اشترك
الوضع المظلم
الوضع النهاري

الاستمرار بالحساب الحالي

سلسلة “تعويض الكربون”: محمية “سيلفا دي ماتافين” أكبر مشروع للحد من التغير المناخي في كولومبيا

إعداد : تشارلز بيدفورد، ماريا أنجليكا بارا، جون إدوارد مايرز

 

تم النشر 09 يناير 2022

شارك
شارك

تقدم منصة "ستانفورد للابتكار الاجتماعي" الجزء الثاني من سلسلة "تعويض الكربون"، التي تحدثنا في جزئها الأول الذي كان بعنوان: "كيف لتعويض الكربون أن يساهم في بناء الغابات؟" عن محمية سيلفا دي ماتافين في كولومبيا التي يمولها مشروع (+REDD) للحد من التغيير المناخي، وسنتابع في هذا الجزء الحديث عن المناطق التي تضمها المحمية، وموقف مجموعة مراقبة الكربون من هذه المحمية ومن مشروع "ماتافين" والردود والانطباعات حول هذه المجموعة.

إنشاء مؤسسة "أكاتيسيما"

كان إنشاء مؤسسة "أكاتيسيما" في سبتمبر/أيلول من عام 2001 جزءاً من هذه العملية. وكان الغرض من إنشائها صياغة البرامج اللازمة وتنفيذها لإدارة هذه المحمية الشاسعة التي تمتد على منطقة تعد الحكومة الوطنية الكولومبية فيها شبه مغيبة كلياً. اعترف الرئيس ألفارو أوريبي في عام 2002 بالمحمية رسمياً، لينشئ ما يمثل الآن رابع أكبر محمية للسكان الأصليين في كولومبيا. ووقعت شركة "ميدياموس إف & إم" (Mediamos F&M)، وهي شركة استشارية بمدينة كالي في كولومبيا في عام 2012 اتفاقية مع مؤسسة "أكاتيسيما" لتطوير أحد أول مشاريع (+REDD) في كولومبيا.

تحدثت في صباح يومي الأول في قرية ماتسولداني مع صبيين عمرهما 15 عاماً يدعيان إديلسون وإدغار. عندما سألتهما عن الهدف من مشروع (+REDD)، أخبرني إديلسون أن هدف المشروع هو الحد من آثار التغير المناخي عبر الحد من قطع الأشجار في الغابات. وأنهم تلقوا مقابل عدم قطع أشجار الغابات الموارد والتدريب اللازمين لتطوير الأنشطة المرتبطة بخطة مجتمعهم التي يطلق عليها "بلان دي فيدا" (plan de vida) أو خطة الحياة. أنشطة مثل مشاريع لزراعة الكاكاو أو فاكهة "يوكا برافا" أو الموز في قطع أراضيهم المزروعة الصغيرة، أو إتاحة الحصول على اللوازم المدرسية والمنح. وكانت غالباً طلبات لأشياء عملية مثل الدراجات النارية والمحركات الخارجية والأسقف المصنوعة من الصفيح المموج.

بعد زيارتنا لمدينة بارانكو في كولورادو والتعرف على مساعيهم لجعل المجتمع وجهة لهواة صيد الأسماك ومراقبة الطيور، انطلقنا في رحلة في نهر أورينوكو المنساب، ثم دخلنا في جدول كانيو دي ماتافين الذي تشعر كأنه من عالم آخر، وهو جدول مياه أسود يمتد من شرق المحمية إلى غربها ويمر من قلبها. بعد إجرائنا زيارة سريعة لقرية سيرابيا، أوقفنا جمال خلجان المياه السوداء الأخاذ لجدول كانيو دي ماتافين للحظات. كان ربان القارب "غريغوريو" يغلق محركه ويضرب هيكله أربع مرات عندما قال: "هذه بقعة ملائمة للـ "تونيناس". ليظهر في غضون ثوان الدولفين النهري الوردي أو ما يعرف باسمه العلمي (Inia geoffrensis humboldiana)، وينفث الماء من فتحة النفث، ويرينا زعنفته الظهرية ثم يختفي، ليعاود الظهور بعدها بلحظات مع صغيره.

بعد إعادة التجمع لقضاء ليلة في مدينة إنيريدا، زرنا المكتب المحلي لمؤسسة "أكاتيسيما" لمقابلة يسينيا كايوباري ساينز، حاكمة قطاع المحمية النائي بيروكال أجوتا التي تنتمي إلى المجموعة العرقية "بويناف" والبالغة من العمر 31 عاماً. مع أن النساء الآن يترأسن أو يشاركن في رئاسة 6 من لجان "ماتافين" التنسيقية الثمانية وهي (الصحة، والتعليم، وحقوق الإنسان، والأراضي والبيئة، وخطط الحياة، والشباب، والبرامج، والمرأة)، فإن "يسينيا" حالياً المرأة الوحيدة بين نظرائها حكام "المجلس" (Cabildo) الستة عشر، وثاني امرأة تشغل منصب حاكم مجلس في تاريخ مؤسسة "أكاتيسيما" الذي يمتد منذ 20 عاماً. قالت لنا حاكمة المجلس: "يدعمني زوجي ومجتمعي دعماً كبيراً، لكن لا يزال يُتوقَّع مني الاعتناء بمنزلي وعائلتي وأطفالي، لكن هذا لا يتوقع من الرجال الذين أعمل معهم".

كانت خطتنا للمرحلة الثانية من الرحلة هي قطع نهري غوافيار وأوفا للتوجه إلى قرية كومارال، حيث سنحضر ورشة تركز على إدارة المراحل النهائية الحاسمة لحصاد الكاكاو وتخميره ومعالجته (الكاكاو هو المكون الخام المستخدم في صنع الشوكولاتة). ثم ننصب أراجيحنا لمدة ثلاث ليالٍ وننظم زيارات خلال هذه المدة إلى بضعة مجتمعات أبعد، تقع في الجهة الجنوبية الغربية البعيدة للمحمية.

تحدثت في قرية كوميرال مع إدوين ليوناردو لوبيز نافارو، غادر الشاب ذو 26 عاماً مدينة كوماريبو عندما كان مراهقاً يافعاً ليعمل في مناجم الذهب غير القانونية الواقعة ضمن حديقة سيرو ياباكانا الوطنية في فنزويلا. وأوضح أن أجور عمال المناجم تكون نسبة مئوية من الذهب الذي يستخرجونه، لكن كان هذا العمل الذي يشمل استخدام الزئبق خطِراً. ذات يوم خلال عمله في المنجم، شاهد والده يُقتل بعيار ناري أمام عينيه، على ما يبدو بسبب دينٍ ما. غادر إدوين في اليوم التالي مع زوجته أماندا داكوستا ذات 28 عاماً، ليعود في نهاية المطاف إلى مدينتي إينيريدا وكوماريبو. أنجب الزوجان طفلاً مؤخراً، وهما متفائلان تفاؤلاً يشوبه الحذر بفرص نجاحهما المستقبلية، التي تشمل زراعة الكاكاو في مدينة كوماريبو.

عندما كنا في طريق العودة إلى مدينة إنيردا، أوقفت وحدة بحرية قاربنا، وراجعت وثائقنا، وسألتنا عما نفعله. بعد تحققهم من قصتنا، تجاذبنا أطراف حديث ودي مع الجنود. كان نصفهم على الأقل من أصل إفريقي كولومبي أو من السكان الأصليين، وكان جميعهم تقريباً ينتمون إلى أفقر المناطق أو أكثرها عنفاً في كولومبيا، مثل كاوكا وشوكو وشبه جزيرة غواخيرا. بينما كنا نغادر ذكّرنا الجنود بارتداء سترات النجاة فضلاً وليس أمراً منهم.

خلال الأيام العشرة من رحلتنا، كان ذلك لقاءنا الوحيد مع الحكومة الوطنية. والمؤسسات الأخرى الوحيدة التي صادفتها كانت بعض زملائي السابقين من جزيرة باندا (Panda) الذين يعملون في منظمة "الصندوق العالمي للطبيعة" (WWF)، وامرأة من مدينة كالي بدأت العمل في وظيفة جديدة مع "المجلس النرويجي للاجئين" (Norwegian Refugee Council)، ومجموعة ضخمة من المسيحيين الإنجيليين كانوا يسافرون في ثلاثة زوارق مزودة بمحركات. حافظت المبشرة والإنجيلية الألمانية الأميركية صوفيا مولر على إبقاء التبشير والكرة الطائرة هنا، وقد أمضت 60 عاماً تجوب أنهار المنطقة وتترجم الإنجيل إلى أكثر من اثنتي عشرة لهجة من لهجات السكان الأصليين. لسوء الحظ، أدت حركة "مولر" التي سميت بـ "حركة القبائل الجديدة التبشيرية" أو (el Movimiento Misionero Nuevas Tribus) إلى تبشير مجتمعات السكان الأصليين، وكان هذا السبب الرئيسي وراء اختفاء الموسيقى والرقص التقليديين للسكان الأصليين تقريباً من هذه الزاوية من كولومبيا.

أخبرني عالم في الأنثروبولوجيا ومدير مؤسسة "إيتنولانو" أنتونيو لوبو غيريرو من مكاتب المنظمات غير الحكومية في مدينة بوغوتا، بعد أيام قليلة من عودتي من ماتافين: "أحد الأشياء التي تغيرت منذ بدء مشروع (+REDD) هو إنشاء مؤسسة "أكاتيسيما" في البداية بغرض إدارة محمية سيلفا دي ماتافين، وأصبح لدينا الآن هيكلية مؤسسة "أكاتيسيما" وشركة "ميدياموس" و"سيلفا دي ماتافين" التابعة لمشروع (+REDD). يمنح المشروع أجوراً كثيرةً وهذا أوجد واقعاً مختلفاً". أسس والدا أنتونيو مؤسسة إتنولانو في عام 1984، لذا قضى سنوات كثيرة من شبابه في مجتمعات السكان الأصليين القاطنة في سهول اللانوس الكولومبية وغابات الأمازون.

مجموعة مراقبة الكربون

جادلت مجموعة مراقبة الكربون التي تتخذ من بلجيكا مقراً لها، بالتعاون مع "مركز أميركا اللاتينية للصحافة الاستقصائية" ( Latin America Center for Investigative Journalism-CLIP) والصحفي الكولومبي أندريس بيرموديز في يونيو/حزيران، بأن مشاريع الحِراجة الواسعة النطاق في كولومبيا تختلق رصيداً لانبعاثات الكربون المسموح بها أكبر من مقدار خفض الانبعاثات الذي تحققه فعلاً. يزعمون أن مشروع محمية "ماتافين" استخدم نقطة بداية مبالغاً فيها لحساب معدل إزالة الغابات، ما يزيد مقدار رصيد انبعاثات الكربون المسموح بها الصادر عن المشروع، ما يعني أنه يمكن للشركات تعويض أو تحييد انبعاثاتها بشراء أرصدة انبعاثات الكربون المسموح بها المبالغ بتقدير قيمتها بدلاً من دفع ضريبة الكربون (وبالتالي حرمان الحكومة الكولومبية من عائدات ضرائب هي بأمس الحاجة إليها). بناءً على هذا التحليل، أوصت مجموعة مراقبة الكربون بأن يتوقف المستثمرون عن شراء أرصدة انبعاثات الكربون المسموح بها من مشروع محمية سيلفا دي ماتافين وأن تشطب مؤسسة "فيرا" اسم المشروع من سجلها أو تلغي ترخيصه.

الردود والانطباعات

ترفض كل من مؤسسة "فيرا"، أكبر سوق كربون تطوعي في العالم، وشركة "ميدياموس إف & إم" النتائج التي توصلت إليها مجموعة مراقبة الكربون رفضاً قاطعاً. يمكنك الاطلاع على رد مؤسَّسة "فيرا" هنا (الذي يزخر بالكلام الكربوني واللغة الاصطلاحية لهذا القطاع)، إضافة إلى رد مجموعة مراقبة الكربون هنا.

تمادت مجموعة مراقبة الكربون في تقريرها بزعمها أن مشروع "ماتافين" ينشر الترهات، ودعوتها المستثمرين إلى التوقف عن شراء أرصدة انبعاثات الكربون المسموح بها التي يصدرها هذا المشروع. وُضعت نقطة بداية إزالة الغابات في مشروع "ماتافين" والمرجع (أو المنطقة البديلة) المستخدم لحسابها وفق معيار الكربون المعتمد الذي كان موجوداً قبل أن تضع وزارة البيئة والتنمية المستدامة في كولومبيا إطار عمل تنظيمي وطني لمشروع (+REDD). تم التحقق من صحة مشروع "ماتافين" ومراجعته ثلاث مرات (أكثر من أي مشروع آخر في كولومبيا) وفق هذا المعيار. ما كان يجب على الوزارة فعله عندما وضعت أخيراً مبادئها التوجيهية الناقصة في عام 2019 هو التواصل وتقديم التوجيه لجميع مشاريع (+REDD) التي تم إنشاؤها سابقاً حتى تعدل نقط بدايتها وفق ذلك. لم يحدث هذا نهائياً.

لم تجرِ أي من مجموعة مراقبة الكربون أو مركز "أميركا اللاتينية للصحافة الاستقصائية" (الذي يتلقى تمويله من مؤسسة "بوليتزر سينتر" (Pulitzer Center)) زيارة فعلية لمشروع "ماتافين" قبل أن تستنتجا أنه ينشر الترهات. لو زاروه، لكانوا شهدوا أن المشروع يخفض معدل إزالة الغابات بالفعل، إذ وفقاً لمؤسستي "إيديام" (IDEAM) و"سياك" (SIAC) خفضت بلدية كوماريبو معدل إزالة الغابات بين عامي 2019 و2020 بمقدار 1,244 هكتاراً. كما كانوا قد شهدوا أن مشروع (+REDD) يعوض مجتمعات السكان الأصليين التي تعيش في محمية "سيلفا دي ماتافين"، عن غياب الحكومة الكولومبية فيها بطرائق تساعدهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية. فقد أجري البحث المخصص للمقال من بروكسل وبوغوتا، واعتمد بمعظمه على مصادر مجهولة

(في الوقت نفسه، يبدو أن أكبر مشروع للحد من التغير المناخي في كولومبيا يحصل على ترخيص مجاني. إذ على ما يبدو أن مشروع "فيزيون أمازونيا" (Visión Amazonía) الذي تديره وزارة البيئة والتنمية المستدامة في كولومبيا، يخفق في تحقيق النتيجة المرجوة. فبعد تلقي المشروع 85 مليون دولار خلال السنوات الخمسة الماضية من النرويج وألمانيا والمملكة المتحدة، فشل في تحقيق هدفه المعلن المتمثل بخفض معدل إزالة الغابات).

يعد الكثيرون كولومبيا رائدةً في مجال المناخ وتمويله. وأحد أسباب ذلك هو ضريبة الكربون التصاعدية في البلاد، التي فرضها الرئيس السابق والحائز على جائزة نوبل خوان مانويل سانتوس خلال فترة ولايته الثانية. إضافة إلى هذا، كانت المشاركة النشطة والقيادة الحازمة التي قدمتها "أسوكاربونو" (ASOCARBONO)، وهي رابطة تضم مطوري مشاريع ومرافق تسجيل ومنظمات غير حكومية وشركات، فعالةً في تعزيز الحوار المشترك بين القطاعات داخل كولومبيا وكسب ثقة المستثمرين الخارجيين.

أتيحت لي فرصة معرفة كيفية استعداد قطاع الكربون لمؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي الذي عُقد في مدينة غلاسكو، في جلسة قمة المناخ السابقة للمؤتمر المستضافة بمدينة "قرطاجنة" بين 6 إلى 8 أكتوبر/تشرين الأول. بدأ المؤتمر بداية موفقة إذ ناشد مدير بعثة "الوكالة الأميركية للتنمية الدولية" (USAID) في كولومبيا لاري ساكس الممثلين الحاضرين من جميع أنحاء أميركا اللاتينية ومنطقة بحر الكاريبي البالغ عددهم 300 فرد إلى "التفكير في المجتمعات التي تعيش في الغابة وتوفير فرص لهم، وإقامة شراكات مع القطاع الخاص الذي يدفع عجلة الأعمال التجارية المراعية للبيئة، ومشاريع السياحة البيئية، والطاقة المتجددة".

وبعد انتهاء المراسم، تبعها يوم ونصف يوم من الحوارات الباهتة، إذ واصل المسؤولون الحكوميون الكولومبيون وأولئك الذين يحاولون رسم صورة أكثر إيجابية لمشروع "فيزيون أمازونيا" الاستفاضة في الحوار دون مغزى. قالوا إن كولومبيا تحتاج إلى وضع قواعد أوضح، ولوائح تنظيمية أفضل، والتحلي بشفافية أكبر. لكن على عاتق من تقع مهمة تنظيم قطاع الكربون وإظهار تأثير تمويل المانحين؟

في صباح اليوم الأخير، كنت على وشك المغادرة والتنزه لشراء قميص كتّان جديد من طراز "غوايابيرا" قبل ملاحظة أن أنجيلا أندرادي رئيسة "منظمة الحفظ الدولية" (Conservation International)، التي ترأس أيضاً لجنة منظمة "الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة" (IUCN) لإدارة النظام البيئي، قد اعتلت المنصة لتقود جلسةً عنوانها: (+REDD): 20 عاماً من الدروس المستخلصة من تنفيذ المشاريع. كان من بين المحاضرين جاير موسكيرا، هو قائد شاب من أصل إفريقي كولومبي حدثنا أن مشاريع (+REDD) في المحيط الهادئ الكولومبي لا تدر إيرادات للمجتمعات من خلال بيع أرصدة انبعاثات الكربون المسموح بها فقط، وإنما كانت تساعد أيضاً على إبقاء النشطاء البيئيين وقادة العدالة الاجتماعية على قيد الحياة. إذ نشرت منظمة "غلوبال ويتنس" ( Global Witness ) تقريراً جديداً قبل أقل من شهرين يشير إلى أن كولومبيا أخطر دولة في العالم على القادة في مجال البيئة للسنة الثانية على التوالي.

رسخ المهندس المدني روبرتو ليون غوميز الجلسة، الذي عمل لمدة 28 عاماً لإحراز تقدم في قضايا الحفاظ على الغابات في كولومبيا. فقد شاركنا أن مشروع "باراموس إي بوسكيس" (Paramos y Bosques) التابع "للوكالة الأميركية للتنمية الدولية" كان يستخلص الدروس المستفادة من نشر مشاريع (+REDD) التي يديرها المجتمع المحلي في المحيط الهادئ ويطبقها للحد من إزالة الغابات في البلديات التي منحت أولوية التنمية الريفية في اتفاقية السلام لعام 2016. إضافةً إلى تلقي المشاركين المساعدة التقنية لإتمام دراسات الجدوى التمهيدية وقياس استمرارية مشاريع (+REDD) ومردوديتها، كانوا يتعلمون كيفية التفاوض على عقد اتفاقيات ملائمة طويلة الأمد مع مطوري المشروع.

جذبتني منسقة الفعالية والمنسقة الصحفية "آنا ماريا روشا" بعد الجلسة إلى الغرفة الخضراء، حيث كان وزير المناخ الأرجنتيني باتريسيو لومباردي يجهز ملاحظاته الختامية. رحب بي الوزير باتريسيو، المسؤول الأعلى رتبةً في المؤتمر وضيف الشرف ترحيباً حاراً، مشيراً إلى أنه اليوم يُتم عاماً كاملاً في هذا المنصب. بدأ الوزير بالإشارة إلى بعثة من غرب إفريقيا تجلس جوارنا: "تكون بلادنا عادةً هي المدينة لدول الشمال، لكن الأمر مختلف في قضية التغير المناخي، ففي قضية التغير المناخي، بلدان الشمال هم المدينون لنا".

سألت الوزير عن انطباعاته عن المؤتمر وتطلعاته لمؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي. فأجابني: "نحتاج إلى إنعاش هذه الحوارات، فنحن نتحدث كثيراً عن الأسواق، وهو حوار محدود جداً يقتصر على ما يهم وما ليس مهماً. إن الكربون هو الحياة. الكربون يمثلنا، ونحن لسنا سلعاً. لقد فقدت أوروبا غاباتها، على عكس إفريقيا والأميركيتين وبابوا غينيا الجديدة. إن الرهانات على هذا المؤتمر كبيرة. ويجب أن تكون كذلك".

يمكنكم الاطلاع على النسخة الإنجليزية من المقال من خلال الرابط، علماً أنّ المقال المنشور باللغتين محمي بحقوق الملكية الدولية. إنّ نسخ نص المقال دون إذن سابق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!