4 خطوات لمواجهة معوقات العمل الخيري

3 دقائق
معوقات العمل الخيري
shutterstock.com/Dragana Gordic

تختلف معوقات العمل الخيري حسب كل سياق وتزيد أو تقل وفقاً للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المتسارعة، فهل تُعزى إلى عوامل خارجية، أم أنها نتاج عيوب هيكلية في استراتيجية المؤسسات الخيرية نفسها؟ في هذا المقال نستكشف كيفية مواجهة أبرز معوقات العمل الخيري بفعالية.

وعلى الرغم من الأهمية المتنامية للعمل الخيري والتطوعي؛ إلا أنه يواجه صعوبات تتطلب خلق بيئات تنظيمية وتشغيلية قادرة على مواكبة هذه التغيرات، وفيما يلي 4 خطوات تساعد المؤسسات الخيرية في التغلب على أبرز العقبات التي تحد من دورها في تنمية المجتمع:

1. خلق مصادر تمويل متعددة

يمثل توليد الإيرادات وجذب المزيد من المانحين وجمع الأموال بطريقة أكثر فعالية مصدر قلق متزايد للمؤسسات الخيرية التي يواجه مشكلة في عدم كفاية الدخل والاحتياطيات اللازمة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية والمحافظة على عملياتها.

يمكن حل هذه المشكلة من خلال تحديد الوضع المالي بدقة ومعرفة الأساليب الناجحة لجمع التبرعات، وبناء علاقات قوية مع المتبرعين لتخفيف عبء الحصول على الدعم من المانحين، واستغلال أي فرص مثمرة للحصول على التمويل اللازم، فعلى سبيل المثال، تمكنت مؤسسة فابريك إيد التي توفر الملابس المستعملة للفئات المهمشة من اللاجئين وذوي الدخل المحدود في لبنان، من جمع 130 ألف دولار في البداية عبر المشاركة في 20 مسابقة تمويلية مختلفة، وحصل مؤسسوها على المركز الأول في مسابقة جامعة بيركلي الأميركية للمشاريع الاجتماعية العالمية عام 2018، ما ساعدها في كسر حاجز التمويل وعقد شراكات جديدة تضمن لها تنوع مصادر دخلها واستدامته.

2. ربط الابتكار بزيادة الإنتاجية

يتجه القطاع غير الربحي نحو التحول الرقمي لما له من فوائد في تمكين جهود جمع الأموال، وتوسيع نطاق الثقة والشفافية ودعم العمليات اليومية وتسهيلها، لكن قيود الميزانية ومقاومة التغيير بسبب نقص المعرفة والوعي بأفضل الأدوات التكنولوجية، والمخاطر المرتبطة بالأمن السيبراني وحماية المعلومات، تمثل أبرز معوقات العمل الخيري في تبني الحلول الرقمية.

ولمواجهة هذه المشكلة يجب فهم عواقب استخدام الأدوات التكنولوجية السيئة على وقت الموظفين والنتيجة النهائية للمشروع الخيري، إضافة إلى أن ضم خبير تكنولوجي إلى الفريق يساعد في توفير المال وحل المشاكل بأسرع وقت فضلاً عن البقاء على اطلاع دائم على آخر التطورات التكنولوجية.

بعض الأعمال الخيرية تنطلق من مبدأ الابتكار من أجل الابتكار، لكن من الأفضل أن تركز على التوازن بين الابتكار والإنتاجية. على سبيل المثال، واجه تطبيق يمي الذي يساعد في تأمين مصدر دخل للنساء الليبيات من خلال بيع وجبات الطعام التي يعدونها في المنزل، مشكلة ضعف الكهرباء والإنترنت الناجمة عن عدم الاستقرار واستمرار الصراع السياسي في البلاد، لكن مؤسِسة التطبيق فاطمة ناصر تغلبت على هذا العائق بتوفير رقم هاتف يمكن من خلاله التواصل مع العميل وتسليم الطلب يدوياً.

3. الالتزام بالحوكمة وتنويع مجلس الإدارة

قدرة المؤسسات الخيرية على جذب المانحين والمتطوعين وكسب رضا المستفيدين تأتي من التزامها بالحوكمة من خلال التغلب على مشكلة الشفافية والمساءلة ونقص البيانات، إذ لفت 60% من المشاركين في دراسة حالة الحوكمة في القطاع الاجتماعيمنطقة الخليج إلى أهمية الشفافية في اتخاذ قرارات التمويل، وبالتالي ضعف ممارسات الحكومة سيعيق تحقيق الأهداف الاستراتيجية والتنظيمية للمؤسسة الخيرية.

لا يقتصر الأمر على الحوكمة فقط، فعدم تنويع مجالس الإدارة وتجديده يمثل أحد معوقات العمل الخيري التي تؤثر في تحسين النتائج ووضوح الرؤية، ويمكن التغلب على هذا العائق من خلال ضم مختلف فئات أصحاب المصلحة ورفع حضور السيدات في صفوف قيادية ومراكز صنع القرار داخل المؤسسات غير الربحية، مثل مؤسسة عبد الله الغرير للتعليم التي تتولى رئاستها التنفيذية سونيا بن جعفر، ومؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية التي تتولى رئاستها التنفيذية، نورا سليم.

4. التحقق من دوافع المتطوعين

يرتكز العمل الخيري بالدرجة الأولى على المتطوعين، لكن إدارة عملية التطوع أو السعي لجذب داعمين جدد للقضية التي تعمل عليها المؤسسات غير الربحية ليس بالأمر السهل، ويشوبه بعض التحديات التي رصدها الباحث خليل إبراهيم الهلالات في دراسة المعوقات التي تواجه العمل التطوعي في الأردن والمتمثلة في محاولة بعض المتطوعين التدخل في الممارسة المهنية وطبيعة عمل المؤسسات التي يتطوعون بها، وعدم شعور البعض بالمسؤولية والانضباط والسعي الحصول على فوائد ومكاسب شخصية، فضلاً عن وجود خلاف بين المسؤولين والمتطوعين.

ومن السهل تجاوز هذه العقبة من خلال فهم الدوافع النفسية التي تشجع الأفراد على التطوع وتصورهم حول قيمة العطاء، ويمكن أيضاً تنظيم ورش وتدريبات في أساسيات ومبادئ العمل التطوعي.

ختاماً، كل قطاع تعترضه تحديات ومخاطر خصوصاً في حالات عدم الاستقرار. بالنسبة للقطاع الخيري، يمكن التغلب على الصعوبات من خلال التنظيم والتخطيط الاستراتيجي وفهم العوامل المؤثرة في فاعلية العمل غير الربحي.