5 خطوات للحفاظ على زخم التنوع والمساواة والشمول في مؤسستك

4 دقيقة
الجري
shutterstock.com/Jarama

مارست رياضة الجري طوال السنوات العشر الماضية. وكما يعلم المتمرسون في هذه الرياضة، فإن المواظبة على وتيرة جري جيدة وإيقاع ثابت هو سر الحفاظ على التقدم وتجاوز مراحل السباق. يعرف كل عدّاء أيضاً أنه سيواجه بعض العوائق على الطريق، مثل تلة شديدة الانحدار، أو رياح قوية، أو ذلك الصوت الذي يتردد في ذهنك ويطلب منك إنهاء الجري. في تلك اللحظات، تحتاج إلى العثور على طريقة للاستمرار في الجري، والتركيز على التفاصيل الصغيرة، مثل تنفسك، أو خطواتك، أو ببساطة المرحلة التالية.

تراودني فكرة الحفاظ على الزخم كثيراً عند التفكير بالتنوع والمساواة والشمول. في عام 2020، بدأ العديد من شركات القطاع الخاص ماراثون التنوع والمساواة والشمول أو زاد وتيرته. فهي تعمل بجد لتغيير بيئة العمل فيها بحيث يحصل الجميع على فرص متساوية للفوز بوظيفة أو ترقية، ويشعرون بالانتماء، وتُدفع لهم أجورهم ويعامَلون بعدالة نظير عملهم وإسهاماتهم. باختصار، تريد هذه المؤسسات أن توفر الفرص والاحترام والعدالة، لفائدة الجميع، وليس فئة بعينها فقط. هذا هو الهدف المنشود الذي يستلزم وقتاً ومثابرة، وبخاصة في مواجهة المثبطات. لكن ما يدعو للتفاؤل أن ثمة إجراءات محددة تُمكن المؤسسات من التغلب على هذه التحديات كما هي الحال في رياضة الجري.

يمثل حكم سياسة العمل الإيجابي الخاص بالتعليم العالي الذي أصدرته المحكمة العليا في الولايات المتحدة أحدث عقبة كبرى أمام التنوع والمساواة والشمول. فهو يؤدي إلى زيادة الصعوبات أمام الطلاب ذوي البشرة الملونة في التحاقهم بالجامعات، ومن شأنه أن يضع تحديات إضافية أمام تنوع المواهب الذي تحتاج إليه الشركات لتنمية أعمالها. يتزايد عدد الحملات والدعاوى القانونية المعتمدة على هذا الحكم لإعاقة مبادرات التنوع والشمول في القطاع الخاص، تلك المبادرات التي تهدف إلى التغلب على العوائق التي تحول دون تكافؤ الفرص بين المتقدمين والعاملين والموردين من خلفيات متنوعة. وهو جزء من رد الفعل الثقافي الواسع الذي يضغط على المؤسسات لإلغاء أولوية المساواة في العمل.

لم يخلُ عملنا في مؤسسة دبليو كيه كيلوغ فاونديشن (W.K. Kellogg Foundation) الذي استمر عدة عقود على مبادرات التنوع والمساواة والشمول من العقبات والنجاحات. وما يدفعنا للاستمرار إيماننا بأهميتها لأجيال من الأطفال والأسر التي نقدم لها خدماتنا، والجدوى التجارية من تحقيق المساواة العرقية، والمكاسب التي تعود علينا جميعاً عاملين وشركات. وفي الوقت الذي يواجه فيه مصطلح "التنوع والمساواة والشمول" انتقادات متجددة، من الضروري أن نتذكر المعنى الحقيقي للعمل، وهو إتاحة الفرص والعدالة والاحترام، لذلك بدأنا الرحلة منذ البداية.

لسنا وحدنا في رحلة التنوع والمساواة والشمول. في عام 2019، أسست مؤسسة دبليو كيه كيلوغ فاونديشن برنامج تعزيز المساواة (Expanding Equity) بناءً على خبرتنا في التحول الداخلي، لمساعدة الشركات التي ترغب في تصميم استراتيجيات رحلتها في التنوع والمساواة والشمول أو تطويرها. تعاونّا مع أكثر من 100 شركة من أكثر من 10 قطاعات تتمتع جميعها بظروف واحتياجات فريدة ولكنها تشترك في الالتزام نفسه بتنمية التنوع والمساواة والشمول فيها. حقق أكثر من 90% من الشركات المشاركة في شبكة برنامج تعزيز المساواة، التي قدمت البيانات والمعلومات اللازمة، تقدماً ملموساً في استراتيجيات التنوع والمساواة والشمول. ونعلم من الدراسات الاستقصائية والمحادثات الأخيرة بعد قرار المحكمة العليا في الصيف الماضي أن هذه الشركات تنوي الاستمرار في هذا المسار لأنها تعلم أن هذا العمل مفيد لها وللعاملين فيها.

ومن هذا المنطلق، أنشأت مؤسسة دبليو كيه كيلوغ فاونديشن دليل "طريقة" استدامة الزخم لمساعدة المزيد من المؤسسات على الاستفادة من هذه المرحلة لإعادة إشراك قيادتها، وتحديث استراتيجياتها، وإعادة الالتزام بأهداف التنوع والمساواة والشمول التي وضعتها.

يوضح الدليل 5 خطوات للحفاظ على زخم التنوع والمساواة والشمول في مؤسستك:

  1. واكب التطورات الحديثة: جهز نفسك للمرحلة المقبلة من خلال فهم التأثير المحتمل لآخر التطورات مثل الأحكام القانونية والتشريعات الجديدة والدعاوى القضائية وضغط أصحاب المصالح. تمر التغطية الإعلامية لحكم المحكمة الدستورية العليا بمد وجزر منذ الصيف، ولكن ثمة عدد من خبراء التنوع والمساواة والشمول يتابعون التطورات من كثب ويقدمون أفكاراً ملموسة حول الإجراءات التي يمكن أن تتخذها المؤسسات، وهي جديرة بالمتابعة في أثناء رسم الخطط المستقبلية.
  2. تعرّف على رفاق الرحلة: تعرف على الذين يرافقونك في رحلتك من خلال فهم أصحاب المصالح الأساسيين لديك (الداخليين والخارجيين على حد سواء) وما موقفهم من جهود التنوع والمساواة والشمول التي تبذلها. يجب فهم مجموعتين مهمتين من أصحاب المصالح، بالنظر إلى أهمية دورهما في نجاح مبادرات التنوع والمساواة والشمول، وهما قادة الموظفين والعاملون في الخطوط الأمامية. وعلى الرغم من أهمية استمرار مختصي التنوع والمساواة والشمول في التعاون مع فرقهم القانونية في هذا الوقت، فإن هاتين المجموعتين ضروريتان لاستدامة جهود التنوع والمساواة والشمول، لأنهما مسؤولتان عن صياغتها وقيادتها يومياً.
  3. راجع استراتيجيتك: ضع خطة العمل المثلى من خلال حصر مجموعة جهود التنوع والمساواة والشمول الخاصة بمؤسستك عبر بُعدين، هما التأثيرات الإيجابية وردود الفعل السلبية، وذلك لإحكام استراتيجيتك وتعزيزها بخطة تخفيف المخاطر عند الضرورة. ستمكّنك الرؤية الشاملة والواضحة لاستراتيجية التنوع والمساواة والشمول الخاصة بمؤسستك من تحديد طرق تطبيق رؤى أصحاب المصالح على مجموعة مبادراتك، وذلك لتعزيز طموحاتك العامة لتحقيق التنوع والمساواة والشمول.
  4. حافظ على وتيرة التقدم: استمر في التقدم للوصول إلى المحطات الرئيسية في خطتك من خلال التواصل مع صناع القرار الرئيسيين وإشراكهم في طريق التقدم. التدريب أداة مهمة في هذه المرحلة لإبقاء قادة الموظفين والعاملين في الخطوط الأمامية مشاركين في هذا المسعى وللتأكد من أن إجراءات التنوع والمساواة والشمول التي تتخذها المؤسسة سليمة من الناحية القانونية وذات فعالية.
  5. انتبه إلى الطريق أمامك: ترقب العقبات والفرص القادمة، وذلك من خلال المتابعة المستمرة لتغييرات المشهد في مجال التنوع والمساواة والشمول (داخلياً وخارجياً) التي قد تغير وجهة نظرك وتحول نهجك. للبقاء على المسار الصحيح، من الضروري تعزيز معرفتك العملية بالإجراءات القانونية والسياسات الدائمة التطور ومعرفة استجابات القادة والعاملين في مؤسستك لها.

يجب ألّا تكون هذه الخطوات "للاستخدام مرة واحدة" فقط، بل يجب تكرارها مراراً، واعتبارها برنامجاً تدريبياً للرحلة الطويلة والمستمرة أمامنا جميعاً. في أثناء الجري، ثمة لحظات تحتاج فيها إلى التحقق من سرعتك، أو التركيز على خطواتك، أو التفكير في السبب الذي دفعك لبدء الجري في المقام الأول. علينا أن نفعل الأمر نفسه في مساعي التنوع والمساواة والشمول.

إحدى أفضل السمات التي يتمتع بها العداؤون هي معرفتهم بأنهم جزء من مجموعة كبيرة، وذلك يمنحهم دفعة إضافية لمواصلة الجري أسرع قليلاً وتشجيع زملائهم العدائين على طول الطريق. يؤسس برنامج تعزيز المساواة مجتمعاً من المختصين من النوع نفسه، يخوضون رحلة التنوع والمساواة والشمول معاً. بعضهم ما زال على الطريق، والبعض الآخر بدأ للتو، لكننا جميعاً نتعاون لدعم بعضنا لبعض في هذا المسعى.

عندما نواجه تدقيقاً متزايداً وانتقاداً ومعارضة لشيء مهم نفعله، فقد نميل إلى التباطؤ أو تغيير المسار أو التوقف عن فعله، فذلك يخفف الصعوبة والإجهاد والألم. لكنها إحدى أهم اللحظات في رحلة التنوع والمساواة والشمول، التي ستحدد إذا ما كنا ستتراجع أم سنتغلب على الصعوبات. من المهم جداً في هذه اللحظات أن تكثف اعتمادك على الفريق من حولك، وأن تعيد النظر في استراتيجيتك وتعززها، وأن تعيد تأكيد قيادتك، وكما يفعل العداؤون بعد التوقف المؤقت لشرب الماء، أن تواصل المضي قدماً بقوة إضافية اكتسبتها من هذه التوقفات المفيدة. إن العمل الذي نتعاون من أجله بوصفنا قادة ومؤسسات ومجتمعات لم ينته بعد، ونحن جميعاً نساعدك ونعتمد عليك لمواصلة العمل.

يمكنكم الاطلاع على النسخة الإنجليزية من المقال من خلال الرابط، علماً أنّ المقال المنشور باللغتين محمي بحقوق الملكية الدولية. إنّ نسخ نص المقال من دون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.