كيف نستخدم الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء لتوفير الطاقة في المدن الذكية؟

2 دقائق
إنترنت الأشياء
shutterstock.com/Project Architect
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

أحدث التقدم السريع لإنترنت الأشياء (IoT) ثورة في مختلف جوانب حياتنا اليومية. إذ يؤدي تطبيق تكنولوجيا المدن الذكية إلى تحسين جودة الحياة إلى حد بعيد، ويشمل ذلك تحسين مستويات السلامة وفرص العمل وتكلفة المعيشة والصحة، بنسبة كبيرة تتراوح بين 10% و30%، وفقاً لتقرير حديث صادر عن معهد ماكنزي العالمي (McKinsey Global Institute) ويتجاوز استخدام الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء عمليات البناء، ويمكن الاستفادة منهما في مراحل ما قبل البناء أيضاً.

فمثلاً بوسع طائرات الدرون الوصول إلى المناطق التي يتعذر الوصول إليها وتقديم نتائج أسرع وأكثر دقة بالاستفادة من تقدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لأدوات نمذجة معلومات البناء (BIM) والتوائم الرقمية إنشاء نماذج للأبنية المخطط لها، ما يتيح القدرة على التنسيق الفعال للمشاريع قبل بدء تنفيذها وبالتالي تعزيز كفاءة العمل.

الشبكات الكهربائية الذكية

تبرز الشبكات الكهربائية الذكية بوصفها سمة رئيسية للمدن الذكية، وهي تحلل البيانات التي تجمعها أجهزة إنترنت الأشياء وتستخدمها. حيث تُستخدم هذه البيانات لتعزيز البنية التحتية والمرافق العامة والخدمات، وبالتالي تسهيل تحقيق أهداف كفاءة الطاقة.

يعمل جيل جديد من الشبكات الصغيرة منخفضة الكربون بالاستفادة من تكنولوجيا إنترنت الأشياء على تغيير تصميم المدن ذات الكثافة السكانية العالية وتسهيل تشغيل أنظمة المرافق لتعزيز كفاءة الطاقة. ويمكن للمؤسسات تطبيق حلول فعالة من حيث التكلفة بتنفيذ الشبكات الصغيرة عبر إنترنت الأشياء. تتيح الشبكات الكهربائية الذكية الصيانة التنبؤية وإنشاء مجموعات صغيرة ضمن شبكات كهربائية كبيرة، ما يوفر للمؤسسات مزيداً من التحكم في تحسين إمداداتها بالطاقة.

وعلاوة على ذلك، يمكن للشبكات الصغيرة تقليل الاعتماد على الشبكة العامة وخفض التكاليف من خلال تجنب رسوم استجرار الطاقة في وقت الذروة. ولهذا تمتلك الشبكات الذكية القدرة على إحداث ثورة في توزيع الكهرباء على نطاق عالمي.

التوائم الرقمية

تتيح تكنولوجيا التوائم الرقمية لمخططي المدن والمناطق الحضرية محاكاة المشاريع وتوسعاتها واختبارها قبل بدء التنفيذ على أرض الواقع باستخدام البيانات فور جمعها عبر أجهزة الاستشعار. وتمثل هذه التكنولوجيا أداة مهمة لتقييم الأداء وتحديد المشكلات المحتملة.

ومن الأمثلة الشهيرة على ذلك إنشاء حكومة سنغافورة لنسخة رقمية طبق الأصل لمدينة سنغافورة، ما يمكّن صانعي السياسات من دراسة السيناريوهات المستقبلية ومحاكاة التغييرات قبل تنفيذها.

كما توفر التوائم الرقمية نماذج افتراضية للمدن، تشمل الطرق والمباني والأماكن العامة، وبالتالي تساعد مخططي المدن على تصميم أفضل لأنظمة النقل وتنبيه السكان إلى مستويات التلوث والمشكلات المحتملة الأخرى.

إدارة المرافق التي تعتمد على التكنولوجيا

في مجال إدارة المرافق التي تعتمد على التكنولوجيا، يواصل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء تشكيل المشهد العام من خلال تقديم العديد من المزايا وتمكين مدراء المرافق من تقليل أوجه القصور وانبعاثات الغازات الدفيئة. إذ يمكن لمدراء المرافق ضبط درجة الحرارة والإضاءة بناء على أنماط الاستخدام والإشغال بمساعدة تكنولوجيا الأتمتة والاستشعار المدمجة في أنظمة إدارة المباني، ما يؤدي إلى استخدام أكثر كفاءة للطاقة وخفض التكاليف.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن لمدراء المرافق تطبيق تكنولوجيا تحديد الهوية بموجات الراديو (RFID)، ما يتيح لهم المراقبة المباشرة للأفراد الذين يدخلون ويخرجون من المباني، وبالتالي البدء باتباع نهج خالٍ من انبعاثات الكربون.

ومع الاعتراف المتزايد بالإسهام الكبير للمدن في انبعاثات الغازات الدفيئة، تعمل المدن في جميع أنحاء العالم بنشاط على تسخير تكنولوجيا المدن الذكية. وعلى الرغم من التحديات المرافقة للتقدم التكنولوجي السريع، يجب أن تستمر المدن في استكشاف استخدامات تكنولوجيا المدن الذكية لإنشاء مجتمعات أكثر ذكاء وأماناً وفعالية.