5 مهارات يمكنك اكتسابها من العمل التطوعي

مهارات العمل التطوعي
shutterstock.com/VectorMine
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يعد التطوع ميداناً للتدريب والتعلم واكتساب الخبرات والمهارات الجديدة من إدارة وقت وتنظيم الأعمال مروراً بتحديد الأفكار واكتساب قدرات التفكير النقدي والإنصات وصولاً لفهم تجارب الآخرين على نحوٍ أفضل.

وبقدر ما يمد العمل التطوعي المتطوع بشعور الرضا عن الذات لمدّه يد العون إلى مجتمعه، بقدر ما يتيح له اكتساب مهارات جديدة وخبرات عملية واستكشاف مواهبه الخفية ونقاط قوته وتحرك شغفه للبذل والعطاء.

ما الذي يمكن تعلُمه من العمل التطوعي؟

تمثل المهارات عاملاً أساسياً لتنظيم دورة الأعمال التطوعية بدايةً من تحديد فكرة البرنامج وصولاً إلى النتائج، ويعد اكتساب القدرة على التفكير النقدي وإدارة الوقت بشكل فعال من ضمن أبرز المهارات التي يمكن للمرء تحصيلها من انخراطه في مجال العمل الخيري والتطوع. وفيما يلي مهارات العمل التطوعي الخمس الأساسية التي يجب عليك اكتسابها:

1. التفكير النقدي وحل المشكلات

يقوم التفكير النقدي على تحليل الحقائق بصور عقلانية وموضوعية مع التشكيك في المسَلّمات، ويكون ذلك بهدف فهم مشكلة أو موضوع ما بدقة أو إصدار حكم أو الوصول إلى نتيجة معينة.

وتتضمن عملية التفكير النقدي عادةً خطوات مثل جمع البيانات والمعلومات وطرح أسئلة مدروسة وتحليل الحلول الممكنة.

ويتعيّن على العديد من المتطوعين اتخاذ قرارات حاسمة لإكمال المشروع الخيري بنجاح، وهو ما يتطلب منهم تطوير ملكة التفكير النقدي لديهم. ويوفر ذلك تجربة واقعية لمواجهة تحديات مثل نفاذ المعونات، أو نقص الموظفين، أو ضعف شبكة الإنترنت، يتعلم منها المتطوعون التواصل بوضوح مع أعضاء الفريق والعملاء الآخرين، وإيجاد مخارج من المواقف الصعبة.

2. الإنصات والتواصل

ترتبط مهارة التواصل الفعّال ارتباطاً وثيقاً بمهارة الاستماع. فكيف سيتواصل الأشخاص مع بعضهم البعض إن لم يستمع أحدهم للآخر؟ إذ يمكن لقادة قادة التأثير الاجتماعي الاستفادة من الاستماع العميق لإحداث تغيير في الأنظمة وكسب ثقة الأفراد. وتشير الأبحاث إلى أن جهود الاستماع والمشاركة تؤدي إلى ممارسات أكثر إنصافاً وشمولاً، وتجعل من المشاركين وأفراد المجتمع أكثر قدرة على الدفاع عن أنفسهم ومطالبهم.

إن المؤسسات الخيرية التي تتواصل على نحوٍ جيد تصبح أقوى وأذكى وأكثر فاعلية في تحقيق التغيير الاجتماعي. وينعكس ذلك في قصص نجاح العديد من المؤسسات العاملة في القطاع المجتمعي، والتي تبنت أفكار كبيرة ومبتكرة وجعلتها حقيقة على أرض الواقع، ما يجعل التواصل مهارة أساسية مُكتسبة من التعامل مع الأطفال وكبار السن أو التحدث أمام مجموعة من الأشخاص عبر الهاتف أو الميكروفون.

3. إدارة الوقت والالتزام بالمواعيد

إدراج العمل التطوعي في جدول زمني مزدحم يمكن أن يمثل تحدياً، خصوصاً للشباب الجامعي الذي يجد صعوبة في إيجاد وقت للعمل التطوعي مع إعطاء الأولوية للفصول الدراسية، والنوادي، والوظائف مدفوعة الأجر، لكن التجارب أثبتت أن من يمنحون وقتهم لمساعدة الآخرين يشعرون بامتلاكهم المزيد منه، ومشاركتهم في الأنشطة المجتمعية ستُعلمهم كيفية إدارة الوقت بكفاءة والقدرة على الوصول إلى مكان المناوبة في الوقت المحدد، وتسليم المهام ضمن أطر زمنية معينة.

ويمكن للمتطوع ملائمة العمل التطوعي في جدوله الزمني من خلال التخطيط المسبق للتطوع ووضعه في التقويم الخاص به تفادياً لإدراج أي أنشطة أخرى تقضي على وقت الفراغ المتاح، كما يمكنه البحث عن فرص تطوع من المنزل أو أعمال تطوعية لمرة واحدة تتطلب الالتزام بيوم ووقت واحد فقط، ليسهل عليه تغيير جدوله الزمني لهذا النشاط بدلاً من إعادة ترتيب أسبوعه بالكامل للحصول على التزام أكثر انتظاماً.

4. التكيف

مهارة جيدة أخرى يضيفها العمل التطوعي إلى رصيد الأفراد، وهي القدرة على التكيف. بمجرد الانخراط في مجال التطوع، يجب أن يدرك الأشخاص أن المسائل لا تسير دائماً وفق المخطط له، وعليهم التأقلم مع الظروف المتغيرة حولهم. عالم النفس مثلاً لا يمكنه الجلوس في كبائن زجاجية لتقديم المشورة للمراهقين، ولكن يتعين عليه أيضاً زيارة السجون للتحدث إلى المرضى النفسيين.

كل شخص لديه مهارة يجيدها بطريقة مختلفة عن الآخرين، فالبعض لديه مهارة في جمع التبرعات، والآخر يمتلك قدرة ممتازة على التفاوض، وهناك من يستطيع اقتناص الفرص واتخاذ القرار المناسب بسهولة، فإذا وُظفت هذه المهارات بأسلوب جيد سيكون لها مردودها الإيجابي على الفرد والمؤسسة والمجتمع، لذا يجب على الجمعيات والمؤسسات الخيرية أن تُحسن اختيار المتطوعين، وتضعهم في المكان المناسب لقدراتهم واستعداداتهم وإمكاناتهم المختلفة، وأن تتعامل مع اختيار المتطوع كما لو كانت تبحث عن وظيفة مدفوعة الأجر، فتبدأ بجرْد المهارات الحالية لديها واكتشاف تلك التي تفتقر إليها، ثم تبحث عن الأدوار التي ستساعد في سد الثغرات.

5. توظيف المهارات لتعزيز المسار المهني

تعزز مهارات العمل التطوعي فرص الأفراد في سوق العمل، إذ تميل الشركات إلى استقطاب أشخاص مدفوعين بالحماس والرغبة في تحسين المجتمع، فبحسب تقرير شركة ديلويت (Deloitte) للخدمات المهنية، يعتقد 81% من مديري التوظيف أن مهارات العمل التطوعي يجب أن تُؤخذ في الاعتبار عند اتخاذ قرار التوظيف، ويرى 76% منهم أن امتلاك هذه المهارات يزيد من فرص المرشح لشغْل الوظيفة.

وعليه، يمكن للأفراد الاستفادة من خبرتهم التطوعية وضمها إلى سيرتهم الذاتية كمهارة تمكنّهم من الحصول على الوظيفية التي يسعون إليها. ليس فقط في خطواتهم الأولى بسوق العمل، ولكن حتى عندما يسعون إلى تغيير اتجاه حياتهم المهنية؛ قد يكون اكتشاف الذات حافزاً لهم للتطوع. ومع السعي للانتقال إلى مهنة جديدة؛ هناك العديد من المهارات القابلة للتحويل من العمل التطوعي، فالخبرة التي يمكن للأفراد تطبيقها على وظيفة مستقبلية ستكون عاملاً حاسماً لتطوير مسارهم المهني.

ربما تتضاءل فرص بعض الأفراد في مكان عملهم الحالي، أو أنهم يبحثون دائماً عن شيء مختلف، وقد يمرون في مرحلة استقرار وظيفي أو ببساطة يحتاجون إلى التغيير، فيجدون في العمل التطوعي مساحة لاكتساب مهارات جديدة، والتواصل مع أشخاص جدد، ورد الجميل للمجتمع.