اشترك
الوضع المظلم
الوضع النهاري

الاستمرار بالحساب الحالي

5 حلول قابلة للتطبيق على تغيير الأنظمة بنجاح

سلسلة القضاء على تغيير الأنظمة

إعداد : كيفين ستار

 

تم النشر 27 سبتمبر 2021

شارك
شارك

تقدم منصة ستانفورد للابتكار الاجتماعي الجزء الثاني من سلسلة "نحن نقضي على تغيير الأنظمة" والتي تحدثنا في جزئها الأول عن رحلة تغيير الأنظمة والنواحي التي يكوف فيها تغيير الأنظمة نموذجاً غير مثالي للعمل الذي علينا إنجازه. أما اليوم في الجزء الثاني من السلسة فسوف نتحدث عن الحلول القابلة للتطبيق على نطاق واسع فيما يخص تغيير الأنظمة وسوف نتعرف على التحول الكبير في هذا المجال.

بعد تعرفنا على النواحي التي يكون فيها تغيير الأنظمة نموذجاً غير مثالي للعمل الذي علينا إنجازه، يجب علينا معرفة بعض الحلول القابلة للتطبيق وعلى نطاق واسع.

الحلول القابلة للتطبيق على نطاق أوسع

إذاً هل توجد طريقة أفضل؟ بالتأكيد! أطلق عليها اسم "الحلول القابلة للتطبيق على نطاق أوسع". ترد هذه العبارة عرضياً في النقاشات عن تغيير الأنظمة، لكنها في الواقع تمثل نهجاً مختلفاً كلياً عنه، ويستحق هذا الاختلاف أن يؤخذ على محمل الجد. فالتحسين لا يقتصر على إضافة عيادتين إضافيتين إلى عيادتك الحالية؛ فهذا يسمى "التنامي". إذا كان "الحل القابل للتطبيق على نطاق أوسع" هو الحل الذي سيترك تأثيراً كبيراً في مشكلة عويصة، فإن "التوسع" هو الحلم بعيد المنال لهذا الحل كي يحقق أقصى إمكاناته، والحل هو "التوسع" عندما يشتد انحدار منحنى التأثير مع مرور الوقت، حتى لو كانت زيادته عظيمة وبطريقة مستدامة.

إن المذهل في الأمر هو أن عبارة "الحلول القابلة للتطبيق على نطاق أوسع" قد اقتصرت حتى الآن غالباً على عالم الأعمال، ولا تزال لدينا فرصة لتعريفها بدقة تكفي لتكون مجدية. إذاً هيا بنا. يتكون الحل القابل للتطبيق على نطاق أوسع من خمس نواحٍ:

1- فكرة عظيمة توجهه وتنظمه.

2- مهمة تركز هذه الفكرة على الحصول على نتيجة محددة.

3- نظرية الأثر التي توضح الرابط بين الفكرة والمهمة (الآلية الأساسية لتحقيق تلك النتيجة).

4- نموذج يحدد طريقة منهجية ويمكن تكرارها لتطبيق تلك النظرية.

5- استراتيجية تحدد من سيكرر هذا النموذج على نطاق واسع ومن الذي سيدفع مقابل كل هذا التكرار، أطلق عليهما من يطبق النموذج على نطاق واسع ومن يقوم بالسداد على نطاق واسع.

إن تكرار هذا النموذج هو ما سيزيد من تأثيرك، وبالتالي لا بد أن يكون النموذج بحد ذاته قابلاً للتوسيع بطبيعته. يجب أن يكون "كافياً" بأربع طرق:

فعال بما يكفي

لا ينبغي لأحد أن يحاول نشر نموذج على نطاق واسع دون أن يجد دليلاً دامغاً على تأثيره، كما أن حجم التأثير مهم أيضاً:زيادة الدخل بنسبة 3%، أو التقدم في محو الأمية بنسبة 4% قد لا يستحق عناء نشر هذا النموذج. "فالأهمية الإحصائية" لا تساوي"الجدوى".

كبير بما يكفي ليكون مهماً

إن النموذج يعالج مشكلة عويصةً، ويجب أن يكون التداخل بين مواضع الحاجة إليه والمواضع التي يكون فيها مجدياً، كبيراً بما يكفي لإحداث تأثير ملحوظ في مشكلة مهمة.

بسيط لدرجة يتيح فيها لمن يطبقه على نطاق واسع تنفيذ مهمته

صحيح أنه يجب أن يكون منهجياً ويمكن تكراره، لكن هذا وحده لا يكفي: سواء كان من ينفذه الحكومة أو الشركات أو المنظمات غير الحكومية، عليك أن تعثر على أمثلة مقنعة عن قيام هذه الجهة بعمل جيد في أمر مماثل.

تكلفته زهيدة بما يكفي ليستطيع من يسدد التكاليف على نطاق واسع أن يدفعها

سواء كان من يسدد هم العملاء أو الحكومات أو الجهات التي تقدم المساعدات الضخمة، يضع كل مسدد سقفاً للسعر الذي يمكنه دفعه، سواء كانت ربة منزل تشتري موقداً أو وزير المالية الذي سيقرر مصير فكرتك حول العامل الصحي، لذا عليك أن تعرف ما هو سقف السعر ذاك ولا تتجاوزه.

فيما يلي عدة أمثلة على الحلول الواعدة القابلة للتطبيق على نطاق أوسع، التي أوجدتها مؤسسات مختلفة، وهي قيد التوسيع حالياً:

  • المتخصصون الصحيون المحليون المحترفون: الحكومات هي الجهة المنفذة والمسددة على نطاق واسع.
  • الطاقة الشمسية المنزلية بنظام الدفع المسبق: الشركات هي المنفذة والعملاء هم المسددون على نطاق واسع.
  • برامج التخرج من الأفراد من فئة الفقر المدقع: ستكون الحكومات في النهاية هي الجهة المنفذة والمسددة على نطاق واسع (مع بعض المساعدة من المنظمات غير الحكومية والجهات التي تقدم المعونات الضخمة).
  • التدريس بالمستوى المناسب: ممارسة بسيطة في الصف تحسن فرص التعلم لكل طفل.

وأمر آخر بالغ الأهمية: لا يوجد حل قابل للتطبيق على نطاق واسع دون وجود مؤسسة واحدة أو أكثر مهووسة بالتوسع لإيجاده وقيادته، فالحلول لا تحدث أي أثر، والنموذج يبقى نموذجاً: وتطبيقهما هو الذي يحدث أثراً. لا يؤدي القطاع الاجتماعي عمله كسوق للأثر، فلا يمكنك أن تطرح فكرة وتتوقع أن تزدهر من تلقاء نفسها. ففي معظم الأحيان، إذا راودتك فكرة، واحتفظت بها لنفسك، ولم تطورها، فلن يؤدِّ أحد غيرك هذه المهمة.

مع أن نهج تغيير الأنظمة يصعّب عليك معرفة درجة التغيير الحاصل، ومدى تقدمك في عملية التغيير، فإن الحلول الناجحة القابلة للتطبيق على نطاق أوسع تتبع مساراً مشتركاً في رحلتها نحو التوسع. ما يعني أنك تستطيع إظهار مدى تقدمك بدقة لا بأس بها. يمكنك متابعة التقدم على عدة مراحل:

البحث والتطوير: تخيل أنك مختبر، بدأت بطرح فكرة وكررتها بأقصى سرعة ممكنة لتحولها إلى نموذج منهجي يمكن محاكاته. يحدث ذلك عندما تستطيع تقديم حجة مقنعة على التأثير الذي أحدثه نموذجك وأنه قابل للتطبيق على نطاق واسع (على الرغم من أن تحدثك بدقة كاملة عن ذلك لا يزال سابقاً لأوانه).

التكرار: لقد أصبحت مصنعاً، تنتج نسخاً مماثلةً لنموذجك في أثناء مواصلتك تكراره. أنت تنمو، لا تتوسع، في حين تعمل على إنجاح جميع العمليات والأنظمة وأدوات المراقبة والتقييم التي ستجعل نموذجك قابلاً للتكرار إلى أقصى درجة ممكنة. تستطيع المتابعة عندما تقدم مثالاً دقيقاً لكل من قابلية التوسّع والتأثير، عن طريق إجراء تجارب عشوائية منتظمة أو غيرها من التقييمات الدقيقة. تنطوي هذه المرحلة غالباً على ما يشير إليه الأشخاص باسم "التسليم المباشر".

التوسع: أنت في الغالب منخرط في إنشاء مصانع أخرى، وفي جعل الآخرين يكررون نموذجك. قد تبقى الشخص المنفذ، لكنك تركز بشكل متزايد على ضم منفذين آخرين، ومساعدتهم على تكرار النموذج بجودة عالية.

التحول الكبير

يحدث هذا النوع من القفزة الهائلة والمستمرة في التأثير الذي يمثل التوسع عادةً – الذي نسميه التحول الكبير – من خلال مزيج من ستة عوامل. تشكل عوامل التحول الكبير هذه نوعاً من أنواع قائمة المراجعة:

الجهة المنفذة على نطاق واسع: عندما تسلم تدريجياً هذا الحمل الثقيل إلى المنفذ المفترَض على نطاق واسع، وليكن الحكومة أو الشركات أو المنظمات غير الحكومية الأخرى. يجب أن يكون هذا هو الهاجس المحوري لأي استراتيجية طويلة المدى.

الجهة المسددة على نطاق واسع: هي عندما تنتقل من العمل الخيري (الذي يشمل الديون الميسرة وحقوق الملكية) إلى جهتك المسددة على نطاق واسع، ولتكن الحكومة أو الجهات التي تقدم المساعدات الضخمة أو العملاء. لأن المنفذين غالباً ما ينفذون ما قُدِّم لهم التمويل لتنفيذه، يجب أن يحدث هذا بالتزامن مع الانتقال إلى الجهة المنفذة على نطاق واسع.

النموذج: عندما تكتشف كيف تجعل النموذج أبسط وأرخص وأكثر قابليةً للتطبيق على نطاق واسع و/أو أقوى من حيث التأثير.

التكنولوجيا: عندما يتوسع نطاق الامتداد، تستطيع المؤسَّسات تخفيض تكاليف المعاملات، وتحقيق الجودة حين تجد وسائل للاستفادة من التكنولوجيا الناشئة، وخاصةً الأجهزة المحمولة والرقمية.

السياسة: تبدأ الأمور في أن تشابه تغيير الأنظمة عندما تفهم المؤسَّسات، في أثناء نموها، الطرائق التي تفتح التغييرات السياسية الأبواب وتقلل الحواجز من خلالها . خلاصة القول، عندما تتعلم المؤسَّسات كيف تجري تغييرات من القمة إلى القاعدة لتسرع كل ذلك الزخم من القاعدة إلى القمة. في الوقت نفسه، يحدث هذا عندما تصبح المؤسَّسة بارزةً لدرجة أن يلحظها واضعو السياسات ويهتموا برأيها. وإذا كانت المؤسَّسة ذكية، فستكون قد تعرفت على واضعي السياسات هؤلاء وضمتهم إلى رحلتها منذ بدايتها.

العمل الجماعي: أخيراً، إليك الجزء الذي سيسعد هواة تغيير الأنظمة. عندما تبدأ المؤسَّسات في توسيع نطاق حلولها، تشكل غالباً شبكات أو علاقات تعاونية مع جهات منفذة أخرى تسعى لتحقيق أهداف مماثلة. فقد تنضم إلى حراك موجود مسبقاً، أو حتى تحاول بدء حراك جديد. أحياناً تنضم إليها المؤسسات التي تملك حلولاً مكمّلةً، لكن متميزةً.

يمكنكم الاطلاع على النسخة الإنجليزية من المقال من خلال الرابط، علماً أنّ المقال المنشور باللغتين محمي بحقوق الملكية الدولية. إنّ نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!