اشترك
الوضع المظلم
الوضع النهاري

الاستمرار بالحساب الحالي

ما هي عوامل تحقيق الابتكار المستدام في المؤسسات غير الربحية؟

6 نقاط لتنطلق منها المؤسسات غير الربحية التي ترغب في بناء إمكاناتها في الابتكار الدائم

إعداد : نيدهي ساهني، أميرة بليس، دانيال بايك، لورا لانزيروتي

 

تم النشر 01 أغسطس 2017

شارك
شارك

الابتكار؛ كلمة انتشرت انتشاراً واسعاً لدرجة أنها فقدت معظم بريقها وجوهر معناها، ومع ذلك؛ يبيّن بحثنا أن معظم قادة المؤسسات غير الربحية يعتقدون أنهم ليتمكنوا من إحراز التقدُّم في مهماتهم وتنمية القدرة على الابتكار؛ لا بد أن يتخيلوا ويبتكروا طرقاً جديدة لحل المشكلات الاجتماعية الشائكة.

أجرَت مؤسَّسة "بريدج سبان غروب" (Bridgespan Group)، بدعم من مؤسّسة "روكفلر" (Rockefeller)، استقصاء شمل 145 قائداً للمؤسسات غير الربحية حول قدرة مؤسَّساتهم على الابتكار، الذي نُعرّفه بأنه وقت مستقطع من التطبيق العملي، طويل كان أم قصير، يؤدي إلى تحقيق أثر اجتماعي إيجابي ملموس، وقد بيّن الاستقصاء أن الابتكار بالنسبة للغالبية العُظمى من هذه المجموعة، هو أكثر من مجرد شعار شامل رنان؛ بل هو ضرورة ملحَّة يطمح إليها 80% منهم.

تكمن المشكلة في أن نسبة 40% فقط من أولئك الراغبين في تحقيق الابتكار صرّحوا أن مؤسَّساتهم مهيَّئة لذلك؛ إن هذه الفجوة تثير قلقنا، لأن معظم الذين شاركوا في استقصائنا قالوا أنهم إذا لم يبتكروا حلولاً جديدةً لمواجهة تحديات القطاع الاجتماعي الضخمة؛ مثل تحسين الأداء الأكاديمي لطلاب المرحلة الإعدادية المعرَّضين للخطر، أو زيادة غلّة محاصيل المزارعين الأفارقة، أو تخفيض عدد الوفيات الناتجة عن إسهال الأطفال الصغار في جميع أنحاء العالم بشكل جذري؛ لن يحققوا الأثر واسع النطاق الذي يسعون إليه.

إذا لم يكن ذلك مُقلِقاً بما يكفي؛ تواجه هذه المؤسسات بيئة متقلِّبة ستضخّم حجم صراعاتها غالباً، وتوسِّع فجوة طموحها لتحقيق الابتكار؛ حيث قال حوالي نصف المشارِكين في الاستقصاء أن مؤسساتهم تخضع للأزمات التنظيمية أو التحولات السياسية؛ (لقد أجرينا هذا الاستقصاء قبل تقديم الميزانية الفيدرالية لإدارة الرئيس ترامب)، ويواجه العديد غيرهم منافسةً متزايدة من مؤسسات القطاع الاجتماعي الأخرى على التمويل والموهبة والتأثير.

ووفقاً لاستقصائنا؛ تعلم معظم المؤسسات غير الربحية أنه لا يكفي تقديم نفس الخدمات بنفس الأسلوب؛ لكن لسوء الحظ، يعاني معظمهم أيضاً لترقُّب الفرص المستجدة من العروض أو النُهج المميزة التي قد توسّع مدى وصولهم أو تزيد من تأثيرهم، وربما هذا ليس مُستَغرَباً؛ حيث يُعَدّ الخروج عن القاعدة المتَّبعة للسعي إلى تطبيق مبادئ جديدة، وتبني طريقة التفكير غير التقليدية، وجعل الفشل دليلاً تتعلّم منه، أمراً صعباً، فقادة المؤسسات غير الربحية تماماً مثل نظرائهم في القطاع الربحي والقطاع العام؛ فهم لا يتحررون فعلاً من الوضع الراهن حتى تحدث أزمة تتطلب منهم ذلك.

يكمن معظم سر تحوّل المؤسَّسات غير الربحية إلى مؤسَّسات استباقية وفاعلة في مجال الابتكار، في الالتزام باتباع نهج متواصل ومُتعمَّد، فعلى الرغم من ميلنا للاحتفال بالرؤساء التنفيذيين ورواد الأعمال "الأبطال"؛ نادراً ما يكون الابتكار وليد ضربة محكَمة عبقرية مغامِرة واحدة، فبالنسبة لمعظم المؤسَّسات؛ يتطلّب إحراز تقدم ملموس في سدّ فجوة الابتكار والطموح إجراء دراسة منهجية واختبارات والتجربة والوقوع في الأخطاء؛ بحيث تتراكم المعرفة مع مرور الوقت؛ ليس الابتكار سحراً أو لغزاً؛ حيث تثبت المؤسَّسات غير الربحية  التي تتميز بالأداء العالي أنه يمكن للمؤسسات أن تعمل على تنمية إمكاناتها في الابتكار. (إذا كنت ترغب في التعمق أكثر في ذلك الموضوع؛ أنشأنا مجموعة موارد مجانية على الإنترنت لتساعدك في تحديد مواضِع الضعف التي تحتاج إلى التحسين، والحصول على أدوات قابلة للتحميل للتعلم والتخطيط والعمل).

6 عوامل من أجل تنمية القدرة على الابتكار

يمكن للمؤسسات التي تتفوق في طرح الأفكار المبتكَرة بشكل متواصل أن تبدو مختلفةً كلياً عن بعضها مع مرور الوقت؛ حيث أنها قد تعمل في مجالات متباينة، أو تقدم خدمات متناقضة، وقد تتفاوت أصولها وإمكاناتها تفاوتاً شديداً؛ لكن من خلال بحثنا حددنا ست عوامل مشترَكةً بين المؤسَّسات غير الربحية التي تمتلك قدرةً عاليةً على الابتكار:

1- القيادة التحفيزية التي تمكّن الموظفين من حل المشكلات المهمة.

2- ثقافة الفضول؛ حيث يهتم الموظَّفون بأكثر من التزاماتهم اليومية، ويسألون عن الافتراضات، ويتحدون تفكير بعضهم، والوضع الراهن تحدياً بنّاءً.

3- فرق متنوعة تضم أفراداً ذوي خلفيات وخبرات ومواقف وقدرات مختلفة؛ وهم المواد الأولية لتنمية مقدرة المؤسَّسة على توليد أفكار خلّاقة.

4- حدود مرنة تسمح للمعلومات والأفكار بالتدفق عبرها إلى المؤسَّسة من الآراء الخارجية (مثل المستفيدين) والمؤسَّسة نفسها.

5- مسارات الأفكار التي توفر الهيكلية والإجرائيات لتحديد المفاهيم الواعدة واختبارها وتحويلها إلى حلول تدفع عجلة التغيير.

6- الموارد الجاهزة من التمويل والوقت والتدريب والأدوات، ضرورية لدعم العمل الإبداعي.

كان المشاركون في الاستطلاع الذين صرحوا أنهم يحققون تطلعاتهم الابتكارية أو يفوقونها، أفادوا أيضاً أنهم يبلون بلاءً أفضل في تطبيق كل عامل من هذه العوامل الستة من أولئك الذين يقولون أنهم يقصّرون في تطبيقها؛ على الرغم من أن هذه النتيجة مبنية على بيانات مُبلَّغ عنها ذاتياً من عينة محدودة نسبياً من قادة القطاع الاجتماعي؛ إلا أنها تشير إلى وجود ارتباط وثيق بين هذه العوامل الستة التي تساعد في تنمية القدرة على الابتكار والكفاءة التنظيمية والأداء الإبداعي، كما يتوافق هذا الارتباط مع المعلومات التي اكتسبناها من المقابلات التي أجريناها مع أكثر من 20 خبيراً وممارِساً رائداً، ومراجعة المؤلَّفات الأكاديمية والمهنية حول دوافع الابتكار في المؤسَّسات.

لمتابعة الجزء الثاني من السلسلة؛ اقرأ: القيادة التي تحفز الابتكار وثقافة الفضول

لمتابعة الجزء الثاني من السلسلة؛ اقرأ: الفرق المتنوعة والحدود المرنة من عوامل الابتكار المستدام

يُمكنكم الاطلاع على النسخة الإنجليزية من هذا المقال من خلال الرابط، علماً أن المقال المنشور باللغتين محمي بحقوق الملكية الدولية. إنّ نسخَ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!