحقيقي. بالنسبة إلى القطاع الاجتماعي، من الأهمية بمكان اختيار التطبيقات التي تكون فيها تكلفة خطأ الذكاء الاصطناعي ضئيلة، أو يمكن للبشر التخفيف منها بفعالية. يجب تجنب التطبيقات التي يمكن أن يتسبب الخطأ فيها بإلحاق ضرر كبير بأصحاب المصالح أو المؤسسة، كما في حالة تيسا. أفضل أسلوب هو إبقاء العنصر البشري مشرفاً عليها ليكتشف الأخطاء ويصلحها. والأفضل هو أن تفكر في استخدام حلول الذكاء الاصطناعي لتعزيز ذكاء البشر في مؤسستك (وفي المجتمع الذي تخدمه) وتعزيز فعاليتهم وقدراتهم. لا تسلّم مواقف الحياة أو الموت إلى روبوت غير خاضع للإشراف!
ما الذي يجب أن يفعله المبتكر الاجتماعي؟
أولاً، لا تنخدع بالضجة. قبل سبع سنوات، كان قطاع التكنولوجيا يضج بالبلوك تشين (سلسلة الكتل) على نحو مماثل. على حد علمي، لم تسفر هذه الضجة عن فائدة تذكر لقطاع التأثير الاجتماعي على نطاق واسع، عداك عن الميتافيرس! فكّر ملياً قبل أن تضع بيانات المجتمعات الضعيفة التي تخدمها في نموذج قاعدة بيانات شركة ربحية، فقد يمكّنها ذلك من الاستغلال الخاطئ لبيانات الفقراء والمحرومين. لا تهدف شركات وادي السيليكون صراحةً إلى خذلان هؤلاء الناس، بل يحدث ذلك باستمرار نتيجة جانبية للسعي الدؤوب لتحقيق الأرباح. بخلاف شركات التكنولوجيا الربحية، يتمثل الالتزام الأسمى للمؤسسات غير الربحية في العمل على نحو أخلاقي لصالح الذين تخدمهم. لا تدع الشركات الربحية تضع يدها على بيانات مجتمعاتك.
ثانياً، توقف وانظر واستمع. لا تستسلم لحث القطاع الاجتماعي على استخدام الذكاء الاصطناعي دون دراسة متأنية. فالمشاريع التي تنشأ بالتركيز على التكنولوجيا المستخدمة بالدرجة الأولى، عوضاً عن التركيز على الحاجة الفعلية على أرض الواقع محكومة بالفشل منذ البداية. ابحث عن حل المشكلات الحقيقية التي تواجهك باستخدام أفضل التكنولوجيا وأقلها تكلفة والتي تتناسب مع المهمة، والتي قد لا تكون قائمة على الذكاء الاصطناعي على الإطلاق. استمع إلى زملائك القادة لمعرفة دراسات الحالة التي نجحت مع التكنولوجيا القائمة على الذكاء الاصطناعي، والأهم من ذلك، تعرف إلى المواضع التي أخفقت فيها. ولا تستمع إلى خبراء التكنولوجيا أو الشركات الذين يعدون بمعجزات هم بعيدون عن تحقيقها، على الأقل المعجزات التي تفعلها تطبيقات التأثير الاجتماعي.
ثالثاً، ابدأ برويّة وجرّب. أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي المتاحة بيُسر مجانية أو بأسعار متواضعة، وهي مفيدة جداً في المساعدة على مهام الكتابة. من المحتمل جداً أن تحصل على بعض القيمة من الأدوات العادية مقارنة بتكاليفها، وبخاصة إن كنت لا تحاول استبدال موظفيك بالجملة، فهي ليست جاهزة لتحل محل البشر.
لا يستطيع موظفو معظم المؤسسات غير الربحية إنشاء حلول الذكاء الاصطناعي بأنفسهم. الاستثمار في توظيف الذكاء الاصطناعي المُخصص مكلف للغاية، وذلك بسبب ارتفاع أجور علماء البيانات الذين يتقاضون مبالغ طائلة. يجب أن تكون مبررات الاستثمار في الذكاء الاصطناعي قوية للغاية لإنفاق مئات الآلاف من الدولارات على الخبراء.
أمثلة واقعية لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي في التأثير الاجتماعي
بصفتي خبيراً في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي منذ فترة طويلة، فأنا معجب بقدرات الذكاء الاصطناعي. على الرغم من وجود فقاعة كبيرة من الضجة في الوقت الحالي بفضل شركة أوبن أيه آي ومثيلاتها، يمتلك الذكاء الاصطناعي التقليدي سجلاً أفضل بكثير في تقديم قيمة فعلية في القطاع الاجتماعي. كل ما في الأمر أن الذكاء الاصطناعي يدعم من 5 إلى 10% فقط من التطبيقات البراقة التي أسمع عنها هذه الأيام. من خلال وضع الآداب المهنية والرسالة في الحسبان، يصبح من السهل التوصل إلى تطبيقات ناجحة. إليك بعض الأمثلة:
المدقق الإملائي الذي يتعاطى المنشطات
أولاً، يُطلق على تشات جي بي تي ومثيلاتها ومنافسيها الكثر اسم "الببغاوات الغبية" (أي التي تكرر دون تفكير) و"الإكمال التلقائي المليء بالتوابل" (أي المليء بالإضافات والمفاجآت) من باب السخرية. اللقب الذي أطلقه أنا عليها هو "المدققات الإملائية التي تتعاطى المنشطات". قد تبدو هذه العبارة ساخرة أيضاً، لكنني أعني معناها الإيجابي. في حال كانت أداة التدقيق الإملائي الحديثة أداة كتابة أساسية، فسنرى جيلاً جديداً أقوى بخمس أو عشر مرات في بعض المهام الكتابية!
ترى المؤسِّسة المشاركة في مؤسستي غير الربحية، تيك ماترز (Tech Matters)، جوان ميليا أن تشات جي بي تي توفر من 20 إلى 25% من وقتها في كتابة المهام. وهو مفيد جداً في اختصار إجابة عن سؤال في طلب منحة تتألف من 300 كلمة إلى 250 كلمة، أو تبسيط مقال أو شرح يكتبه أحد أعضاء الفريق. وقد استخدمته لصياغة السياسات اللازمة للامتثال لمتطلبات الحكومة أو الممولين. ثمة نقطة مهمة: لا تثق جوان مطلقاً في نتائج تشات جي بي تي غير المدققة كما لا تثق بالمدقق الإملائي. بخلاف المدقق الإملائي حيث يمكنك قبول توصياته أو رفضها فحسب، تستخدم جوان تشات جي بي تي مصدراً للأفكار لشرح مواضيع مختلفة بوضوح أكبر. وخلاصة رأيها حول الذكاء الاصطناعي أنه مفيد للذين يفهمون تخصصاتهم ويريدون أداة تساعدهم على إيصال الأفكار بطريقة أوضح. لكنه يسبب مشكلات كبيرة لمن لا يعرف عمّا يكتب، لأنه لن يستطيع أن يتنبّه إلى الأخطاء.
دليل مرافق
كانت مشكلات روبوت الدردشة الآلي تيسا على خط المساعدة الخاص باضطراب الوزن متوقعة. إذ لا تفهم النماذج اللغوية الكبيرة التي تدعم أدوات مثل تشات جي بي تي ما يجب أن تقوله للناس في الأزمات وما يجب ألا تقوله، واليوم من غير الأخلاقي أن نفرضها على طالبي المساعدة. وما أخشاه أن يتواصل أحدهم مع روبوت دردشة آلي مفتوح لإيذاء نفسه وأن يشجعه على ذلك.
عندما نضع تكلفة الأخطاء في الحسبان، ليس من الصعب تخيل العديد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي الرائعة لعمل خطوط المساعدة، حيث عملتُ في السنوات الخمس الماضية. على سبيل المثال، موظفو مؤسسة بورنس فيلكار (Børns Vilkår) التي تقدم خط مساعدة للأطفال في الدانمارك متطوعون. وأنشؤوا "دليل مرافق" يعمل بالذكاء الاصطناعي يراقب محادثة الدردشة بين المتطوع واليافع الذي يسعى للحصول على المشورة. يحدد دليل الذكاء الاصطناعي ما يصل إلى ثلاثة مواضيع للمحادثة (طلاق الوالدين، القلق بشأن فيروس كورونا، تعاطي المخدرات) ويطرح اقتراحات مفيدة للمتطوع لتقديم المشورة الأفضل (مثل تذكير المُرسِل بحقوقه في أثناء طلاق الوالدين وشرح الحقائق الصحية). وفي حال أظهر دليل الذكاء الاصطناعي مشكلة غير ذات صلة، يتجاهل المتطوع الاقتراح.
هناك مثال آخر رائع وهو مشروع تريفور (Trevor Project)، الذي كان يواجه عقبة في تدريب متطوعي خط المساعدة الخاص به، والذي يدعم شباب الأقليات. فقد احتاج إلى المزيد من المدربين البشريين للتعامل مع النمو السريع ودوران المتطوعين. فأنشأ برمجية محاكاة للمحادثة قائمة على الذكاء الاصطناعي للتدريب تحاكي شاباً يتواصل مع أحدهم للحصول على المشورة. يبدأ المتطوعون الجدد بجلسات تدريبية، حيث يؤدي روبوت الدردشة الآلي دور طالب المساعدة. في حال ارتكب روبوت محاكاة الدردشة بالذكاء الاصطناعي خطأ، فلن يكون له تأثير سلبي على شاب حقيقي يبحث عن استشارة. بعد التدرب مع روبوت الدردشة الآلي، ينتقل المتطوعون إلى جلسات تدريبية مع مدرب بشري للتأكد من جاهزيتهم لإجراء محادثات استشارية حقيقية. وقد سمح ذلك لمشروع تريفور بتدريب عدد أكبر بكثير من المتطوعين مقارنةً بعدد المتطوعين الذين درّبهم مدربون بشريون.
المزيد من الأمثلة الجيدة للذكاء الاصطناعي
بالإضافة إلى جمع التبرعات وخطوط المساعدة، تستخدم المؤسسات غير الربحية الأخرى أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية لدعم المستخدمين. وبدلاً من استخدام روبوتات الدردشة المفتوحة التي يمكن سؤالها عن أي شيء (وقد تقول أي شيء!)، استخدم التطبيقات المتخصصة لأن إجاباتها محددة. وهذا يعني أن المواضيع الممكن مناقشتها تقتصر على المهمة التي يجري تنفيذها. على سبيل المثال، إذا كانت لديك 100 مقالة إرشادية على موقعك الإلكتروني ولا يُسمح لروبوت الدردشة الآلي بأن يفعل أكثر من توجيهك إلى مقالة واحدة، فالتطبيق ليس محفوفاً بالمخاطر، وما نتيجة الخطأ إلا عرض مقالة إرشادية ليست مفيدة جداً للمستخدم.
بطبيعة الحال، يعتمد تألق شركة أوبن أيه آي على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وهو الذكاء الاصطناعي التوليدي. ثمة العديد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي الأخرى المستخدمة حالياً على نطاق واسع. بدأت مسيرتي المهنية في شركة بينيتك (Benetech) في صناعة آلات القراءة للمكفوفين باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي كانت رائدة قبل 30 عاماً. تستخدم مؤسسة مابيوماز (MapBiomas) الحاصلة على جائزة سكول البرازيلية الذكاء الاصطناعي لتحليل طريقة استخدام الأراضي استناداً إلى صور الأقمار الصناعية. إذ يمكنها أن تكشف أي طريق جديد يتجه نحو الغابات المطيرة المحمية بهدف قطع الأشجار في غضون يوم أو يومين، على أمل أن يحد ذلك من قطع الأشجار غير القانوني. حتى أن فريقي في شركة تيك ماترز يستخدم الذكاء الاصطناعي التقليدي على نحو متوازن لتصميم تطبيق للتعرف على أنواع التربة، بحيث يمكن للمزارعين ومربي الماشية أن يعرفوا بسرعة ما يصلح للزراعة في حقل معين.
خاتمة
تتمحور مسؤولية قادة التغيير الاجتماعي تجاه الناس الذين يخدمونهم على العمل الأخلاقي الفعّال. على عكس قطاع التكنولوجيا التجارية، فإن هدفنا ليس كسب المال بل إحداث تغيير إيجابي. وتعتمد مجتمعاتنا علينا في تطبيق التكنولوجيا الحديثة بحرص شديد مع مراعاة مصالحها العليا. ليس لدي أدنى شك في أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي دوراً متعاظماً في التغيير الاجتماعي، ولكنه لن يحدث هذا العام، ولن يكون له التأثير الإيجابي الذي تعد به شركات التكنولوجيا. آمل أن تنضموا إليّ وإلى غيري من خبراء التكنولوجيا غير الربحيين في المساعدة على تطبيق الذكاء الاصطناعي بطريقة أخلاقية لتحقيق أقصى قدر من التأثير الاجتماعي الإيجابي.