
تقدم منصة ستانفورد للابتكار الاجتماعي الجزء الأول من سلسلة "استثمار الذكاء الاصطناعي في سبيل الإحسان" والتي سوف نتحدث فيها عن حلول الذكاء الاصطناعي وخصائص استثماره الناجح في سبيل الإحسان، وكيفية إنشاء إطار عمل لتقييم التأثيرات المحتملة للذكاء الاصطناعي في سبيل الإحسان.
يرسم المسؤولون عن التعداد في مؤسسة "آي دي إنسايت" (IDinsight) حدود مساحة من الحقل لتقدير الناتج الزراعي في ولاية تيلانغانا في الهند. تعد البيانات المستخلصة من استقصاءات مماثلة مدخلات بالغة الأهمية في نماذج التعلم الآلي الزراعية.
في السنوات العشر الماضية، طبقت مئات المشاريع الذكاء الاصطناعي (AI) بغاية تحقيق الصالح الاجتماعي. إن تطبيق الأداة الصحيحة لحل المشكلة الملائمة لها يحسّن حياة الملايين جذرياً، من خلال التقديم الأفضل للخدمات والصياغة الأوسع اطلاعاً للسياسات. لكن ما نوع الاستثمارات التي تجعل حلول الذكاء الاصطناعي ناجحة، وما هي أكثر التطبيقات الواعدة في مجال الأثر الاجتماعي؟
خصائص الاستثمار الناجح للذكاء الاصطناعي في سبيل الإحسان
يمتاز الذكاء الاصطناعي في مساعدته للبشر على تسخير البيانات المعقدة التي جُمعَت من نطاق واسع، للتنبؤ أو التصنيف أو التحسين بسرعة وضمن مدى يتجاوزان القدرة البشرية. نعتقد أن الاستثمارات الموجّهة بقدر أكبر والأكثر استدامة في الذكاء الاصطناعي لتحقيق الأثر الاجتماعي (تسمى أحياناً "الذكاء الاصطناعي في سبيل الإحسان") أهم من المنح المتعددة القصيرة الأمد المقدمة في مجموعة متنوعة من المجالات، لسببين:
أولهما، أن تكاليف الذكاء الاصطناعي الأولية كبيرة وتكاليفه المستمرة أو الهامشية منخفضة. قد يصعب تصميم أنظمة الذكاء الاصطناعي وتفعيلها، ويتطلب مجموعة موارد قد تكون مكلفة للانطلاق، مثل البيانات التدريبية، ووقت عمل الموظفين، والبنية التحتية ذات الجودة العالية للبيانات. بالمقارنة مع الاستثمار المسبق، فإن تكلفة الوصول إلى كل مستخدم إضافي ضئيلة. بالنسبة إلى المؤسسات الخيرية التي تتطلع إلى قيادة الأثر الاجتماعي الإيجابي بواسطة الذكاء الاصطناعي، فهذا يعني غالباً أن حلول الذكاء الاصطناعي يجب أن تمتد على نطاق كبير قبل أن تبدأ بتقديم عائد اجتماعي ضخم على الاستثمار.
السبب الثاني الذي يجعل التمويل الموجّه والمستدام مهماً، أن أي نقطة فشل مفردة – نقص البيانات التدريبية، أو إساءة فهم احتياجات المستخدمين، أو النتائج المتحيزة، أو التكنولوجيا التي صممت بشكل سيئ للإنترنت غير الموثوق – قد تعرقل إصدار منتج واعد من الذكاء الاصطناعي في سبيل الإحسان. تحتاج الفرق التي تستخدم الذكاء الاصطناعي إلى تحسين هذه الأنظمة وصيانتها باستمرار للتغلب على العقبات وتحقيق التوسّع والحفاظ على الأنظمة البيئية التي يعيشون ضمنها.
إنشاء إطار عمل لتقييم التأثيرات المحتملة للذكاء الاصطناعي في سبيل الإحسان
لتضييق نطاق أكثر حالات استخدام الذكاء الاصطناعي الواعدة، جمع فريقنا في مؤسسة "آي دي إنسايت" الأبحاث الحالية من الأمم المتحدة، وشركة "ماكنزي آند كومباني" (McKinsey & Company)، والممارسين غير الربحيين، والأعمال السابقة لشركة "جوجل.أورغ" (Google.org)، وغيرها من المجموعات في القطاع الاجتماعي.
وانطلقنا من ذلك في تحديد حوالي 120 حالة يستخدم فيها المطورون الذكاء الاصطناعي في 30 مجالاً، لمعالجة المشكلات الاجتماعية والبيئية، ثم حلل فريقنا بواسطة إطار عمل دقيق، أي هذه المجالات يرجح أن تؤدي إلى إحداث أثر اجتماعي ملموس. بالإضافة إلى المخاطر المحتملة، ينظر هذا الإطار في:
1- حجم التأثير المحتمَل
ما مدى اتساع نطاق الحل أو مجموعة الحلول المطبقة؛ ما هو عدد الأشخاص الذين تخدمهم؟ ما هو عمق هذه الحلول؟ مثلاً، هل تزيد دخل المستفيدين زيادة طفيفة أو أنها تنقذ حياة أحد ما؟
2- جدوى التنفيذ
هل يمكن بناء خوارزمية بدقة تكفي ليتفوق أداؤها على الخيار الراهن الذي لا يعتمد على الذكاء الاصطناعي؟ ما هو التأثير التفاضلي للذكاء الاصطناعي على حل هذه المشكلة مقارنةً بالوسائل الأخرى؟ هل تتوفر البيانات عالية الجودة اللازمة لبناء الخوارزمية أو هل يمكن الحصول عليها؟
3- أوجه التعاون في مجال الفرص
هل توجد عدة كيانات مختلفة تعمل حالياً على حل مشكلات مماثلة؟ هل توجد استثمارات تحفيزية ثابتة سيكون لها أثر غير متسلسل في تمكين مختلف مبادرات الذكاء الاصطناعي في سبيل الإحسان الأخرى؟ هل توجد مؤسَّسة مرموقة يمكنها إيجاد الحلول الأولية ونشرها على نطاق واسع بالشراكة مع الممول؟
يمكنكم الاطلاع على النسخة الإنجليزية من المقال من خلال الرابط، علماً أنّ المقال المنشور باللغتين محمي بحقوق الملكية الدولية. إنّ نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.