6 نصائح لجذب المتطوعين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي

مواقع التواصل الاجتماعي
shutterstock.com/Andrii Yalanskyi
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

أنا على مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذاً أنا موجود. لا يمكننا اليوم تخيل نجاح شركة أو مؤسسة إلا إذا ربطنا ذلك بمدى تأثيرها وتفاعلها عبر مواقع التواصل ومشاركتها لأنشطتها ورؤيتها؛ إذ باتت تؤدي هذه المواقع دوراً أكبر في بناء قاعدة واسعة من الجمهور المستهدف، وتحقيق عوائد وأرباح مرتفعة، لكن ماذا يعني ذلك للمؤسسات غير الربحية؟

قد تمتلك المؤسسة غير الربحية حسابات على المنصات الرئيسية: فيسبوك وتويتر ولينكد إن وإنستغرام، وتقضي الكثير من الوقت في محاولة لزيادة عدد المتابعين، لكنها تحتاج إلى التركيز على تحقيق أهدافها الفعلية المتمثلة في جذب المتطوعين، وجمع التبرعات، والنهوض بالقضية.

ويعتمد القليل من المؤسسات غير الربحية استراتيجية صحيحة لإدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي وتوجيه النتائج وقياسها، لذا من المهم إعادة تقييم الوضع للاستفادة من مزايا هذه المواقع. ويمكن لهذه المقالة مساعدة أصحاب المؤسسات غير الربحية في اتخاذ قرارات مستنيرة تقود جهودهم نحو نتائج أكبر.

أهمية وجود المؤسسة غير الربحية على مواقع التواصل الاجتماعي

عندما تبحث المؤسسة غير الربحية عن سُبل لتعزيز نجاح برامجها ومبادراتها، تسأل نفسها: هل من الممكن حقاً تلقي التبرعات وحشد الدعم وجذب المتطوعين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي؟ الجواب ببساطة: نعم. توصلت دراسة أجرتها الباحثة الأردنية منتهى الكيلاني عام 2015، بعنوان: دور الفيسبوك في نشر ثقافة العمل التطوعي: دراسة مسحية على عينة من طلبة الجامعات الأردنية في مدينة عمّان، إلى أن “فيسبوك” وسيلة فعالة للترويج لحملات العمل التطوعي، ويسهم في تعريف الطلبة بالمزيد من أوجه العمل التطوعي وإظهار قيمته الإنسانية.

وطُبقت الدراسة على عينة قوامها 414 طالبة وطالبة في الجامعة الأردنية وجامعة الشرق الأوسط لمعرفة مدى نجاح المبادرات الإنسانية وحملات التطوع عبر مواقع التواصل وانعكاساتها في المجتمع، وقدرة هذه المواقع على ترسيخ العمل التطوعي لدى طلاب الجامعات الأردنية، وعبّر المشاركون عن ضرورة نشر مزيد من المعلومات على الفيسبوك حول المؤسسات المعنية بالعمل التطوعي.

يرتبط نجاح المؤسسة غير الربحية بقدرتها على توسيع نطاق تأثيرها وانتشارها، ومواقع التواصل الاجتماعي تساعدها في ذلك؛ إذ بينت دراسة بحرينية بعنوان: دور الإنستغرام في تحفيز الشـباب البحريني على العمل التطوعي، أن أسباب الاعتماد على الإنستغرام في نشر العمل التطوعي تتمثل في سرعة الوصول وسعة الانتشار.

وتتمتع مواقع التواصل الاجتماعي بقاعدة مستخدمين كبيرة يمكن الاستفادة منها لجذب مانحين ومتطوعين جدد؛ إذ سجل أكثر من 4.62 مليار مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي حول العالم في يناير/كانون الثاني عام 2022، أي ما يعادل 58.4% من إجمالي السكان، بحسب تقرير منصة إدارة مواقع التواصل الاجتماعي هوت سويت (Hootsuite) الحالة الرقمية العالمية 2022 (The Global State of Digital 2022).

ويزور المستخدم العادي ما متوسطه 7.5 منصات اجتماعية مختلفة كل شهر، ويقضي نحو ساعتين ونصف يومياً باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى افتراض أن الأشخاص ينامون ما بين 7 و8 ساعات يومياً؛ فهذا يعني أن 15% من أوقات يقظتهم يقضونها باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي.

وبالنظر إلى هذه المزايا؛ يمكن أن تفيد مواقع التواصل الاجتماعي في تنمية شبكة المتطوعين والشركاء من خلال نشر معلومات عن مهمة المؤسسات غير الربحية ورؤيتها، خاصةً أن هذه المؤسسات واجهت أعباءً مالية بسبب جائحة كوفيد-19، وأصبحت قدرتها على جذب المتطوعين واستضافة أحداث جمع التبرعات الشخصية محدودة.

ومن هنا، برز دور مواقع التواصل الاجتماعي كأداة تسويقية فعالة تساعد في تنمية شبكة المتطوعين وجذب مانحين جدد والحفاظ على مشاركة المانحين الحاليين، على سبيل المثال، في عام 2020، نجحت حملة ساعة الأرض التي أطلقها الصندوق العالمي للطبيعة (World Wide Fund for Nature)، في جذب ما يزيد عن 4.7 مليار تفاعل عالمي على مواقع التواصل الاجتماعي، وفعّل الصندوق هاشتاغ #EarthHour لتنشيط المتابعين  وتشجيعهم على  المشاركة في إطفاء الأضواء لمدة ساعة واحدة بهدف رفع الوعي بخطر التغير المناخي.

ومثلت مواقع التواصل الاجتماعي نقطة أساسية للتواصل مع المجتمع والتوعية حول ثقافة التطوع في المنطقة العربية، على سبيل المثال، اعتمدت مبادرة خٌصَل الأردنية التي انطلقت عام 2016، على فيسبوك لجمع التبرعات وتقديم الدعم النفسي لمرضى السرطان؛ إذ تعمل المبادرة على جمْع خُصل شعر طبيعية من المتبرعات لتصنع منها شعر مستعار يُقدم مجاناً للمريضات اللاتي فقدن شعرهن خلال رحلة العلاج.

كيفية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لجذب المتطوعين

في الواقع، كل متابع هو متطوع مُحتمل، وإذا كنت تدير مؤسسة غير ربحية، يمكنك اتباع هذه النصائح لتجنيد أفراد متحمسين لقضيتك مثلك:

1- شارِك بالمحتوى المقنع

أفضل طريقة للتفاعل مع المتابعين عبر الإنترنت وزيادة فرصك في تحويلهم إلى متطوعين، هي نشر محتوى مثير للاهتمام وأكثر إقناعاً، إذ يرتبط نجاح مواقع التواصل الاجتماعي بحاجة الإنسان الأساسية لمشاركة المعلومات مع غيره، وكلما كان المضمون جيداً؛ زادت احتمالية مشاركته مع صديق أو أحد أفراد الأسرة أو إعادة نشره في الملف الشخصي، وبالتالي، إذا كانت مؤسستك غير الربحية قادرة على إنشاء محتوى مقنع باستمرار، فمن المحتمل مشاركته والوصول إلى عدد أكبر من المتطوعين والمانحين حول العالم.

2- انشر تحديثات منتظمة لمشاريعك الحالية

ينجذب المتطوعون إلى مؤسستك غير الربحية إذا نشرت عن أنشطتها باستمرار، ويحتاجون إلى ملاحظة تأثير المؤسسة والفرْق الذي يمكن أن يحدثونه بالانضمام إليها؛ لذا، يجب مشاركة التحديثات بانتظام، بما في ذلك الصور وقصص المتطوعين لتسليط الضوء على الأشخاص الذين يساعدونك في تحقيق مهمة مؤسستك، والتأكّد من وجود خطة محتوى تواصل اجتماعي فعّالة وجدولة منشورات منتظمة باستخدام أدوات برمجية مثل بافر (Buffer).

3- ثقّف جمهورك

يُعد التعليم المفتاح الأساسي لجذب المتطوعين؛ لأنه كلما عرف شخص ما تعقيدات قضية معينة، مثل محنة اللاجئين، أو تأثير التغير المناخي؛ زادت احتمالية مشاركته فيها. لذا يمكنك استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتحديثات التي تنشرها لتثقيف متابعيك حول قضيتك، على سبيل المثال، استخدمت مؤسسة الحفاظ على بريطانيا نظيفة (Keep Britain Tidy) مواقع التواصل الاجتماعي لتشجيع الناس على العمل المجتمعي وتنظيم جمع القمامة المحلية، وحثّت متابعيها على تويتر لالتقاط صور القمامة في مناطقهم ومشاركتها، كما أطلقت منتدى مغلق يساعد الأشخاص في تحويل المحادثات والمناقشات إلى أفعال وتحفيز السكان المحليين للتعاون في المشاريع المستقبلية.

4- حسِّن الملفات الشخصية لمؤسستك

يستخدم الأشخاص الهاشتاغ للعثور على محتوى وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مرتبطة باهتماماتهم، لذا يمكنك استخدام كلمات رئيسية وهاشتاغات ذات صلة لتسهيل عثور جمهورك المستهدف على صفحتك.

5- استخدِم المحتوى المرئياً التفاعلي

يبقى الفيديو أحد أكثر أشكال المحتوى جاذبية، إذ توقعت شركة سيسكو (Cisco) للتكنولوجيا، أن يشكل الفيديو 82% من المحتوى عبر الإنترنت في عام 2021، كما كشفت دراسة جزائرية بعنوان: دور مواقع التواصل الاجتماعي في تنمية العمل التطوعي: دراسة وصفية تحليلية لصفحة فيسبوك جمعية ناس الخير ورقلة، أن أغلب المنشورات التي تحمل نصاً وصور أو مقطع فيديو عن الحملات التطوعية، تحفّز أكثر على التعاون والمشاركة بالعمل التطوعي.

6- أنشِئ مجموعة حصرية للمتطوعين

يضم فيسبوك أكبر عدد من المستخدمين مقارنةً بمواقع التواصل الأخرى، لذا يمكنك إنشاء مجموعة حصرية للمتطوعين يتعرفون من خلالها على مؤسستك، واجعل العضوية فيها مرتبطة بتقديم امتيازات مثل البضائع المجانية والهدايا والحوافز الأخرى، والترويج للفرص المقبلة وتشجيع المؤيدين لمشاركتها مع شبكاتهم الشخصية.

إذن، يتيح تعزيز مشاركة المتطوعين لمؤسستك الاستمرار في الاستفادة من الدعم الذي يقدمه المتطوعون لمهمتك، وكلما زاد عدد المتطوعين الذين يمكنك الاحتفاظ بهم؛ أصبح من الأسهل عليك جمع المؤيدين في فرصة تطوعية أخرى.