اشترك
الوضع المظلم
الوضع النهاري

الاستمرار بالحساب الحالي

التمويل في المنظمات غير الربحية

 

تم النشر 28 يونيو 2021

شارك
شارك

مع فهم نماذج التمويل العشر، يمكن للقادة غير الربحيين استخدام الممارسة القيمة للعالم الهادف للربح المتمثلة في الدخول في محادثات مقتضبة وواضحة حول الاستراتيجية المالية طويلة الأجل. هذا المقال هو الجزء الثالث والأخير من سلسلة النماذج العشر للتمويل. للاطلاع على الجزء الأول؛ اقرأ: التمويل غير الربحي، وللاطلاع على الجزء الثاني؛ اقرأ: نماذج التمويل غير الربحي العشر.

بدأنا في المقالين الأول والثاني من السلسلة بشرح نماذج التمويل العشر، إلى جانب لمحة عن المؤسَّسات غير الربحية الممثِّلة لكل نموذج. رُتِّبَت النماذج حسب الفئة المهيمنة من المموِّلين؛ معظم تمويل النماذج الثلاث الأولى ( الرابط العميق، والمنشِئ المستفيد، و تحفيز الأعضاء) من العديد من التبرّعات الفردية، ومعظم تمويل النموذج التالي (المراهن الضخم) من شخص واحد أو قلّة من الأفراد أو المؤسَّسات، ومعظم تمويل النماذج الثلاث التالية (المزوِّد العام، ومبتكر السياسة، والوسيط المستفيد) من الحكومة، ومعظم دعم النموذج التالي (إعادة تدوير الموارد) من خلال تمويل الشركات، أما آخر نموذجَين (صانع السوق والمؤمِّم المحلي) لديهما مزيج من المموِّلين.

آخر نماذج التمويل العشر

6. مبتكِر السياسة

تعتمد بعض المؤسَّسات غير الربحية، مثل «قرى الشباب» (Youth Villages) على الأموال الحكومية، وتعمل وفق نموذج تمويل نطلق عليه مبتكِر السياسة؛ استحدثت هذه المؤسَّسات غير الربحية أساليب جديدةً لمعالجة القضايا الاجتماعية التي لا تتوافق بوضوح مع برامج التمويل الحكومية الموجودة مُسبقاً، وقد أقنعوا المموّلين الحكوميين بدعم هذه الأساليب البديلة؛ عادةً من خلال تقديم حلولهم على أنها أكثر فعاليةً وأقل تكلفةً من البرامج الحالية؛ (في المقابل؛ تستفيد المؤسَّسات التي تعمل وفق نهج المزوّد العام من البرامج الحكومية الحالية لتوفير التمويل للخدمات التي تقدّمها)؛ إحدى الأمثلة على مبتكري السياسة مؤسَّسة «هيلب يو إس إيه» (HELP USA)؛ تؤمّن هذه المؤسَّسة غير الربحية مساكن انتقالية للمشرَّدين، وتقدِّم مساكن دائمةً بأسعار معقولة للعائلات محدودة الدخل؛ أسَّس «أندرو كومو» (نجل حاكم نيويورك السابق ماريو كومو)مؤسَّسة «هيلب يو إس إيه» في عام  1986؛ كبديل لنهج نيويورك في الدفع للفنادق لإيواء المشردين تحت مسمّى «الفنادق الاجتماعية»؛ نشأ نهج مؤسَّسة «هيلب يو إس إيه»  المبتكَر في التعامل مع أزمة الإسكان، في مرحلة كان فيها التشرّد قضيةً بارزةً عامةً، وكان الممولون الحكوميون مستعدين لتجربة نهج جديد؛ نال «أندرو» الدعم الأولي من صنّاع القرار الحكوميين من خلال عرض الحل الذي قدّمه على أنه أكثر فعاليةً وأقل تكلفةً، والذي كان أمراً حاسماً خلال فترة الأزمة المالية في نيويورك حينها. بلغت إيرادات المؤسَّسة في عام 2007 60 مليون دولار، تلقَّت حوالي 80٪ منها من مصادر حكومية؛ نصفها فدرالي والنصف الآخر دولي ومحلي، وكانت تعمل في مدينة نيويورك وفيلادلفيا ولاس فيغاس وهيوستن وبوفالو في ولاية نيويورك. ينبغي لقادة المؤسَّسات غير الربحية الذين يفكرون في اتباع نموذج تمويل مبتكِر السياسة أن يطرحوا على أنفسهم الأسئلة التالية:

  • هل نقدِّم نهجاً مبتكَراً يتفوق على النهج الراهن (من حيث التأثير والتكلفة)، ويكون مقنِعاً بما يكفي لاستقطاب المموِّلين الحكوميين، الذين يميلون إلى الانجذاب نحو الحلول التقليدية؟
  • هل يمكننا تزويد المموِّلين الحكوميين بالأدلة على نجاح برنامجنا؟
  • هل نحن مستعدون وقادرون على بناء علاقات قوية مع صنّاع القرار الحكوميين الذين سيؤيّدون التغيير؟
  • هل توجَد ضغوط كافية في الوقت الحالي على الحكومة تدفعها لإنهاء الوضع الراهن؟

 

7. الوسيط المستفيد

 تتنافس بعض المؤسَّسات غير الربحية، مثل شركة «آيوا ستيودينت لون ليكويدتي» (Iowa Student Loan Liquidity Corporation)، على تقديم خدمات تموّلها الحكومة أو تدعمها للمستفيدين؛ وتعمل المؤسَّسات غير الربحية التي تقوم بذلك وفق ما نسميه نموذج تمويل الوسيط المستفيد، ومن بين المجالات التي يتنافس فيها الوسطاء المستفيدون الإسكان وخدمات التوظيف والرعاية الصحية والقروض الطلابية؛ وإن ما يميّز هذه المؤسَّسات غير الربحية عن غيرها من البرامج الأخرى التي تموّلها الحكومة، أن المستفيدين لديهم حرية اختيار المؤسَّسة غير الربحية التي ستقدِّم لهم الخدمة؛ إن «شراكة متروبوليتان بوسطن للإسكان» (Metropolitan Boston Housing Partnership – MBHP)؛ وهي مؤسَّسة إقليمية غير ربحية تدير برامج قسائم المساعدة الفيدرالية والحكومية في الإيجار، في 30 مجتمعاً في ولاية ماساتشوستس، تُعَد مثالاً على المؤسَّسات غير الربحية تعمل وفق نموذج التمويل الوسيط المستفيد؛ حيث أصبحت تُعرَف بسمعتها الحسنة كمزوّد موثوق لقسائم الإسكان للأسر المحتاجة، منذ إطلاقها في عام 1991، فهي أكبر مزوّد لقسائم الإسكان في منطقة بوسطن؛ حيث تجمع أكثر من 7500 أسرة بمساكن في أي وقت كان، كما توفر خدمات في مثل هذا السياق؛ مثل برامج التعليم ومكافحة مشكلة التشرّد. إن مصدر أكثر من 90% من إيراداتها من الرسوم الإدارية الزهيدة التي تقدُّمها الدولة كجزء من برنامج القسائم، أما بقية التمويل فتحصل عليه من الشركات والمؤسَّسات. ينبغي لقادة المؤسَّسات غير الربحية الذين يفكرون في اتباع نموذج تمويل الوسيط المستفيد أن يطرحوا على أنفسهم الأسئلة التالية:

  • هل يمكننا أن نثبت للحكومة جدارتنا في جمع المستفيدين أو أصحاب القسائم بمستحقاتهم؛ مثل معدلات التعيين المرتفعة وآراء العملاء الإيجابية؟
  • هل يمكننا تطوير خدمات تكميلية تزيد من قيمة المنفعة إلى الحد الأقصى؟
  • هل يمكننا احتراف اللوائح والمتطلَّبات الحكومية التي تَلزم لجعلنا مزوّداً لهذه المستحقّات؟
  • هل يمكننا إيجاد وسائل لجمع الأموال لاستكمال الرسوم التي نحصل عليها من برنامج المستحقّات؟

اقرأ أيضاً: ما يحتاج المستثمِر أن يعرفه لتبنِّي فكرة رأس المال التحفيزي

8. التمويل من خلال إعادة تدوير الموارد

نمت بعض المؤسَّسات غير الربحية، مثل مؤسَّسة «أميريكيرس» (AmeriCares)، نمواً هائلاً من خلال جمع التبرعات العينية من الشركات والأفراد، ثم توزيع هذه السلع المتبرَّع بها على المستفيدين المحتاجين الذين يتعذّر عليهم شرائها من السوق؛ تعمل المؤسَّسات غير الربحية التي تدير هذه الأنواع من البرامج وفق نموذج تمويل نسميه إعادة تدوير الموارد. ترغب الشركات في التبرع بالسلع إما لأنها قد تذهب سدىً إذا لم تفعل ذلك (مثل الأطعمة التي تمتلك تاريخ صلاحية)، أو لأن التكلفة الحدية لصنع البضائع منخفضة، ولن توزَّع في الأسواق التي قد تتنافس مع المنتِج (مثل الأدوية في البلدان النامية). عادةً ما تشكّل التبرعات العينية معظم الإيرادات؛ ولكن لا مفرّ للمؤسَّسات التي تعمل وفق نموذج إعادة تدوير الموارد من جمع تمويل إضافي، لدعم تكاليف التشغيل التي تترتّب عليها؛ وتشارِك الغالبية العظمى منها في برامج الغذاء والزراعة والطب والتغذية، وغالباً توجّه تركيزها على الصعيد الدولي؛ تُعَد مؤسَّسة «بنك الغذاء في بوسطن الكبرى» (Greater Boston Food Bank) مثالاً على مؤسَّسة غير ربحية تعمل وفق نموذج تمويل إعادة تدوير الموارد، فهي أكبر مؤسَّسة للإغاثة من الجوع في نيو إنجلاند؛ حيث توزّع ما يقارب 30 مليون رطلاً من الطعام سنوياً إلى أكثر من 600 مؤسَّسة محلية؛ وتشمل مخازن الطعام، ومطابخ الحساء، ومراكز الرعاية النهارية، ودور العجزة، وملاجئ المشردين. وتكتسب هذه المؤسَّسة البضائع بعدة وسائل؛ ويُعدّ تجار التجزئة والمصانع مصادر السلع الرئيسية لها، كما تستقبل فائض الطعام من المطاعم والفنادق؛ ليشكّل الدعم العيني من الشركات 52% من إيراداتها في عام 2006؛ كما تمدّها البرامج الفيدرالية والحكومية بالسلع العينية والأموال، لتشكّل 23% من ميزانيتها السنوية، والتي تكرّسها المؤسَّسة لشراء الطعام المخصَّص للتوزيع؛ وتشكّل التبرعات النقدية من الأفراد النسبة المتبقية البالغة 25% من الإيرادات؛ والتي تغطي النفقات العامة والتحسينات الرأسمالية. ينبغي لقادة المؤسَّسات غير الربحية الذين يفكرون في اتباع نموذج تمويل إعادة تمويل الموارد أن يطرحوا على أنفسهم الأسئلة التالية:

  • هل يُرجَّح أن يكون التبرُّع بالمنتجات التي نوزعها تبرُّعاً مستمراً؟
  • هل يمكننا تنمية الخبرات لمواكبة أحدث المستجدات في القطاعات التي تتبرع بالمنتجات لنا، لنحضِّر أنفسنا لتقلُّبات التبرعات؟
  • هل نملك استراتيجيةً لاستقطاب الأموال التي سنحتاجها لتمويل العمليات والنفقات العامة؟

 

9. صُنّاع السوق

 تقدِّم بعض المؤسَّسات غير الربحية؛ مثل «ترست فور بابليك لاند» (Trust for Public Land)، خدمةً تجمع بين المانح الإيثاري والأجور أو مدفوعةً بقوى السوق، وعلى الرغم من توفّر المال للدفع مقابل الخدمة؛ إلا أنه سيكون قيام مؤسَّسة ربحية بذلك غير لائق أو مخالف للقانون. تعمل المؤسَّسات غير الربحية التي تقدم هذه الخدمات وفق نموذج تمويل نسميه صنّاع السوق، وإحدى الأمثلة على مجال عمل صنّاع السوق التبرع بالأعضاء؛ حيث يوجد إقبال على طلب الأعضاء البشرية؛ لكن بيعها غير قانوني. تكسب هذه المؤسَّسات غير الربحية معظم إيراداتها من الرسوم أو التبرعات المرتبطة ارتباطاً مباشراً بأنشطتها؛ حيث يعمل معظم صنّاع السوق في مجال الصحة والأمراض؛ لكن يعمل بعضهم أيضاً في مجال حماية البيئة (مثل الحفاظ على الأراضي)؛ ويُعَدّ «صندوق الكلى الأمريكي» (The American Kidney Fund) مثالاً على المؤسَّسات غير الربحية التي تعمل وفق نموذج تمويل صنّاع السوق؛ تأسَّست مؤسَّسة «صندوق الكلى الأمريكي» في عام 1971؛ لمساعدة ذوي الدخل المنخفض الذين يعانون من الفشل الكلوي في دفع تكاليف غسيل الكلى، لتصبح المصدر الرئيسي في البلاد للمساعدات المالية للمرضى الذين يقومون بغسيل الكلى؛ حيث قدّمت (في عام 2006) 82 مليون دولار على شكل منح سنوية إلى 63500 مريض كلى (حوالي 19% من إجمالي المرضى الذين يقومون بغسيل الكلى). سُمح لمقدمي الرعاية الصحية قبل عام 1996 بدفع أقساط التأمين «ميديكير» الفئة «بي» (Medicare Part B) والتأمين «ميديغاب» (Medigap) (حوالي 20% من إجمالي التكاليف) للمرضى الفقراء الذين يحتاجون إلى غسيل الكلى، وفي عام 1996؛ جعلت الحكومة الفيدرالية قيام المزوّدين بذلك مخالفاً للقانون، لأنه قد يُجبِر المريض على تلقي الدعم لغسيل الكلى من مزود محدد؛ أدى القانون الجديد إلى بقاء الآلاف من مرضى الكلى عاجزين عن دفع تكاليف العلاج؛ لاحظت مؤسَّسة «صندوق الكلى الأمريكي» هذه الفجوة وأنشأت برنامجاً لملئها؛ حيث صارت تدفع هذه الأقساط، فتتيح للمرضى مواصلة علاجهم. تتلقّى المؤسَّسة تمويلها أساساً من مقدِّمي الرعاية الصحية وشركات أخرى؛ طبَّقت المؤسَّسة بعد ذلك المبادئ ذاتها المتبّعة في برنامج غسيل الكلى على الأدوية المستخدَمة في علاج هشاشة العظام. ينبغي لقادة المؤسَّسات غير الربحية الذين يفكرون في اتباع نموذج تمويل صنّاع السوق أن يطرحوا على أنفسهم الأسئلة التالية:

  • هل توجَد مجموعة مموِّلين لديهم مصلحة مالية في دعم عملنا؟
  • هل توجَد أسباب قانونية أو أخلاقية تجعل من الأَولى تقديم الخدمات من طرف مؤسَّسة غير ربحية؟
  • هل لدينا بالفعل برنامج موثوق وعلامة تجارية؟

 

10. المؤمِّم المحلي

نمت عدد من المؤسَّسات غير الربحية نمواً هائلاً، مثل مؤسَّسة «بيغ بروذرز بيغ سيسترز أوف أميركا» (Big Brothers Big Sisters of America)؛ من خلال إنشاء شبكة وطنية من العمليات المحلية؛ تعمل هذه المؤسَّسات غير الربحية وفق نموذج تمويل نسميه المؤمِّمين المحليين، وتركز هذه المؤسَّسات على قضايا مثل المدارس الفقيرة أو الأطفال الذين يحتاجون إلى قدوة من البالغين؛ والتي تكون مُهمةً بالنسبة للمجتمعات المحلية في كافة أنحاء الدولة، وتكون الحكومة عاجزةً عن حل المشكلة بمفردها. تُجمَع معظم الأموال المخصَّصة للبرامج محلياً، غالباً من تبرعات الشركات أو التبرعات الفردية ومن المناسبات الخاصة، ومبلغ ضئيل من المال يرد من الوكالات الحكومية أو الرسوم. يندر أن يتجاوز حجم العمليات المحلية خمسة ملايين دولار؛ لكن يمكن أن تكون ضخمةً في المجمَل. تُعَد مؤسَّسة «تيتش فور أميركا» (Teach for America – TFA) مثالاً على المؤسَّسات غير الربحية التي تعمل وفق نموذج تمويل المؤمِّم المحلي؛ حيث توظِّف وتدرِّب وتعيُّن خريجي الجامعات الجدد في وظائف تدريس في مدارس في جميع أنحاء الدولة. تأسَّست «تيتش فور أميركا» في عام 1989، وبحلول عام 2007 كان لديها أكثر من 90 مليون دولار من الإيرادات السنوية، وتعتمد المؤسَّسة على مكاتبها 26 الإقليمة لجمع أكثر من 75% من تمويلها؛ إن السبب في نجاح ذلك هو أن مهمتها في تحسين جودة التعليم من مرحلة رياض الأطفال وحتى نهاية المرحلة الثانوية؛ تتناسب مع الممولين المحليين. بنَت المؤسَّسة ثقافةً يُعَدّ فيها جمع التبرعات جانباً أساسياً من جوانب المؤسَّسة على كافة المستويات، وقد عيّنت المديرين التنفيذيين المحليين الذين سيتولون مسؤولية اجتذاب تنمية التمويل الإقليمي. ينبغي لقادة المؤسَّسات غير الربحية الذين يفكرون في اتباع نموذج تمويل المؤمِّم المحلي أن يطرحوا على أنفسهم الأسئلة التالية:

  • هل نتناول قضيةً تكون أولويةً قصوى للقادة المحليين، وهل تُعَدّ هذه القضية مقنِعةً في المجتمعات في مختلَف أنحاء الدولة؟
  • هل يحقق توسيع مؤسَّستنا لتشمَل مجتمعات أخرى مهمتنا؟
  • هل يمكننا تكرار نموذجنا في مجتمعات أخرى؟
  • هل نحن ملتزمون بتحديد القادة ذوي الأداء العالي وتمكينهم لإدارة فروع مؤسَّستنا المحلية في المجتمعات الأخرى؟

اقرأ أيضاً: الجدوى التجارية للاستثمار في المواهب في القطاع غير الربحي

الآثار المترتبة على سعي المؤسَّسات غير الربحية للحصول على التمويل

 في المناخ الاقتصادي السائد، ينجذب قادة المؤسَّسات غير الربحية إلى الحصول على المال بأية طريقة؛ مما يتسبب في انحراف بعض المؤسَّسات غير الربحية عن مسارها، سيكون ذلك تصرفاً خاطئاً، فخلال الأوقات العصيبة؛ من المهم أكثر من أي وقت مضى أن يدرس قادة المؤسَّسات غير الربحية استراتيجيتهم في التمويل عن كثب، وأن يكونوا منضبطين في الطريقة التي يجمعون بها الأموال؛ نأمل أن تقدِّم هذه المقالة لقادة المؤسَّسات غير الربحية هيكلية عمل لتحقيق ذلك.

ستتنوّع مسارات التمويل التي ستتّبعها المؤسَّسات غير الربحية، ولن تجد جميعها نماذج تدعم البرامج واسعة النطاق؛ لكن الخبر السار هو أن جميع المؤسَّسات غير الربحية يمكن أن تستفيد من التوضيح الإضافي حول نموذج التمويل الأكثر فعاليةً، ويمكن لبعض المؤسَّسات غير الربحية تطوير نماذج تجمع مبالغ كبيرةً من المال، فكما ذكرنا سابقاً؛ تجاوزت الإيرادات السنوية لـ 150 مؤسَّسة غير ربحية جديدة تقريباً (باستثناء الجامعات والمشافي)، 50 مليون دولار بين عامي 1970 و 2003.

وبالمقابل؛ أصبح فاعلو الخير أكثر انضباطاً في استثماراتهم غير الربحية؛ يستثمر عدد متزايد من المؤسَّسات، مثل المؤسَّستَين «إيدنا مكونيل كلارك فاونديشن» (Edna McConnell Clark Foundation) و «نيو بروفيت إنك» (New Profit Inc)، في الجهات المستفيدة من منحهم، لتحسين كل من البرامج ونماذج التمويل. نأمل أن تساعد هذه المقالة فاعلي الخير في أن يصبحوا أوضح بشأن استراتيجيتهم في التمويل حتى يتمكنوا من دعم برامجهم دعماً أكثر فعاليةً.

نظراً لتطلُّع المجتمع إلى القطاع غير الربحي والعمل الخيري لحل المشكلات المهمة؛ تتزايد أهمية الفهم الواقعي لنماذج التمويل لتحقيق تلك التطلّعات.

اقرأ أيضاً: الاستثمار الخيري في الفن والابتكار

يمكنكم الاطلاع على النسخة الإنجليزية من المقال من خلال الرابط، علماً أنّ المقال المنشور باللغتين محمي بحقوق الملكية الدولية. إنّ نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!