بعد عام من العمل معاً في مجموعة تضم أجيالاً مختلفة، تعلمنا كيفية التغلب على الفروقات بيننا والاستفادة من نقاط القوة لدينا في "مكافحة أزمة المناخ".
من المعروف وجود فجوة ما بين الأجيال -تبعاً للثقافة الشعبية السائدة وسطوة التكنولوجيا والحاجة المتوارثة لدى كل جيل لاستكشاف وجهة نظره الخاصة تجاه المستقبل وتتبعها. لكننا نشهد اليوم نوعاً جديداً من التوتر بين اليافعين والبالغين؛ فنحن نواجه حالياً مشكلة عالمية النطاق ستؤثر سلباً على اليافعين، ويتحمل مسؤوليتها البالغون بدرجة كبيرة، وهي أزمة المناخ.
أكد أحدث تقرير صادر عن "الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ" (IPCC)، ضرورة تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية بنسبة 45% بحلول عام 2030 في سبيل الحفاظ على مناخ يُمكن على الأقل تحمل أضراره المستقبلية ومعالجتها. لكن بدلاً من ذلك، يسير العالم نحو زيادة الانبعاثات بحلول عام 2030. فالبالغون الذين يحتكرون سلطة اتخاذ القرار لحل هذه المشكلة، وبعد ثلاثة عقود من التحذيرات، فشلوا حتى الآن في القيام بذلك. وكما وصفت الناشطة الأوغندية الشابة في قضايا المناخ، فانيسا ناكاتي، الأمر بعبارات بسيطة في قمة "يافعين من أجل المناخ" (Youth4Climate) المنعقدة في عام 2021 بميلان: "لقد حان الوقت". إن التوتر بين الأجيال يختلف اليوم نوعياً عن الماضي، لأن عواقب فشل البالغين ستظهر بعد فترة طويلة من رحيلهم. ما يبرر سبب الغضب الشديد لليافعين، ويرجع ذلك جزئياً إلى شعورهم بأنهم ليس لديهم رأي يذكر في مستقبلهم.
غالباً ما تعود جهود توبة البالغين بنتائج عكسية -"أنا متأسف للغاية لأن جيلي أفسد هذا الأمر. أنتم المستقبل! ويعود لكم أمر إصلاحه!"، وقد يبدو هذا القول وقفة اعتذارية لصالح اليافعين، إلا أنه عوضاً عن ذلك يجعل اليافعين ساخطين أكثر. وفي الوقت نفسه، ينقل الشباب أحياناً رسالة مماثلة- "لقد تسببتم في هذه الأزمة. فابتعدوا عن طريقنا الآن". وإن كلا السلوكين لا يُجدي نفعاً.
نحن نعيش في مجتمع يُصبح متحيزاً أكثر فأكثر يوماً بعد يوم؛ إذ تفرقنا الأعراق ومستويات الدخل والتعليم والجغرافيا والأنواع والمناصب والثقافات وبالطبع، السياسات، على سبيل الذكر لا الحصر. ولكن نادراً ما يتم الاعتراف بالانقسامات بين الأجيال ومناقشتها بما يتجاوز السخرية المرحة (مثل مناداة واحدنا للآخر "أيها العجوز"). إنه انقسام مُربك إلا أنه مُتقبل في المجتمع الأميركي. ولكن عندما يتعلق الأمر بالتغير المناخي، فإننا نتقبل هذه الانقسامات رغم أنها تعرضنا للخطر.
كان فهم كيفية سد هذه الفجوة بين الأجيال هو الهدف من مجموعة المناخ متعددة الأجيال المكونة من 16 شخصاً، التي تألفت من ثمانية شباب (تتراوح أعمارهم بين 15-26 عاماً) وثمانية من كبار السن (تتراوح أعمارهم بين 55-78 عاماً). نحن عضوان من هذه المجموعة، شخص من جيل "طفرة المواليد" (بعمر 65 عاماً) ومراهق من الجيل "زد" (بعمر 15 عاماً). اجتمعت المجموعة التي شكلتها مؤسسة "ماين كلايمت تيبل" (Maine Climate Table) بدعم من منحة قدمتها مؤسسة "دور" (Dorr)، لمدة 90 دقيقة مرة واحدة في الشهر على مدار العام الماضي. كانت فرضيتنا أنه يمكننا العمل على قضية المناخ بشكل أكثر فاعلية معاً، بدلاً من العمل على نحو منفصل. ولكن كان علينا أولاً أن نفهم بعضنا بعضاً.
نشارك فيما يلي ما تعلمناه معاً من خلال عملية استمرت لمدة عام للتعلم عن طريق الاستماع. ونأمل أن تساعد هذه الدروس كل شخص يريد سد الفجوة بين الأجيال وإنجاز شيء لم يكن ليكون ممكناً لولا الجيل الآخر. كما أن معظم دروسنا قابلة للإسقاط على العديد من الانقسامات الأخرى في مجتمعنا الحالي.
1. فهم اختلاف طرق التواصل بيننا
على المستوى التشغيلي البسيط، ينبع جزء من الانقسام بين الأجيال من حقيقة أن أجيالنا تفضل طرقاً مختلفة للتواصل؛ حيث يميل أبناء جيل "طفرة المواليد" إلى تفضيل التواصل الشخصي وجهاً لوجه، أو الرسائل المكتوبة المفصلة والطويلة. في حين غالباً ما يستخدم أبناء الجيل "زد" الرسائل النصية القصيرة، ومكالمات الفيديو عبر الوسائل الافتراضية ومجموعة مختلفة من أدوات الوسائط الاجتماعية للتفاعل معاً بسرعة. كلتا الطريقتين فعالة، لكن تفضيل إحداهما على الأخرى يجعل من السهل على الأجيال تجاوز بعضهم لبعض. أو كما توضح عالمة النفس إلزا فينتر، فإن أشكال التواصل المختلفة لدينا يمكن أن تخلق صراعاً بين الأجيال. ويعتبر تعلّم كل جيل عن وسائل تواصل الجيل الآخر خطوة جيدة وعملية للبدء في سد الفجوة بين الأجيال. فنحن نحتاج إلى فتح قنوات التواصل بعضنا مع بعض. وللقيام بذلك، قد نضطر إلى طلب المساعدة من الجيل الآخر، مثل توفير وسائل النقل لحضور اجتماع شخصي للشباب الذين لا يستطيعون القيادة بعد أو تقديم المساعدة التقنية لكبار السن حول كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
2. الجمع بين الشغف والبراغماتية
كان فهم كل جيل للجيل الآخر جزءاً من عمل المجموعة المتعددة الأجيال لمكافحة التغير المناخي. وتحقيقاً لهذه الغاية، قمنا بجرد أصولنا والتزاماتنا كل جيل على حدة. وجدنا أن جيل الشباب لديه شغف أكبر؛ فهم بشكل عام مُحفزون أكثر، أما الجيل الأكبر سناً فهم أكثر براغماتية وواقعية، ويرجع ذلك جزئياً إلى مواجهتهم مشكلة تلو الأخرى طوال حياتهم واضطرارهم إلى حلها. وهذا ليس بالأمر المفاجئ، ولكن كيف نجمع الشغف الذي يأتي من قلق الشباب المفهوم بشأن مستقبلهم مع براغماتية كبار السن في حل المشاكل؟ قد يعلم كبار السن ما الذي يجدي نفعاً من عدمه، لكن فقط في العالم الذي بنوه هم، إلا أن اليافعين والشباب أفضل في التفكير خارج الصندوق، لأنهم لم يحيوا لعقود في الصندوق ذاته.
إن الجمع بين الشغف والبراغماتية من أحد أكبر التحديات التي نواجهها للعمل في تناغم بين الأجيال المختلفة لمكافحة تغير المناخ. لأننا لا نختلط عادة في السياق الاجتماعي أو المهني، وربما لأننا لسنا مرتاحين تماماً معاً على أي حال -وقد يخشى بعضنا بعضاً- فمن الأسهل عدم التفاعل على الإطلاق. ولكن هذا خطأ. فعلى كل جيل أن يستجمع الشجاعة الكافية للتواصل مع الجيل الآخر. لا تنتظر من الجيل الآخر أن يأتي إليك، بل اذهب أنت إليه، وتحلى بالتواضع، لأنك ستحتاج إليه.
3. الجمع بين الطاقة والمعرفة
يتمتع الشباب بالطاقة، في المقابل يمتلك كبار السن عمراً مليئاً بالمعرفة المتراكمة. هذه الأصول المختلفة لكل جيل عادية -ومتوقعة- كجزء من الترتيب الطبيعي للأشياء. فعندما يصبح الشباب كباراً في السن، سيمتلكون بدورهم معرفة أكبر أيضاً. مثلما امتلك كبار السن الطاقة ذات يوم. اجمع الطاقة مع المعرفة وستتكون لديك قوة هائلة للعمل والتغيير، ولن تكون أي منهما فعالة دون الأخرى. يجب جمع هذه الأصول إذا كنا نأمل في معالجة التغير المناخي في الوقت المناسب. ويجب احترام كل جيل ودعمه وتقدير الأصول المختلفة التي يجلبها إلى الطاولة.
4. إننا نواجه ضغوطات مختلفة، لكن الشدة غالباً ما تكون هي نفسها
اكتشفنا أن لكل جيل التزامات حياتية وضغوط تحدّ من قدرته على إحداث التغيير الذي يرغب فيه؛ إذ يواجه الشباب تحديات تعيق تأسيس مكانهم في العالم، تماماً مثل ما حصل مع كبار السن ذات يوم. فالمخاوف التي تتراوح من تعليم القيادة للسائقين إلى النجاة والاستفادة من النظام التعليمي غالباً ما تستنزف طاقة الشباب التي تبدو غير محدودة للعمل. وزادت جائحة "كوفيد-19" الطين بلة؛ فقد قيدت الفرص لبناء شبكات العلاقات المهنية -وهو أمر لم يكن على كبار السن التعامل معه في العقود الماضية. وعلى الرغم من أننا سنتجاوز "كوفيد-19" في مرحلة ما، فإنه لا يزال حاضراً في وقت يحاول خلاله هؤلاء الشباب تأسيس أنفسهم في مرحلة حرجة ضمن حياتهم المهنية. كما أن الصحة العقلية هي مشكلة كبيرة أيضاً؛ حيث إن وباء القلق والاكتئاب يصيب جيلاً ينشأ في عالم يبدو أنه محطم.
في الوقت نفسه، يجد العديد من كبار السن أنفسهم يهتمون بالآباء الأكبر سناً، ما يودي بهم إلى حد الانهيار العاطفي. إن التغير المناخي أمر مهم للغاية، لكن في يومنا هذا، قد يتوجب على من يبلع من العمر 60 عاماً إيجاد منزل مناسب لوالده التسعيني، وإيجاد طريقة لدفع التكاليف. وفي مجموعتنا هذه، تعلمنا أننا جميعاً نمتلك عدة ضغوطات، بغض النظر عن الجيل الذي ننتمي إليه. ولا يسعنا سوى بذل الجهد الكثير اليوم والصمود حتى الغد الذي نأمل أن نتمكن فيه من بذل المزيد. وبغض النظر عن مفاهيمنا الخاطئة التي كانت لدينا عند حضورنا الاجتماع الأول لمجموعة "مكافحة التغير المناخي متعددة الأجيال"، نعلم الآن أننا متشابهون، الأمر الذي زاد من احترام وتعاطف بعضنا مع بعض. فالثقة والاحترام والتعاطف هي لبنات بناء التضامن الذي نسعى إليه بين الأجيال.
5. التعرف على العقبات الذاتية
خلال عدة اجتماعات، لاحظ أحد الأعضاء أن كبار السن يميلون إلى الهيمنة على مناقشاتنا. قد ينبع هذا من الثقة التي تأتي مع تقدم العمر، أو بسبب ميل البالغين ذوي النوايا الحسنة إلى الإفراط في المبالغة أو حتى التعجرف قليلاً. وقد يكون نابعاً من تسلسل هرمي مكتسب بين الأجيال. حيث يتم تعليم كل طفل أن والديه يعرفون ما هو أفضل، وأن عليه الجلوس والإنصات عندما يتحدث المرشدون والمعلمون وغيرهم من الشخصيات البالغة. وهذا يجعل النشطاء الشباب غير واثقين من موقفهم في الفضاءات التي تجمع بين الأجيال المتعددة، ويجعلهم قلقين من أن افتقارهم للخبرة يعني أن مساهماتهم في الحديث لن يتم الاعتراف بها على أنها صحيحة. كان من السهل جداً على كبار السن ذوي الخبرة والبراعة السيطرة من غير قصد على سير الحديث في اجتماعاتنا.
لم نتوفع هذه المشكلة. وما إن علمنا أنها مشكلة، حرص كبار السن على عدم ملء "المساحة" الكبيرة في أثناء اجتماعاتنا. وقد استخدمنا أحد اجتماعاتنا الشهرية المجدولة للاجتماع بشكل منفصل مع كل جيل على حدة، حتى تتمكن كل فئة عمرية من التفكير في كيفية استخدامها لأصواتها ومقدار الوقت ومساحة الحديث التي شغلتها في الاجتماع. وبالنظر إلى الأعراف الهرمية لمجتمعنا، إذا أراد كبار السن أن يكونوا قوة إيجابية للعمل بين الأجيال، فعليهم أن يكونوا حريصين بشأن خلق مساحة للشباب للقيادة وإيصال أصواتهم وأفعالهم. وفي الوقت نفسه، يجب على الشباب أن يكونوا مستعدين لشغل المساحة ريثما يتعلم الكبار كيف يمنحونهم قوتهم وقيادتهم. فعلى كل مجموعة أن تكون على قدر كافٍ من الوعي الذاتي.
6. الأولوية للعلاقات
أهم درس تعلمناه من عملنا معاً على مدار عام كامل كان في الشهرين الأخيرين. من المحتمل أننا "أفرطنا في تخطيط" اجتماعاتنا في النصف الأول من العام، ربما كحل وقائي لتفادي الإرباك المتوقع لقضاء الوقت معاً. حيث طُلب من أعضاء المجموعة قيادة المناقشات حول قضايا مناخية معينة تهمهم. وقد اعتقدنا أن هذا النهج سيكون وسيلة لمعرفة كيف تنظر الأجيال المختلفة إلى قضايا المناخ المختلفة. أحد الأمثلة على المواضيع المطروحة كان: "ما الدور الذي يجب أن تلعبه الشركات في مكافحة أزمة المناخ؟"، على الرغم من أننا كشفنا عن اختلافات مثيرة للاهتمام ومفيدة بين الأجيال حول مختلف القضايا، فقد فشل هذا النهج في بناء الثقة والاحترام المتبادلين، وهو ما كنا نحتاج حقاً إلى العمل عليه. ومع أننا اكتشفنا هذا الأمر متأخرين، لم يكن قد فات الأوان بعد، حيث تم تخصيص آخر اجتماعين لنا ليتعرف بعضنا على بعض شخصياً؛ ما هو المهم في حياتنا، وما هي آمالنا في المستقبل. وبدا أن جداول الأعمال وأسئلة النقاشات المبالغ في تخطيطها هي ما كان يعيق الاتصال الحقيقي في اجتماعاتنا الأولى. وما إن تخلينا عن البنود والمخططات، بدأت النقاشات تحدث بحرية وتلاها التعلم التبادلي.
وإن الملاحظة الأكثر أهمية في هذا العام أتت في الغالب من أحد أعضاء المجموعة الشباب في اجتماعنا الأخير -"المرة الأولى التي عملت فيها مع بالغين لم يكن لهم نوع من السلطة عليّ، كأحد الوالدين أو أستاذ أو صاحب عمل، كان مع هذه المجموعة"- لقد استغرق الأمر منا قرابة عام كامل لمعرفة ما كان علينا معرفته منذ البداية: "إن علاقات الثقة والاحترام المتبادل كانت كل ما نحتاج إليه للعمل معاً". وهو درس يمكن تطبيقه على العديد من الانقسامات المجتمعية اليوم.
من المناقشات إلى اتخاذ الإجراءات
قد تبدو هذه الملاحظات من مجموعة مكافحة التغير المناخي متعددة الأجيال الخاصة بنا أمراً مفروغاً منه. ومع ذلك، نادراً ما يتم التعبير عنها مباشرة أو تحليلها يشكل موضوعي بغرض تحقيق العمل بين الأجيال. والسؤال المهم: ما الذي سنفعله بهذه الملاحظات؟ كيف يمكننا تطبيق ما تعلمناه معاً، للأخذ بالمفاهيم من اجتماعاتنا المُجراة عبر برنامج "زووم" (Zoom) والقائمة على المناقشة وتحويلها إلى إجراءات ملموسة؟ من الجيد معرفة الاختلافات بيننا وأصولنا ومسؤولياتنا، ولكن ماذا الآن؟
أحد الإجراءات البسيطة التي يمكن لجميع كبار السن اتخاذها هو الضغط على المؤسسات التي يشاركون فيها لخلق مناصب قيادية تسهم في صنع القرار للشباب. تنازل عن مقعدك المميز في مجلس الإدارة بشرط أن يتم استبدال شاب بك. وإذا كنت بالغاً في موقع سلطة، فتعاون مع حركات الشباب وساعد في تمويلها. هناك عنصر من الحقيقة في الابتعاد عن الطريق حتى تتمكن الأفكار الجديدة من الظهور. ونأمل أن يطلب الشباب حكمة كبار السن لأنهم يعرفون أنها ستجعلهم أكثر فاعلية في إحداث التغيير.
وعليكم يا كبار السن أن تحذروا من الرمزية -بدعوة عضو شاب واحد فقط إلى مجلس الإدارة، أو اللجنة التوجيهية أو الهيئة الحوكمة التي تشاركون فيها. اعملوا على شغل هيئات صنع القرار هذه بتوازن كبير من الشباب حتى يتمكن جيلهم من المساهمة بشكل كامل. وقد يصدر الشباب بالتأكيد أحكاماً خاطئة بسبب قلة خبراتهم، لكنهم يجلبون تفكيراً جديداً حول مشاكل عصرنا- وهذه مقايضة جيدة.
هناك مثال أكثر تحديداً للجمع بين أصول الأجيال المختلفة يأتي من التشريع الأخير في ولاية ماين لتجريد صندوق معاشات الدولة من شركات الوقود الأحفوري. لولا الجهود المشتركة لتحالف شباب ولاية ماين من أجل العدالة المناخية ونادي "سييرا كلوب" (Sierra Club) في ماين بقيادته البالغة، لما كانت سياسة المناخ الجريئة هذه لتنجح. حيث نظّم النشطاء الشباب جهود الدعوة، وعملوا مع مارغريت أونيل، إحدى مشرعي الولاية، التي رعت مشروع القانون وهي نفسها من فئة الشباب. في حين عمل الناشطون من كبار السن والحلفاء على الجانب التقني، حيث قدموا تحليلاً نقدياً لأداء نظام تقاعد الموظفين العموميين في ولاية ماين، وهي مهارات لا يمتلكها الشباب بعد. وبذلك قام كل جيل بمكاملة مهارات الآخر وقدر كل منهم الجهود التي بذلها الجيل الآخر.
نحن لا نستطيع التفاعل بين الأجيال المتعددة لأسباب كثيرة؛ بدءاً من أساليب التواصل المختلفة لدينا ووصولاً إلى شعور الدونية غير المقصود لكل جيل أمام الآخر، ومروراً بفروق السلطة التي تأتي بشكل طبيعي مع تقدم العمر، بالإضافة إلى الكسل وقلة الشجاعة. ولكن هذا خطأ. فنحن نشجع الجميع، بغض النظر عن أعمارهم، على التواصل مع الآخرين من الأجيال المختلفة وبدء حوار. ابدأ بالاستماع لا بالتحدث. لا تحتاج إلى سبب سوى الاهتمام الحقيقي بفهم وجهات نظر الآخر وتطلعاته- رغبة في جسر الانقسام الذي بينكما حتى تتحقق قيمك الخاصة بشكل أفضل. ومن المرجح أن تزدهر هذه العلاقة، وأن تتمكن من تحقيق أشياء لم تكن لتتمكن من تحقيقها بطريقة أخرى.
في الاجتماع الأخير لمجموعة "مكافحة أزمة المناخ متعددة الأجيال" الذي عُقد في شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 2021، صوت كل عضو لصالح الاستمرار لمدة عام آخر، مع التركيز على العمل بدلاً من الحديث.
يمكنكم الاطلاع على النسخة الإنجليزية من المقال من خلال الرابط، علماً أنّ المقال المنشور باللغتين محمي بحقوق الملكية الدولية. إنّ نسخ نص المقال دون إذن سابق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.