اشترك
الوضع المظلم
الوضع النهاري

الاستمرار بالحساب الحالي

هل يمكننا التطلع الآن نحو الانبعاثات الصفرية؟

إعداد : دانييل شتاين، نعيم ميرشانت

 

تم النشر 29 مايو 2022

شارك
شارك

في حين أن نهج إزالة ثاني أكيد الكربون (CDR) سيكون أساسياً على المدى الطويل، تحتاج الشركات حالياً التي تسعى إلى تحقيق صافي الانبعاثات الصفري إلى العمل على تقليل الانبعاثات.

بالإضافة إلى تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، هناك اتفاق واسع بين صانعي السياسات على أن إزالة ثاني أكسيد الكربون أو عملية (CDR) ستلعب في النهاية دوراً مهماً في حل أزمة المناخ. وهذا يعني إزالة ثاني أكسيد الكربون (CO2) المنبعث سابقاً من الغلاف الجوي، وتتضمن عملية إزالة ثاني أكيد الكربون كل شيء بدءاً من العمليات الطبيعية -مثل استخدام التربة والأشجار لامتصاص ثاني أكسيد الكربون- إلى حلول أكثر تقنية وهندسية مثل نشر آلات التقاط الهواء المباشر التي تمتص غاز ثاني أكسيد الكربون من هواء.

مؤخراً، بدأت شركات مثل "مايكروسوفت" (Microsoft) و"سويس ري" (Swiss Re) بالانخراط في عملية (CDR) كطريقة لتحقيق أهداف الانبعاثات الصفرية الخاصة بها بشكل أكثر فعالية. والسبب بسيط وراء ذلك: إن تعويضات الكربون التقليدية تعني فقط منع دخول كميات إضافية من غاز ثاني أكيد الكربون إلى الغلاف الجوي (بدلاً من إزالة كميات غاز CO2 المنبعثة سابقاً). ونتيجة لذلك، ونظراً لأنها لا تلغي فعلياً الانبعاثات التي يتسبب بها أصحاب الصفقات، فلا توجد كمية من التعويضات التقليدية التي يمكنها على نطاق واسع الوصول بالعالم إلى صافي الانبعاثات الصفرية. فلا يمكن لعالم مملوء بانبعاثات الكربون الوصول إلى صافي الانبعاثات الصفرية إلا من خلال تطبيق خطة إزالة ثاني أكيد الكربون.

ولهذا السبب، بدأ الاهتمام بعملية إزالة ثاني أكيد الكربون يزداد بسرعة. فعندما أطلقت مبادرة "الأهداف المستندة إلى العلم" (SBTI) معايير الشركات الأولى من نوعها في العالم لتحقيق صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050، طلبت من الشركات خفض انبعاثات الغازات الدفيئة لديها إلى النصف بحلول عام 2030 وتقليل الانبعاثات بنسبة 90% بحلول عام 2050، وأوصت باتباع عملية (CDR) لتحقيق التوازن. وبالمثل، توصي مبادئ جامعة "أكسفورد" (Oxford University) بشأن الصافي الصفري للتعويضات الكربونية الشركات بإعطاء الأولوية لخفض الانبعاثات، ولكن عند الحاجة إلى التعويضات، توصيهم بالتحول من اعتماد التعويضات التقليدية إلى اتباع (CDR). وعلى الصعيد العالمي، تتوقع "الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ" أن تلعب عملية CDR دوراً حاسماً في تحقيق أهداف اتفاق باريس، وتقدر أنه سيتعين إزالة مليارات الأطنان من الانبعاثات الكربونية سنوياً بحلول منتصف القرن لتجنب الآثار الأكثر كارثية لتغير المناخ.

مع ذلك، في الوقت الحاضر، لا يزال سوق إزالة ثاني أكيد الكربون ناشئاً. وتقدر مجلة "ماكنزي" (McKinsey) أن أسواق الكربون الطوعية ستنمو بما يصل إلى 15 ضعفاً لتصل إلى 50 مليار دولار بحلول عام 2030، لكن مؤسسة "فوريست تريندز" (Forest Trends) تقدر أن 10% فقط من التعويضات المتاحة تدعم مشاريع (CDR)، مع تخصيص الرصيد المتبقي لدعم مشاريع تقليص الانبعاثات التقليدية. بل أكثر من ذلك، هناك تباين كبير في التكلفة والجودة والآثار المجتمعية بين هذه الحلول الناشئة. وفي حين أن العديد من الأشخاص الأذكياء يدرس التطبيقات التقنية والمالية والمجتمعية والسياسية لحلول (CDR) المدروسة، ما نزال على بعد سنوات من الأجوبة النهائية.

على مدى العامين الماضيين، أجرت مؤسسة "غيفينغ غرين" (Giving Green) -وهي مؤسسة غير ربحية مخصصة لتحديد أفضل الطرق التي يمكن من خلالها للمتبرعين معالجة التغير المناخي- أبحاثاً حول مجموعة متنوعة من مسارات تطبيق (CDR) لتحديد حلول (CDR) الأكثر فاعلية والمتاحة حالياً للاستثمار والتطبيق.

ما نستنتجه مما سبق: هناك إمدادات محدودة للغاية من وسائل إزالة الكربون بشكل دائم وموثوق، والإمدادات الموجودة مكلفة للغاية. ولهذا السبب، من غير الواقعي بالنسبة لمعظم الشركات أن تحقق صافي الانبعاثات الصفرية بشكل فعلي باستخدام طرق إزالة الكربون على المدى القريب.

حساب تأثير عملية إزالة ثاني أكيد الكربون

في عام 2021، تعاونت مؤسسة "غيفينغ غرين" مع خبير (CDR) نعيم ميرشانت لإجراء تحليل للمشهد المؤسسي فيما يخص خيارات إزالة الكربون. وكانت منهجية بحثنا بسيطة: حيث نضع أنفسنا مكان صاحب الصفقة الذي يسعى إلى حل مضمون ومستدام لإزالة الكربون، والذي يمكن شراؤه وإيصاله في غضون ثلاثة سنوات. (وهذا هو تقريباً ما يطلبه المشترون من الشركات التي تسعى إلى الوفاء بالتزامها بصافي الانبعاثات الصفرية، مثل "مايكروسوفت" و"سويس ري" وغيرهما). وجمعنا خيارات إزالة الكربون من مصادر متعددة، مثل دعوة تقديم العروض من شركتي "سترايب" (Stripe) و"مايكروسوفت"، وقاعدة بيانات من مؤسسة "كاربون بلان" (CarbonPlan) غير الربحية، وسوق إزالة الكربون "بيورو إيرث" (Puro.earth) والمزيد غيرها.

لسوء الحظ، وبالرغم من أن هناك العديد من المؤسسات التي تحاول إزالة ثاني أكسيد الكربون، يأتي كل حل مع مجموعة من المشاكل الجديدة. ويحقق العديد منها (مثل معظم الحلول المعتمدة على الطبيعة) إزالة مؤقتة للكربون فقط، في حين أن الحلول الأكثر ديمومة (مثل التقاط الهواء المباشر) لا تزال باهظة الثمن وذات سعة محدودة. وفي الوقت نفسه، يروج العديد من شركات (CDR) لتقنية واعدة ولكنها لم تُثبت فعاليتها بعد والتي ستستغرق سنوات للتحقق من صحتها وتوسيع نطاقها.

في النهاية، تمكنت "غيفينغ غرين" من ترشيح مزودين اثنين للحلول: شركة "كلايم ووركس" (Climeworks) وشركة "تشارم إنداستريال" (Charm Industrial). وقد برزت هاتان المؤسستان لأنهما تمتلكان تقنيات مثبتة الفعالية تزيل الكربون بشكل نهائي وتمتلك في الواقع إمكانات لإزالة المزيد من ثاني أكسيد الكربون باستخدام المزيد من التمويل (حتى أواخر عام 2021 على الأقل). لكن هذان الخياران كانا باهظيّ الثمن أيضاً (حوالي 600 دولار لكل طن) وبإمكانات محدودة. فبعد التعمق في أسواق الكربون، وتقييم مناهج (CDR) المتعددة، واختبار مشاريع (CDR) الفردية، وجدنا أن أسواق الكربون وحلول (CDR) ليست في وضع جيد يسمح لها بمساعدة معظم الشركات على تحقيق صافي الانبعاثات الصفري في المدى القريب. فلا يوجد سوى القليل من الموارد وحلول إزالة الكربون الموثوقة باهظة الثمن. لذلك نقترح أن تركز الشركات على تقليل انبعاثات الكربون الناتجة عنها بشكل مباشر وتساعد في تمويل أبحاث حلول (CDR) الناشئة وتطويرها.

الطرق المعتمدة على الطبيعة

كما تعلمنا في المدرسة الابتدائية، تمتص الأشجار ثاني أكسيد الكربون عبر عملية التركيب الضوئي، لذلك فإن حماية الغابات وزراعة غابات جديدة له تأثير إيجابي على المناخ. فإذا قمنا بحماية وزراعة المزيد من الأشجار، فيمكننا التخلص من كميات أكبر من غاز CO2. ومع الأسف، نشهد اليوم إزالة سريعة للغابات تبلغ حوالي 10 ملايين هكتار سنوياً، وهي مساحة تقارب مساحة البرتغال (أي إننا نشهد خسارة صافية قدرها 4.7 ملايين هكتار من الغابات كل عام). ولهذا السبب، خصصت شركات مثل "آبل" (Apple) و"أمازون" (Amazon) و"نتفليكس" (Netflix) وغيرها مئات الملايين من الدولارات للمشاريع الطبيعية التي تساعد على تحقيق أهداف الانبعاثات الصفرية، عن طريق تمويل المشاريع لحماية الأشجار وزراعتها في سبيل إبطال جزء من انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن الشركات.

ومع ذلك، فإن دعم مشروعات الغابات ليس بسيطاً كما قد يبدو. فعلى سبيل المثال، خذ في عين الاعتبار مشروعاً يستخدم عائدات بيع تعويضات الكربون لحماية قطعة من أراضي الغابات من القطع. فأولاً وقبل كل شيء، هل كانت الأشجار في منطقة الغابات معرضة لخطر القطع في المقام الأول؟ من الصعب معرفة (وقياس) الأثر المضاد، ما قد يكون له تداعيات خطِرة. كانت المبالغة في تقدير الأثر المضاد في مشاريع تعويض الغابات هذه موضوع كشف حديث وجد أن ما يقدر بنحو 30 مليون طن من أرصدة تعويض ثاني أكسيد الكربون (بقيمة 400 مليون دولار) تم حساب قيمتها بشكل مبالغ فيه كجزء من برنامج التعويض في ولاية كاليفورنيا. كما أن مثل هذه المشاريع يمكن الالتفاف حولها؛ إذا قام مطور المشروع بحماية الأشجار من القطع في منطقة حراجية واحدة، فيمكن لقاطعي الأشجار ببساطة إزالة المزيد من الغابات في المناطق غير المحمية للتعويض عن ذلك.

حتى المشاريع التي تتخذ خطوة إضافية بزراعة أشجار جديدة -والتي تمتلك نظرياً إمكانات أكبر في مجال (CDR) تواجه مشكلاتها الخاصة. فقد وجدت دراسة حديثة أجريت على 400 مزرعة أشجار مزروعة في الهند بين عامي 1980 و2017 أنه لا يوجد تغيير في غطاء مظلة الأشجار عبر المزارع التي تمت دراستها. ومن المحتمل أن هذا الأمر ناجم عن معدلات النجاة المنخفضة للأشجار المزروعة ولزراعة الأشجار بشكل عام في المناطق التي يكون فيها الغطاء الشجري كثيفاً بالأساس. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأشجار المزروعة في الغابات الشمالية في الواقع قد تسهم في الاحترار، ما يقلل من آثارها الإيجابية في إزالة الكربون، وذلك من خلال تأثير البياض: حيث تمتص الصنوبريات الداكنة الكثير من الحرارة بالنسبة لما كان يمكن أن يكون غطاء ثلجياً عاكساً للغاية لأشعة الشمس.

إن حلول (CDR) الطبيعية التي تتخطى بالفعل هذه التحديات لا يزال يتعين عليها مواجهة مشكلة أخرى: الاستمرارية. فالكربون الذي تمتصه الأشجار لا يتم التخلص منه، بل يتم تحويله إلى مادة شجرية ويبقى داخل التربة. ولكن إذا ماتت الشجرة أو يبست -أو احترقت- فسيتم إطلاق هذا الكربون مجدداً في الغلاف الجوي. وهذه ليست مخاطرة افتراضية. حيث إن أكثر من 150 ألف فدان من مناطق الغابات على طول الساحل الغربي لأميركا كانت تُستخدم سابقاً كغابات لتعويض الكربون احترقت بالكامل في الصيف الماضي وحده. والمشاريع التي تدّعي تخزين الكربون في التربة من خلال تشجيع المزارعين على تبني ممارسات الزراعة المتجددة تواجه مشكلة مماثلة. فهذا الكربون المخزن في التربة يمكن أن يُطلق في الغلاف الجوي مجدداً بمجرد أن يتم تغيير هذه الممارسات الزراعية.

على الرغم من أن منع إزالة الغابات وحماية عالمنا الطبيعي هو من دون شك جزء أساسي في مكافحة أزمة المناخ، وجدنا أنه من الصعب تحديد التأثير الحقيقي لأي مشروع غابات تعويض فردي. وبينما تستخدم شركات مثل "إن سي إكس" (NCX) و"باتشاما" (Pachama) التصوير بالأقمار الصناعية والخوارزميات لمعالجة بعض الثغرات التي حددناها في قياس التأثير، فإن المخاوف الرئيسية حول الآثار المضادة والاستمرارية لا تزال قائمة. حيث إن غابات التعويض تمثل حلاً مغرياً للأفراد والشركات التي تتطلع إلى دحض بصمتها الكربونية، بمتوسط سعر يتراوح بين 4 إلى 6 دولارات للطن لكل غابة تعويض. لكن للأسف، قد يتسبب هذا الإجراء بأذى أكثر من الفائدة التي يجنيها، فمن غير المحتمل أن يتم تعويض طن من ثاني أكسيد الكربون المنبعث عبر شراء طن من ثاني أكسيد الكربون من مشروع غابات التعويض.

تصميم وتخطيط حلول إزالة ثاني أكيد الكربون هندسية

تقوم مجموعة من رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا بجمع نسب من أموال المشاريع لتجربة أحدث تقنيات (CDR)، من الآلات التي تمتص ثاني أكسيد الكربون من الهواء وتمعدنه إلى صخور إلى آلات أخرى تحوّل الكتلة الحيوية النباتية إلى فحم حيوي مستقر أو زيت حيوي. يمكن لهذه التقنيات إلى حد ما إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتخزينه بعيداً لآلاف السنين، وتستطيع تجاوز العديد من تحديات القياس والسببية والاستمرارية التي نراها في المشاريع القائمة على الطبيعة.

ومع ذلك، وفقاً لقاعدة بيانات التعهيد الجماعي حول صفقات (CDR)، تمت إزالة حوالي 20,000 طن فقط من ثاني أكسيد الكربون بهذه الطريقة حتى عام 2021. وقد أوصت "غيفينغ غرين" بشركتين من مزودي خدمات (CDR) والمسؤولتين عن نسبة كبيرة من تلك الكميات الكربونية المزالة، هما: شركة "كلايم ووركس"، التي أطلقت مؤخراً مصنعاً جديداً في أيسلندا، وشركة "تشارم إنداستريالز"، التي تحول الكتلة الحيوية للنفايات إلى زيت حيوي وتضخها تحت الأرض. ولكن في حين أن 20 ألف طن قد تبدو كمية كبيرة، فهي ليست سوى نقطة صغيرة في بحر مليارات أطنان ثاني أكسيد الكربون التي سيتعين إزالتها من الغلاف الجوي –كل عام– بحلول عام 2050، لتحقيق الأهداف المناخية. والأكثر من ذلك، إن تقنيات (CDR) الناشئة هذه باهظة الثمن، حيث تتراوح تكلفتها من 600 دولار لكل طن إلى 2,000 دولار لكل طن.

هناك أمل في أن تنخفض تكلفة هذه التقنيات بنفس الطريقة التي كانت عليها الألواح أو البطاريات الشمسية على مدار العقد الماضي، لكن خطط نشر منشآت (CDR) جديدة لا تزال قيد الدراسة لسنوات. بالإضافة إلى ذلك، ما يزال هناك العديد من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات. ما مقدار الطاقة المطلوبة لتشغيل هذه الحلول المصممة هندسياً؟ وما مساحة الأرض التي ستشغلها؟ وما هي الآثار الاجتماعية التي ستترتب على تطبيق هذه الحلول الهندسية على نطاق واسع؟ وكيف نضمن نقل غاز CO2 الذي تم التقاطه، وتخزينه بأمان؟

هنا والآن

في مواجهة التحدي الشاق المتمثل في التغير المناخي، ما الذي تقدمه أبحاثنا إلى الأفراد والشركات التي تتطلع إلى تحقيق أهدافها المناخية؟ نحن نتفق مع مبادرة الأهداف المستندة إلى العلم (SBTI) ومبادئ جامعة "أكسفورد" على أن الشركات التي تعتمد خطة (CDR) ستحقق أهدافها المناخية من خلال تطبيق عملية (CDR) المستدامة. ولكن ما يزال من غير الواقعي بالنسبة لمعظم لشركات عقد الصفقات في مجالات (CDR) بما يكفي لتحقيق صافي الانبعاثات الصفري، وما يزال مجهولاً متى سيصبح هذا الأمر ممكناً. لذلك نحن نعتقد أنه سيكون من الحكمة أن تعيد الشركات مواءمة مطالبات الاستدامة قصيرة المدى الخاصة بها بعيداً عن صافي الانبعاثات الصفري واعتماد أهداف أكثر واقعية. كما أننا نقدم اقتراحين مهمين:

أولاً، يجب على الشركات إعطاء الأولوية لجهودها المستدامة في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة الخاصة بها في الوقت الحاضر. فتقليل انبعاثات غازات الدفيئة طريقة مضمونة لتقوم الشركة بتقليل مساهمتها في الاحتباس الحراري دون الانخراط في عالم التعويضات المجهول المملوء بالاحتمالات. وتقدم "وكالة الحماية البيئية" في الحكومة الأميركية دليلاً لمساعدة الشركات على البدء في هذه الجهود.

أما بالنسبة للشركات التي تريد القيام بما هو أكثر من ذلك، فإن دخول سوق (CDR) خيار رائع. ولكن نظراً لتكلفته المرتفعة -وإمداداته المحدودة بشكل مخيف- لن تتمكن معظم الشركات من استخدام (CDR) بشكل مستدام للوصول إلى صافي الانبعاثات الصفري. ولهذا السبب، أوصينا بألا تدخل الشركات مجال (CDR) بهدف "إبطال" بصمتها الكربونية الحالية، ولكن بدلاً من ذلك بهدف توفير التمويل التحفيزي المبكر لشركات وتقنيات (CDR) الجديدة الواعدة. وهذا هو النهج الذي تتبعه "مايكروسوفت" عبر صندوق ابتكارات المناخ الخاص بها، وصفقات إزالة الكربون الخاصة بشركة "سترايب". نأمل أن تساعد هذه الطريقة على تحسين تقنيات (CDR) وخفض التكاليف، ما سيسمح لها بلعب دور مهم في الوصول إلى صافي الانبعاثات الصفري في العقود المقبلة.

أما ما لا نوصي به للشركات فهو ببساطة شراء تعويضات الكربون في صفقات مع وسطاء التعويضات. حيث إن أغلب هذه التعويضات لها تأثير ضئيل جداً على انبعاثات الغازات الدفيئة، ولا يمكن للشركات التي تستخدمها أن تدعي بمصداقية أنها حققت صافي الانبعاثات الصفري.

ستستمر مؤسسة "غيفينغ غرين" في تقييم مشاريع ونُهج إزالة ثاني أكسيد الكربون (CDR) الواعدة، مع تسليط الضوء على حلول (CDR) الدائمة التي تُظهر قابلية للتوسع وخفض التكاليف، بالإضافة إلى الجهود القائمة على الطبيعة التي تغلبت على الفجوات التي حددناها. ونحن نؤمن أن المشترين من الشركات يمكن أن يلعبوا دوراً أساسياً في تمويل شركات (CDR) التي أظهرت إمكانات مذهلة لإزالة الكربون بشكل دائم قابل للتوسع والزيادة والقياس.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!