

هذه الميزة مخصصة للمشتركين يمكنهم مشاركة المواضيع بحد اقصى 10 مواد من كافة مواقع مجرة
أدخل بريدك الإلكتروني واحصل على المقال مجاناً
اكتشف أفضل محتوى عربي على الإنترنت لتطوير ذاتك وتحسين مهاراتك وجودة حياتك وتحقيق طموحاتك في أسرع وقت.
هذا المقال هو الجزء الأول من دراسة حالة عن بدء حركة اجتماعية وإشراك مجتمع بأكمله في خلق ثقافة تدعم الصحة والرفاه. يمكنكم الاطلاع على الجزء الثاني للمقال من هنا.
انطلقت حركة «الحرم الجامعي الصحي» في الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وكما جرت العادة؛ ركزت هذه المساعي على الطلاب، واستهدفت مواضيعاً في مجالات محدَّدة؛ مثل تناول الكحول والصحة الجنسية؛ ومن هذه المبادَرات مبادَرة «جامعة مدينة نيويورك الصحية» (Healthy CUNY) التابِعة لجامعة مدينة نيويورك؛ والتي تدعم صحة الطلاب منذ عام 2007؛ وذلك من خلال زيادة إمكانية الحصول على الغذاء الصحي، وتعزيز الرفاهية النفسية، وجعل الحرم الجامعيّ مكاناً خالياً من التدخين، كما وضعنا في جامعة «كاليفورنيا في لوس أنجلوس» (University of California Los Angeles – UCLA)، أُسست مبادَرة «الحرم الجامعي الصحي – إتش سي آي» (Healthy Campus Initiative – HCI) في عام 2012، لإطلاق حركة اجتماعية. إن مساعينا تتمحور حول إشراك جميع الأشخاص الموجودين ضمن الحرم الجامعي؛ من الطلاب والموظَّفين وأعضاء الهيئة التدريسية، في جعل الصحة والرفاه جزءاً من ثقافة الجامعة، كما تنتشر هذه الجهود المبذولة على مستوى الولاية والدولة أيضاً؛ مثل «مبادَرة الحرم الجامعي الأكثر صحةً في أميركا» (America’s Healthier Campus Initiative) التي أطلقَتها الشراكة لتعزيز صحة الأميركيين في عام 2014، و«شبكة الحرم الجامعي الصحي» (Healthy Campus Network) في جامعة كاليفورنيا عام 2016.
ما يوحِّد هذه المساعي لتعزيز الصحة في الحرم الجامعي، هو الإدراك بأن الجامعات لديها القدرة، وعليها المسؤولية في غرس مفاهيم الصحة والرفاه في ثقافة الحرم الجامعي، إلى جانب مسؤولياتها في توفير التعليم وتقديم الخدمات وإجراء الأبحاث؛ لكن من الطبيعي أن يُرافق ذلك عدّة صعوبات؛ حيث يعتقد كبار المدراء وأعضاء الهيئة التدريسية في العديد من الجامعات، أن هدر الموارد الأكاديمية الشحيحة لإقامة أنشطة تعزّز مفاهيم الرفاه هو شكل من أشكال الانحراف عن مهمّتهم الأساسية، وبالإضافة إلى ذلك؛ إن مبادَرات الصحة والرفاه غالباً ما تكون منعزلةً عن غيرها، كما تواجِه غالباً الأنشطة البرامجية والاختيارية، صعوبةً في إشراك أصحاب المصلحة والوصول إلى الجماهير المستهدَفة.
اقرأ أيضاً: الرفاه المنظمي يبدأ من الرفاه الفردي
لمواجَهة هذه التحديات المذكورة وغيرها، بدأت بعض المؤسَّسات الكبرى في منح الأولوية للمساعي الجماعية الأوسع نطاقاً، فمثلاً؛ تقوم مؤسَّسة «روبرت وود جونسون» (Robert Wood Johnson) بإشراك قطّاعات متنوّعة لتعزيز ما تسميه «الثقافة الوطنية الصحية»؛ وهي مفهون يمكّن جميع الأميركيين أن يتمتعوا بصحة أفضل، وهذا التحوّل يفسح المجال لإعادة التفكير في استراتيجيات دعم الصحة التقليدية، والنظر في نُهج تعاونية أحدث بين مختلَف القطاعات؛ مثل نَهج الأثر الجماعي.
نعتقد أن برنامج «الحرم الجامعي الصحي»؛ الذي نقوده في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، يقدِّم أفكاراً للقادة الذين يعملون على إطلاق الحركات الداعِمة للرفاه الخاصة بهم، أو الحفاظ على استمراريتها؛ وذلك في الجامعات وأماكن العمل، والمدارس من مرحلة ما قبل الروضة إلى الثانوية، ومجتمعات المدينة، وفي الواقع؛ نحن نواصِل الاستلهام من المبادَرات الناجِحة الأخرى التي طبّقت نهج الأثر الجماعي؛ بما في ذلك مجلِس «السياسة الغذائية» في لوس أنجلوس، ومؤسَّسة سينسيناتي الكبرى، ومؤسَّسة «قوائم التغيير»؛ وهي مؤسَّسة أكاديمية-صناعية- تشارُكية تهدف إلى تطوير طعام صحي دائم ومقبول اجتماعياً.
أعلن «جين بلوك» عميد جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس في عام 2013، عن إطلاق مبادَرة «الحرم الجامعي الصحي – إتش سي آي»؛ والتي كانت وليدة تصوّرات «جين سيميل» و«تيري سيميل»، ومدعومَةً منهما؛ حيث نشأت في معهد «سيميل» لعلم الأعصاب والسلوك البشري، وكانت تبني ثقافة الرفاه الجسدي والنفسي والاجتماعي، لما يزيد عن 85 ألف طالب وموظَّف وعضو في الهيئة التدريسية في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، وإن هذه المبادرة هي ثمرة جهد متشعِّب على مستوى الحرم الجامعي، بقيادة أعضاء الهيئة التدريسية وكبار المدراء الذين يمنحون الأولوية للصحة والرفاه في سبع مجالات رئيسية تسمى «الحاضِنات»؛ وهي: حاضِنة «كن بخير» (Be Well) للبيئة المعمارية، وحاضِنة «تنفّس جيداً» (Breathe Well) لحرم جامعي خالٍ من التدخين، وحاضِنة «تناوَل طعاماً صحياً» (Eat Well) للطعام والتغذية، وحاضِنة «شارِك بفعالية» (Engage Well) للرفاه الاجتماعي، وحاضِنة «فكّر بطريقة سليمة» (Mind Well) لصحة العقل والدماغ، وحاضِنة «تحرّك بنشاط» (Move Well) للحركة والنشاط البدني، وحاضِنة «ابحث جيداً» (Research Well) لدعم أنشطة المبادَرة في البحث والتقييم، وتعتمد المبادَرة على البحث والتدريس في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، لتطوير نُهج مادية وهيكلية وأكاديمية وسياسية لتحقيق الرفاه، قائمة على التجربة وإجراء الأبحاث؛ وذلك في إطار أن الرفاه النفسي والجسدي والاجتماعي هو جزء لا يتجزَّأ من النجاح الفردي والمؤسَّسي، ولتوجيه هذا التغيير الثقافي؛ تبنّت المبادَرة حركةً اجتماعيةً تَتَبع مبادئ التنظيم المجتمعي، وتعمل وفق الشروط الخمس للأثر الجماعي.
يمكنكم الاطلاع على النسخة الإنجليزية من المقال من خلال الرابط، علماً أنّ المقال المنشور باللغتين محمي بحقوق الملكية الدولية. إنّ نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.
Necessary cookies are absolutely essential for the website to function properly. This category only includes cookies that ensures basic functionalities and security features of the website. These cookies do not store any personal information.
Any cookies that may not be particularly necessary for the website to function and is used specifically to collect user personal data via analytics, ads, other embedded contents are termed as non-necessary cookies. It is mandatory to procure user consent prior to running these cookies on your website.