لماذا يجب على المؤسسات الاجتماعية الاستفادة من الدراسات المستقبلية؟

8 دقيقة
اشتراف المستقبل في القطاع الاجتماعي
shutterstock.com/tomertu
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يشهد التفكير الموجه نحو المستقبل اهتماماً كبيراً، ويمكن للمؤسسات الخيرية وغير الربحية استخدام أدوات الاستشراف التي طالما أشاد بها القطاع الخاص لبناء سيناريوهات مستقبلية أفضل للمجتمعات.

تشهد الدراسات المستقبلية نهضة وسط عاصفة من الأحداث التي لا يمكن تصورها، من جائحة تحدث مرة واحدة في القرن إلى حروب تندلع في أجزاء مختلفة من العالم. تظهر كلمة "المستقبل" في عناوين المؤتمرات والمقالات الفكرية، وتظهر مؤسسات وجمعيات جديدة ذات توجهات لدراسة السيناريوهات المستقبلية، إلى جانب استوديوهات الإنتاج التي تركز على المستقبل بصورة شبه يومية، ويوظف بعض المؤسسات علماء متخصصين في المستقبل لتوجيه أعمالها. ولا عجب في ذلك، إذ أُنشئت أدوات التفكير المستقبلي لمساعدة الناس على التعامل مع حالات عدم اليقين لفهم التغيرات في البيئة الخارجية ودراسة آثارها المحتملة وإعداد حزم من الإجراءات استجابةً لها. وعلى الرغم من أن التفكير في المستقبل جزء أساسي من الطبيعة البشرية، وهو ما دأب الناس على ممارسته منذ زمن بعيد، تطور الاستشراف المؤسسي المعاصر وأدوات استشراف المستقبل لتصبح تخصصاً علمياً في الستينيات، وذلك ليس مستغرباً في فترة شهدت اضطرابات اجتماعية وتغيرات تكنولوجية كبيرة، وهي فترة تشبه في كثير من النواحي ما نشهده اليوم.

نشر ألفين توفلر في عام 1967 كتابه الشهير "صدمة المستقبل" (Future Shock) الذي أصدر فيه تحذيراً يقول: "في مواجهة التغيرات التكنولوجية والاجتماعية الهائلة، من المرجح أن تعاني البشرية بصورة جماعية حالة لا تختلف عن الصدمة الثقافية التي يعانيها المسافرون إلى البلدان الأجنبية، حيث تحيط بهم لغات وعادات غريبة. وبالمثل، من المحتمل أن يُصدم الناس عندما تتغير الأشياء من حولهم إلى الحد الذي يشعرون فيه بأنهم غرباء في بيئات كانت مألوفة لهم، ما سيؤدي إلى ارتباك جماعي وحالة من اللاعقلانية وأزمة نفسية على نطاق واسع، وذلك يشابه إلى حد بعيد ما نشهده اليوم. العلاج الذي نادى به توفلر هو محو الأمية العالمية في التفكير المستقبلي، وهو أمر يجب أن يُدرّس في المدارس ويُمارس على نطاق واسع داخل المؤسسات والمجتمعات والحكومات.

في تلك الأجواء، صممت عدة مؤسسات غالبيتها ممولة من وزارة الدفاع الأميركية، منها مؤسسة راند (RAND) ومؤسسة إس آر آي إنترناشونال (SRI International)، أدوات للتخطيط الاستراتيجي. إلى جانب هذه الجهود، وأحياناً نتيجة لها، ظهرت مؤسسات بحثية مثل معهد هدسون (Hudson Institute) ومعهد إنيستيتيوت فور ذا فيوتشر (IFTF)، حيث أعمل مديرة تنفيذية فيه، لمساعدة الناس على التفكير المنهجي في المستقبل في ظل ظروف عدم اليقين الحاد. ويبقى الهدف الرئيسي من الاستشراف أو التفكير المستقبلي هو تزويد الناس بالأدوات والحد الأدنى من المعرفة لمساعدتهم على التفكير على المدى البعيد (5 أو 10 سنوات أو أكثر) واتخاذ قرارات أفضل اليوم.

تعمل أدوات الاستشراف على استطلاع المستقبل لرصد إشارات التغيير من حولنا اليوم، مثل المؤشرات المبكرة للتحولات في المعايير والسلوكيات والتكنولوجيات التي من المرجح أن تنمو من حيث الحجم والأهمية على مدى العقد المقبل وما بعده؛ وتحليل التوجهات لتحديد الأنماط الأساسية الكبيرة التي ستشكل مجالاً معيناً من المجالات الصناعية أو المجتمعية؛ وسيناريوهات دمج التوجهات والمؤشرات معاً ووضع قصص معقولة ومتسقة عن الحياة في المستقبل؛ والتنبؤ العكسي أو التفكير المستقبلي العكسي لربط السيناريوهات بالإجراءات التي يمكننا اتخاذها اليوم وغداً لتجنب سيناريوهات معينة أو تحقيق السيناريوهات المرجوة.

اعتُمد العديد من هذه الأدوات في عالم الأعمال على نطاق واسع. تعتبر المؤسسات الخيرية وغير الربحية من المؤسسات المتأخرة نسبياً في هذا المجال. واليوم، وفي مواجهة بيئة متزايدة التعقيد والتغيرات التكنولوجية، نلاحظ اهتماماً متزايداً من جانبها بالدراسات المستقبلية. ولكن على عكس قطاع الشركات، حيث الهدف الرئيسي من الاستشراف هو زيادة القدرة التنافسية والحصة السوقية والعوائد المالية، يمكن للقطاع الاجتماعي تكييف أدوات الاستشراف واستخدامها لتحقيق الصالح العام وتحسين تقديم الخدمات الاجتماعية وسد الثغرات التي يتركها القطاعان الحكومي والخاص.

وبالنظر إلى طبيعة رسالة المؤسسات الأهلية، يجب أن تمارس هذه المؤسسات ما يسميه الكاتب والباحث ريتشارد سلوتر "الاستشراف الاجتماعي"؛ أي استخدام الاستشراف لإجراء تحول أعمق في التفكير والفهم والإجراءات اللازمة لتحقيق التغيير المنهجي بين الموظفين الداخليين وكذلك بين المكونات الرئيسية وأصحاب المصلحة. تمكّن أدوات دراسة المستقبل مؤسسات القطاع الاجتماعي من أن تكون أكثر جرأة وتسعى إلى تحقيق أهداف أعلى وتصل إلى جمهور أوسع مقارنةً بأنشطة التخطيط الاستراتيجي التقليدية. سأشرح في هذه المقالة كيف يمكن للمؤسسات استخدام هذه الأدوات لتحقيق أهدافها والمساعدة على وضع سيناريوهات مستقبلية تمكّن المجتمعات وتضمن عالماً أكثر إنصافاً.

كسر احتكار النخبة للرؤية المستقبلية

يبدأ المستقبل في المخيلة، فقبل أن تتمكن من عمل أي شيء، عليك أن تتخيله. ومن المؤسف أن مجالات تخيل المستقبل والإسهام فيها ظلت مقتصرة على فئات بعينها، فهي أسلوب الحياة في وادي السيليكون وغيرها من مراكز السلطة حيث يشعر الكثير من الناس بأنهم يخترعون المستقبل، وتمتلئ المحادثات بكلمات مثل التحول والزعزعة والابتكار والنمو الأُسي. وفي الوقت نفسه، تشعر شريحة كبيرة من السكان بأنها ضحية مستقبل لا حول لها به ولا قوة. يمكن أن يشعر قادة المؤسسات غير الربحية بالضعف في حالة من عدم اليقين الاقتصادي أو عندما تواجه المجتمعات التي يخدمونها تحديات متزايدة تبدو خارجة عن سيطرتهم. تقول كبيرة مدراء إدارة المشاركة المجتمعية في مؤسسة يونايتد واي إن نورثرن كاليفورنيا (United Way of Northern California) ميلودي بروبستل: "نشعر أحياناً بأننا نعيش في مستقبل صنعه لنا الآخرون. استشراف المستقبل أداة مفيدة للمؤسسات غير الربحية مثل مؤسستي لكي نتخيل المستقبل بأنفسنا. ينبغي ألا تكون مجرد ممارسة لما يسمى بالنخبة، نحن نستحق امتلاك القدرة على صياغة مستقبلنا بأنفسنا".

بوسع المؤسسات الخيرية وغير الربحية توسيع قاعدة أصحاب الرؤى المستقبلية وإعلاء الأصوات المتنوعة والتشكيك في الروايات الرسمية والشائعة حول المستقبل من خلال إتاحة الوقت والمجال والتدريب للموظفين والحاصلين على المنح وأفراد المجتمع للمشاركة في تخيل المستقبل المحتمل.

تحليل الماضي لزيادة التأثير

من مبادئ التفكير المستقبلي أنه لا يمكنك البدء بالتفكير في المستقبل دون فهم الماضي. كيف وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم؟ ما الأنماط التي يكشف عنها الماضي والتي يمكن أن تساعدنا على فهم ما يحدث اليوم فهماً أفضل وتخيُل ما قد يحدث لاحقاً؟. إن دراسة الماضي توضح في كثير من الأحيان أن الأوضاع التي نعيشها اليوم ليست مقدّرة سلفاً، بل هي نتائج لخيارات محددة اتخذها أشخاص محددون في أوقات محددة. هذا الفهم مصدر للتمكين لأنه يعني أن هذه الأوضاع يمكن تغييرها وأن الخيارات التي نتخذها اليوم هي ركائز بناء العالم المستقبلي الذي سنعيش فيه نحن والأجيال المقبلة. يشرح أهمية هذه الجهود أحد مؤسسي مؤسسة يوث سبيكس (Youth Speaks)، هوداري ديفيس، الذي تُعنى مؤسسته بمساعدة الشباب على استخدام قوة الكلمة المنطوقة لتحقيق التغيير الاجتماعي، فيقول: "عندما نفهم مدى أهمية أن يكون لدى أصحاب البشرة السمراء خصوصاً، والشعوب المهمشة عموماً، خبرة في قراءة الماضي بطريقة تكشف عن المستقبل، سنركز على مستقبل أصحاب البشرة السمراء بقدر تركيزنا على تاريخهم. إن التوزيع غير المتكافئ لأدوات صياغة المستقبل يحوّل اتجاهات الماضي الظالم إلى أنماط من الظلم في المستقبل".

وللفت الانتباه إلى أهمية دراسة الماضي بغية تخيل المستقبل، ابتكر هوداري مشروع "المعرض أيه" (Exhibit A)، الذي أعاد فيه الحياة إلى تقرير حكومي يُبين التفاوت التاريخي الواسع في مختلف مؤشرات الرفاهية بين السكان ذوي البشرة البيضاء والسكان ذوي البشرة الملونة في مدينة أوكلاند. كُلف فنانون محليون بإعادة تصور البيانات الواردة في التقرير وإعادة التعبير عنها لجعلها في متناول جمهور أوسع. عُرضت الأعمال الفنية المتعددة الوسائط في مهرجان "لايف إز ليفينغ" (Life is Living) وفي معارض عامة أخرى واستُخدمت لإطلاق حوارات بين أفراد المجتمع وواضعي السياسات. وبهذه الطريقة، أتيحت الفرصة للناس لتخيل السيناريوهات المستقبلية التي يرغبون فيها لمدينتهم وتبادلها في المجتمع.

تطبيع الروايات والقيم والسلوكيات الجديدة

يساعدنا فحص الأنماط والخيارات التاريخية على فهم أن الترتيبات الحالية ليست ثابتة، كما يساعدنا التفكير المستقبلي على تطبيع الاحتمالات الجديدة من خلال جعل الأفكار الجديدة أقل غرابة. ثمة العديد من الأدوات للتفكير المستقبلي، فالعثور على مؤشرات التغيير وتصنيفها باستمرار عنصر أساسي في ممارسة الاستشراف. سنجد حتماً مؤشرات خارج إطار الحياة "الطبيعية" مثل عندما يقدم أحد ما على اتخاذ خطوة غريبة لا تتناسب مع الأنماط القائمة. وثمة أداة أخرى، وهي الدراسات الإثنوغرافية المستقبلية، وهي أبحاث نوعية على أشخاص ومجتمعات "يعيشون المستقبل اليوم"، مثل المهاجرين بسبب تبِعات تغير المناخ أو روّاد ابتكارات الذكاء الاصطناعي، تساعدنا على فهم الحياة اليومية لهؤلاء الأشخاص وتعطينا لمحات عن "الوضع الطبيعي الجديد" الناشئ. أما الأداة الثالثة لتجسيد الاحتمالات الجديدة فهي المحاكاة الاجتماعية، وهي ممارسة ابتكرتها زميلتي جين ماكغونيغال التي كتبت كثيراً عن قوة الخيال و"التفاؤل المُلح" في إلهام التغيير. تصف جين المحاكاة الاجتماعية بأنها: "التجارب التي تُظهر جدوى الحلول الهيكلية للمشكلات الاجتماعية وتدعو الناس إلى تجربة هذه الحلول المستقبلية قبل أن يحين موعدها. من خلال تقمص شخصيات متنوعة والانغماس في التجارب التفاعلية، يصبح الأفراد فاعلين ومبدعين في آنٍ واحد وتتاح لهم الفرصة لمشاهدة عواقب أفعالهم وخياراتهم مباشرةً".

تُعد المحاكاة الاجتماعية عند تطبيقها على نطاق واسع أداة قوية لتصور التغيير وتحويل الأنظمة. فمثلاً، في عام 2010، دعا معهد إنيستيتيوت فور ذا فيوتشر (IFTF) آلاف الأشخاص في جميع أنحاء العالم إلى تخيل العيش في جائحة تنفسية عالمية (كان السيناريو مبنياً على مقابلات مع خبراء وتحليل بيانات جعلت هذا الاحتمال مرجحاً). نشر المشاركون تدوينات على الإنترنت ومقاطع فيديو وصوراً فوتوغرافية خلال فترة امتدت عدة أشهر تصف تجاربهم. كما شكلوا مجموعات دعم ومشاريع تعاونية لمساعدتهم على التعامل مع حالة الطوارئ. تدرّب بعضهم على ارتداء الكمامات في الأماكن العامة، وكتب آخرون عن تحديات المشاركة في الطقوس الاجتماعية، مثل حفلات الزفاف والجنازات، وتخيل آخرون التعامل مع انقطاع احتياجاتهم الأساسية. وقد شاهدنا بالفعل عرضاً أولياً لما حدث في جائحة كوفيد-19 الحقيقية. ذكر العديد من المشاركين للمبتكرة الرئيسية للمحاكاة "جين" أنهم شعروا بالجاهزية عند حدوث الجائحة الحقيقية لأنهم سبق أن مروا بهذا السيناريو. وبالمثل، يمكن للمؤسسات غير الربحية إجراء عمليات محاكاة اجتماعية مع موظفيها ومجتمعاتها لتحسين قدرتهم على التكيف في مواجهة التغيير وإشراكهم في صنع المستقبل المطلوب.

التوفيق بين وجهات النظر المتباينة

التفكير المستقبلي عمل جماعي، وهو في أفضل حالاته يجمع بين وجهات نظر وتجارب متنوعة للغاية. على سبيل المثال، إذا كنت تفكر في مستقبل العمل، فعليك إشراك أصحاب الدراية بالتركيبة السكانية والتكنولوجيا والاقتصاد والسياسة، بالإضافة إلى العاملين في الخطوط الأمامية وفقاً لأنماط عمل جديدة، مثل العاملين المستقلين وممثلي خدمة العملاء الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي. الأمر ليس منوطاً بتوجه واحد في مجال واحد بل بتقاطع توجهات عدة في مجالات متنوعة من المرجح أن تشكل المستقبل. يتضمن تمرين الاستشراف الجيد الاستماع إلى الآخرين والتعلم منهم لفهم تفكيرهم وافتراضاتهم.

إن استخدام إطار زمني كبير في هذه التمارين يساعد الناس على التخلي عن مصالحهم المباشرة ويحثّهم على التفكير في إمكانات جديدة وسيناريوهات جديدة، حتى تلك التي قد تكون "غير واردة" اليوم. قد يكون المستقبل أحد المجالات القليلة الآمنة للمناقشات المشحونة بالانفعالات، إن لم يكن المجال الوحيد لذلك. يرى رئيس بلدية مدينة ويست ساكرامنتو السابق، كريستوفر كابالدون، الذي شارك في جلسة مستقبلية لرؤساء البلديات، الأمر على النحو الآتي: "يحدث الخطأ في المشاركة الأهلية عندما ترتكز في الحاضر، ما يدفع أدمغتنا إلى التوجه نحو الدفاع عن الذات، والقلق بشأن كل ما يمكن أن يحدث من أخطاء، وتنشيط أنماط تفكير قصيرة النظر التي تركز على الخسارة والأنانية والصور النمطية. فبدلاً من الاعتماد فقط على جلسات الاستماع المتعلقة بتقسيم المناطق السكنية التي تأتي بنتائج محبطة متوقعة، فإن تمارين التفكير المستقبلي والمحاكاة الشاملة تنشط خيالنا المتفائل الذي يصب في مصلحة المجتمع".

زرع الأمل بواقعية

تعتمد الدراسات المستقبلية أساساً على الأمل، ففكرة وجود مستقبل في حد ذاتها تدعو للتفاؤل. نحن اليوم غارقون في سيناريوهات ونبوءات مروعة حول نهاية العالم. ثمة توجه لدى بعض الجماعات والحركات إلى التركيز فقط على الرؤى الإيجابية الحالمة للمستقبل، وذلك رداً على حالة الخوف والشلل التي يمكن أن تولدها هذه النبوءات المنتشرة في العالم.

ينطوي تمرين وضع السيناريوهات المستقبلية الجيد على دراسة مجموعة من الاحتمالات بعمق، وعدم الابتعاد عن السيناريوهات الخطرة أو السيناريوهات "غير المتوقعة"، سواء كانت إيجابية أو سلبية. تمكّن منهجية السيناريوهات البديلة التي ابتكرها عالم السياسة جيم داتور من تطوير 4 سيناريوهات نموذجية: النمو (استمرار الأمور على حالها المعتاد)، والتقييد (فرض شروط الضبط بالوسائل السياسية أو الاجتماعية/الثقافية)، والانهيار (انهيار الأنظمة والهياكل القائمة)، والتحول (التحول الجذري في المجتمع والاقتصاد). تسمح هذه المنهجية باستكشاف مسارات متعددة ممكنة وتتحدى الافتراضات القائمة وتحفز التفكير الإبداعي.

في عالم اليوم الذي يمكن فيه للمستقبل الذي يبدو مستحيلاً أن يصبح واقعاً بين عشية وضحاها، يمكن لأدوات الاستشراف أن تساعد مؤسسات القطاع الاجتماعي على أن تصبح جاهزة للمستقبل بتحويلها إلى كيانات تستشعر المستقبل وتضعه في دائرة الاستشعار، إذ ستحول عملية التخطيط الاستراتيجي عبر هذه العملية من ممارسة عرضية ومملة إلى قوة لحشد المجتمعات المحلية للسعي وراء رؤى جريئة لتصبح أطرافاً فاعلة في بناء المستقبل المنشود.

يمكنكم الاطلاع على النسخة الإنجليزية من المقال من خلال الرابط، علماً أنّ المقال المنشور باللغتين محمي بحقوق الملكية الدولية. إنّ نسخ نص المقال من دون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.