اشترك
الوضع المظلم
الوضع النهاري

الاستمرار بالحساب الحالي

4 عوامل لعدم صلاحية تغيير الأنظمة في العمل

سلسلة القضاء على تغيير الأنظمة

إعداد : كيفين ستار

 

تم النشر 27 سبتمبر 2021

شارك
شارك

تقدم منصة ستانفورد للابتكار الاجتماعي الجزء الأول من سلسلة "نحن نقضي على تغيير الأنظمة" والتي سوف نتحدث في جزئها الأول عن رحلة تغيير الأنظمة والنواحي التي يكوف فيها تغيير الأنظمة نموذجاً غير مثالي للعمل الذي علينا إنجازه.

رحلة تغيير الأنظمة هي وجهة أكثر منها رحلة. وقد تكون "الحلول القابلة للتطبيق على نطاق أوسع" طريقة أفضل للخوض في هذه الرحلة.

تغيير الأنظمة! مجرد التلفظ بهذه العبارة جهراً يجعلني أشعر بأنني أحد المخضرمين، أحد النخبة الذين تجاوزوا أساليب العمل الخيري القديمة. تستحوذ هاتان الكلمتان على آمالنا في تحقيق أثر دائم على نطاق واسع: الأنظمة ضخمة، وإذا تمكنت من تغييرها، فسوف تواصل إحداث أثر إلى الأبد. فلماذا تريد أن تفعل أي شيء آخر؟

ولكن ثمة مشكلة. يعد "تحليل الأنظمة" طريقة أنيقة ومفيدة للتفكير في المشكلات وإيجاد أفكار للحلول، لكن عبارة "تغيير الأنظمة" تتحول بسرعة لتصبح من الكلمات الرنانة. إنها شديدة الجاذبية لدرجة أنها جعلت الجميع يرغبون في استخدامها في كل شيء. وحتى إذا تحولت إلى إحدى تلك العبارات التي يكون معناها بحسب رغبة قائلها، فإن الممولين يطالبون بها، لذا يضطر الأفراد إلى التزاحم ليبينوا أنهم يقومون بالتغيير.

ولا تساعد احتمالية عدم وجود كلمتين في اللغة تحملان تعريفاً أوسع من "النظام" و"التغيير". وإن مجرد تحمّل العبارة لمعانٍ مختلفة، يفقدها جدواها في أن تكون دافعاً للعمل المتضافر، إذ تثري الاختلافات المعنى إذا اندمجت معاً لتشكل تعريفاً مفيداً، ولكن الحالة الشائعة أنها تسبب ارتباكاً؛ فبمجرد انتشار التعريفات المتعددة، نادراً ما نتمكن من احتوائها. راجع "الاستثمار المؤثر".

لكن عندما تبحث في المؤلفات المتزايدة التي تتحدث عن عقلية تغيير الأنظمة تجد فعلاً بعض المواضيع المتكررة. إن أول تلك المواضيع الحاجة إلى معالجة الأسباب الجذرية لأي مشكلة تواجهها، وثانيها هو ضرورة تشكيل تحالف واسع بأسرع وقت ممكن، أخيراً، الموضوع الأبرز بينها هو المفهوم بأن الأنظمة المعنية تتغير نتيجةً للعمل (بالرغم من أن العديد من النماذج التي قرأت عنها، لم توضح ما هو النظام الذي يتغير).

النواحي التي يكوف فيها تغيير الأنظمة نموذجاً غير مثالي للعمل

تشير هذه المواضيع، منفردةً أو مجتمعة، إلى بعض النواحي التي يكون فيها تغيير الأنظمة نموذجاً غير مثالي للعمل الذي علينا إنجازه:

1- يصعب كثيراً تقدير الدرجة التي بلغها تغيير الأنظمة أو معرفة أنه لم يحدث أصلاً

قد يكون السبب أنه "لا يمكنك احتساب كل القضايا المهمة"، لكن يمكن احتساب معظمها، ويصعب أن تتقدم في أمر لا تستطيع قياسه. لكن الكلمات التالية التي نشرها خبير مزعوم في قياس درجة تغيير الأنظمة تعد نموذجاً لما رأيته في المؤلفات: "يدور قياس تغيير الأنظمة حول الكشف عن أنماط الروابط بين أجزائها. إنه يدور حول التغييرات النوعية في بنية النظام، وحول قدرته على التكيف ومرونته، وحول أوجه التآزر الناشئة عن الجهود الجماعية، والكثير غير ذك …".

كما سبق وذكرت، يصعب كثيراً معرفة ماذا يحدث وما لا يحدث.

2- تكمن المفارقة في أن عقلية إيجاد "السبب الجذري" للمشكلة يمكن أن تعيق التقدم

يعد تحليل "السبب الجذري" للمشكلة عاملاً مشتركاً في معظم المناقشات حول تغيير الأنظمة، وهو أداة رائعة لتوليد الأفكار وتجنب حدوث أي عواقب غير مقصودة. ومع ذلك، فإن الجهود المبذولة على نطاق واسع لمعالجة جميع الأسباب الجذرية لمشكلة ما، يمكن أن تحول أي مسألة إلى مشروع معقد تصعب محاكاته. كما أنها تضخم الأمور فتؤدي إلى تعطيل أي مسعىً لمعالجتها. ومهما كانت الجهود المبذولة لتغيير الأنظمة ناجحة، فإن هذا التعقيد يصعّب محاكاتها، وتجد نفسك غالباً عالقاً في مشروع منفرد.

توجد أسباب وجيهة خلف تجاوز الكثير من الحلول المبتكرة (والقابلة للتطبيق على نطاق أوسع) الكلي "للأسباب الجذرية"، فأحياناً تكون الأسباب الجذرية لمشكلة عصية على الحل. على سبيل المثال، أبرز الأسباب الجذرية للكثير من المشكلات حيث نعمل هي الحكومات غير الفاعلة، وهذه مشكلة لن يتمكن أحد من حلها على المدى القريب. لكي نكون عمليين، علينا إيجاد الحلول التي ستكون مجديةً حتى بوجود هذا السبب الجذري. يدور الكثير من الأفكار اللامعة حول بعض الأسباب الجذرية التي لن تحل بسهولة، وإن أي حلول ناجحة لا تولي اهتماماً للأسباب الجذرية على الإطلاق. الحل النافع يشبه السمكة التي تستطيع العيش برخاء في البحر الذي تسبح فيه، مهما يكن ذلك البحر غامضاً وملوثاً.

3- إن تنسيق تغيير الأنظمة أمر محفوف بالمخاطر في أفضل أحواله

من المواضيع الأخرى في المؤلفات المكتوبة عن تغيير الأنظمة أنه يتعين على أحدهم تأسيس تحالف ضخم لتحقيقه. لكن من هذا الشخص؟ فهذا دور صعب: عليك أن تجعل الآخرين يعترفون بك وأن تثبت كفاءتك لهذا الدور. يؤدي ذلك غالباً إلى فراغ، ونتيجة لذلك، غالباً ما يتولى الممولون هذا الدور، فهو لا يقاوم لدرجة لا نستطيع التحكم بأنفسنا. خاصة عندما نقتنع بنموذج تغيير الأنظمة، نشعر أننا ملزمون بتأدية هذا الدور بتقديم أموالنا نيابة عن ذلك الشخص، وبما أن هذا المال هو شريان الحياة للمنفذين، يضطر الأغلبية إلى الانقياد إلينا، فنصبح القادة الفعليين، مع أننا لسنا بارعين في ذلك. راجع "العمل الخيري الاستراتيجي".

4- نحن نستخدم النظام غالباً، ولا نغيره

تستعين معظم الأفكار البالغة التأثير التي شهدتها بالأنظمة الحالية كمنصات أو قنوات لتوزيع منتج أو خدمة، فهي لا تغير الحكومات أو الأسواق، بل تستخدمها لإحداث التأثير فقط، أي كأنها تسخر الأنظمة أو – بمعنى ألطف – تستغلها. قد تضيف أمراً ما إلى نظام يجعله يقدم عملاً مهماً، لكنك عندما تتمهل وتمعن النظر، ستجد أنه نفس النظام القديم عندما بدأت العمل. في معظم الأحيان لا نغير الأنظمة تغييراً ملحوظاً، فإن نجاحك بجعل الحكومة تصدر سياسةً معقولةً أو حتى تطلق برنامجاً فعالاً لا يعني أنك غيرتها، بل يعني أنك استخدمتها بطريقة فعالة ومثيرة للإعجاب، وهذا كل ما في الأمر.

يمكنكم الاطلاع على النسخة الإنجليزية من المقال من خلال الرابط، علماً أنّ المقال المنشور باللغتين محمي بحقوق الملكية الدولية. إنّ نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!