اشترك
الوضع المظلم
الوضع النهاري

الاستمرار بالحساب الحالي

كيف تدعم الأعمال الخيرية التوزيع العادل للقاح؟

إعداد : كاثلين كيلي جانوس

 

تم النشر 30 ديسمبر 2021

شارك
شارك

تقدم منصة "ستانفورد للابتكار الاجتماعي" الجزء الأول من سلسلة مكونة من جزئين حول كيفية دعم مؤسسات العمل الخيري للتوزيع العادل للقاح "كوفيد-19″، وسنسلط الضوء في هذا الجزء على العقبات التي تواجه توزيع اللقاح لشرائح مختلفة من الناس. هناك 4 طرق تستطيع من خلالها الأعمال الخيرية المشاركة بنشاط مع الحكومات لدعم التوزيع العادل للقاح وضمان تلقيح المزيد من الأفراد ضد فيروس "كوفيد-19".

بعد مضي عام تقريباً على مواجهة أكبر أزمة صحية عامة منذ أجيال -أصيب فيها 100 مليون شخص، وتوفي نحو مليوني شخص، وتزعزع استقرار حياة الجميع تقريباً – يحتاج العالم بشدة إلى أن يشهد تلقيحاً واسع النطاق ضد فيروس "كوفيد-19". لكن الإثارة التي شعر الناس بها عند نيل لقاحي "فايزر" و"موديرنا" الموافقات في ديسمبر/كانون الأول من عام 2020 تضاءلت منذ ذلك الحين بعد التمهيد الصعب لإيصال تلك اللقاحات إلى متناول الناس. لا يكفي أن تملك لقاح، بل يجب أن توزعه بطريقة فعالة ومنصفة.

إن النبأ السار هو أن توزيع اللقاح يزداد سرعة في العديد من الأماكن. ففي الولايات المتحدة، وعد الرئيس جو بايدن باستثمار مبالغ فيدرالية ضخمة لتزويد الولايات بالموارد التي تحتاج إليها لتلقيح المقيمين فيها. لكن تأمين هذا الدعم وتوزيعه سيستغرق وقتاً، وهذه الحاجة لا تزال ملحة. إن إحدى العقبات هي النسب المرتفعة لمعدلات التردد في قبول اللقاحات، الناتجة جزئياً عن تاريخ من الاستغلال الطبي وسوء المعاملة تجاه أصحاب البشرة الملونة في الولايات المتحدة. أظهرت دراسة حديثة أن نسبة 14% فقط من الأميركيين من أصحاب البشرة الداكنة و34% من الأميركيين اللاتينيين يثقون في أن لقاح "كوفيد-19" سيكون آمناً.

تستدعي مثل هذه المواقف إقامة شراكة بين القطاعين العام والخاص. لقد شهدت في أثناء تأدية دوري في إدارة الشراكات بين القطاعين العام والخاص لصالح مكتب الحاكم في كاليفورنيا طوال فترة جائحة "كوفيد-19" أن التعاون بين القطاعين والاستفادة من نقاط قوة كل منهما حقق أثراً أكبر بكثير من العمل المنفرد.

فبينما ننتقل إلى مرحلة جديدة تتمحور حول محاولة إطلاق حملة تلقيح جماعية تاريخية في الولايات المتحدة، يتوق العديد من العاملين في القطاع الخيري إلى دعم هذه العملية بطرائق ضخمة أو بسيطة. لكن نظراً إلى الطبيعة غير المتوقعة للتمهيد للتلقيح، فإن المؤسسات والجهات المانحة ليست دائماً متأكدة من كيفية الاستفادة من استثماراتها بأكثر طريقة فعالة ممكنة.

لا يزال أمامنا الكثير لنتعلمه طوال عملية التلقيح، لكن سنقدم إليكم أربع طرائق تستطيع من خلالها الأعمال الخيرية مشاركة مع الحكومات بفعالية لدعم التوزيع العادل للقاح وضمان تلقيح المزيد من الأفراد ضد فيروس "كوفيد-19".

1. استثمر في رسل موثوقين

يقول الخبراء إنه للقضاء على "كوفيد-19" يجب أن يكتسب حوالي 90% من السكان مناعةً ضد هذا الفيروس، لكن ثقة العامة في اللقاح – خاصةً بين مجتمعات البشرة الملونة – أقل من ذلك بكثير. إذ يتردد حوالي ربع العامة حول أخذ لقاح "كوفيد-19″، أي يقولون إنهم إما على الأرجح أو حتماً لن يأخذوه. وترتفع هذه النسبة بين البالغين داكني البشرة، حيث قال 35% منهم إنهم لن يتلقحوا قطعاً.

نعلم أن الرسل الموثوقين -وهم قادة المجتمع المحترمون الذين يعيشون ويعملون في مجتمعات الأقليات العرقية والإثنية التي يتفاوت تضررها من الفيروس- مهمون للتواصل مع المجتمعات المترددة في تلقي اللقاحات. لكن المؤسسات المجتمعية مثل العيادات الصحية المحلية أو ما يطلق عليها "بروموتوراس" (promotoras) (المروجون باللغة الإسبانية)، التي تؤدي غالباً هذا الدور ليست دائماً ضخمةً بما يكفي لتقديم طلب للحصول على تمويل حكومي أو محلي. يمكن أن تساعد الأعمال الخيرية في سد هذه الفجوة.

من الأمثلة المستبعدة التي توفر دليلاً إرشادياً رائعاً لما ينجح فعلاً ولا علاقة لها بالصحة العامة: الإحصاء السكاني في الولايات المتحدة. استثمرت الدولة مؤخراً مئات الملايين من الدولارات في بناء إمكانيات شبكة من الرسل الموثوقين، لإقناع الفئة السكانية التي يصعب الوصول إليها بملء فراغ التعداد السكاني في عام 2020. في ولاية كاليفورنيا وحدها، تعاونت حكومة الولاية والشركاء الخيريون لتمويل مئات المؤسسات الوثيقة الصلة بمجموعات مثل المزارعين وأصحاب الهمم (ذوي الاحتياجات الخاصة) والمجتمعات القبلية، أي مجموعات من المجتمعات الممثلة تمثيلاً ناقصاً التي تحتاج إلى المعلومات والدعم حول التلقيح.

إحدى الشراكات بين القطاعين العام والخاص المبنية على هذا النموذج هي "توغاذر تووردس هيلث" (Together Toward Health) -تعاون بين ولاية كاليفورنيا و"مؤسسة الصحة العامة" ومجموعة من الممولين الخيريين بقيادة مؤسسة "ذا كاليفورنيا إندومينت" (The California Endowment). خُصِّص هذا الصندوق الذي تبلغ قيمته 28 مليون دولار لتمويل المؤسسات على أرض الواقع لتنشر التثقيف المجتمعي والتوعية حول "كوفيد-19″، وهذا يشمل معلومات حول سبب التلقيح وكيفية الحصول عليه. ينسَّق التمويل الخيري مع استثمار 30 مليون دولار مقدَّم من الدولة لتمويل التوعية والتعليم، وهذا من خلال معظم المؤسسات ذاتها التي دعمت مساعي الدولة في مسألة التعداد السكاني.

إن الاستثمار في المنظمات الأهلية المحلية لدعم التوعية باللقاحات ليس عاملاً مهماً لنجاح مساعي التلقيح فحسب. فمن خلال التركيز على المؤسسات التي يقودها أصحاب البشرة الملونة وغيرهم من القادة غير الممثلين تمثيلاً كافياً، الذين يحظون بمكانة جيدة تتيح لهم الوصول إلى المجتمعات المستضعفة، نستطيع أيضاً تحقيق قدر أكبر من العدالة. سيساعد الاستثمار في هذه المجموعات على بناء جيل جديد من قادة القطاع غير الربحي وإنشاء بنية تحتية لإشراك المجتمع ستستمر لمدة طويلة بعد مرور أزمة جائحة كوفيد.

يمكنكم الاطلاع على النسخة الإنجليزية من المقال من خلال الرابط، علماً أنّ المقال المنشور باللغتين محمي بحقوق الملكية الدولية. إنّ نسخ نص المقال دون إذن سابق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!