
تقدم منصة ستانفورد للابتكار الاجتماعي الجزء الأول من سلسلة "قوة الفرق متعددة الأجيال في القطاع الاجتماعي" والتي سوف نتحدث فيها عن الفرق متعددة الأجيال ودورها في المنظمات غير الربحية.
كيف يمكن للمهن الثانية لكبار السن أن تساعد أماكن العمل في المنظمات غير الربحية على تحقيق تكامل الأعمار والاستفادة من برامج الإرشاد بين الأجيال المختلفة؟
المهنيون أصحاب الخبرة
يرغب العديد من المهنيين ذوي الخبرة في مواصلة العمل خلال السنوات وحتى العقود التي تلي سن التقاعد التقليدية. إذ إنهم يريدون أن يواصلوا المشاركة والإنتاج، وفي كثير من الحالات، يتعين عليهم الاستمرار في كسب الرزق. يرغب الكثيرون أيضاً في تطبيق مهاراتهم على وظائف جديدة ذات مغزى شخصي وتأثير اجتماعي أكبر. في الواقع، اكتشف باحثو جامعة ستانفورد أن 31% من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و92 عاماً – حوالي 34 مليون شخص – "يحددون ويرتبون حسب الأولوية ويتبنون ويسعون لتحقيق أهداف ذات مغزى شخصي وتساهم في الصالح العام".
في الوقت نفسه، تحتاج المنظمات غير الربحية إلى موظفين من ذوي الخبرة في مجالات مثل التكنولوجيا والتسويق والتخطيط الاستراتيجي وجمع التبرعات، ولكنها غالباً ما تجد صعوبات في العثور على المرشحين المناسبين أو تحمّل تكاليفهم. كما أنها ستستفيد من الموظفين الذين يتمتعون بالقدرة على التكيف والتقدير السليم والتواصل ومهارات حل المشكلات، وهي سمات تُظهر الدراسات أنه يمكن للموظفين الأكبر سناً توفيرها. بالنظر إلى انتشار الموظفين الشباب في المنظمات غير الربحية (48.4% من الموظفين أقل من 40 عاماً)، والموظفين الجدد في الأدوار القيادية في هذا القطاع، يمكن للمهنيين ذوي الخبرة أيضاً العمل بصفتهم موجهين.
استخدام المهارات المجربة مجدداً
إن مفهوم "إعادة تدوير" الخبرات المؤسسية لخدمة القضايا النبيلة وإفادة الأجيال الجديدة من القادة ليس جديداً. إذ عمل القادة ذوو الخبرة منذ فترة طويلة بصفتهم مستشارين وأعضاء مجالس إدارة للمدارس والجمعيات الخيرية. في عام 1964، كانت منظمة "سكور" (SCORE) من بين أولى المنظمات غير الربحية التي قدمت خبرات الكفاءات المؤسسية المتقاعدة إلى رواد أعمال الشركات الصغيرة الذين يحتاجون إلى موجهين. وفي عام 1978، أسست مجموعة من قادة الشركات في شيكاغو هيئة الخدمات التنفيذية (Executive Service Corps) لنقل الخبرات المؤسسية إلى القطاع غير الربحي. اليوم، يقدم أعضاء المجموعة خدمات استشارية وتدريبية وخدمات تيسير مجانية أو منخفضة التكلفة لحوالي 150 منظمة غير ربحية.
منذ ذلك الحين، أنشأت كليات، مثل مبادرة الوظائف المتقدمة بجامعة مينيسوتا، برامج لمساعدة المهنيين المتقاعدين في العثور على وظائف ذات غاية جديدة ووظائف مجتمعية وذات تأثير اجتماعي، وفي الوقت نفسه تحقيق تكامل الأعمار في التعليم العالي. توفر مؤسسات أخرى، مثل "أيجلس إنوفيترز" (Ageless Innovators) و"سيركل" (CIRKEL)، فرصاً للتوجيه المشترك تمثل همزة وصل بين الأجيال بهدف تعزيز الوظائف.
أنشأنا، في "إنكور دوت كوم" (Encore.org)، وهي منظمة غير ربحية مخصصة للربط بين الأشخاص من مختلف الأجيال، برنامج "زملاء إنكور" (Encore Fellows) للتوفيق بين المهنيين ذوي الخبرة في نهايات حياتهم المهنية مع المنظمات غير الربحية التي تحتاج إلى مهاراتهم ومواهبهم. يرمي برنامج التدريب الداخلي في منتصف العمر هذا إلى تحقيق تكامل الأعمار في القطاع غير الربحي، ما يفيد المهنيين الأكبر سناً الذين يبحثون عن وظائف ثانية، وزملاءهم الأصغر سناً، ومؤسساتهم.
يحصل زملاء منظمة "إنكور" (Encore) عادة على رواتب تتراوح بين 20 و25 ألف دولار (بناء على أوجه التفاوت الإقليمية) مقابل 1,000 ساعة من العمل على مدى فترة تصل إلى عام. خلال الأعوام الماضية، غطت العديد من الشركات تكاليف زمالة منظمة "إنكور" للمتقاعدين أو للموظفين الذين يتركون الشركات خلال عمليات التسريح من العمل أو إعادة الهيكلة. دفعت المنظمات غير الربحية، والمنظمات التجارية في بعض الأحيان، تكاليف الزملاء الآخرين.
منذ إنشاء منظمة "إنكور" في عام 2009، عمل أكثر من 2,000 شخص كزملاء في 50 مدينة من المدن الكبرى في جميع أنحاء الولايات المتحدة، حيث قدموا أكثر من مليوني ساعة من الخدمة بجزء بسيط من قيمتها السوقية. نجح البرنامج في توفير الانتقال إلى القطاع غير الربحي. حيث يبقى حوالي 60% من الزملاء في المنظمة غير الربحية المضيفة بصفة أو بأخرى – كموظفين أو مستشارين أو أعضاء مجلس إدارة – وبعضهم يواصل العمل هناك لسنوات.
على سبيل المثال، بعد 23 عاماً من العمل في شركة "هيوليت باكارد" (آتش بي) (Hewlett-Packard)، بما فيها منصب نائب الرئيس للخدمات التنفيذية والتعويضات، انضم جيمس أوتينو إلى منظمة وادي السيليكون للتعليم (Silicon Valley Education Foundation) كأحد زملاء "إنكور" الأوائل. وعندما انتهت الزمالة، عيّنه الرئيس التنفيذي آنذاك، محمد شودري، نائباً للرئيس للشراكات والاستراتيجية والتكنولوجيا. قال شودري لصحيفة "ميركوري نيوز" (Mercury News) إن أوتينو "شخص خارق". عمل أوتينو لعدة سنوات في المنظمات غير الربحية، حيث قاد الجهود لبناء خطة استراتيجية مدتها 5 سنوات وغالباً ما كان يوجه رئيسه وزملاءه الأصغر سناً. وعندما غادر، أسس مؤسسته الخاصة لخلق فرص تعليمية للنساء والأطفال في موطنه كينيا والسودان المجاورة لبلده.
يمكنكم الاطلاع على النسخة الإنجليزية من المقال من خلال الرابط، علماً أنّ المقال المنشور باللغتين محمي بحقوق الملكية الدولية. إنّ نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.